فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

صحيفة عبرية: مخطط صهيوني لفصل القدس عن الأحياء العربية

 

السبت 20 من جمادى الثانية1430هـ 13-6-2009م

 

مفكرة الإسلام: كشفت مصادر صحافية عبرية اليوم السبت أن بلدية القدس التي يترأسها المتطرف نير بركات أعدت مخططًا إجماليًا للمدينة يستهدف فصل البلدة القديمة في المدينة عن الأحياء الفلسطينية العربية كليًا, وتوسيع عملية الاستيطان التي تقوم بها حكومة الاحتلال.

وأفادت صحيفة "هاآرتس" العبرية بأن وزير الداخلية "الإسرائيلي" إيلي يشاي طلب من لجنة التنظيم والبناء في منطقة القدس المحتلة تجميد البحث في الخريطة الهيكلية التي قدمتها البلدية، لمعارضته تخصيص مساحات لبناء أحياء عربية في مركزين أساسيين يبعدان عن البلدة القديمة، ويستوعبان 13500 بيت، ويطالب بتقليص مجمل مساحات البناء المخصصة للعرب.

وأضافت الصحيفة: "لكن أهالي القدس المحتلة حذروا في حديثهم للصحيفة من خطورة المخطط، المغلف بمشروع البناء للعرب، إذ إن المقصود من مجمل الخريطة هو الفصل الكلي بين البلدة القديمة في المدينة التي تضم الأماكن المقدسة، وبين الأحياء العربية التاريخية".

قطع البلدة القديمة عن المجال الفلسطيني:

من جانبه اعتبر المحامي سامي أرشيد أن المخطط يدور حول محورين: الأول: هو القطع التام للبلدة القديمة عن المجال الفلسطيني، والثاني: تخفيف التركيز السكاني في مركز المدينة والسماح في البناء في الأطراف الجنوبية والشرقية من شرقي القدس.

يذكر أن الوزير إيلي يشاي، وهو الزعيم السياسي لحركة شاس المتطرفة، كشف في الأسابيع الأخيرة عن مواقف يمينية متطرفة، خاصة في مجال الاستيطان، ودعا إلى تكثيف هدم البيوت الفلسطينية في القدس المحتلة، والإسراع في بناء الأحياء الاستيطانية في المدينة.

كما أعلن في نهاية الأسبوع الماضي نيته توسيع مستوطنات الضفة الغربية ورصد عشرات ملايين الدولارات لتطويرها.

إخطارات بالهدم الفوري لـ88 منزلاً فلسطينيًا بالقدس:

وكانت مصادر فلسطينية قد أفادت بأن الشرطة "الإسرائيلية" سلمت يوم الأربعاء الماضي إخطارات بهدم 88 منزلاً فلسطينيًا بشكل فوري في شرق مدينة القدس. 

وذكرت المصادر أن قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية" داهمت حي البستان من أراضي بلدة سلوان ، جنوب البلدة القديمة من القدس ، حيث سلمت الإخطارات بالهدم الفوري لأصحاب المنازل الفلسطينية.

وقال شهود عيان: إن موظفي بلدية القدس اقتحموا صباح الثلاثاء حي البستان في سلوان بمرافقة قوات كبيرة من الشرطة "الإسرائيلية"، ووزعوا أوامر هدم جديدة قاموا بإلصاقها على جدران بعض المنازل في الحي.

وقال الباحث أحمد صب لبن من مؤسسة «عير عميم» إن الاقتحام بدأ في تمام الساعة الثامنة صباحًا، حيث قام موظفو بلدية القدس بتوزيع 10 أوامر هدم إدارية جديدة في الحي بالإضافة إلى بضع أوامر هدم قضائية بحق بعض المواطنين في حي البستان.

وأضاف أن أوامر الهدم القضائية صدرت بحق المواطنين في الحادي عشر من شهر مايو الماضي بيد أن توزيعها جاء فقط أمس، في الوقت الذي يحق لمن صدر بحقه قرار قضائي بالهدم الاستئناف والاعتراض على القرار خلال 30 يومًا من تاريخ صدور القرار وبالتالي فإن موظفي البلدية قاموا بتوزيع القرارات القضائية بالتزامن مع انتهاء المدة المسموحة للاعتراض عليها، ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق هؤلاء المواطنين.

يشار هنا إلى أن هذه الأوامر الجديدة تأتي تباعًا مع أوامر الهدم القديمة التي استلمها المواطنون في الحي من بعد إلغاء المخطط الهيكلي لحي البستان الذي حاول الأهالي بالتعاون مع مؤسسة البستان الحصول على مصادقة اللجنة اللوائية لتنظيم والبناء عليه منذ عام 2005.

مخطط لإحلال أهالي حي البستان:

وقد جاء إلغاء المخطط من قبل اللجنة لوجود مخطط آخر قامت بلدية القدس بإعداده ليكون بديلاً عن مخطط أهالي البستان، وهو ما يدعى بمخطط سافتي، ووفقا لمخطط البلدية فإن حي البستان يجب أن يزال بالكامل تقريبًا لصالح حدائق عامة ستقام على أنقاض المنازل في المنطقة.

وأكد الباحث صب لبن أن ما يراد من هذه الحديقة العامة المنوي إنشاؤها في حي البستان أن تكون امتدادًا لما يعرف بمدينة داهود الأثرية، وهي بعض ألآثار التي تعمل جمعية "إسرائيلية" خاصة على التنقيب عنها في بلدة البستان وتعرف هذه الجمعية بالعاد، وهي نفس الجمعية التي عملت عبر السنين الماضية على مصادرة والاستيلاء والسيطرة على العديد من البؤر الاستيطانية والأراضي الخالية في بلدة سلوان، وذلك عبر مساعدة الإدارة "الإسرائيلية" بمختلف دوائرها لدعم أهداف هذه المؤسسة الاستيطانية.

من جهته قال فخري أبو دياب رئيس لجنة البستان إنه حصل هو نفسه على أمر هدم قضائي باسمه وباسم زوجته وباسمهما معا لنفس البيت وبالتالي ثلاثة قرارات هدم لمنزل واحد وجميعها صدرت بتاريخ 11/5/2009.

هجمة إسرائيلية على حي البستان:

واعتبر أبو دياب أوامر الهدم هذه بأنها استمرار للهجمة "الإسرائيلية" على حي البستان وفرض أمر واقع على السكان على اعتبار أن السلطات "الإسرائيلية" تضرب بعرض الحائط كل المناشدات والدعوات المحلية والدولية التي صدرت في الماضي بوقف مسلسل هدم المنازل في المنطقة.

وقال: يبدو أن بلدية القدس تنوي تحويل حي البستان إلى عنوان لهدم المنازل والتهجير.

منظمة صهيونية تعرض مساعدة العرب على الهجرة:

على صعيد آخر كشف نائب عربي في الكنيست "الإسرائيلي" أن منظمة يهودية وزعت مناشير لها باللغة العربية في المدينة تدعو المقدسيين إلى المغادرة وتعرض مساعدتهم في السفر لخارج البلاد. 

وجاء في بيان المنظمة أن "ليس للعرب حق في العيش في البلاد استنادًا إلى التوراة والقرآن الكريم"، حسب أهواء وتفسير هذه المنظمة، ونشروا رقم هاتف يمكن للمعنيين بالهجرة الاتصال به للمباشرة بالإجراءات اللازمة.

وقال مواطنون اتصلوا بالرقم المنشور للتأكد من هوية المنظمة التي تقف خلف البيان: إن المتحدث رفض الكشف عن هوية المنظمة، لكنه أبدى استعدادًا لتوفير كافة الإجراءات اللازمة للهجرة والعمل في أي دولة يختارها المعني.

وبعد إصرار المتصلين للحصول على تفاصيل أخرى، دعا ممثل المنظمة إلى لقاء شخصي مع المتصلين لعرض مساعدة المنظمة والإجراءات اللازمة للهجرة وإمكانيات المساعدة.

تمثيل قوي في الكنيست:

وقال النائب جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية أمام الهيئة العامة للكنيست: إن "هذه الدعوات لها تمثيل قوي في الكنيست وفي بلدية القدس.. السياسية "الإسرائيلية" في القدس هي سياسة تطهير عرقي تحت شعار المحافظة على التوازن الديمغرافي".

وأردف: "أهلنا في القدس محرومون من رخص البناء من جهة، ويتعرضون لسياسة هدم البيوت من جهة أخرى، والهدف هو دفع الناس لترك المدينة".

وأوضح زحالقة: "الأصوات التي تدعو للترانسفير والتهجير تتزايد يومًا بعد يوم، وهي ممثلة بقوة في الحكومة الإسرائيلية" بحسب موقع "عرب 48".

وأكد: "يكفي أن ليبرمان هو وزير خارجية إسرائيل، لذا فهذه الدعوات ليست هامشية بل هي التيار المركزي في السياسة الإسرائيلية".

وأضاف زحالقة: "على إسرائيل أن تعرف أنها لن تستطيع تهجيرنا، لا من القدس ولا من الجليل ولا من المثلث والنقب.. قد يستطيعون قتلنا لكن لن يستطيعوا تهجيرنا.. الفلسطيني بعد النكبة لا يرى فرقًا بين الموت والتهجير وبين اللجوء والإبادة وبين الترانسفير والجينوسايد. دعوة التهجير بالنسبة لنا هي دعوة للقتل".

 

.