فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
فتوى فلسطينية بحرمة بيع أو إيجار أي جزء من الأراضي للصهاينة
الأربعاء 6 من ربيع الثاني1430هـ 1-4-2009م
مفكرة الإسلام: جدد الشيخ تيسير رجب التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات فتواه بحرمة بيع الأراضي والعقارات أو تأجيرها للصهاينة أو الرضا بذلك والسكوت عنه, وعد ذلك من كبائر الذنوب.
واستنكر التميمي تصديق بلدية الاحتلال "الإسرائيلي" على بناء 20 وحدة استيطانية على أكثر من خمسة دونمات في سفح جبل الزيتون باتجاه حي الشيخ جراح، بذريعة أن هذه الأرض هي ملك للمليونير اليهودي أرفين موسكوفيتش, وأنه قام بشراء العديد منها من أصحابها في مدينة القدس حسب ادعاءات بلدية الاحتلال.
صفقات مزورة:
وأشار قاضي القضاة إلى أن ادعاءات بلدية "إسرائيل" في القدس المحتلة هي ادعاءات باطلة ومحاولة منهم لتزوير وتزييف التاريخ والحقائق.
ووصف ادعاءاتها بملكية موسكوفيتش للأراضي والعقارات بأنها تمت بصفقات مزورة ومشبوهة ودون علم أصحابها.
ودعا التميمي المواطنين المقدسيين إلى الحذر من أية صفقات بيع مشبوهة لاحتمال التزوير فيها وتسريبها إلى سلطات الاحتلال أو المستوطنين، مجددًا ذلك بيان الفتوى والحكم الشرعي الذي أجمع عليه علماء الأمة وهو "حرمة بيع الأراضي والعقارات أو تأجيرها لهم أو التوسط والسمسرة في نقل ملكية أي جزء من أرض فلسطين للإسرائيليين المحتلين لها، وتسهيل أمره بكافة صوره وأشكاله أو الرضا بذلك والسكوت عنه.
واعتبر ذلك مخالفة شرعية وكبيرة من الكبائر التي حرمها الإسلام وأخرج من يقدم عليها من الدين والملة وخيانة عظمى وخروجاً عن الصف الوطني، فمن يفعل ذلك فيجب نبذه ومحاكمته، فإذا كان هذا الحكم في شأن أي أرض إسلامية، فكيف إذا كانت هذه الأرض في القدس الشريف، وبلد المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، والأرض التي انتهى إليها الإسراء، وابتدأ منها المعراج.
ونبه الدكتور التميمي إلى "أن هذا البيع باطل لا ينشئ حقاً ولا يرتب التزاماً، أما تأجير الأراضي والعقارات لهم للانتفاع بها فيعمل على إيجاد قدم لهم على هذه البلاد والإفساد فيها أخلاقياً وأمنياً وسياسياً". وفقًا لفلسطين اليوم.
وأشار التميمي إلى خطورة هذا التصرف لما ينشأ عنه من تحقيق المقاصد "الإسرائيلية" في تهويد هذه البلاد المباركة، والهيمنة عليها وعلى مقدساتها وإخراج أهلها منها، موضحاً أن حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" اليمينية تسابق الزمن، وتشن هجومًا لتفريغ المدينة المقدسة من أهلها.
وأكد أن القدس ومواطنيها باتوا بين أفكاك العزل والتفريغ والتهويد والجدران، وأصبح الهجوم الإسرائيلي على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية يحمل طابعًا تزييفيًا شاملاً يهدف إلى إحكام الطوق عليها بأحزمة من الأحياء والبؤر الاستيطانية للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.
القدس عاصمة دينية وسياسية لفلسطين:
وشدد قاضي قضاة فلسطين على أن مدينة القدس هي عاصمة فلسطين الدينية والسياسية والروحية، ولاحق لليهود فيها، وهي مدينة محتلة كسائر المناطق الفلسطينية والعربية التي احتلت عام1967م، وقوانين الاحتلال لا تنطبق عليها، وأن قرار ضمها باطل استناداً إلى القرارات الدولية العديدة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بخصوصها.
وطالب التميمي المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته العالمية الخروج عن صمتها المريب أمام ما يجري في مدينة القدس المباركة، وتحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه مقدساتها الإسلامية والمسيحية والضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانها وانتهاكاتها الدائمة بصورة منافية للشرائع الإلهية وللقوانين والمواثيق الدولية المجمع عليها في العالم.
كما طالب زعماء الأمة العربية بتفعيل قرارات قمة الدوحة في مواجهة تهويد القدس ومقدساتها والتصدي للمخططات "الإسرائيلية" التي تسعى لتهجير وتفريغ أهلها.