فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

مصادر: حملات تنصير في الضفة الغربية تحت سمع وبصر حكومة فياض

 

الأحد 23 من جمادى الأولى 1430هـ 17-5-2009م

 

مفكرة الإسلام: أكدت مصادر إعلامية أن محافظة رام الله وضواحي القدس والعديد من مدن الضفة الغربية تشهد حملةً تنصيرية غير مسبوقة من قبل جمعية نصرانية لها أجندة سياسية وأهداف مشبوهة.

ووفقًا لموقع فلسطين اليوم فإن "جمعية الكتاب المقدس الفلسطينية" تتبع سبل التغلغل في المجتمع الفلسطيني مستغلة الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها المسلمون الفلسطينيون في الأراضي المحتلة, في محاولة لتنصيرهم.

ونشر الموقع لوحة دعائية عملاقة تحمل آية من آيات الإنجيل من سفر أشعياء جاء فيها: "أنه سكب للموت نفسه, وأحصي مع إثمه وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين".

وقال الموقع: إن هذه الجهة تستغل لنشر حملاتها، الفسحة الواسعة التي تمنحها إياها حكومة رام الله، وتفتح لها أبواب المدن والقرى الفلسطينية لتمارس دعايتها كما تشاء أمام الجمهور الفلسطيني.

فيما قال شهود عيان: إن أغلب مداخل ومخارج مدينة رام الله فيها لوحات دعائية ضخمة تحمل آيات من الإنجيل, في الوقت الذي كثيرًا ما يبث تليفزيون فلسطين التابع لحركة فتح وقائع لاحتفالات نصرانية وكنسية من بيت لحم وغيرها.

اعتداء على عقيدة المسلمين:

من ناحيته، قال الدكتور حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في حكومة غزة: "ليس غريبًا على حكومة فياض أن تدعم جهات نصرانية، وهي التي ارتضت لنفسها أن ترتمي في أحضان الاحتلال وتعمل ضد أجندته في ملاحقة فصائل المقاومة، ورعت احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية واستقطبت الفرق الراقصة والحفلات الماجنة".

واستنكر "الجوجو" هذا العمل الذي تقوم به هذه الجهات بدعم حكومة فياض "المحسوب على المسلمين في شهادة الميلاد" على حد تعبيره، محذرًا من خطورة هذا الأمر وصعوبته في الاعتداء على عقيدة المسلمين، والأصل أن يتداعى جميع الدعاة المسلمين لهذه الأعمال، وأن يصدروا بيانًا وموقفًا في مثل هذه القضايا الحساسة.

غياب العلماء الربانيين:

وانتقد الجوجو رجال الدعوة في الضفة الغربية لسكوتهم غير المبرر على مثل هذه الأعمال، قائلاً:" الأصل أن يقوم رجال الدعوة بواجبهم، وأن لا يرتموا في أحضان السلاطين، ولكن ليس غريبًا عليهم أن يسكتوا عن هذه الأعمال، وقد سكتوا سابقاً".

وشدد الجوجو، على ضرورة أن تكون هناك متابعة جيدة من قبل العلماء في الضفة الغربية وقطاع غزة ومحاولة وقف هذه الحملات والتصدي ليها.

وأضاف: يجب أن يتابع الإعلام هذه الحملات، ولابد أن يتعامل معها العلماء بشكل واضح وبين, وأن يعلنوا موقفهم الرافض لها بشكل قاطع وعاجل.

كما وجه الجوجو انتقاده لعلماء قطاع غزة لغيابهم عن مثل هذه القضايا وتغييب رابطة علماء فلسطين، ورابطة الجامعة الإسلامية، وعدم إصدار فتوى وموقف واضح منها.

وأكد الجوجو أن سكوت علماء غزة هو ما يبرر لفياض دعم هذه الحملات لأنه لا يرى أي استنكار أو فتوى بخصوص هذه القضايا، مشيرًا إلى أن سكوت علماء الضفة الغربية قد يكون مبررًا بسبب ارتباط جيوبهم بحكومة فياض، أما سكوت علماء غزة فهو غير مبرر.

وعن سبب عدم اهتمام علماء غزة بهذه القضايا، أوضح الجوجو أن السبب يرجع إلى عدم متابعتهم لمثل هذه القضايا، واعتبار أنها ليس أولويات بالنسبة لهم، على العلم أنها أولوية كبرى وخطيرة.

حكومة فياض تغلق 103 جمعيات خيرية:

وكانت حكومة "سلام فياض" قد أعلنت في العام 2007 بعد تعيينها مباشرة أنها قررت حل 103 جمعيات خيرية وهيئات أهلية بسبب ما أسمته "دواع قانونية".

وقال فياض: إن وزير الداخلية في حكومته وقع على قرار إغلاق 103 جمعيات خيرية وهيئات أهلية بزعم "مخالفة الجمعيات المشمولة للقانون في أنشطتها وارتكاب مخالفات قانونية ومالية وإدارية جسيمة الأمر الذي تطلب تدخلاً حاسمًا لإعادة القانون إلى نصابه".

وأضاف فياض أن القرار بلغ إلى إدارات هذه المؤسسات فيما ينتظر أن تصدر قائمة بأسمائها في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن إجراءات عملية ستشرع حكومته باتخاذها لوضع القرار موضع التطبيق.

وقد أثار هذا القرار حينها استنكار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة معتبرة أنه "قرار سياسي هدفه تركيع وتجويع أبناء شعبنا ومزيد من الضغط والعزل لحركة حماس".

وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم الحركة: "ننظر بخطورة بالغة إلى الحرب التي يشنها محمود عباس وسلام فياض على أبناء وقيادات ومؤسسات وأنصار حركة حماس بما فيها المؤسسات الخيرية التي تعيل أسر الشهداء والأسرى وجرحى الانتفاضة والأيتام".

وأضاف: إنها خطوة "لم يسبق لها مثيل وفاقت تصرفات الاحتلال"، مشيرًا إلى أنها "تمثل مدى الانصياع التام والولاء المطلق من قبل محمود عباس وسلام فياض للإملاءات الصهيونية والأمريكية من أجل تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني لإرضاخه للقبول بأي حلول هزيلة تنجم عن محادثات لقاء الخريف المقبل".

وشدد برهوم على أن هذه المؤسسات، التي تم إغلاقها من قبل "حكومة" فياض هي مؤسسات خيرية بحتة تخدم الكل الفلسطيني ومرخصة وحسب القانون وخاضعة لكل قوانين الرقابة الفلسطينية، "وذرائع فياض لإغلاقها ذرائع واهية الهدف منها تقويض وعزل حركة حماس والمستفيدين من مؤسساتها خدمةً لمصالحه الفئوية والحزبية بأوامر من الاحتلال".

ولفت المتحدث باسم حركة "حماس" الانتباه إلى أن قرار إغلاق المؤسسات الخيرية هو "تدمير حقيقي للمصالح الوطنية الفلسطينية وتعزيز للأزمة الداخلية ويأتي في إطار الضغط الأمريكي الصهيوني الفلسطيني على حركة حماس لعزلها وتقويضها خدمة للاحتلال الصهيوني".

وحمّل برهوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وسلام فياض المسئولية الكاملة عن "حرمان آلاف الفلسطينيين المستفيدين من هذه الجمعيات وما يترتب عليها من أزمة إنسانية واجتماعية تضيف معاناة جديدة لأبناء شعبنا".

 

.