القدس والأقصى / حقائق مقدسية

المدرسة التنكزيَّة في القدس تحول إلى كنيس يهودي

 

 

المدرسة التنكزيَّة في القدس تحول إلى كنيس يهودي

 

 

 

المدرسة التنكزية من المدارس الشهيرة في القدس ، وهي تقع عند باب المسجد الأقصى المعروف بباب السلسلة ، ومبناها الذي لا يزال قائماً حتى اليوم يقدم أفضل الأمثلة على المدرسة ذات التخطيط المتميز في مدينة القدس ؛ وواجهة المدرسة الشمالية تُطِل على ساحة صغيرة بباب السلسلة ، وواجهتها الشرقية تطل على رواق المسجد الأقصى، والواجهة الجنوبية تُشرِف على حائط البراق ، والواجهة الغربية على المباني المجاورة لها ، وقد تجلى الفن المعماري المملوكي بصورة رائعة في بناء المدرسة الذي حفل بالزخارف التي تزين بوابتها العالية والأحجار الملونة .

أنشأها الأمير سيف الدين تنكز بن عبد الله الناصري ، ووقفها في سنة ( 729 هـ/1328م ) كما هو ثابت في نقش كتابي كتب على واجهتها الخارجية ، فوق الباب الشمالي ؛ وقد وصفها " مجير الدين الحنبلي " في الأنس الجليل( 2/78 ) بأنها مدرسة عظيمة ليس في المدارس أتقن من بنائها ووقف الأمير تنكز الأوقاف الكثيرة على مدرسته هـذه ،والتي تضم خانقاه وداراً للحديث ، وداراً للقرآن ، ومدرسة . وكان في داخلها مسجدا يوجد عليه نقش كالتالي : "البيت الحرام أول مسجد وضع على وجه الأرض واختار لعبادته مواطن لإقامة السنن والفرائض وجعل هذا المسجد جار المسجد الأقصى ونعم الجار الطاهر، وأجرى لبانيه جزيل الثناء والثواب الوافر، لقوله تعالى: إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر. اختار لعمارة بيوته من رضي فعله وقوله وأطال بالسعد والبذل طوله" وقد قامت هذه المدرسة بدورها في الحركة العلمية في بيت المقدس وتولى مشيختها والتدريس بها عدد من العلماء ، وكان بعضهم يدرس بالمدرسة الصلاحية والمعظمية وذلك إلى جانب التدريس بالتنكزية ومنهم .

- القاضي علاء الدين بن منصور المقدسي (666 هـ 748 هـ / 1267م 1347م) .

- الشيخ صلاح الدين أبو سعيد  العلائي (694 هـ 761 هـ / 1294 م 1359م).

- الشيخ شهاب الدين محمود الأسدي  المقدسي ، تولى مشيخة التنكزية بعد وفاة العلائي سنة (761هـ 1359 م ) بتفويض متقدم من الشيخ العلائي .

- وذكر مجير الدين الحنبلي أن الشيخ الحافظ جمال الدين أبا محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال المقدسي الشافعي ، درس بالمدرسة التنكزية بالقدس الشريف بعد وفاة العلائي ، واستمر مشتغلاً بالتدريس إلى أن توفى سنة ( 765 هـ / 1363م ) وهو مؤلف الكتاب المشهور " مثير الغرام إلى زيارة القدس والشام " والذي يعد من المصادر الرئيسة لدراسة تاريخ القدس ، وقد نقل عنه مجير الدين الحنبلي صاحب الأنس الجليل وشمس الدين السيوطي مؤلف " إتحاف الأَخِصَّا في فضائل المسجد الأقصى " .

- الشيخ وشمس الدين بن النقيب المتوفي سنة ( 877 هـ 1472 م ) الشيخ محمود بن القاضي أحمد الديري عين بها قارئا سنة  ( 971 هـ)

- الشيخ أحمد الشهابي ابن الشيخ أحمد تنكز .

- الشيخ محمد بن حافظ السروري المقدسي بن غانم المتوفي سنة  (1089 1678 م)

واستمرت تؤدي دورها حتى أواخر القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي . ثم اتخذت هذه المدرسة مركزاً للقضاة والنواب ، وديواناً للقضاة ، ودار سكن لهم في عهد السلطان قايتباي ، ثم عادت لتقوم بدورها الفكري في أواخر القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي . ثم حولت إلى محكمة شرعية في العصر العثماني ثم اتخذت مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي.

وفي سنة 1969 م ، قامت السلطات اليهودية باحتلالها والمرابطة فيها ، وحظر الصهاينة على أي أحد الدخول إليها، وأصبحت ثكنة عسكرية يحتلها الجيش الصهيوني ويغلق أبوابها ويقيم على أسطحها المتاريس وينصب الرشاشات والأسلحة، وفي شهر آذار (مارس) 2006م افتتح الرئيس الصهيوني كنيساً يهودياً أسفل المدرسة التنكزية، وبعد أشهر واصل المحتلون استهدافهم للمدرسة، فافتتحوا ما أطلقوا عليه اسم (متحف قافلة الأجيال) مكون من سبع غرف تعرض فيها تاريخ القدس من وجهة نظرة صهيونية، بواسطة وسائط إيضاح وعروض الصوت والضوء ، وما زالت رشاشات جنود الاحتلال مصوبة من فوق هذه المدرسة التي كانت في العصور الماضية منارة ثقافية، نحو ساحات المسجد الأقصى.

قام الاحتلال اليهودي وضمن إجراءاته في تغيير معالم القدس وتهويدها  بتحويل مصلى المدرسة التنكزية - الواقع ضمن حدود المسجد الأقصى والمشمولة ضمن الجدار الغربي للمسجد الأقصى – إلى كنيس يهودي ، وحددوا موضع سلة المهملات في منبر المسجد ، وجعلوا حائط المنبر  مساحة حرة لرسومات جنودهم  الخبيثة  - والصور المرفقة توثق تلك الممارسات – وعلى مدار سنين الاحتلال أعيق ترميم المدرسة وصيانتها ومنعت دائرة الأوقاف من متابعة هذا الوقف وحمايته !!

 عيسى القدومي

 

 

 

 

 

 

 

 

.