فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
قرصنة صهيونية في عرض المتوسط
قرصنة صهيونية في عرض المتوسط
غزة – ساهر الحاج – مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
ارتكبت القوات الصهيونية في عرض البحر المتوسط حماقة ضد قافلة الحرية التي جلبت معها مواد إنسانية لأهلنا في قطاع غزة ، لكن هذه القافلة اصطدمت بترسانة عسكرية تعاملت مع المتضامنين وكأنهم جيش منظم وقامت بعمليات إنزال شوهدت عبر الفضائيات ، في صورة تعبر للجميع عن مدى فظاعة الاحتلال الصهيوني الأمر الذي أدى إلى قتل وإصابة العشرات من المتضامنين الذي قطعوا البحر لتوصيل المعونات إلى أهلها ، وهذا يعطي المدلولات الآتية :
- فضحت هذه العملية المحتل الصهيوني ، وبينت مدى وحشيته فالاعتداءات التي تمت هي اعتداءات ضد أطراف مدنية ، ولم يكونوا مسلحين ، ولكن أراد المحتل الصهيوني أراد أن يعاقب حتى من يتضامن مع قطاع غزة ، وهذا العقاب كان القتل في عرض البحر ، وليس غريب هذا على اليهود الذين قتلوا الأنبياء وتميزوا بهذه الصفة الإرهابية ، فمن يقتل الأنبياء ليس غريبا عليه أن يقتل المتضامنين الذين يحملون صبغة إنسانية ولكنهم لم يواجهوا طرفاً إنسانياً ! .
- الرسالة القوية التي أرسلتها هذه القافلة برغم الدماء التي سقطت هي أن هناك حصار في قطاع غزة وأن هناك مليون ونصف المليون من السكان في قطاع غزة يعانون الأمرين بسبب الحصار المفروض عليهم ، فالكيان الصهيوني خسر المعركة الإعلامية ، وذلك من خلال القرصنة التي قام بها فهناك العديد من الإعلاميين المخضرمين كانوا على متن السفن التابعة للقافلة ورأوا بأم أعينهم ماذا يعني الاحتلال الصهيوني .
- أظهرت هذه العملية مدى فظاظة الولايات المتحدة ، وكيف تتعامل مع المجازر الصهيونية ، ولعله من الخطأ التعامل مع الولايات المتحدة على أنها طرف محايد ، فمما تميزت به تصريحات البيت الأبيض أنها تفهمت لماذا أقدمت القوات الصهيونية على هذه الخطوة ، وحقيقة لابد دوما من التذكير عندما تقوم القوات الصهيونية بمجزرة ، فهناك من يمتهن المجازر بامتياز ضد الموحدين في العراق حيث سقط أكثر من مليون عراقي بسبب الأمريكان ناهيك عن قتل المدنيين المتواصل في أفغانستان وليتهم يحظوا بتغطية إعلامية ، لتكشف للجميع فظاعة الاحتلال .
- أثبتت هذه الحادثة كما أثبتت العديد من الحوادث عن مدى البون الشاسع بين الأنظمة الحاكمة وبين الشعوب ، فالشعوب تعمل جاهدة على يقظة الأمة ، ولكن كانت التصريحات العربية على استحياء ، لا تنسجم مع الشريعة الداعية إلى نصرة المسلمين المستضعفين في قطاع غزة ، بل حتى لا تنسجم مع الشارع العربي .
- نذكر دوما بأنه من الخطأ بمكان التعويل على مجلس الأمن الدولي أو منظمة الأمم المتحدة ، فهذه المؤسسات ساعدت وتساعد على قيام الكيان الصهيوني بقرصنته في عرض البحر ومجازر ضد المدنيين فالكل يجمع على أن ما قامت به القوات الصهيونية ما كانت لتقوم به لولا وجود دعم دولي لها ، وإن لم يكن ظاهراً أمام الإعلام ، فالمجتمع الدولي هو من يكيل بمكيالين ، ويكفي أن يقف المتحدث باسم الكيان الصهيوني ويقول ليس لدينا مشكلة دبلوماسية في الوقت الحالي وسنتجاوز هذه الأزمة .
- العلاقات الدولية بين تركيا والكيان الصهيوني هي علاقات كانت متينة خلال الفترة الماضية ، فهي علاقات عسكرية وإستراتيجية وتجارية تقدر بالمليارات ، في ظل إهمال للوزن التركي عربياً ، لكن ما نتمناه أن تقطع هذه العلاقات أولاً وأن يتم تعزيز الدعم التركي لأهلنا في فلسطين من منطلق شرعي إسلامي صرف .
- أخطر أمر في هذه العملية هو أن يحقق الكيان الصهيوني أهدافه من وراء هذه القرصنة ، و أبرز هذه الأهداف يتمثل في وقف قوافل كسر الحصار المتجهة تجاه غزة ، ويعلم الكيان الصهيوني أن ما يثار الآن عبر وسائل الإعلام هي عبارة عن زوبعة في فنجان ستستمر لعدة أيام ثم تنتهي ، لكن بعدها هل هناك سيكون قوافل لكسر الحصار تتحدى الرصاص الصهيوني المستمر على قطاع غزة ، لكن ما نتمناه هو ألا تخمد الخطوات العملية لكسر الحصار عن قطاع غزة الذي يعاني ولا زال يعاني لا لشيء إلا بسبب ثباتهم وصمودهم وتحديهم للصلف الصهيوني الجائر .
.