فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

الهيكل اليهودي

الهيكل عند اليهود هو بيت الإله ومكان العبادة وكلمة هيكل (إيكال) كلمة من مصدر سومري ونقلت إلى الفينيقية ثم العبرية ثم العربية وهي تعني البيت والتصقت هذه التسمية بكل مكان كبير للعبادة ، هناك كثير من اليهود يقولون بأنه لم يكن لهم مكان عبادة مقدس ثابت منذ عصر موسى عيه السلام إلى عصر سليمان عليه السلام.

 

بل كانت لوحات الوصايا العشر توضع في تابوت كان يعرف باسم تابوت العهد هذا التابوت خصصت له خيمة الاجتماع  ترحل مع اليهود أينما رحلوا.

 

وجاء تأسيس الهيكل ليكون المكان المفضل لوضع تابوت العهد وليكون بيتاً لرب اليهود نتيجة تأثر اليهود بالحياة الحضرية عندما دخلوا مع يوشع بن نون عليه السلام من أرض التيه، وشيد سليمان عليه السلام الهيكل على أرض غير معلومة في القدس بل لا يوجد دليل – كما يقول الأثريون – على أن الهيكل الثاني شيد في موضع الهيكل الأول.

 

والذي يظهر لي – والله أعلم – أن الذي بناه سليمان عليه السلام هو المسجد الأقصى الذي امتثل أمر أبيه داود عليه السلام.

 

وتاريخ الهيكل في القدس هو منعطف في تحول عبادة اليهود إلى العبادة القربانية المركزية وتعد قضية الهيكل وإعادة بناءه من أهم القضايا المثارة بين اليهود بقسميهم الصهاينة وغير الصهاينة فالصهاينة يعتبرون الهيكل قضية محورية وغير الصهاينة يعارضون فكرة العودة وبالتالي الهيكل.

 

وينتج ولع اليهود الشديد في إعادة بناء الهيكل بسبب ورود الكثير من النصوص في توراتهم المحرفة عن أرض الميعاد والمعبد الذي هو الهيكل وهذا ما نجده في الأسفار الخمسة الأولى من التوراة ويردد أساطين الصهيونية في هذا العصر أمر الهيكل دائماً فابن جوريون يقول (لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل) ورددها بعده مناحيم بيجن، وقد أثبت زعماء اليهود بعدهم بشكل عملي أن هذه العبارة هي محور التحرك السياسي والعسكري طوال سني الصراع.

 

إن الهيكل بلغ عند اليهود المعاصرين منزلة جعلتهم يتخذون منه رمزاً منقوشاً على العلم الإسرائيلي أنه (نجمة داود السياسية) مع وجود دلالة جدل شديد في صحة نسبتها إلى داود عليه السلام عند اليهود لعدم وجود دلالة تاريخية قوية  ونحن بدورنا ننزه داود عليه السلام من نسبة هذا الشعار إليه لأنه دائماً ما يذكرنا بالشر والقتل والدمار،  لكن النجمة السداسية بعد ديني يرمز إلى الهيكل ولو حصرت رؤوس هذه  النجمة في نقطة لتبين أنها ترمز إلى الخيمة التي كان تابوت العهد يوضع فيها.

 

ولم يخجل الجنود من أن يتخذوا هذه النجمة شارة لهم في الدبابات والخوذات والكابات والقبعات العسكرية وأن تتصدر الكنيست والعلم الوطني لهم، وإن مجرد تسمية اليهود دولتهم بإسرائيل دليل واضح على أن هذا الكيان قام على خلفية عقائدية دينية تدعمها نصوص التوراة والتلمود.

 

 

 

 

 

عبد الرقيب العزاني      

 

 

 

.