فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
مصادر تركية: الرد على إسرائيل سيكون مدروسًا ومؤلمًا
الثلاثاء3 من رجب1431هـ 15-6-2010م
مفكرة الإسلام: أكدت مصادر دبلوماسية في تركيا أن ثمة إعادة نظر جدية للغاية في أنقرة للعلاقة مع "تل أبيب" وطريقة التعامل معها.
وأشارت المصادر، وفق ما أوردته صحيفة "القدس العربي" اللندنية، إلى أنه قد تكون هناك مصالح تركية مع "إسرائيل" لكنها لن تكون على حساب الكرامة التي تعتبرها تركيا أهم من أية مصلحة هنا أو هناك.
وأوضح السفير السوري في تركيا، نضال قبلان أن تركيا دولة عملية وواقعية وأنه علينا ألا نتوقع إجراءات تركية من قبيل فورة الدم أو ردة الفعل العاطفية وإن كانت العواطف مشحونة ضد "إسرائيل".
وأضاف أن ردة الفعل على الإرهاب "الإسرائيلي" لا تأتي بالعواطف بل بإجراءات مدروسة ومؤلمة دون تعريض المصالح الإستراتيجية التركية لضرر كبير.
وقال السفير قبلان إن ما سيرسم العلاقة التركية "الإسرائيلية" المستقبلية هي الممارسات "الإسرائيلية" على الأرض، مشيرًا إلى أن هناك إجماعًا رسميًا وشعبيًا وإعلاميًا تركيا على أن تدفع "إسرائيل" ثمن جريمتها الأخيرة.
ولفت إلى أن تركيا ألغت ثلاث مناورات مشتركة كانت مقررة مع تركيا وأن جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية التركية تراجع الآن ما هو قائم من اتفاقيات مع "إسرائيل" لإلغاء ما يمكن إلغاؤه، لأن تركيا وحسب قوله تشعر بأن "إسرائيل" قد تجاوزت الخطوط الحمراء.
أردوجان: تركيا صداقتها قوية ولكن عداوتها شديدة
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان قد أكد أن ما ارتكبته "إسرائيل" بالاعتداء على أسطول الحرية كان عملاً دنيئًا، وعلى "إسرائيل" أن تتحمل العواقب ولا تواصل ارتكاب الأخطاء.
وأوضح رجب أردوجان أن الثمن سيكون فادحًا بعد ارتكاب هذه المذبحة بحق النشطاء والمتضامنين مع شعب غزة، مشيرًا إلى أن "تل أبيب" تقف معزولة أمام العالم اليوم بعد الجريمة التي ارتكبتها.
وقال: "نحن كتركيا موقفنا بالنسبة لفلسطين وغزة هو أننا لن ندير ظهرنا لمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع ولن نغمض أعيننا عما يتعرضون له من معاناة"، لافتًا إلى أن السلام العالمي أصبح جريحًا للغاية.
ودعا أردوجان كافة الدول التي لها من رعاياها عناصر كانت تشارك في أسطول الحرية أن تتخذ رد فعل حاسم إزاء الجريمة التي وقعت، ملمحًا إلى أن اتصل بالمستشارة الألمانية ورئيس الوزراء البريطاني من اجل بحث تداعيات الموقف، وأكد أن "إسرائيل" بانتهاكها لحقوق الإنسان والقانون الدولي تكون قد وضعت نفسها تحت طائلة مغبة نفاد صبر تركيا لأن تركيا صداقتها تكون قوية ولكن عداوتها تكون شديدة كذلك.
وشدد على أن التحرك الذي قامت به السفن المشاركة في أسطول الحرية كان قانونيًا وأن الاعتداء على هذه القافلة يعتبر انتهاكًا لفلسفة الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأضاف أردوجان: "أنا واثق أن مواطنينا سيلتزمون بصوت العقل والتحركات السليمة وسيحرصون على إدراك حقيقة أن أسس المحبة والصداقة ستتغلب على أية مشاعر أخرى، ومن وقفوا وراء هذا الاعتداء غير القانوني الذي وقع، نقول لهم إننا سنظل ندعم الحقوق الشرعية والأساليب القانونية، ولن نتراجع عن الوقوف إلى جانب السلام والعدالة، وبالنسبة للمظلومين في غزة فإننا سنقف بجانب المدنيين والأبرياء دومًا وسندعمهم، وهذا ما جعلنا على مر التاريخ نشعر بالفخار والاعتزاز".
وأردف: "من فقدوا حياتهم في هذا الاعتداء "الإسرائيلي" نطلب من الله أن يتغمدهم برحمته، وندعوا كذلك بالشفاء للجرحى والمصبين وقد اتخذنا كل الإجراءات لنقل الجرحى إلى البلاد، ونحذر من أي موقف سلبي تتخذه "إسرائيل" بهذا الصدد لأنه سيعمق الأزمة بصورة أكبر".
وتابع أردوجان: ""إسرائيل" لن تستطيع أن تقف في وجه العالم بدون أن تقدم اعتذارًا حقيقيًا عما ارتكبته، لأن تصرفات الحكومة "الإسرائيلية" تسيء إلى "إسرائيل" وشعبها قبل أن تسيء إلى أي أحد آخر".