فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

حكومة الاحتلال تسعى لتنفيذ أكبر مخطط استيطاني منذ النكبة في الضفة

الأحد 24 من ربيع الثاني1430هـ 19-4-2009م

 

مفكرة الإسلام: تبدأ سلطات الاحتلال خلال الأيام القليلة المقبلة في "طرح عطاءات لتنفيذ مشاريع أكبر مخطط "إسرائيلي" استيطاني منذ النكبة في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، بكلفة بليون ونصف البليون دولار على مدى خمس سنوات".

ويصنف المخطط قيد التنفيذ "كأضخم المشاريع الاستيطانية التي استهلت الحكومة اليمينية الجديدة أولى مهامها بالتصديق عليه، بعدما جرى وضع أسسه الهيكلية أواخر أيام الحكومة السابقة"، وفق مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق في القدس المحتلة خليل التفكجي.

ومن المقرر أن يمتد المشروع من "اللطرون إلى الجانب الشرقي من القدس المحتلة حتى منطقة بيت لحم، ويشمل إقامة بنية تحتية للمستوطنات وسكة حديدية للربط بينها تمتد بين بيت لحم والقدس، إضافة إلى إقامة مصانع خاصة لليهود".

غير أن الهدف الأكثر خطورة من وراء المشروع يرمي إلى "زيادة عدد اليهود في المدينة المقدسة، عبر إقامة المستوطنات ونقل يهود من منطقة الساحل إلى القدس، بعدما توجه قرابة مليون إسرائيلي في أوقات سابقة من داخل المدينة المقدسة إلى منطقة الساحل، وهم الآن يريدون إعادتهم مجدداً إلى القدس مع منحهم الامتيازات".

تهويد القدس:

وقال التفكجي: إن المشروع "يهدف إلى تهويد القدس وجعلها "رأس وقلب دولة إسرائيل"، كما يردد ساستها مؤخراً، مقابل تخفيض عدد العرب إلى 12 % عبر الإجراءات والممارسات العدوانية".

وأضاف: إن "وتيرة الحركة الاستيطانية في القدس المحتلة آخذة في التسارع كرد "إسرائيلي" على إعلانها عاصمة الثقافة العربية، للتأكيد على أن القدس ستبقى "عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل"، لا يحكمها سوى قانون "دولة" إسرائيل". حسب زعمهم.

وأضاف إن "ما يحدث في القدس المحتلة يأتي ضمن سياسة واضحة وضعت من قبل بلدية القدس اليمينية الجديدة بدعم من الحكومة اليمينية المتطرفة والأحزاب الأخرى بمختلف توجهاتها لحسم قضية القدس قبل مفاوضات المرحلة النهائية" (التي تشمل إلى جانبها قضايا اللاجئين والحدود والاستيطان والمياه والأمن).

وقال: إن "سلطات الاحتلال تريد حسم الصراع على القدس بقوة المال وإجراءات التهويد والسيطرة تزامناً مع استغلال ضعف القوة الفلسطينية والانقسام الداخلي والوهن العربي".

انتهاكات ضد الأقصى:

وأشار إلى "الانتهاكات الإسرائيلية المتواترة ضد المسجد الأقصى، والتي كان آخرها محاولة المتطرفين اليهود اقتحامه لولا الحشود الفلسطينية المقاومة التي تصدت لعملية الاعتداء"، لافتاً إلى أن "الاعتداءات لن تتوقف بل ستتكثف في المرحلة المقبلة لزعمهم أن المسجد الأقصى هو مكان إقامة "الهيكل المزعوم".

وحذر من "خطورة المشاريع الإسرائيلية الرامية إلى حسم الديموغرافيا في القدس المحتلة لصالحها"، مشيراً في هذا السياق إلى "وجود 15 – 20 ألف منزل في المدينة المقدسة مهددين بالهدم، بعدما هدمت أكثر من 762 منزلاً خلال الفترة الواقعة بين عام 1994 وحتى بداية الشهر الجاري بحجة عدم الترخيص". وفقًا للقدس.

وقال: إن "القدس المحتلة تتعرض حالياً لحملة تهويدية متواترة بالتطهير العرقي والاستيطان وتضييق الخناق على سكانها العرب الفلسطينيين، عبر مصادرة الأراضي وهدم المنازل وسحب الهويات التي بلغ عددها منذ العدوان الإسرائيلي عام 1967 وحتى اليوم أكثر من 8 آلاف هوية".

وأضاف أن "المخطط الإسرائيلي يهدف إلى فصل نحو 180 ألف مقدسي عن سكان الضفة الغربية، بعدما أبعد قرابة 521 ألف خارج جدار الفصل العنصري مهددين بسحب الهويات، بينما تهدد سلطات الاحتلال قرابة 50 ألف مقدسي بالترحيل عن القدس المحتلة لأنهم لا يحملون هويات".

وتوقع "توسعاً استيطانياً مكثفاً في القدس المحتلة خلال الفترة المقبلة لتغيير الحدود السياسية والأوضاع الجغرافية والديموغرافية للمدينة المقدسة لتضم في النهاية أغلبية يهودية مطلقة بحوالي 88% مقابل تخفيض عدد العرب إلى 12% فقط، مع عزل الفلسطينيين وضم الكتل الاستيطانية، وبناء الجسور والأنفاق التي ستخصص لليهود وحدهم".

مستوطنات جديدة:

ولفت إلى "مخطط إسرائيلي لإقامة مستوطنات جديدة داخل حدود بلدية القدس، إلى جانب توسيع مستوطنات قديمة، بهدف فرض الحقائق الاستباقية على الأرض وحسم القضية لصالح الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية المشروعة".

ودعا إلى "الاستفادة من الأجواء المصاحبة لإعلان القدس عاصمة للثقافة العربية من أجل الضغط لجهة وقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتواترة ضدها، ومساندة مؤسساتها ودعم صمود هيئاتها وفعالياتها ومحاولة إيجاد توأمة بين المؤسسات الثقافية والعربية والمقدسية والإسلامية، وباستثناء ذلك فإن قضية القدس مرشحة للانتهاء مع عام 2010 أو 2011".

ولفت إلى "مخطط استيطاني جديد لبناء نحو 73 ألف وحدة استيطانية على مراحل في الضفة الغربية كإحياء لمشروع قديم قدمه سابقاً رئيس الوكالة اليهودية عام 1979، بهدف رفع عدد المستوطنين إلى مليون مستعمر وإقامة المزيد من المستوطنات وتوسيع البؤر الاستيطانية وإقامة الشوارع الالتفافية".

فيما تمضي سلطات الاحتلال قدماً في "تحضير البنية التحتية اللازمة لإقامة 3500 وحدة استيطانية جديدة تضمن التواصل الجغرافي بين التكتل الاستيطاني "معاليه أدوميم" والقدس المحتلة، مقابل قطع أواصله بين الجانب الشرقي من القدس المحتلة ورام الله بشكل تام".

وتضم "المستوطنة، المعروفة تحت اسمA1، نحو 14500 مستعمر، ضمن مساحة تقدر بنحو 12,5 كم تقريباً من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العيزرية والطور والعيساوية، بحيث تشكل أبرز المشاريع الاستيطانية المخطط لتنفيذها هذا العام بتكلفة 50 مليون دولار"، حسب قول التفكجي.

بينما تهدف سلطات الاحتلال إلى تنشيط وتيرة بناء الوحدات الاستيطانية في مستعمرة "غوش عتصيون"، مشيراً إلى "مشروع 2020 "الإسرائيلي" الرامي إلى إخراج السكان العرب الفلسطينيين تدريجياً من داخل البلدة القديمة وتقليص عددهم داخل حدود البلدية"، مقابل"تحويل الضفة الغربية إلى سجون وتجمعات تقطعها شوارع أمنية".

 

.