فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
منظمة التحرير تجيز المفاوضات مع إسرائيل
السبت 24 من جمادى الأولى 1431هـ 8-5-2010م
مفكرة الإسلام: وافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية اليوم على بدء السلطة الفلسطينية مفاوضات غير مباشرة مع "إسرائيل"، وهي مفاوضات حذرت منها فصائل بينها الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي.
وجاءت الموافقة بعد اجتماع تنفيذية منظمة التحرير في رام الله بالضفة الغربية مع اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني (فتح) لبحث هذا الموضوع.
وقال ياسر عبد ربه أمين سر تنفيذية المنظمة: إن القرار اتخذ في ضوء ضمانات أمريكية تشمل طرح قضايا الوضع النهائي كلها خاصة القدس والحدود واللاجئين والأمن في إطار المحادثات بكل أشكالها بدءًا بغير المباشرة.
وتحدث عن إستراتيجية عمل وطني بأسس هي مواصلة منظمة التحرير دورها باعتبارها ممثل الشعب الفلسطيني ومواصلة المقاومة الشعبية السلمية والاستمرار في بناء مؤسسات دولة فلسطينية تعلن خلال عامين مع حل عادل لقضية اللاجئين.
وأضاف أن القيادة الفلسطينية "تكن تقديرًا كبيرا لجهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما" في تفعيل العملية السياسية وتطبيق حل الدولتين!! وفقًا لقوله.
ويتوقع أن يعلن المبعوث الأمريكي جورج ميتشل، الذي التقى أمس رئيس السلطة محمود عباس، بدء المفاوضات مساء اليوم أو غدًا قبل مغادرته إلى واشنطن.
معارضة الفصائل:
وتحدثت مصادر فلسطينية عن معارضة متنامية لإطلاق المفاوضات بين فصائل منظمة التحرير، خشية أن تستغلها "إسرائيل" لفك عزلتها والتهرب من استحقاق تجميد الاستيطان.
وقال نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لفتح: "إذا استمر الاستيطان رغم كل هذه الضمانات فلا يمكن الاستمرار في المفاوضات".
واعتبرت حماس استئناف المفاوضات "مظلة للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم".
وقال قياديها صلاح البردويل: "يعودون (إلى المفاوضات) في ظل أسوأ هجمة "إسرائيلية" دون أن يأبهوا للشعب الفلسطيني"، واعتبر تنفيذية منظمة التحرير أداة يستعملها عباس وقتما يريد.
وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على لسان عضو لجنتها التنفيذية قيس أبو ليلى: "الضمانات الأمريكية لا تمثل ضمانات كافية لالتزام "إسرائيل" بما ينبغي أن تلتزم به من متطلبات لتصبح هذه العملية السياسية مجدية".
المفاوضات مصيرها الفشل:
من جانبه توقع نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي" سيلفان شالوم أن لا تحقق المفاوضات تقدمًا، وقال لجيروزاليم بوست: "لن يقبل أي زعيم فلسطيني شيئًا أقل مما رفضه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفد قبل عشر سنوات، ولن يعرض أي رئيس وزراء إسرائيلي المزيد".
ووصف المفاوضات التي ستنطلق بأنها جانبية وقال إنها ستركز على المشاريع الاقتصادية وتطوير المناطق الصناعية والمشاريع المشتركة في قطاعات الكهرباء والصرف الصحي والمياه والبنية التحتية.
الجهاد: قرار منظمة التحرير تضليل محض:
من جانبها أدانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين قرار منظمة التحرير الفلسطينية باستئناف المفاوضات مع العدو الصهيوني، وأكدت بأنه القرار لا يمثل إجماع وطني وحيثيات القرار تضليل محض.
وقالت الحركة في بيان لها اليوم: إن هذا القرار هو استمرار الجري وراء سراب المفاوضات العقيمة، وما حيثيات القرار إلا تضليل محض هدفه التغطية على خطيئة المفاوضات.
وأكدت الحركة أن قرار المنظمة لا يمثل إجماعًا وطنيًا, وإنما يعكس احتكار المنظمة وجعلها أداة بيد فريق السلطة.
وجددت الحركة دعوتها لإعادة بناء المنظمة وحتى يتم ذلك فإنها تفتقد لدورها وتمثيلها واستمرارها وفق النهج الحالي يتعارض مع جوهر الحالة الفلسطينية التي تعيش مرحلة تحرر وطني.
واشنطن ترحب:
أما الولايات المتحدة فقد رحّبت السبت بقرار منظمة التحرير الفلسطينية الموافقة على المحادثات غير المباشرة مع "إسرائيل".
ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي الموافقة بأنها "خطوة مهمة ومحل ترحيب".
وأضاف في تصريحاتٍ أدلى بها في واشنطن أن مبعوث السلام الأمريكي جورج ميتشل سيتابع الأمر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق السبت.