القدس والأقصى / عين على الاقصى

النظريةُ والتطبيقُ في قرارِ "ترامب" بقلم/جهاد العايش

 

القدس ليست عاصمةً لِما يُسمَّى بإسرائيل  

 

إنَّ سننَ اللهِ الكونيَّةَ والشرعيَّةَ لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّرُ، والدُّولُ في أطوارِها كمراحلِ نموِّ الإنسانِ في حياتِه؛ يُولدُ رضيعًا ضعيفًا، ثمَّ ينشأُ فتى يافعًا، ثمَّ شابًّا قويًّا، ثم رجلًا مكتملًا، ثمَّ كهلًا يبدأُ في الهرمِ حتى يموتَ، وكذا الدُّولُ في نشأتِها عدا ما يُسمَّى "بدولةِ إسرائيلَ" فقدْ شذَّت عن الأطوارِ الطبيعيَّةِ في نُمُوِّها.

لقدْ جاءَ إعلانُ ترامب باعتبارِ "القدس عاصمة لإسرائيل" كمرحلةٍ مِنْ مراحلِ فرضِ الواقعِ الشَّاذِّ، غيْر المُنْسَجِمِ مع محيطِه أو سياقِه.

وسأناقشُ في هذه الورقةِ "مُعضلةَ النظريَّةِ وإشكاليَّةَ التَّطبيقِ"، والتي ستبقى معضلة وإشكاليَّة ما بقي الدهر، إلَّا أنْ يقضيَ اللهُ أمرَه بتحريرِها وخلاصِها مِنْ براثنِ يهود.

وسيكونُ حديثي إليْكُمْ على شكلِ نقاط:

1-            إنَّ قرارَ الرَّئيسِ الأمريكيِّ "ترامب" يُمثِّلُ إعلانَ حربٍ على الثَّقافةِ في فلسطينَ، وهو بهذا القرارِ يتجاوزُ التَّاريخَ والجُغرافيا والديموغرافيا؛ كالنعَّامةِ التي دسَّتْ رأسَها في التُّرابِ هروبًا من الحقائقِ التاريخيَّةِ التي تُؤرِّقُ الموقفَ الصهيونيَّ؛ وهو ما بَدَى واضحًا في إعلانِه المشؤومِ باتِّخاذِ القُدْسِ عاصمةً لإسرائيلَ؛ ومما قال:"عاصمة الشعبِ اليهوديِّ التي أُقيمت في العصورِ القديمةِ"!

وباختصارٍ، فإنَّ القارئَ للتَّاريخِ اليهودي عبر الأزمان يُدركُ تمامَ الإدراكِ أنَّه ليس لليهودِ دولةٌ، ولم تكن لهم عاصمة عبر التَّاريخِ؛ خلا مملكةِ داودَ وسليمانَ -ابنه، ووريثه في الملكِ-، كما يصلُ القارئُ الحاذق للتَّاريخِ لنتيجةٍ مُهمَّةٍ مُؤدَّاها أنَّه لم يُكتب لتلك المملكةِ البقاءَ إلا قُرابة الثَّمانين عامًا، وسقطت مملكتُهم لفسادٍ سَرَى في عقائدَ وأخلاقِ بني إسرائيلَ بعد موتِ سليمانَ -عليه السلام- بعد أن غيَّروا وبدَّلوا ما كانوا عليه مِنْ صلاحٍ و اتباعٍ لهدْيِ الأنبياءِ.

2-            إنَّ "ترامب" يُدشِّنُ مرحلةً من المراحلِ المتقدمةِ في تكوينِ وبلورةِ مشروعِ حكومةِ العالمِ الخفيَّةِ، والتي تتَّخذُ من القدسِ عاصمةً لها؛ وهي النبوءةُ التي يعتقِدُ أصحابُها أنَّ "المسيحَ سيجلسُ على عرشِ داودَ في القدسِ"، وقدْ تحدَّث "تود" عن مشروعِ حكومةِ العالمِ الخفيَّةِ  عام 1980، وعن مُخططِ التَّنْويرِيِّين في دخولِ العالمِ في حربٍ عالميَّةٍ ثالثةٍ -نعيشُ مخاضَها- والحفاظِ فقطْ على القدسِ، وحُكْمِ العالمِ مِنْ هناك[1].

وقال : عملُهم باختصارٍ: "خَلْقُ الظُّروفِ السياسيَّةِ والأخلاقيَّةِ لاستقبال المسيحِ"! وبه قال المفكرُ الفرنسيُّ الصهيونيُّ "جاك أتالي" في لقاءٍ متلفزٍ معه: "في الواقعِ فإنَّ الوضْعَ المثاليَّ هو المدينةُ التي ستُصبحُ عاصمةَ العالمِ – يقصدُ القدسَ -.

 وأضاف: "ونستطيعُ أنْ نحلمَ أنْ تُصبحَ القدسُ عاصمةَ العالمِ. وقال: التقاليدُ اليهوديَّةُ تخبرُنا أنَّ حُلولَ السلامِ في القدسِ هو شرطٌ أساسٌ لمجيءِ المسيحِ المنتظرِ"!

3-            "ترامب" وبالنَّظرِ إلى مُؤهِّلاتِه الشَّخصيَّةِ، وتكويناتِهِ النَّفسيَّةِ، ومُكوِّناتِه الداخليَّةِ هو سفيهُ المرحلةِ في السياسةِ الأمريكيَّةِ، وفي الوقتِ ذاتِه هو شخصيَّةٌ وظيفيَّةٌ ساذجةٌ؛ يُؤدِّي دورَه دونما إدراكٍ كاملٍ، ويتحكَّمُ به رجالاتُ بولدربيرغ، أو نادي روما، أو ما يُعبَّرُ عنه بلجنةِ الثلاثمائة  , "وقد أجمع عدد من أخصائي الأمراض العقلية والإخصائيين النفسانيين في الاويات المتحدة الأمريكة , ومنهم بروفيسور  هارفارد الأشهر هوارد جاردنر , على أن دونالد ترامب مصاب بداء النرجسية والاضطراب العقلي"[2] .

فإذا جاءت الأمورُ على غيْرِ ما يُحبُّون ويشْتهون رموه – أي دونالد ترامب – بالحماقةِ، وانقلبوا عليه و قد يكون بالاغتيال أو غيره ، واستبدلوا النَّهجَ الذي رسَمُوه له إلى غيرِه؛ ليتواءمَ معَ طبيعةِ المرحلةِ المقبلةِ ولوازمِها.  

4-            وبه -أي القرار- ضرب "ترامب" بعرضِ الحائطِ القوانينَ والأعرافَ الدوليَّةَ ونصَّب نفسَه ودولتَه بديلًا عن أكبرِ منظمةٍ دوليَّةٍ جامعةٍ وهي: "الأمم المتحدة" وهذا دليل إضافي على مساعي هؤلاء في تأسيس دولة الظل الخفية- حكومة العالم الخفية – لتنتقل بعد ذلك من الخفاء إلى العلن ,مُوَلِّيًا ظهرَه وبكلِّ استخفافٍ لها ولقراراتِها ومكانتِها الدوليَّةِ، ساعيًا في هدمِها كما كان مصيرُ "عصبةِ الأممِ". وعليه فعلى دُولِ العالمِ أجمع أنْ تقفَ أمامَ العربدةِ الأمريكيَّةِ ومحاسبتِها والوقوفِ أمامَ غطرستِها، وبابُ الشرِّ الذي فتحتْه الولاياتُ المتحدةُ من خلالِ تعاملِها مع قراراتِها الداخليَّةِ بمثابةِ قانونٍ دوليٍّ ملزمٍ للآخرين، مُرسِّخةً بذلك شريعة الغابِ، وساعيةً من خلالِ ذلك إلى تعزيزِ وتمكينِ الاحتلالِ الصهيونيِّ وخاصةً على المناطقِ الـمحتلةِ عام 67.

5-            إن هذا القرار المبطن والذي يرمي وبمرحلة لاحقة ليست بالبعيدة إلى هدم المسجد الأقصى المعلم الأساس والمشهد الحضاري الحاضر وبقوة في المدينة المقدسة والذي يخالف مضمونا وشكلا وبنظر اليهود على ما ينبغي أن تكون عليه المدينة المقدسة باعتبارها عاصمة لما يسمى بدولة إسرائيل وفق الرؤية الصهيونية والتي لا تكتمل قدسيتها من غير وجود الهيكل السليماني الثالث منصوبا على هضبتها, وهو النهج الذي سلكه الساسة اليهود منذ تأسيس كيانهم على ارض فلسطين من زمن ديفيد بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، والذي كان يتحدى وبكل صلف أنه "لا معنى لـ"إسرائيل" بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل".

6-            وبكلِّ يقينٍ؛ فإنَّ هذا التصريحَ وما تبعَه من إجراءاتٍ[3]، جاء ليعلنَ به رسميًّا عن وفاةِ عمليَّةِ السلامِ المزعومةِ، وما سيتْبعُه من مبادراتٍ تصبُّ في السياقِ ذاتِه؛ فكان محبطًا ومحرجًا للَّاهثين وراءَ سرابٍ مزعومٍ اسمه "سلامٌ معَ يهود" وبصيغة جديدة تعرف بـ "صفقة القرن " لتأتي هذه الصفقة لتلتهم البقية الباقية من رصيد الأمة من أنظمة ودول وخيرات وشعوب لتمهد في النهاية الهيمنة الصهيونية على أجزاء من الأرض لا نعلم إلى أين ستقف حدودها.

7-            إنَّ قرارَ "ترامب" يمكنُ النَّظرُ إليه ووصفُه على أنَّه منطقةٌ رخوةٌ أو هشَّةٌ أضيفت إلى رصيدِ مستنقعاتِ  الكيانِ الصهيونيِّ التي سيغوصُ في سبخاتِها: وهو شبيهٌ جدًّا بالقرارِ الصهيونيِّ أُحادِيِّ الجانبِ بسيْطرتِه على الضفةِ الغربيَّةِ وإضافتِها إلى ما يُسمى دولة إسرائيل -والتي يعترفُ العالمُ أنَّها للفلسطينيِّين- وبناءِ المزيدِ من المغتصباتِ عليها، والتي يقطنُها ما يزيد عن 700000 سبعمائة ألف مغتصب هدَّدت مستقبلَهم وأرَّقت مضجَعَهم، ودخلت في مأزقٍ دوليٍّ بعد أن صُبَّ عليها جامُ غضبِ الكثيرِ مِنْ أحرارِ العالمِ؛ فقاطعوا منتجاتِها، وحاصروا مؤسساتِها التعليميَّةِ العليا، بل ولاحقوا رجالاتِ السِّياسةِ ورموزِ الإعلامِ من الصَّهاينةِ، وحتى  رموز الفنِّ بأنواعِهم.

هذا القرارُ ضمنَ جملةٍ من القرارات التي في ظنِّي أنَّها تسعى إلى نفخِ الكيانِ الصهيونيِّ؛ الذي فاقَ حجْمُه وتجاوزَ إمكانيَّاتِه البشريَّةِ والماليَّةِ والاعتباريَّةِ وهو ضربٌ خفيٌّ مِنْ ضروبِ توريطِه؛ فهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ)[4] وقد جاء في  تقريرٍ صادرٍ عن "معهد تخطيط سياسة الشعب اليهودي"، ومقره القدس المحتلة أنه خلال 27 عاماً انخفض عدد اليهود بـ 2.3 مليون نسمة، حيث يبلغ الآن 7.76 مليون فقط.

وتشيرُ آخرُ الدراساتِ إلى أنَّ عددَ اليهودِ في العالمِ قد انخفضَ بنسبة 3%، مقارنةً بالمعطياتِ التي نُشرت في سنةٍ سابقةٍ، ويُقدَّرُ عددُ اليهودِ في العالمِ اليوم َ بـ12.9 مليون.

           وتوقَّع وزيرُ الداخليَّةِ الإسرائيليُّ زعيمُ حزبِ "شاس" المتديِّنُ إيلي ييشاي أنْ يفقدَ            اليهودُ تفوقَهم العدديَّ داخلَ فلسطينَ لصالحِ العربِ بعد نحو ثمانِ سنوات                                                                                                                        وقدْ بالغَ الكثيرُ مِن المختصِّين بالقولِ بأنَّ تَعدادَ يهودِ العالمِ سينخفضُ ما بيْن خمسةِ أو ستةِ ملايين في عام 2025 م "!

وقدْ أطلقَ بعضُ المختصِّين مِنْ علماءِ الاجتماعِ على هذه الظواهرِ اسمَ  (موتِ الشعبِ اليهوديِّ) أو "الإبادةِ الصامتةِ".

والتي أشاروا فيها إلى ظاهرةِ تناقصِ أعدادِ اليهودِ في العالمِ إلى درجةِ اختفاءِ بعضِ التجمعاتِ لليهودِ في أوروبا وغيرِها، وتحوُّلِ بعض تلك التجمعاتِ إلى جماعاتٍ صغيرةٍ لا أهميَّةَ لها من الناحيةِ الإحصائيَّة[5].                                                          

 كما أنَّ "هنري كيسنجر" وستةَ عشرَ مؤسسةً مِن مؤسساتِ الأبحاثِ الأمريكيَّةِ Intelligence Agencies أجمعوا على أنَّ دولةَ ما يُسمَّى إسرائيلَ لن تكونَ موجودةً! ونَقَلَتْ حرفيًّا صحيفةُ "النيويورك بوست" قولَ كيسنجر:"لا وجودَ لإسرائيلَ في غضونِ عشرِ سنوات"!

نعم؛ هو -أي القرار- مقلبٌ وورطةٌ وأزمةٌ تاريخيَّةٌ لن تنفكَّ عن اليهودِ ما بَقُوا في  فلسطينَ وهو شراكٌ وقعوا بهِ و لن يخرجوا منه بسلامٍ؛ ففلسطينُ المحاطةُ بعمقِها الجغرافيِّ والديموغرافيِّ المنسجمِ تاريخيًّا وإسلاميًّا مع محيطِها، والتي هي نسيجٌ مِنْه، بالنِّسبةِ لليهودِ هو فخٌّ ومقلبٌ  معَ مَن حولهَم مِن دولٍ تُحيطُ بِهم أُطلقَ عليها  دُولُ  الطَّوقِ عُرِفتْ بأصالتِها العربيَّةِ وأصولِها الإسلاميَّةِ منذُ فجرِ تاريخِ البشريَّةِ والإسلامِ.

  لقدْ أتَى اليهودُ على أمَّةٍ كانت في لحظةِ غفلةٍ مِنْ أمرِها، ولم يُدْركِوا أنَّ هذه الأمةَ ليس كلُّ أمرِها غفلةً.

لقد استطاعَ الغرْبُ الأوروبيُّ -كعادتِه- الاستفادةَ مِن النِّفاياتِ وتحويلِها إلى مواد يمكنُ إعادةُ استخدامِها، ويمكنُ الاستفادةُ منها بعد تدويرِها، وهكذا كان الأمرُ لهم بالنِّسبةِ لليهودِ؛ بعدما ألْقُوهم في فلسطينَ ونسيَ اليهودُ في لحظةِ غباءٍ منهم أنَّهم لن يستطيعوا أن يُغيِّروا تاريخًا  ودينًا مُتجذِّرًا في منطقةٍ مِنْ أهمِّ المناطقِ على مستوى العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ؛  فجعلوا من اليهودِ دولةً وظيفيَّةً  تسعى دائمًا ونيابةً عنهم في تحقيقِ  أهدافِ المستعمرِ الأوروبيِّ في منطقتِنا.

نعم؛ لقد نجَحوا في جعْلِ اليهودِ ودولتِهم جماعةً وظيفيَّةً أو بمفهومِ عالمِ المقاولاتِ والتِّجارةِ  "مُقاولٌ في الباطنِ"  يُحققُ للغربِ أهدافَه الاستعماريَّةَ، ويكونوا رأسَ حربةٍ، وفُوَّهةَ مدفعٍ يقاتلون ويحققون الأهدافَ القريبةَ والبعيدةَ نيابةً عنهم.

8-            المتأملُ بتاريخِ القدسِ منذُ قديمِ الزَّمانِ إلى يومنا الحالي يجدُ أنَّها بوصلةُ الصِّراع ِ بيْن الحقِّ والباطلِ وعنوانُه؛ فيتعاقبُ عليها أهلُ الحقِّ حينًا، وأهلُ الباطلِ حينًا آخرَ؛ لمَّا يُقصِّرُ أهلُ الايمانِ وينصرفوا عن اتباعِ شريعةِ الرحمنِ، وما إعلانُ "ترامب" إلا دليلٌ جليٌّ على استخفافِه بمليار ونصف مليار مسلم في العالمِ، يعبثُ بمقدساتِهم وبكلِّ صلفٍ ووقاحةٍ، ويختطفُ منهم وعلى الملأِ ومعَ سبقِ الإصرارِ والترصُّدِ قبلتَهُم الأولى، وهذا ما أخبرَ به نبيُّنا محمدٌ صلى الله عليه وسلم فقال : عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ".  قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: " أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ ". قَالَ: قُلْنَا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: " حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ "[6]؛ فهَا هي دولُ الكفرِ برُمَّتِها تتَداعى على ما في قصْعتِنا مِنْ خيراتٍ لا تحرقها النار فتنْهبها وتسرقها،وتزهق أرواحنا، وتُطارد إسلامنا دونما رادع، والله المستعان.

9-            ومن جانب آخر تنطلقُ النظريَّةُ العقديَّة اليهوديَّةُ في الكتابِ المقدَّسِ المنسوبِ إلى التوراةِ إلى رفضِ الرجوعِ إلى القدسِ؛ وما القرار إلا مخالفة صرحية لنصوص توراتية وغيرها تمنع اليهود من العودة إل القدس , فضلا أن تكون عاصمة لدولة لهم منعتهم التوراة من تأسيسها إلا زمن عودة مخلصهم آخر الزمان , لأنَّ اليهودَ منفيِّين عنها بأمرِ الربِّ؛ فكيف بها اليومَ تكون عاصمةً لهم! وفي وقتٍ سابقٍ أصدر اللوبيُّ اليهوديُّ الجديدُ في أوروبا الذي يُطلقُ على نفسِه اسم "جي كول" بيانًا بمناسبة مرور (٦٢) عامًا على النكبة، بعنوان "نداءٌ إلى العقلِ"، وقَّع عليه قُرابة الخمسة آلاف يهودي أوروبي على رأسِهم شخصيات مرموقة؛ رفضوا فيه تَحَدُّثَ "إسرائيل" باسم يهود العالم، وطالبوهم وقف الاستيطان، واحترام حقوق الإنسان، وإنهاء احتلالها غير الشرعي، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وفي مقابلة تلفزيونية أجراها Neil Cavuto من محطة فوكس الإخباريَّةِ الأمريكيَّةِ الشهيرةِ مع رجلِ الدينِ اليهوديِّ الأرثوذكسيِّ «الراب» Yisroel Weiss ووصفتْها القناةُ: بأنَّها مهمةٌ للغايةِ.  قال: هذه وجهةُ نظرٍ متفقٌ عليها عبر المائة سنة الماضية، أي منذ أن قامت الحركةُ الصهيونيَّة بخلق مفهوم، أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شيء مادي ذي هدف قومي، للحصول على قطعة أرض، وجميع المراجع قالت إنَّ هذا الأمرَ يتناقضُ مع ما تدعو إليه الديانةُ اليهوديَّةُ، وهو أمرٌ محرَّمٌ قطعاً في التوراةِ؛ لأنَّنا منفيُّون بأمرٍ من الله.

وطالبَ الحاخام "ديفد شلومو فيلدمان" مِن بريطانيا والوفد المرافق له من حاخامات حركة "يهود ضد الصهيونية " في لقائِهم بالشيخِ يوسف القرضاوي في قطر, إلى ضرورةِ زوالِ إسرائيلَ، مؤكِّدًا أن َّقيامَ تلكَ الدولةِ التي تصِفُ نفسَها باليهوديَّةِ مخالفةٌ صريحةٌ للتوراةِ، أما الحاخام" دوفد يتسرائيل وايس" من الولاياتِ المتحدةِ والمتحدثُ باسمِ الحركةِ؛ فقال: إنَّ الصهيونيَّةَ حركةٌ ظالمةٌ، ومعتديةٌ، وتُقلِّلُ مِنْ قيمةِ الحياةِ اليهوديَّةِ، وإنَّ هرتزل لم يكن متديناً، وأراد نقلَ الحركةِ من الدِّينِ إلى القوميَّةِ، واستغلَّ جهلَ اليهودِ، وأقنعَهُم بأنَّ السبيلَ الوحيدَ للتخلُّصِ مِن منفاهم هو انتهاكُ التوراة.   
وأضاف: حين وصل الصهاينةُ إلى فلسطينَ كان اليهودُ يعيشون معَ جيرانِهم العرب، وأسَّسوا مجلسَ حاخاماتٍ لمحاربةِ الحركة الصهيونية، وفي عام 1947م أرسل كبير الحاخامات "دوشنكي" إلى الأممِ المتحدةِ قائلًا "لا نريدُ دولةً صهيونيةً"، معتبراً أنَّ الأوفياءَ للتوراةِ لا يريدون دولةً.                             

10-      الحالةُ الاسلاميَّةُ ومؤشراتُ عجزِ مدافعةِ التطبيق العملي مرحليًّا أو حمايةِ النظريَّةِ الإسلاميَّةِ عمليا هناك لا شكَّ  أنَّ الأمةَ المسلمةَ حاليًّا عاجزةٌ كلُّ العجزِ عن مدافعةِ قرارِ ترامب عمليًّا؛ فقد تابعنْا عن كثبٍ ردودَ الأفعالِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ التي ما خرجت في غالبِها عن التَّعاطي العاطِفيِّ التنفيسيِّ المتمثلِ في المظاهراتِ أو التنديداتِ والبياناتِ والشجبِ السياسيِّ، في المقابلِ كان الاتجاهُ الآخرُ يُرسِّخُ وبشكلٍ ماكرٍ ومضللٍ حقوقَه التاريخيَّةَ والدينيَّةَ المزعومة المستمدَّةَ من التوراةِ والتلمودِ وفتاوى الحاخامات بأحقيَّتِهم في القدسِ لهذا ومن الاهمية بمكان مراجعة طرق التعاطي مع قضية القدس وتحويل الامر وطرق التعاطي من وسائل التنفيس إلى وسائل الترسيخ .

11-      ينطلق المنطق والسياسية الأمريكي ومثلها الصهيونية من مقاربات خاطئة في طريقة التخلص من القضية الفلسطينية والتعاطي معها أرضا وشعبا بنفس الأسلوب والطريقة التي تعاطى معها الأمريكان الأوائل في احتلالهم أرض الهنود الحمر وطريقة التخلص منهم[7], ولقد نسي هؤلاء وألئك أن القدس هي من صلب عقيدة المسلمين في العالم وعبر التاريخ وإن تنازل عنها شرذمة قليلون سيموت لأجلها الباقون لذا من الصعب جدا أن تنجح هذه المقاربة  الصهيوأمريكية الواهية .

12-      صحيحٌ؛ أنَّ القرارَ خلا من الصفة القانونية وفي هذه الفترة الزمنية تحديدا لكنه في النهاية هو "محاولة فاشلة المحتوى" لتأكيد الهيمنة اليهودية وأحقيتها بفلسطين نعم تم فرض القرار بالقوة وليس بالمنطق أو ميزان العقل ولا الدليل التاريخي أو الديني ,لكنه وإلى حين سيأخذ بعدا دوليا عند بعض الأطرف مع مرور الزمن وذلك لما استمدت به أمريكا من قوة داعمة للكيان اليهودي لن تدوم طويلًا إلا بحبل من الله وحبل من الناس  أرادها الله تبارك وتعالى ولحكمة اقتضاها لهم استثناءً في هذا الزمان .

13-      إن هذا التمكين  الاستثنائي التاريخي  ومنذ وعد بلفور إلى زمن قرار ترامب أخبر به ربنا تبارك وتعالى وكيف أن أحوالهم ستنقلب من ضعف ومهانة وذلة وهوان على  الناس إلى منعة وتمكين, فقال تعالى : (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا).لكنه وبيقين تمكين مؤقت, والربانيون يعلمون أن انفكاكه مشروط بعودة المسلمين إلى ربهم .

فقوله تعالى:{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكرة عَلَيْهِمْ..}: {ثُمَّ} حرف عطف يفيد الترتيب مع التراخي، ويبدوا أن  الكَرَّة الأولى التي كان للمسلمين فيها الغلبة بعد كرٍ وفرٍ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبين هذه الكَرَّة المتباعدة  بقرون عن الأولى  التي تصب في مصلحة اليهود  التي  نعيش زمانها والتي كان بلفور سببًا رئيسًا للتمكين لهم في فلسطين
أما قوله تعالى: {وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}:
وفعلاً هل ترى من هم أكثر منهم مالًا فقد هيمنوا على كثير من مال الأرض كان نقدًا أو ذهبًا أو معادن بأنواعها .

أما البنين الذين تدربوا على أحدث الأسلحة وحصلوا على أعلى الدرجات والشهادات والمناصب العلمية والسياسية وغيرها .وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً}:فالنفير مَنْ يستنفره الإنسان لينصره، ولم يقل الله تعالى أكثر عددا بل أكثر مناصرين لكم من غيركم من  الدول الكبرى التي ساندت اليهود وحاربت المسلمين.

لقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن هناك سببان رئيسيان لا ثالث لهما لاستمرار دولة يهود وهما كما جاء في قوله سبحانه و تعالى:(ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) ال عمران.

أما المراد بقوله تعالى : ( بحبل من الله ) هي المواثيق والعهود التي تقطع مع اليهود.

وأما المراد بقوله تعالى:( وحبل من الناس ) وهو الدعم البشري لهم من أنصارهم كأمريكا وغيرها التي تغدق عليهم المال حتى تُقوّي دولة ما يسمى بإسرائيل على البقاء , بل والتميز والتفوق العسكري على سائر دول المنطقة , فلولا الدعم الأمريكي ما بقيت دولة يهود في الوجود.

فإنها الدولة الوحيدة في العالم التي تعيش وتقتات على المساعدات فإنها تتلقى  مساعدات سنوية تصل الى ثلاثة بلايين دولار كمساعدات أمريكية مباشرة ومن غير أن يطلب منها بيان بالمصروفات.

14-      أما النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم فقد أخبر عن مشهدٍ مكملٍ وفصَّل فيه لما ستكون عليه مدينة بيت المقدس اليوم  من ارتدادات سلبية سببتها هذه القرارات وهي بمثابة نتيجة حتمية لتفريط المسلمين بها. فقال صلى الله عليه وسلم :"لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَكُونَ,(وفي رواية:ألا يكون[8]), لِلرَّجُلِ مِثْلُ شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الأَرْضِ,حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا "،قَالَ: أَوْ قَالَ:"خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا[9]  .

هنا وفي هذا الحديث تحديدًا، يدقُّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ناقوسَ الخطرِ الذي أخبر به وعنه ﷺ؟ في قوله "ليوشكن: "أي لَيَقرُبنَّ، أي لابد من ذلك سريعًا، فالرسول يخبر عن مستقبل يكون فيه المسجدُ الأقصى بعيدَ المنالِ عن المسلمين لا يدخلونه ! بل لا يشاهدونه!

وفي الكلماتِ التالية يحدِّدُ النبيُّ طبيعةَ الخطرِ الذي سيتعرض له المسجدُ الأقصى.                                                                                                 قوله: مثل شطن فرسه من الأرض :"والشَطَنُ",بفتحتين , وجمعه أشطان[10] وهو  الحبلُ الطويلُ الشديدُ الفتلِ [11] يُستَقى به من البئر، أو تشدُّ به الدابة.

إنه إخبارٌ واضحٌ عن حالِ سيؤول إليه المسجد الأقصى بعد زمانِ النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي أيَّامِنا هذه يتحقق ما عنه أخبر صلى الله عليه وسلم  بكل وضوحٍ وجلاءٍ، وما آل إليه من حرمان المسلمين  الوصولَ إليه والصلاةَ فيه، إنها دلالةٌ من دلائلِ نبوة المصطفى ﷺ، يخبر عن يوم يتمنى فيه المسلم أن يقف على مساحةٍ صغيرةٍ أو محدودةٍ من الأرضِ أو من خلال إطلالةٍ يُشرفُ منها عليه مكحلًا بها عينيه ، كما جاءت في قوله: "شطن" محاولًا من هذه البقعة أن يُطِلَّ برأسه ليرى فقط المسجد الأقصى!، فضلًا عن الصلاة فيه، أَلَا نرى في هذا الحديث وصفًا دقيقًا لحال المسجد اليوم، وما آل إليه من إحكام السيطرة اليهودية عليه حتى حُرم ما يزيد عن المليار والنصف مليار مسلم من الخلوص إليه! 

وتأتي النصوص الدينية اليهودية لتدفع باتجاه اخراج الفلسطينيين من المدينة المقدسة كما جاء في التلمود : ُتحرِّم الأحكام التلمودية "الهالاخا" على غير اليهود العيش في القدس , ويؤكد الحبر "ابن ميمون" هذا الحكم بتحريم السماح لأحد من الغرباء بالسكن في القدس , وكأثر لهذا الحكم قدم الحاخام "كاهانا" مسودة قانون إلى الكنيست يحرم على غير اليهود السكن في القدس , إلا أن الكنيست قد رفض هذا المشروع في 3/12/1984م.[12]

قوله : حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميــعًا، أو قـــال: خيــر مـــن الـدنـيا وما فيها: ومن المُؤسِف والمُحزِن في آن واحد أن وقائع الأحداث وتتابعها تسير في فلك تحقيق هذا الحديث، وأن حراك اليهود المتنامي في اتجاه السيطرة على المسجد الأقصى يومًا بعد يوم حتى تجلَّى أمامنا ما أخبر عنه النبي ﷺ في هذا الحديث.

وأخيرا أختم كلمتي برؤية متفائلة في إعلان "ترامب" اتخاذ القدس عاصمة لما يسمى بـ"دولة إسرائيل" فأقول:

صحيح؛ أن هذا القرار وتبعاته خطيرة للغاية، وقد يُرتِّبُ آثارًا لا تُحمدُ عُقباها، وقد كتبنا وتناولنا ذلك في مقالات وتغريدات سابقة، إلا أنه ومن زاوية أخرى وبنظرة مُتفائلة يجلب الويل والوبال لأمريكا وربيبتها اللقيطة و المؤقتة المسماة بـ"إسرائيل ".

ومن ذلك:

1-  هذا القرار كشف سوأت أمريكا، وأخزاها خزيًا فوق خزيٍ، وبهذا القرار أهانت أمريكا نفسها، وأقوى دليل على ذلك عدد وحجم من صوَّت لصالح القرار الأمريكي من دول (9) في أغلبها لا يسمع عنها أحد وليس لها أي وزن سياسي، أو تأثير دولي أو حتى اقليمي.

2- كما أنَّ تهديدات أمريكا للدول المستفيدة من مساعداتها لم تُجدِ نفعًا وهذا في ظني  مؤشر خطير في منظور المراقب الأمريكي؛ فهو يدل على تراجع الهيمنة الأمريكية على بعض الدول فضلًا عن مصداقيتها وأن الأمر مرهون بحفنة من الدولارات, وبه – أي القرار - فقدت أمريكا مزيدًا من رصيدها ومصداقيتها وهيبتها أمام العالم أجمع.

4- عدم الاستجابة الدولية لقرار أمريكا باتخاذ القدس عاصمة للكيان اليهودي لهو مؤشر مهم ومن أهم ملامحه هو تضاؤل العمر الافتراضي لهذه الدولة المسخ، وبعبارة أخرى توقف نموها على الأقل وبدأت في العد التنازلي. 

5- هذا القرار يكشف أن لا عُلوّ لليهود بعد هذا العلو سوى تدمير ما تبقى من كيانات ودول إسلامية من خلال التطبيع معها ومن ثم إفسادها ثم جرها إلى مصير محتوم مجهول.

6- القرار الأمريكي قرار أرعن يغامر بمستقبل الولايات المتحدة الأمريكية ومقوماتها؛ لأجل المحافظة على كيان صهيوني مؤقت وزائل لا محالة – وهي مسألة وقت -.

7-  ويجب الملاحظة أنه قرار أمريكي أحاديّ الجانب مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية في عزلة محرجة ومربكة لها في آن واحد.

8-  هذا القرار يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة مختطفة من قوى خفية عابثة في مصيرها ,وشعبها في جملته مغيب.

 

كتبه / جهاد العايش آل عملة

 



[1] كتاب المتنورون , ص 144

[2] انظر كتاب / دونالد ترامب التحليل النفسي , مجدي كامل , ص: 159,  الناشر : دار الكتاب العربي , دمشق – القاهرة .

[3] ومن لوازم هذا القرار فرض الضرائب على الكنائس وملحقاتها من عقار ومحال تجارية  في مدينة القدس والتي تقدر بـ 190 مليون دولار بالإضافة على مقار المؤسسات الدولية وأهمها مؤسسات الأمم المتحدة , مما يوحي بنوايا الكيان الصهيوني بإزاحة أي مشهد ديني آخر يعكر المشهد اليهودي في المدينة المقدسة .

[4] أخرجه البخاري : رقم(5219) ومعناه : (المتشبع) المتزين والمتظاهر شُبّه بالشبعان. (كلابس ثوبي زور) كمن يلبس ثوبين مستعارين أو مودوعين عنده يتظاهر أنها ملكه.

[5] انظر كتاب موسوعة اليهود و اليهودية والصهيونية , عبدالوهاب المسيري.

[6] أخرجه أحمد , برقم: 22397 وقال الارناؤوط إسناده حسن.

[7] يذكر أن الامريكان الأوائل أبادوا قرابة المئة مليون هندي أحمر قبل احتلال بلدهم التي تسمى اليوم الولايات المتحدة الأمريكية !

[8]  أخرجه الحاكم ، برقم : (8695).

[9] أخرجه الطبراني في الأوسط ،برقم:(6983) والحاكم ، برقم:(8553) ، وقال: صحيح الإسناد.  ووافقه الذهبي، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/10) "رجاله رجال الصحيح" وقال الألباني في الصحيحة(6/954): هو أصح ما جاء في فضل الصلاة فيه، وانظر تمام المنة : (294) .

[10] مختار الصحاح، أبو بكر الرازي: 338.

[11] تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة، الإمام البغوي، (1/520)، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، ت: لجنة من المحققين بإشراف نور الدين طالب .

[12] انظر التملود البابلي ج1 ,ص 58 ترجمة : مركز دراسات الشرق الاوسط , الاردن.

.