فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

واشنطن تشجع الأمريكيين على دعم مستوطني الضفة.

 

الثلاثاء24 من شعبان1429هـ 26-8-2008م

 

مفكرة الإسلام: دافع المؤيدون الأمريكيون و"الإسرائيليون" للمستوطنات عن الحوافز الضريبية الأمريكية التي تفيد جيوباً بالضفة الغربية اعتبرتها محكمة العدل الدولية غير قانونية، وقالت عنها وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس: إنها عائق أمام الدولة الفلسطينية.

ويتزامن ذلك مع وصول رايس إلى منطقة الشرق الأوسط في جولة أخرى من محادثات السلام.

 وتشجع الولايات المتحدة الأمريكيين على المساعدة في دعم المستوطنين في الضفة الغربية بتقديم إعفاءات ضريبية عن التبرعات، رغم التصريحات الأمريكية المعلنة بأن المستوطنات اليهودية تهدد أي سلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين.

وقال المفاوض الفلسطيني صائب عريقات: إن الإعفاءات الضريبية "تتناقض مع السياسة الأمريكية". وأضاف "أما أن يوقفوا المستوطنات أو يكفوا عن الحديث عن حل على أساس دولتين".

ورداً على سؤال عن الإعفاءات الضريبية قال شون مكورماك المتحدث باسم رايس: إن مثل هذه المسائل الضريبية والقانونية ليست من اختصاص وزارة الخارجية، لكنه استدرك قائلا ً "فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية بشأن المستوطنات.. فهي واضحة.. إنها السياسة الصائبة أن تحاول المساعدة في التوصل لتسوية سياسية بين "إسرائيل" والفلسطينيين".


محللون: أغراض سياسية مستترة لتوسيع الجيوب اليهودية:

ويقول محللون فلسطينيون و"إسرائيليون": إن هناك غرضاً سياسياً مستتراً - لتوسيع الجيوب اليهودية في الأرض المحتلة- وإن الإعفاءات الضريبية تتناقض مع السياسة الخارجية الأمريكية المعلنة ومع القانون الدولي.

 وقلل ايان لاستيك أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا من احتمالات الغاء الإعفاءات الضريبية، وقال: "إنها مسألة حساسة سياسياً". وأشار إلى قدرة الجماعات الأمريكية المؤيدة لـ"إسرائيل" على عرقلة أي تغيير.

وتدعي جماعات مؤيدة للمستوطنين أن لها الحق في الإعفاءات الضريبية لأن عملها "إنساني" وليس سياسياً وترفض أي مقارنة بالجمعيات الخيرية الفلسطينية التي يواجه بعضها عقوبات أمريكية بسبب شبهات في وجود روابط بينها وبين جماعات إسلامية مثل "حماس".

وكانت مراجعة أجرتها "رويترز" لسجلات الضرائب الأمريكية وجدت أن 13 جماعة معفاة من الضرائب ترتبط صراحة بالمستوطنات تمكنت من جمع أكثر من 35 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية وحدها.


الهدف الخفي هو السيطرة على الخليل:

وفي أحد الأمثلة حين سيطر المستوطنون على مبنى جديد في مدينة الخليل الملتهبة العام الماضي تحركت جماعة في نيويورك معفاة من الضرائب لجمع أموال لأعمال تجديد لإسكان مزيد من العائلات.

وقال مدير صندوق الخليل يوسي بومول إن صندوقه جمع أموالاً لتجديد مبنى في الخليل يطلق عليه "الإسرائيليون" بيت شالوم أو بيت السلام بعدما استحوذ عليه مستوطنون في إجراء مثير للجدل في مارس 2007 .
ويجمع صندوق الخليل 1.5 مليون دولار سنوياً في المتوسط لدعم المستوطنين اليهود في المدينة.

واعترف بومول بأن الترويج للمستوطنات يتعارض مع السياسة الخارجية الأمريكية .

 وقال الصندوق بموقعه على الانترنت "يمكن الآن لعشرات من العائلات الجديدة أن تأتي لتعيش في الخليل.. فقط إذا جددنا هذا المبنى بسرعة".

 ويقع المبنى بالقرب من الحرم الإبراهيمي وهو موقع على درجة عالية من الحساسية له مكانته لدى المسلمين.

وقال بسام الجابري الذي يعيش بالقرب من المبنى الاستيطاني الجديد إن السياسة الأمريكية "كلمات جوفاء".

وأضاف "لماذا يتحدث الأمريكيون عن التخلص من المستوطنات في حين يبنون واحدة جديدة بجوارنا مباشرة".

وقال جيفري ارونسون مدير البحوث في مؤسسة سلام الشرق الأوسط في واشنطن إن الهدف الخفي للجماعات المؤيدة للمستوطنين هو "السيطرة على الخليل وجلب مزيد من اليهود إلى الخليل" حيث يعيش حوالي 650 مستوطنا في جيوب تحرسها القوات "الإسرائيلية".

 

.