دراسات وتوثيقات / دراسات وبحوث
القاموس الإعلامي اليهودي (3-4) «بروتوكولات صهيونية عصرية
عيسى القدومي
في العدد السابق تطرقنا لما نشرته بعض المواقع على شبكة الإنترنت «كقاموس اللغة العالمية لمشروع إسرائيل» الذي يعد دليلاً عملياً ومنهجاً تطبيقياً لما ينبغي أن يكون عليه خطاب الإعلام للكيان الصهيوني في المرحلة الحالية والقادمة.
والقاموس هو كتاب تفصيلي ودقيق، يقدم مصطلحات ومفاهيم الخطاب الذي ينبغي أن يكون في هذه المرحلة مع الغرب على وجه الخصوص.
كتب ليتناسب مع المرحلة التي نعيشها، أعده (د. فرانك لينتز)، ويصف كتابه -بل دليله- بأنه حوى كماً هائلاً من الألفاظ والأدوات والقواعد التي بذل من أجلها الكثير، وينهي مقدمته بتوصية لخصها في عبارة:
«تذكر: ما يؤثر هو ليس ما تقوله أنت، بل ما يسمعه الناس».
فالكاتب يقدم مادة علمية ومسرداً -كما يصفه- من الألف إلى الياء، يحتوي على مفاهيم وكلمات ومصطلحات (1) وتعبيرات ونبرات وحركات تشكل لب جهود الاتصالات المؤيدة – على حد وصفه – لإسرائيل.
كتب المؤلف في الوحدة السادسة من هذا القاموس عنوان: (حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتسويغها لإقامة الحدود):
وأضاف الآتي:
- القسم الأول يختص بالتركيز على الرأي العام حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية.
- القسم الثاني يكشف أهمية التفريق بين الرأي العام فيما يتعلق بالضفة وغزة، وحق إسرائيل الكامل في إقامة حدود لحماية أراضيها.
في القسم الأول، بدأ بتوصية مفادها: كرر العبارة التالية: «أوقفوا الصواريخ وليحل السلام».
واعمل على إفهام الرأي العام بأن أمن إسرائيل قد تزعزع بسبب سيطرة حماس على زمام الأمور.
وينبه على الآتي:في الحقيقة فإن ثلاثة أرباع الأمريكيين يتفقون على ما يلي:
1- العاطفة: لا يمكنك ترك الجدل حول حرب غزة يؤطر في شكل من فعل ماذا أولاً؟، أو حول ملائمة تكافؤ القوى، بل يجب أن تكون في إطار شيء يجب إيقافه بسبب المعاناة التي يسببها لكلا الشعبين.
واستخدام تلك الكلمات - إنه لمحزن.
- إنه لأمر مأساوي.
- لا بد من إيقافه.
والسبب وراء وجوب إيقافه هو أنه لابد لكل من الطفل الفلسطيني أو الإسرائيلي أن ينعموا بحياة بعيدة عن الخوف من هجوم صاروخي أو عملية عسكرية.
لابد من وضع حد لمعاناة كلا الجانبين.
أن الآباء الإسرائيليين يتفهمون خوف الآباء الفلسطينيين على أطفالهم ذلك أنهم مروا بالموقف نفسه.
هذا هو تعريف العاطفة، ببساطة، عليك أن تضع كل المسألة في إطار العاطفة المتبادلة.
عندما نقول ضعها في إطار فنحن نعني ذلك. عليك أن تبدأ بطريقة صحيحة لكي تحافظ على المصداقية التي تحتاجها لكي تنتهي كلياً من النقاش.
إذا ركزت جل حديثك عن الصواريخ، وكالعادة فإن أفضل طريقة لبلورة العاطفة هو أن تضعها في سياق مرتبط بأكثر الناس عرضة للخطر وهم الأطفال.
وألخص ما سبق بالآتي: الخطاب المتبع لا بد أن يحوي:
1- عاطفة: أطفال ونساء.
2- أرقام:2300 صاروخ أطلق.
3- حقائق: وحقيقتها أنها أكاذيب.
4- التساؤلات: أليس من واجبنا حماية مواطنينا.
5- المطلوب: ما الواجب على إسرائيل أن تقوم به تجاه مواطنيها.
وتحت ملاحظة مهمة كتب الآتي أنت بحاجة لأن تعرف مصطلح «أمطار من الصواريخ»، وتجعل منه قضية إنسانية ثم تنطلق، فكلما اختبرنا متحدثين رسميين كل ردودهم أن على إسرائيل أن توقف الصواريخ، ينتقل الأمريكيون من قبول الفكرة إلى الملل منها ثم التحول ضدها وفي الفصل السابع الذي يحمل عنوان:
(السلام هو الرسالة الجوهرية) (السلام رسالتنا).
الطرف الذي يبدو عليه أكثر رغبته بتحقيق السلام سوف يفوز بدعم جمهور عدم الانحياز.
لكن أن تجمع بين السلام والأمن في العبارة نفسها فهو أمر مقبول تماماً بل ومرغوب به أيضاً.
فالأمريكيون أساساً يؤمنون بأن أي ديمقراطية لها الحق في الدفاع عن نفسها، وهم يدركون فعلاً أن إسرائيل تمارس ذلك الحق عندما ترد على أولئك الانتحاريين، الإرهابيين العرب الذين يفلتون من مسؤولية لتفجيرات الانتحارية؛ لأنهم يدينونها ومن ثم يطلبون «السلام»، لماذا؟
يستجيب الأمريكيون إلى الغاية أكثر من استجابتهم للوسيلة لذلك على إسرائيل أن تتبع النهج نفسه، فكل رسائل إسرائيل لا بد أن تكون عن السلام والأمن.
1- أفضل طريقة لجعل السلام ممكنا في المستقبل هو أن تثبت كيف تم صنع السلام في الماضي.
تعاني إسرائيل (بشكل مجحف) من مشكلة في مصداقيتها بين الأوروبيين وأمريكيي اليسار والوسط عندما يتعلق الأمر برغبتها في السلام ويرجع ذلك لسببين رئيسين أولهما: الفضل للإعلام فكل ما يرونه هو القوات الإسرائيلية وقلما يلاحظون التحريض الذي تمارسه حماس المدعومة من إيران وإرهابيون آخرون.
اذكر العبارة الآتية: “لقد حان الوقت للتغيير – ليس من أجلنا فقط بل من أجل أبناء عمنا الفلسطينيين كذلك”.
ولعل سؤالا يتكرر: كيف تهدمون بيوتا هي أقدم من إسرائيل (المزعومة) الحديثة؟!!
فالحديث عن انتهاك شروط البناء بينما تعرض محطات التلفزة لتجريف أحد المنازل الذي يبدو أقدم من دولة إسرائيل الحديثة.
ويكرر: الأمر الكارثي والأسوأ هو الحديث عن «انتهاك رموز البناء» بينما تعرض محطات التلفزة تجريف أحد المنازل الذي يبدو أقدم من دولة إسرائيل الحديثة.
الطرق الأنجح في الحديث عن الأمن:
· حين يقرر القادة الفلسطينين انتزاع السلاح والقبض على الإرهابيين وتفكيك منظماتهم الإرهابية، عندها فقط لن نحتاج إلى جدار، وإلى ذلك الوقت فإن إسرائيل لديها الحق في حماية مواطنيها من الهجمات وأحد وسائل الحماية هي جدار أمني مؤقت.
الجدار العازل:
إن فكرة الجدار ليست الغاية وإنما هي وسيلة للوصول للغاية وهي فكرة تستحق التكرار، وإن كان وجود الجدار اليوم يعني أن الأجيال القادمة ستعيش بسلام وربما بحدود مفتوحة، فإنه من الأسهل تقبل الأمر والدفاع عنه.
وتحت عنوان: «عبارات مقنعة»، جاء الآتي:
إن الجدار أداة مؤقتة، ولقد تم بالفعل إزالته مرتين حين حكمت المحكمة العليا بإزالته.
حين نحقق السلام مع الفلسطينيين وأرجو أن يكون هذا اليوم قريباً، سيسقط الجدار ويتم إزالته.
ولكن في الوقت الحاضر، فإن الجار يحمي الأرواح ويزود المنطقة بنوع من الاستقرار الذي قد يؤدي لنجاح العملية السلمية.
إن الحيلولة دون رد إسرائيل على الهجمات الإرهابية بسبب عدم استطاعتهم دخول إسرائيل يوضح كيف يساعد هذا الجدار في توفير فترة من الهدوء تسمح باللجوء للحوار السياسي.
وأضاف الآتي بوصفه عبارات غير مقنعة:
إننا نبني الجدار؛ لأنه أجدى نفعاً فهو يحمي إسرائيل من الانتحاريين.
في العاميين 2002 و 2003 كنا نعاني من تفجيرات انتحارية يومية في إسرائيل بسبب عدم وجود حاجز يمنع الانتحاريين من الدخول لإسرائيل من الضفة الغربية وهو ما شكل مشكلة.
في ظل ذاك الوضع كان الناس يشعرون بالخوف، يشعرون بالخوف من إرسال أطفالهم إلى المدرسة في حافلة، يشعرون بالخوف من الذهاب إلى مراكز التسوق، ولم يعد الناس يرغبون في الذهاب إلى المدارس.
لقد كان الجدار وسيلة سلمية للتعامل بفعالية مع التهديد الإرهابي.
ولقد شهدت المناطق التي يبنى فيها الجدار انخفاضاً ملحوظاً في نسبة التفجيرات الانتحارية بنسبة 90- 95%.
انتبه: “إن أي حديث عن اعتداء على أراض فلسطينية وحتى إن كان صغيراً قد يقلب الجمهور ضدك”.
وبعنوان “كلمات غير مقنعة” وجه الآتي:
إن ألقيت نظرة على مكان الجدار فستجد بأنه يقع على طول خط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجيرانها العرب. إن الجدار لا يتعدى على أحد وأعتقد بأنه يأخذ أقل من ثمان في المئة من مساحة الضفة الغربية وبعض المناطق التي تزدهر بجماعات اليهود الذين يطالبون بالحماية.
وفي ختام هذه الحلقة أقول: حقاً أن هذا الكيان يذكرني بالعجوز التي تستخدم مساحيق التجميل لتتجمل، ولا ينفعها هذا الفعل لأنها عجوز وقد تكون أجمل لو بقيت على طبيعتها ليرى الناس ما آلت إليه !!
ولهذا نقول إذا أراد أحد المهرجين أن يتعلم فن الخداع والكذب فما عليه إلا أن يتبنى أساليب اليهود وإعلامهم قديماً وحديثاً.
ولكن ستبقى الحقيقة ساطعة لأصحاب البصر والبصيرة.
الهوامش
1 - عندما جمعت كتاب بعنوان «مصطلحات يهودية احذروها» سنة.
2002م، لم أكن أتوقع أن يقع بين يدي ترجمة لمشروع الخطاب الإعلامي الصهيوني في مادة أشبه ما تكون مادة لدورة تدريبية بمحاور ووحدات متعددة الهدف؛ بهدف عرض صورة ناصعة للكيان الغاصب، ليضفي الشرعية على وجوده وممارساته وسياساته.
.