فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تهجير 400 أسرة فلسطينية من شرق القدس لغربها.
التاريخ: 28/7/1430 الموافق 21-07-2009
كشف تقرير لمكتب "الطلبات الجماهيرية" التابع للحكومة الإسرائيلية أن سلطات الاحتلال هجّرت مؤخرا نحو 400 أسرة عربية من القدس الشرقية إلى القدس الغربية، بحسب القناة السابعة في التلفزيون الإسرائيلي.
وبثت القناة الإسرائيلية اليوم الإثنين 20-7-2009 تقريرا قالت فيه: "في الوقت الذي تضغط فيه الولايات المتحدة لوقف البناء اليهودي (الاستيطان) في القدس الشرقية، فإن البيانات الرسمية تظهر تهجير السلطات الإسرائيلية لنحو 400 أسرة عربية من شرق القدس لغربها".
وأضاف التقرير أن البيانات الإحصائية لمكتب "الطلبات الجماهيرية" في القدس الشرقية، كشفت بدقة عن حجم البناء اليهودي في القدس الشرقية، وحجم العائلات العربية التي يتم تهجيرها من المدينة.
وفي السياق ذاته، أكد "آرييه كينج" رئيس المكتب أنه في نفس الفترة التي تزايد فيها حجم البناء العربي على أراضي الدولة، وعلى الأراضي التي يمتلكها اليهود في القدس الشرقية، فإن السلطات الإسرائيلية قامت بتهجير آلاف العرب الفلسطينيين من سكان المدينة إلى الأحياء السكنية في غرب ووسط المدينة.
وأوضح تقرير إحصائي للمكتب أنه بين عامي 2004 و2008 ازدادت الهجرة العربية من شرق المدينة إلى غربها، مشيرا إلى أن "عدد المهجرين فاق بكثير أعداد السكان اليهود الذين تم توطينهم في المدينة منذ شروع السلطات الإسرائيلية في سياسات الاستيطان بالقدس الشرقية".
ففي منطقة "تلة زئيف" تم تهجير 90 عائلة عربية، و90 عائلة من "التلة الفرنسية"، و31 عائلة من منطقة "نيفيه يعقوب"، إضافة إلى تهجير أصحاب وموظفي 112 مكتبا ومركز أعمال يمتلكها عرب من منطقة وسط القدس، بحسب التقرير الذي شمل 110 شوارع من أحياء القدس الشرقية.
كما تم تهجير أصحاب وعمال 28 مركزا توظيفيا من منطقة "تلبيوت"، و32 عائلة من منطقة "أرمون هنتسيف"، و21 عائلة من منطقة "راموت"، و31 عائلة من منطقة "جيلا"، و51 عائلة من منطقة "كتمون" القديمة.
على الصعيد ذاته، ذكر التقرير أن إجمالي عدد العائلات العربية التي تم تهجيرها بلغ تحديدا 396 عائلة، بالإضافة إلى 140 مكتب أعمال يمتلكها عرب في القدس الشرقية.
التغيير الديموجرافي
وتشهد القدس الشرقية في الآونة الأخيرة هجمة تهويدية شرسة تهدف بالأساس إلى تغيير تركيبتها الديموجرافية لصالح السكان اليهود بها، لاسيما في ظل التقارير الإحصائية الإسرائيلية المتتالية التي تحظر من حدوث انقلاب ديموجرافي خلال العقود القليلة المقبلة لصالح العرب.
فقد توقع تقرير إسرائيلي نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية السبت 18-7-2009 أن يحدث بحلول عام 2030 انقلاب دراماتيكي في التركيبة الديموجرافية بالقدس، ليصل سكانها إلى مليون نسمة، غالبيتهم من العرب المسلمين والمسيحيين.
وأضاف التقرير أن النسبة السكانية الحالية للقدس الشرقية تسجل غالبية بنسبة 65% لصالح اليهود، إلا أنه من المتوقع أن تصل نسبة العرب بالمدينة إلى 40% بحلول عام 2020، ومن ثم تتجاوز النصف بكثير بحلول عام 2030.
وطرح التقرير تساؤلا مهما حول مدى تأثير وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة (إن حدث) نتيجة الضغوط الدولية المتزايدة والمستمرة على مستقبل تنفيذ المخططات اليهودية بالمدينة المقدسة.
وشدد على أن الرهان الإسرائيلي لتهويد المدينة ديموجرافيا سيقع على عاتق "الحريديم" (اليهود المتشددين)، الذين يرتبطون دينيا بالمدينة، ويتسمون بمعدلات تزاوج وإنجاب مرتفعة.
ويأتي هذا التقرير غداة نشوب خلاف حاد وغير مسبوق بين الإدارة الأمريكية وبين الحكومة الإسرائيلية حول إصرار إسرائيل على التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة منذ حرب يونيو 1967، والذي أسفر عن ردود فعل إسرائيلية رسمية حادة، كان آخرها ما أكده رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" اليوم، من رفضه التام للطلب الأمريكي الداعي لوقف البناء الاستيطاني في ضاحية الشيخ جراح، معربا عن "تفاجئه" الشديد من هذا الطلب.
تمييز ضد العرب
وكان مكتب "الطلبات الجماهيرية" في القدس الشرقية قد ذكر في تقرير سابق له نشر أواخر عام 2005 أن سكان القدس الشرقية يعانون من تمييز شديد يدفع الكثيرين منهم للهجرة خارج حدود المدينة إلى مدن أخرى داخل إسرائيل.
وحدد التقرير المجالات التي يعاني منها عرب المدينة من التمييز لصالح اليهود بالسعر المتوسط للأرض المسموح بالبناء عليها؛ حيث تباع بأسعار زهيدة لصالح اليهود، في حين لا تقبل السلطات بالبيع للعرب، وعدم الاستفادة الكاملة من عوائد ضريبة "الأرنونا،" وهي ضريبة إسرائيلية تفرض على المساكن، والمحال التجارية في القدس.
ومن بين مظاهر التمييز -بحسب التقرير- انخفاض نسبة جباية ضريبة "الأرنونا" من المواطنين اليهود في نفس الوقت الذي تسجل فيه ارتفاعا بين المواطنين العرب.
المصدر: إسلام أون لاين