فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
%61 من أطفال غزة مصابون بفقر الدم و11% بالتقزم الغذائي و4.1% بلين العظام

التاريخ: 16/5/1430 الموافق 11-05-2009
أكد الدكتور عدنان الوحيدي المدير الطبي لجمعية أرض الإنسان، أن استمرار الحصار يهدد أطفال غزة، وينذر بتدهور أوضاعهم الصحية، في ظل مؤشرات تؤكد أن معدلات فقر الدم تجاوزت ال60% و11 % من أطفال غزة دون سن الخامسة مصابون بمرض التقزم الغذائي و4.1% مصابون بلين العظام.
وأوضح الوحيدي في حديث لإيلاف أن أسباب ذلك تعود إلى تغيير العادات الغذائية للأسر الغزية التي تعاني الفقر والبطالة، وتعتمد في تغذيتها فقط على المساعدات الغذائية الاغاثية التي تفتقر إلى العناصر الغذائية، لافتا أن هناك نقصا كبيرا في المواد الغذائية الطازجة في أسواق غزة خاصة من اللحوم والأسماك والجبن والبيض والحليب.فضلا عن زيادة نسبة تلوث المياه والهواء خاصة بعد الحرب على غزة الأخيرة.
وضرب الوحيدي مثلا بأن من يحرم من المواد الغذائية الطازجة مدة أسبوعين تكون فترة كفيلة بحدوث الأمراض الصحية، فما بالنا بثلاثة أعوام من الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة".مضيفا :" بعد ثلاث سنوات من الحصار اكتشفنا ظاهرة التقزم التغذوي وهو علاوة عن ظاهرة علمية تحدث خصوصا بين الأطفال، منوها بأن نسبتها كانت في عام 1995 كان قصر القامة لا يصل إلى 8% .مشيرا إلى أنها دليل على استمرار تعرض الأطفال لأمراض سوء التغذية.
وذكر الوحيدي أن معدلات حدوث الأمراض في غزة وفي فئات معينة قد ازدادت باطراد حتى على صعيد النوعيات المرضية و كميتها ، بسبب حرمان أهالي غزة من توفر العناصر الغذائية خاصة المتوفرة في المواد الغذائية الطازجة ،ولفت إلى أن الحرمان من المواد الغذائية لفترة تزيد عن أسبوعين كفيلة بحدوث الأمراض وسرد منها نقص فيتامين " أ" وفيتامين " د" وضعف القدرة على تطوير الخلايا المناعية ، ونقص الحديد الذي يفسر النمو المتزايد من مرض فقر الدم وحدوثه في كافة الأعمار ،لافتا إلى ازدياد تردد الأطفال المصابين للاستفادة من خدمات الجمعية وهي الوحيدة في قطاع غزة التي تقدم الدعم والمساعدة لهؤلاء الأطفال.
وحذر الوحيدي من انتشار فقر الدم بين الأطفال الفلسطينيين الذي تجاوز ال 60%، معتبرا أنه مؤشر خطر له تداعيات في المستقبل المنذور والمستقبل البعيد وانعكاساتها على حياة الأطفال وعلى نموهم البدني والعقلي ويلقي بظلال من الخوف على الواقع الصحي الفلسطيني للأطفال الفلسطينيين .
وبين الوحيدي انه بعد ثلاث سنوات من الحصار والإغلاق أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية التي قامت بها جهات علمية محلية ودولية محايدة انتشار ظاهرة قصر القامة التغذوي او " التقزم التغذوي" وأضاف :" انه من المؤكد أن أي مجموعة بشرية تتعرض للحرمان الشديد من عناصر الغذاء، يصابون بالنحول وهو "عبارة عن نقص في الوزن ولا يؤثر في الطول، مشيرة إلى انها غير منتشرة حاليا في قطاع غزة، وإنما الأخطر والأشد انتشار ظاهرة التقزم التغذوي وهي عبارة عن ظاهرة علمية تحدث تحديدا في الأطفال تباطؤا شديدا في نمو الطول قياسا بالسن مشيرا إلى أن هذا ما نسبته في قطاع غزة 11.7%
ويقول الوحيدي:" ان أطفال قطاع غزة يعانون نقص فيتيامين "أ" وفيتامين "د" وان كانت غزة منطقة مشمسة، إلا أن هذا لا يعفي سكانها من الإصابة بتلك الأمراض، خاصة انه يتوافر في الجبن والبيض والخضروات وأطفال غزة وهم محرومون منها بسبب أوضاعهم وظروفهم المعيشية السيئة، مشيرا إلى أن 4.1% من أطفال غزة مصابون بمرض " لين العظام" .
ونوه الوحيدي بانه رغم ما يبذل من جهد لتخفيف معدلات فقر الدم إلا أن الظاهرة تنتشر باطراد بسبب الحصار، لافتا إلى أن هناك أدوية نطلبها في قطاع غزة خاصة بعلاج فقر الدم لا تدخل إلى القطاع بسبب الإغلاق، ناهيك عن عدم قدرة الأمهات الفلسطينيات على العمل بتوصية المؤسسة و صنع الوجبات الغذائية المتكاملة لأطفالهن بسبب أوضاعهن السيئة، لذا أي جهود تبذل دون رفع لحصار تكون هباء منثورا، على حد قوله .
وقال :" عشرات الآلاف من العائلات لا يوجد أمامها بدائل في ظل نقص المواد الغذائية لتحقيق غذاء متكامل وصحي لأطفالها، إلا المساعدات الإنسانية والإغاثة. وقال محذرا :" إذا استمر هذا الحصار فإن التدخلات الحالية في مجال تغذية الطفل لن تكون كافية. ستزداد معدلات وفيات الأطفال، ولن نستطيع السيطرة على الوضع".
المصدر: فلسطين الآن