فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين
مسرحيات أسموها محاكم !!
مسرحيات أسموها محاكم !!
محاكمة الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي الذي تم اختطافهم ونقلهم إلى سجون الاحتلال، مهزلة أرادت منها قيادة الاحتلال أن تظهر بصورة الدولة التي تملك المؤسسات الديمقراطية المتحضرة، والتي تعتقل وتعين محامين للمتهمين وتحاكم، وتسمح للمعتقلين بالدفاع والتعبير لتُعطي صورة مغايرة لمشاهد دباباتها وقذائفها وفرق الموت التي تغتال وتعدم من أرادت، ومتى بدا لها ذلك !!!
فمسرحية إدخال المتهم إلى قاعة المحكمة، ومن ثم المحامين، ومدعي عام يدير جلسة المحاكمة، وتوجيه اتهامات بسيناريو قانوني!! كما حدث مع "مروان البرغوثي" سابقاً، والآن مع " أحمد سعدات" الذي وجهوا له الاتهامات المعدة مسبقاً: "كالضلوع في أنشطة جماعة مسلحة وهجمات أسفرت عن سقوط قتلى، والاتجار في السلاح، والسطو المسلح، والتحريض على العنف"، وهي التهم الحاضرة ليحاكموا بها الوزراء وأعضاء المجلس التشريعي المعتقلين، وفي المقابل وسائل الإعلام تصور تلك المشاهد وكأن قوات الاحتلال حريصة على توفير محاكمات عادلة للمتهمين، في مشاهد مخرجة بإتقان ليرى العالم الغربي عدالة الاحتلال!!!
نعم تنطلي تلك الصورة التي رسمتها لنفسها حتى على المقربين من أبناء جلدتنا، بأنها دولة ديمقراطية ذات مؤسسات، وتسعى للعدل بين من يعيش في ظل كيانها!! العدل الذي استباح حياة وأرض وحقوق ومقدسات شعب بأكمله، فهذا الكيان المجرم الذي قام بالإرهاب والعصابات والاغتيالات والتفجيرات، وأول من أستخدم سلاح التفجيرات في فلسطين، وقام على أنقاض القرى التي دمروها؛ أراد أن ينسى الأمم والشعوب كيف كانت بدايتهم، وكيف قام كيانهم على الأرض المغتصبة.
إن كان أحداً يستحق المحاكمة فهم قادة الصهاينة الذين اقترفوا كل أنواع الجرائم، وتمردوا على كل العهود والاتفاقات بل على كل القرارات الدولية منذ 1947م إلى اليوم، وكانوا وما زالوا بمأمن عن المساءلة في تواطؤ دولي.
فالمحاكم اليهودية ما هي إلا محاكم احتلال واستعمار كمثيلاتها في التجارب الاستعمارية على مر العصور، وهي وجه من أوجه الاحتلال الأكثر بشاعة، والتي لا ترى في فعل جنود الاحتلال مهما كانت فضاعته جرما يعاقب عليه، فلا يوجد مجرم عندما تكون الضحية مسلماً والجاني يهودياً!!
· وخلاصة الأمر:
محاكمات الاحتلال هي محاكمات صورية لأن الاحتلال أصلاً غير شرعي يجب رحيله فوراً عن كافة الأرض المحتلة كلها، وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك من أجل وقف تلك المحاكمات الهزلية ويصدر القرارات الواضحة بعدم قانونية محاكم الاحتلال بكل أشكالها.
عيسى القدومي
8/7/2006م
.