القدس والأقصى / عين على الاقصى

كلمة المركز في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي (ترامب) للقدس رسالة تذكير وصيحة تحذير




كلمة المركز في أعقاب زيارة الرئيس الأمريكي (ترامب) للقدس

رسالة تذكير وصيحة تحذير



تسعةٌ وستُّون عامًا مرَّت على احتلال الكيان الصهيوني الجانب الغربي من المدينة المقدسة، وخمسون عامًا مرَّت على سقوط القدس كاملةً ووقوعها تحت نيران الاحتلال اليهودي الغاصب.

في هذا التوقيت الذي يُذكِّر المسلمين بمآسٍ ونكباتٍ ونكساتٍ عاشوها -وما زالوا- جرَّاء استمرار الاحتلال الصهيوني، والإمعان في الإرهاب والقتل، وانتهاك المقدَّسات، يحضر الرئيس الأمريكي الجديد (ترامب) لمدينة القدس، والاحتفالات اليهودية تعمُّ الأرجاء، وتملأ المدينة المقدَّسة فرحًا وطربًا في ذكرى ما أطلقوا عليه "تحرير القدس واستعادتها من الفلسطينيِّين المحتلين" في زمنٍ تبدَّلت فيه الأفكار، وحارت فيه الأفهام، وصار الحليمُ فيه حيرانًا!

المشهد باختصار؛ يهودٌ محتلُّون يحتفلون، ويُقيمون الطقوس والحفلات التي تُظهر فرحهم العارم في ذكرى احتلال القدس بكامل أجزائها، ومن خلفهم قوىً دوليَّة ظالمة جائرة تدعمهم وتُناصرُهم بكل وضوحٍ، وبشكلٍ لا يقبل التأويل، والتي كان آخر مظهرٍ من مظاهرِها قدوم "ترامب" برفقة عائلته للقدس، وممارسة الطقوس اليهوديَّة عند حائط البراق في صورةٍ واضحة على مسلكه اليهوديِّ، وولائه المطلق، ودعمه الكامل لليهود ولإقامة دولتهم المزعومة في فلسطين. في مقابل أمَّةٍ إسلاميَّةٍ مفرَّقةٍ مقسَّمةٍ، تعصِف بها الفتن، وتُحيط بها المؤامرات من كلِّ جانب.

إنَّ قادة العدو الصهيوني حرَصوا على إضفاء الطابع الديني لهذه الزيارة؛ إذ استطاعوا أن يُسجِّلوا ورقة اعتمادٍ جديدة لهم في البيت الأبيض الأمريكي بأنَّ القدس وحائط البراق مِلْكٌ لليهود! كما ركَّزوا في خطاباتهم ومؤتمراتهم على بعض النُّصوص المحرَّفة، والوقائع التاريخيَّة المزوَّرة التي من شأنها إثبات وجودٍ لهم على هذه الأرض المقدَّسة، في ظلِّ غياب أو تغييب للأصوات الإسلاميَّة المخلصة المُدافعة عن قضايا المسلمين.

وإزاء ما تقدَّم فإنَّ مركز بيت المقدس يُعلن في رسالة تذكيرٍ للمسلمين بأنَّ القدسَ وقفٌ ومعلَمٌ إسلاميٌّ خالصٌ، وهو عائدٌ للمسلمين طال الزمان أو قصُر، ولا يضرُّ المسلمين أصحابَ العقيدةِ الرَّاسخة ادعاءات بني صهيون الباطلة، ولو اجتمعت الأمةُ كلُّها معهم في ذلك؛ لأنَّ الأقصى جزءٌ من عقيدتِنا، وآيةٌ من قرآننا.

كذلك فإنَّ حائط البراق هو أحد المعالم الإسلاميَّة البارزة، ولقد شهدت بذلك القرارات الدوليَّة 1930م، وكان ذلك نتاج جلسات تحقيقٍ شُكِّلت لبحث هذه المسألة.

وعليه فإنَّ واجب المسلمين في كلِّ مكانٍ أن يُبقوا قضيَّة القدس حاضرةً في أذهانهم ووجدانهم، وأن لا يُفرِّطوا فيها، أو يُضيِّعوا، بل يعملوا بكل ما استطاعوا ووسعهم الجهد على نُصرتها، واستنقاذها من براثن الصهيونيَّة الغاشمة.

كما أنَّنا نُحذِّر المسلمين من الانجرار والتَّساوق مع الأصوات والمساعي الرَّامية لإقامة علاقاتٍ تطبيعيَّة مع المحتل الصهيوني؛ الذي يحتل بلاد المسلمين، وينتهك مقدَّساتهم، وينهب ثرواتهم، ويتلاعب في مقدَّراتهم؛ فمهما تفرَّقت الأمة واختلفت إلَّا أنَّه يجب أن تتفق على أنَّ العدوَّ الصهيوني والاحتلال اليهودي عدوٌّ لنا، وبالتالي وجب الحذَر منه والتَّحذير.

 

 

 

.