أنشطة المركز / فعاليات
تعقيب الدكتور بسام الشَّطِّي :
تعقيب الدكتور بسام الشَّطِّي :
الحمد لله رب العالَمين ، وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد .
فالحقيقة أنه يصعب على المسلم أن يقف فى مثل هذا الموقف ، وبين إخوانه ، وبين مَن يفوقه علماً ، ولكن الحقيقة ، أحاول أن اختصر هذه الجمل في الآتي :
أولاً : لابد حقيقة من تحديد الهدف ، وترتيبه بشكل سنوي ، فكما يقول أهل العلم : " مالا يُدْرَكُ جُلُّهُ لايُتْرَكُ كُلُّه " فينبغي أن نؤسس نحن خطوات سنوية في هذه السنة ، ما هي الخطوات التي سنؤديها نحو بيت المقدس وإخواننا في فلسطين هناك ؟ فالله عز وجل أمرنا بمثل هذه الخطوات وترتيبها، فقال سبحانه :( فالذين آمنوا به وعَزَّرُوهُ ونصروه واتَّبَعُوا النورَ الذي أُنْزِلَ معه أولئك هم المفلحون ) فهذا الترتيب يبتدئ في التدرج ، أما أن نضع كل الأسباب ونحاول تطبيقها في وقت واحد فإن هذا من الاستحالة ، بل تحديد الهدف ، وكذلك ترتيبه حسب الأولويات ، ونبتدئ به بصورة واضحة :
فمن يتصور منا أنه في فلسطين المحتلة لاتوجد مكتبة إسلامية تشمل هذا الكتب برمتها وعامة إلى كافة المسلمين والمسلمات ، هذا مفتاح مهم جداً يجب أن نضعه بين أيدينا ، وكذلك الناظر إلى الصلح الذي ثم بين مصر وكذلك بين اليهود يجد أن من هذه الشروط ومن أهمها هو مسح كلمة اليهود والأعداء من المناهج التربوية وكذلك الآيات التي تتحدث عن اليهود في القرآن العظيم ، وكذلك منع كلمة فلسطين المحتلة ، بل لابد من وضع اسرائيل ، فهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل بدلالة واضحة أن هذه كانت تؤلم إسرائيل واليهود ، فلذلك لابد من الإرجاع إلى الاهتمام بمناهج التربية خاصة ، ومناهج التربية الإسلامية ، وكذلك تفنيد هذه الشبهات التي تُطْرَحُ بين الحين والآخر وإحياء هذه القضية من جديد ، وتربية النشء كما تَفَضَّلَ الأخوان قبل قليل .
كذلك لابد من تغيير واقع المسلمين داخل فلسطين المحتلة ، يؤسفني حقيقة أن داخل فلسطين المحتله تُوَزَّعُ بشكل يومي مجموعةٌ من المخدرات على الشباب المسلم هناك ، وكذلك مجلة للصور الخليعة والماجنة ، وكذلك بُعْدٌ للإسلام ، فنجد فى بيت المقدس يومياً يصلي صفان " أين المسلمون الباقون ، لاشك أن هذا استفهام خطير جداً يتحدثون به ما بين الحين والآخر مما يدلُّ دلالةً واضحةً على أن هناك بعد ديني حقيقي في هذا .
فلابد من الاهتمام بالمسلمين هناك ، وقد بَيَّنَ الله سبحانه وتعالى :
(وكان حَقاً علينا نَصْرُ المؤمنين) (تفسير هذه الآيَه) :
لابد من أهل القرى من أن يبتدئوا بهذا الصلاح قبل غيرهم ، وكذلك تغيير واقع المسلمين تجاه هذه القضية كما قال الله سبحانه وتعالى :
( إنَّ اللهَ لايُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حتى يُغَيِّروا ما بِأَنْفُسِهِم ) ، فلا بُدَّ من إرجاع هذه المعلومات برمتها أنا شخصياً تعلمت معلومات ما كنت أعرفها عن بيت المقدس من خلال هذا الأسبوع ، ومن خلال هذه الصور ، ومن خلال هذه التعريفات بين الحين والآخر ، مَن كان يتوقع أن في سنة 571 للميلاد ما كان في فلسطين المحتلة ولا يهودي ، ما كنا نعرف هذه المعلومات ، مَن كان يعرف أن عدد اليهود الى عهد قريب كان مليونًا ، ولكن في هذه الأَعوام حسب آخر إحصائية بلغ أربعة ملايين يهودي .
هذه معلومات لابد للمسلم أن يتعرف عليها ، فأنا أُناشد حقيقة أَن يُوجَد ، ونطالب وزارة التربية مثلاً بإيجاد متحف مصغر لقضية المسلمين الأولى ، وهي قضية فلسطين المحتلة حتى نُبرز هذه القضايا .
مثل ما وضعنا متحف للنجوم والكواكب وكذا فَلْنَضَعْ لمشكلة المسلمين في هذا المكان .
وأيضاً لابد يا إخوة من الاعتقاد بأن النصر يتولد منا نحن ، وللأسف أن الإعلام استطاع أن يبين للناس كافة أن النصر لا يمكن إلا من قنوات الولايات المتحده الأمريكية وغيرها من هذه الدول العُظْمَى ، وهذا خطأ كبير جداً نعتقده ويعتقده باقي الناس ، والحقيقة الله سبحانه وتعالى يقول : ( وما النصرُ إِلَّا من عندِ اللهِ إنَّ اللهَ عزيزٌ حَكِيمٌ ) ويقول جل شأنه في موطن آخر ( ولقد نَصَرَكُمُ اللهُ في مَوَاطِنَ كثيرة ) ولكن ينبغي علينا أن نعترف بأن حُسْنَ الاعتقاد يُؤَدِّي إلى حُسن العمل ، ولكن إذا ابتعدنا عن هذا الطريق ، واعتقدنا أن أمريكا ستنصرنا وكذا ، فإن هذا بلا شك اعتقاد مغاير ، ومُخِلٌّ وهَشٌّ وكذلك مُهَلْهَلٌ ، ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى : ( وما لكم من دونِ اللهِ مِن وَلِىٍّ ولا نَصيرٍ )كذلك إخواني لابد أن نترك هذه المعاصي صغيرَها وكبيرَها ؛ فبدونِ ترك المعاصي لا يمكنُ أن يكونَ النصرُ فاللهُ سبحانه وتعالى يقولُ ( فَمَن ينصُرُني من اللهِ إنْ عَصَيْتُهُ ) على لسان هود عليه السلام ، فبين الله سبحانه وتعالى أن هذا النصر لايمكن إذا كانت هناك المعاصي ؛ فلابد من القضاء على هذه المعاصي .
كذلك يا إخوه لابد من تصحيح مفهوم الوَلاء والبَراء .
كثير من الناس يعتقد أن قضيةَ الولاءِ والبراءِ ليست مهمة ؛ فتجد أن هذا اليهودي مع المسلم هناك متسامحين ومُتَساهلين جداً .
فيقول الامام أحمد رحمه الله: ( إذا رأيتَ مَن يُغايِرُ المسلمَ في عقيدَتِه ومعه المسلمُ يعيشون سواءً فاعلم أن عقيدتهم ومِلَّتهم أصبحت واحدة ) .
وهذه هي المشكلة يا إخوة ، فلابد من إحياء الوَلاء والبَراء أَنَّ هذا عَدُوٌّ عَدُوُّ لله سبحانه وتعالى ، وعدو لرسله الكرام ، وعدو للإسلام والمسلمين ، فينبغي أن نبث فيهم هذا الروح ، وهذا الانفعال العام .
كذلك لابد من الصبر ، لا يمكن أن يكون نصر في يوم وليلة ، اليهود يا إخوة وضعوا مخططهم ثم خلال 80 عاماً أو يزيد رَأَوْا هذه الدولة موجودة في جنباتها في فلسطين المحتلة ، وينبغي علينا أن لا نهتم بِمُدَدِ السنين ، ولكن علينا بترتيب الخُطَى وترتيب السلوكيات والمناهج التي نسير عليها .
فنجد أن في عمر الزمان 50 سنة أو 60 سنة لا شيء حقيقة ، ولكن ينبغي علينا أن نبدأ بالمنهج الصحيح ، والخطى الثابتة ونغرس فينا الصلاح من داخل فلسطين ، وكذلك وحدة الأمة من خارج فلسطين ، وكذلك نبث الاهتمام بالصدى الواسع .
ولذلك يقول الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله ) فبين الله سبحانه وتعالى هذا المنهج العظيم .
والحقيقة وضعت عدة خُطَى ولكن هذه أهمها إتماماً لما تَفَضَّلَ به إخواني ، وكذلك خوفاً من الإطالة عليكم .
وجزاكم الله خيراً على حُسن استماعِكم
.