فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول
ولي كلمة حول العودة إلى دائرة المفاوضات مع العدو الصهيوني!
خبَّاب بن مروان الحمد
بحكم أنَّنا نعيش في مجتمع الرأي والرأي الآخر، وحريَّة الكلمة والرأي والتعبير، فإنَّني سأعبِر عمَّا يجيش في صدري حول قضية الحديث عن عودة المفاوضات مع العدو الصهيوني:
حين يريد أي شخص سياسي فلسطيني أن يُفاوض عدوَّه الصهيوني المحتل لأرضه، فلا حرج من ذلك إذا لم يكن هنالك تنازلات شرعيَّة.
لكن دعونا أيها العقلاء نُفكِّر سويَّة في الأمر لصالح ديننا ووطننا ومجتمعنا:
برؤية عقلانيَّة فأي شخص يريد أن يُفاوض عدوَّه، فلتكن معه قوَّة مادية ومعنوية وعسكريَّة؛ تكون فيها أساليب ضغط، وقوة ردع للعدو، وأسلوب ترهيب؛ ووسائل تلويح لاستخدامها في حالة تشنج الطرف الآخر عن شروطك؛ لأنَّ العدو لن تستطيع الضغط عليه إلاّ إن شعر أنَّ لديك مناعة ذاتية من حبائله الخبيثة.
وبقليل من التفكير حول من يريد العودة لطاولة المفاوضات، أقول:
عليه أن يفكر، هل أوفى العدو بعهوده السابقة مع التنازلات المتتابعة أم لا؟!
وعليه أن يفكِّر هل جميع المواطنين الفلسطينيين يتَّفقون مع نهج المفاوضات؟!
وعليه كذلك أن يُفكِّر هل التجارب التي سبقت في المفاوضات قد نجحت؟!
وهل هنالك مزايا حقيقيَّة لها، أم أنَّ مآلات تلك المفاوضات كانت في طريق مسدود، حتَّى لو كانت هنالك تنازلات في كل جلسة مفاوضات.
وعليه كذلك أن يفكر جيداً، هل هذه المفاوضات يستغلها العدو المجرم؛ لتكون بمثابة غطاء له على ممارساته في قضم الأراضي، والمزيد من عمليات الهدم والتهجير، فالعدو الصهيوني يريد الحصول على السلام والأرض معاً..
فماذا سيبقى لنا من حقوق؟!
فهل مثل هؤلاء تجدي معهم أساليب المفاوضات؟!
لقد قال تعالى عن يهود في سورة النساء : ( أم لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون الناس نقيراً).
قال الإمام ان كثير في تفسيره: (وهذا استفهام إنكار ، أي: ليس لهم نصيب من الملك ثم وصفهم بالبخل فقال : (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا ) أي: لأنهم لو كان لهم نصيب في الملك والتصرف لما أعطوا أحدا من الناس - ولا سيما محمدا صلى الله عليه وسلم - شيئا ، ولا ما يملأ " النقير " ، وهو النقطة التي في النواة).
فيا من يؤمن بأنَّ القرآن كلام الله، هذا هو وصف القرآن للعدو الصهيوني.
ولقد علَّمتنا التجارب لكل مغتصب لأراضي المسلمين وناهب، أنَّ الحقوق التي أخذت اغتصاباً لا تُسترجع إلاَّ غلاباً..
ولنفترض أنَّك لا تمتلك قوَّة لمواجهة المحتل، فلا تمنح عدوَّك جلسات جديدة لن يحصل فيها أيَّة فائدة لمصلحة فلسطين...
.