القدس والأقصى / خطب مقدسية

الأقصى في الإعلام الإسلامي

الشيخ : د. وائل الحساوي

 

رئيس تحرير مجلة الفرقان، ودكتور في كلية الدراسات التكنولوجية – الكويت

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أما بعد ...

 

إخواني فلقد دخلت على شبكة الانترنت لأبحث عن موضوع الأقصى وموضوع القدس، فكتبت كلمة الأقصى وكلمة القدس، وفوجئت بأني قد وجدت ما لا يزيد على عشرين عنواناً على تلك الشبكة، قلت دعني أجرب بأن أكتب الكلمة الإنكليزية أو المصطلح اليهــــودي للأقصـــى وهو Jerusalem وكتبت كلمة

 

Jerusalem فإذا بي أجد 580 ألف عنوان على شبكة الإنترنت تتكلم عن القدس، مطاعم القدس، الرحلات السياحية، الجامعات كل شيء فتذكرت قول الشاعر «وبضدها تتميز الأشياء» إذا أردنا أن نتكلم عن الإعلام الإسلامي ودوره في قضية الأقصى وقضية القدس فيجب أن ننظر إلى الإعلام المعادي وكيف يخطط وكيف يفعل.

 

ونحن لا نقلل من دور الإعلام الإسلامي في قضية الأقصى وقضية القدس، فلقد بذل دوراً كبيراً ولكننا نعيب على إعلامنا الإسلامي في كثير من الأمور ومن أهمها أنه إعلام يقوم على ردات الفعل أكثر مما يقوم على الخطط والعمل الدؤوب لشرح هذه القضية.

 

عندما حدث حريق الأقصى الذي حرقه اليهود لعنة الله عليهم، هب المسلمون في كل مكان وتداعوا لإنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي، وصعدت الصحف ووسائل الإعلام هذه القضية، ثم ما لبثت أن خمدت ونسي هذا الموضوع، عندما حدثت مجزرة النفق التي قتل فيها أكثر من ستة وثمانين فلسطينياً في القدس، هبت وسائل الإعلام ثم وقعت مجزرة المسجد الابراهيمي فإذاً إعلامنا إعلام ردات فعل وليس إعلام متكامل كما يجب .

 

الأمر الآخر أن إعلامنا الإسلامي يتوجه للداخل ولا يتوجه للخارج فَيَكتب الكثير للمسلمين، ولكن ماذا يكتب لغير المسلمين ولمن يريدون معرفة الكثير عن الأقصى وعن قضية القدس أو كما قال الفيلسوف الشهير الفرنسي فول سابتا (هذه هي آراء اليهود حول القدس فأين آرائكم أنتم أيها العرب)، وأتذكر عندما كنا في الولايات المتحدة كنا ننظم الكثير من المنتديات والمؤتمرات حول القدس وحول الأقصى، ونبحث عن الكتب وعن الأفلام التي تشرح تلك القضية، باللغة الإنجليزية، فنعجز أن نجد إلا القليل منها، وأذكر بأننا قد استدعينا أحد الدكاترة المتخصصين في التاريخ الإسلامي دكتور أمريكي ليتكلم عن العلاقة بين الأمريكان والعرب وانتهز الحضور تلك المناسبة ليكيلوا الشتائم للولايات المتحدة، واتهموها بالتحيز لإسرائيل فكان رد هذا الدكتور: (لا تلومونا ولوموا أنفسكم - يقول- أضرب لكم مثلاً لقد أرسلت إلى السفارات العربية كلها وإلى سفارة إسرائيل، أطلب منهم بعض الأفلام والكتب، لكي أعرضها على طلبتي في الجامعة، فهل تتصورون ماذا كان الرد.؟!

 

إسرائيل بعثت لي مجموعة كبيرة من الأفلام والكتب، بينما ثلاث وعشرين سفارة عربية لم تبعث لي شيئاً ،!! ونحن طبعاً نصدق ما قاله الدكتور في هذا المجال، ثم انظر إلى الفضائيات العربية التي تنتشر في جميع بقاع العالم ماذا قدمت لقضية الأقصى وقضية القدس؟!

 

هذا ما نلومه على إعلامنا، الشيء الثالث: أن إعلامنا وللأسف مرتبط بالأنظمة يميل حيث تميل الأنظمة عن حرب إسرائيل، وعن تدميرها، فتكلم إعلامنا عن ذلك ولما مالت أنظمتنا إلى السلام وتكلمت عن السلام تحول إعلامنا بقدرة قادر إلى السلام، وأصبحنا ننافس اليهود على السلام، بل إن بعضهم يتشرف ويقول لا خيار لنا سوى السلام، عندما تكلم رابين وشمعون بيريز عن مسيرة السلام حتى المفكرين والكتاب تحولوا مع الأنظمة بالحديث عن السلام فهل هذا إعلام يخدم قضية الأقصى، مؤتمر شرم الشيخ الذي عقدته الولايات المتحدة في عام 1996م وكان الهدف منه هو حرب الحركات الإسلامية والتي وسمتها بالإرهابية تكالبت أكثر من ست عشرة دولة عربية للمشاركة في هذا المؤتمر وأصدرت في وكالة (كونا الكويتية) كتاب بهذا الحجم يتكلم عن مؤتمر صانعي السلام ويمتدحه فهذا هو وللأسف وضع الإعلام الإسلامي.

 

القضية الرابعة: هي قضية التهويل دون مراعاة للحكمة، فعندما كان المد القومي يسيطر على العالم العربي والإسلامي، كانوا يتحدثون عن إلقاء اليهود في البحر، واستغل اليهود هذا الكلام أيَّما استغلال، لاستدرار عطف العالم عليهم، فما كان منهم إلا أن ألقونا في البحر، وللأسف فلا شك أن هذه عيوب وعيوب واضحة في إعلامنا الإسلامي، إذا جئنا على الجانب الآخر الإعلام اليهودي نجد أنه يعتمد التخطيط والعمل الجاد وإنفاق الأموال الطائلة، لكي يصلوا إلى هدفهم ولتشويه الحقائق، يقول (روجيه جارودي) الفرنسي يقول: بيد أن سيطرة الصهيونية شبه التامة على وسائل الاعلام الأمريكية والفرنسية تدفع العالم إلى قلب المفاهيم رأساً على عقب، فمثلاً يقع هجوم على دبلوماسي إسرائيلي في لندن، وتعترف تاتشر في مجلس العموم بأنه لا ينتمي لمنظمة التحرير الفلسطينية ومع ذلك يعد الحادث نوعاً من الإرهاب، ثم يجتاح الجيش الإسرائيلي لبنان ويقتل الآلاف، وتسمى هذه العملية العسكرية (سلام الجليل).

 

عرضت شاشات التلفزيون قائمة ضحايا انتفاضة الحجارة (327) شهيداً فلسطينياً، معظمهم من الأطفال، و8 قتلى إسرائيليين، وفي اليوم نفسه يدلي وزير يهودي بتصريح يقول فيه: لا يمكن إجراء مفاوضات إلا إذا توقف الفلسطينيون عن أعمال العنف، لقد سبق الجنرال ديغول في 1969م أن شجب النفوذ الشديد لقوة الضغط الصهيونية في جميع وسائل الإعلام أن اليوم فقط نجح هذا النفوذ الشديد في قلب المفاهيم كلها، ومن ثم غدت مقاومة الضعفاء بأيديهم هي الإرهاب، وغدا العنف الدموي الذي يمارسه الأقوياء نضالاً ضد الارهاب، ونحن نعلم ما هو الإرهاب اليهودي وماذا فعل منذ عام 1948م إلى 1967م وقع أكثر من 21 ألف حادث إرهابي، وعشرات الآلاف من الضحايا .

 

عام الـ 1982م مذبحة صبرا وشاتيلا أكثر من ثلاثة آلاف قتيل.

 

وعام 1994م مذبحة المسجد الإبراهيمي.

 

وعام 1996م عناقيد الغضب لشمعون بيريز ومذبحة قانا، هذا جانب من تشويه الإعلام اليهودي للحقائق، الجانب الآخر هو طمس الآثار في تقرير نشرته صحيفة (جوروزليم بوست) وهي جريدة إسرائيلية أو نشرت جزءاً منه فقالت بأنه بعد الاحتلال اليهودي للقدس الشرقية عام 1967م فإن (جامعة هبرو) بوزارة الشئون الدينية وقسم الآثار بدأوا منفردين أو متعاونين حملة تنقيب في القدس الشرقية للبحث عن آثار حقبة (كمبل ماونت) خلال ثلاثين عاماً، ولكن لم يظهر شيئاً بل وجدوا قصوراً، ومحاكم ومساجد للمسلمين، كما وجدوا آثاراً رومانية وإغريقية، وكنعانية، ومقابل هذا الفشل، قررت الحكومة الإسرائيلية، استغلال الفترة ما دامت السلطة بيديها لتشويه ما يستطيعون من الحقائق التاريخية، وأن تقدم للعالم حقائق مغلوطة، بطريقة يتقبلها العالم، وهذا ما نسميه الإعلام الكاذب، فقد قاموا بإزالة مواقع وآثار في القدس، بحجة بشاعتها، وتركوا ما يخدمهم، ثم بدأوا حملة عالمية لإقناع العالم بوجود تاريخ أصلي وموثق لمملكة (سليمان) قبل ثلاثة آلاف عام ، ومن الطريف أن عالمة الآثار البريطانية (ديم كنتن) وفريقها بدأوا بحثاً عن هذه المملكة منذ الستينات ولمدة عقد كامل ولم يجدوا شيئاً.

 

بروفسور مزهار من جامعة (هبرو) بدأ التنقيب عن (حائط المسمى بالمبكى)(1)، ولصدمتهم وجدوا قصراً أموياً، وآثاراً اسلامية، فقاموا بتحطيم تلك الآثار بحثاً عن الجدار المزعوم وهذا منشور في (جورزليم بوست).

 

عام 1995م ومن أساطيرهم كذلك التي سعوا لإثباتها، هو النفق الذي يدعون بأن طفلاً إسرائيلياً قد اكتشف حجراً قبل مائة عام من هذا النفق، ومنذ اتفاق أوسلو وحتى اليوم لا يبدو في الافق أملاً،بأن تناقش تلك القضية، وإن ناقشوها فسيقدمون التنازلات.

 

في البداية رفعوا شعار فلسطين للفلسطينيين ثم فلسطين للعرب، وتركوا العالم الإسلامي بعيداً عن تلك القضية.

 

إلى بعض الندوات المتخصصة التي حدثت في العالم العربي وانظر إلى الطرح الهزيل، في ندوة القدس التي جرت في عام 1994م وأدارها (المؤتمر الإسلامي العام ) لبيت المقدس في -الأردن- (والمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة) في - مصر- كان هذا الطرح من كثير من الحاضرين بأن عام 4000 ق.م أسس اليبوسيون وهم فرع من العشائر الكنعانية العربية بلدة يبوس على جزء من موقع القدس، وبقوا هناك إلى أن (استولى) عليها اليهود سنة ألف قبل الميلاد بقيادة داوود عليه السلام، أي أن دخول داوود عليه السلام هذه البشارة التي نبأ بها القرآن هي الاستيلاء بنظر هؤلاء على فلسطين بدلاً من أن توضع الحقائق في وضعها الصحيح، وفي عام 772 ق.م قضى الملك العربي الآشوري سرجون على مملكة إسرائيل.

 

وفي عام 586ق.م استولى البابليون بقيادة نبوخذ نصر على اليهود واستولى عليهم ،وكأنها نوع من الفخر نفتخر به بأن هؤلاء الكفار يستولوا على الأمة الموعودة.

 

طالبوا بل شكلوا هيئة مسيحية في الأردن، وعزفوا على وتر التعاون ضد اليهود، وقال قائلهم في المؤتمر يمكن القول بأن التآخي بين المسلمين والمسيحيين عبر العصور ومنذ أربعة عشر قرناً جمعهم حبل العروبة والإنتماء القومي، إذن هذا التعاون ليس لإعادة مجد الإسلام ولكن لجمع حبل العروبة والإنتماء، كذلك قال القوميون: نحن العرب نفرق بين اليهودية والصهيونية وهذا كلام باطل لأن من أسس الصهيونية هم اليهود وهم من يعمل على بقائها.

 

في ندوة القدس في جامعة أسيوط عام 1996م قال (هاني الحوراني) مدير مركز الأردن الجديد للدراسات : أننا يجب ألا نبالغ في إبراز البعد الديني لمدينة القدس لأن هذا الوضع قد سمح للإنتداب البريطاني بعزل قضية القدس عن القضية الفلسطينية.

 

وقالت هدى الحسيني وهي من أشهر الكتاب الفلسطينيين في مقر الشرق الأوسط قالت : سيدور نقاش في عام 1997م بين الفلسطينيين وإسرائيل حول القدس لذا فإن النقاش يتطلب تنازلاً وليونة من الطرفين حتى لا تفشل عملية السلام وعلى الفلسطينيين أن يراعوا وضع إسرائيل، وحاجاتها والرأي العام الإسرائيلي .

 

وانظر إلى أسلوب طرح هذه القضية المهمة في توصيات لجنة القدس برئاسة ملك المغرب في 29/3/1997م -.

 

التوصية الأولى، تؤكد اللجنة دعمها لعملية السلام في الشرق الأوسط وفق الأسس التي انطلقت من مؤتمر مدريد ووفقاً لقرارات الأمم المتحدة.

 

علماً بأن مؤتمر مدريد هو الذي أجهض قضية القدس وقضية الأقصى فكيف نبدأ في وضع أول شرط أو أول توصية بالسير على مسيرة مؤتمر السلام.

 

ثانياً : تؤكد دعمها لمواقف منظمة التحرير الفلسطينية، والسلطة الوطنية -وهذه السلطة هي التي أجهضت قضية القدس وقضية الأقصى .

 

ثالثاً : العمل من أجل انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967م.

 

أما ما تبقى من فلسطين فله الله، بل أن صحيفة هارتز الإسرائيلية قد نقلت في 6/5/1998 بأن عرفات قال لوفد من مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أن هناك خططاً وحلولاً لمشاكل القدس وأنها ليست مشكلة لا تقهر، ومن بين تلك الأفكار توسيع حدود القدس شرقاً لتشمل قرية أبو ديس والمناطق المحيطة بها وإنشاء عاصمة فلسطينية بها، أي أنهم سيتخلون عن القدس وسيزحفون إلى قرية أبو ديس لإنشاء عاصمة للوطن الفلسطيني طبعاً هم نفوا هذا الأمر، ولكن نحن نعرف ماذا يعني نفي عرفات لهذه الأمور.

 

إخواني: يجب أن ندرك بأن اليهود أمة ضعيفة وأمة ليس لها حول إلا عندما تتمسك بحبل الناس كما قال الله سبحانه وتعالى ( لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليها المسكنة)(أل عمران/111-112).

 

فيجب ألا نخضع لهؤلاء ويجب أن نعلم بأن المسلمين طوال تاريخهم الحديث لم يتوقفوا عن الجهاد والحرب ضد اليهود منذ العشرينات إلى عام 1948م قامت العشرات من الثورات المسلحة بأيدي مجاهدين مسلمين في فلسطين لتحرير الأرض وقتل أكثر من 17 ألف شهيد، وظهر أبطال عظام، مثل القسام والحسيني والعاص وغيرهم، يجب أن نعلم بأن المجاهدين المسلمين في عام 1948م، قد خاضوا حرباً ضروساً ضد اليهود، وأن منظمة (فتح) في بدايتها كانت تسير على نهج إسلامي، وحاربت اليهود، وأن المنظمات الإسلامية القائمة اليوم، مثل (الجهاد وحماس) وغيرهم ما زالوا يجاهدون ضد اليهود، حتى حرب 1973م عندما أعطي الجندي المصري الفرصة للدفاع أسقط أسطورة خط (بارليف) والشعب الذي لا يقهر، ولكن المشكلة الأساسية التي نعاني منها هي الخيانات المستمرة التي أوقفت مؤقتاً هذا الجهاد المبارك.

 

إن من يذرفون الدموع على قبر أكبر مجرم في التاريخ إسحاق رابين لا يمكن أن يحرروا الأقصى ولا يمكن أن يحرروا القدس، إن من يكفكفون دموع أطفال اليهود وينسون معاناة أطفال المسلمين وجراحاتهم، ومن يعانقون أكابر مجرمي اليهود ويعتبرونهم أصدقاء وإخوان ويتعاونون معهم ضد المسلمين، هؤلاء لا يمكن أن يحرروا القدس ولا أن يحرروا الأقصى.

 

ولكن يجب علينا إخواني أن لا نيأس يجب أن نعلم بأن الله سبحانه وتعالى لا شك ناصر المؤمنين وأنه لا شك مظهر دينه على أعدائه ،وقد فشل اليهود في كثير من الأمور وسيفشلوا بإذن الله تعالى.

 

وكما يقول الدكتور عبدالوهاب المسيري: بأن اليهود فشلوا في تحقيق 80% من أحلامهم الدينية.

 

وفشلوا في التعريف من هو اليهودي وهذا الخلاف بينهم وبين الفلاشا معروف.

 

فشلوا في الهجرة التي لم تنجح تماماً فالسوفيات يهاجرون من إسرائيل إلى أمريكا، وقالوا بأن شعب فلسطين سيتم تهجيره ولكنه بقى صامداً ، ويتكاثر أكثر من اليهود.

 

هناك خلافات كثيرة بينهم وأزمات اقتصادية، المجازر والمخالفات أيقظت الضمير العالمي ولم تعد الصهيونية تستقطب الناس.

 

ونظرية الضحية لم تعد تنطلي على الناس كما كانت في السابق.

 

(روجيه جارودي) المفكر الفرنسي استطاع أن يفضح خبايا اليهود، فيما ادعوه من أساطير في مذبحة (هولو كوست) وَبَيَّن كذب هذا الكلام على العالم، إلى أن بدأوا يلاحقوه قضائياً، ويتآمرون عليه.

 

أما واجبنا تجاه القدس فيجب أن يكون الإعداد الصحيح والمتكامل كما قال القاضي بهاء الدين في وصف صلاح الدين الأيوبي رحمه الله: «كان رحمه الله عنده أمر القدس أمر عظيم، لا تحمله الجبال وهو كالوالدة الثكلى يجول بفرسه من طلب إلى طلب، ويحث الناس على الجهاد ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي يا للاسلام وعيناه تذرفان بالدموع وكلما نظر إلى عكا وما حل بها من البلاء وما يجري على ساكنيها من المصاب العظيم اشتد في الزحف والحث على القتال، ولم يطعم في ذلك اليوم طعاماً البتة وإنما شرب أقداح دواء كان يشير بها الطبيب، وهو من شدة حرصه ووفور همته كالوالدة الثكلى، وكان حديث الجهاد يشغله دائماً، ويستولي على قلبه استيلاء عظيماً، بحيث لم يكن له حديث إلا عنه، ولم يكن له نظر في وسائله أو اهتمام إلا برجاله ولا ميل إلا لمن يذكره ويحثه عليه» .

 

هذا هو الواجب الأول: الإعداد الكامل كما أعد صلاح الدين الأيوبي.

 

والواجب الآخر: هو تأصيل هوية القدس الإسلامية وهوية المسجد الأقصى.

 

الواجب الثالث : تدريس مادة عن القدس وتعليمها لأبناءنا حتى لا ينسوها.

 

الواجب الرابع: تكثيف المناهج عن اليهود وما قاله القرآن الكريم عنهم.

 

الواجب الخامس: رفض أنصاف الحلول التي تحولت إلى أرباع ثم أخماس ثم إلى 3% من فلسطين كما فعلت تلك السلطة البائسة.

 

الواجب السادس: رفض التطبيع بجميع أشكاله.

 

الواجب السابع: التفريق بين الشعب الفلسطيني وقيادته، ورفض الأصوات التي تطالب بالتخلي عنه.

 

الواجب الثامن: استصدار قرارات جديدة من مجلس الأمن ضد اليهود وإحراج المتعاونين كما نجحنا في السابق في استصدار قرار يقضي بأن الصهيونية حركة عنصرية.

 

 الواجب التاسع: التكثيف الإعلامي في الخارج.

 

الواجب العاشر: فضح المتآمرين على القضية الفلسطينية، وتعريتهم.

 

الواجب الحادي عشر: دعم الحركات الإسلامية التي تقاتل في سبيل الله من أجل تحرير فلسطين ومآزرتهم سياسياً وإعلامياً.

 

وأقول قولي هذا وآخر دعوانا الحمد لله.

.