فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
كنيس الخراب بشارة بخراب دولة اليهود إن شاء الله تعالى
كنيس الخراب بشارة بخراب دولة اليهود إن شاء الله تعالى
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
أما بعد ففي يوم الاثنين افتتح اليهود كنيس جديد وعلى بعد أمتار من المسجد الأقصى وهو أعلى كنيس مقبب يبنى .
معلومات عن هذا الكنيس:
أقر الاحتلال الإسرائيلي بناء ما يعرف بكنيس الخراب عام 2001، ورصدت له ميزانية بقيمة 12 مليون دولار تقاسمتها الحكومة ومتبرعون من يهود العالم.
وبدئ ببنائه في 2006 فور الانتهاء من وضع خرائط هندسية على أساس صور قديمة للكنيس قبل تهدمه عام 1948. ويرتفع كنيس الخراب 24 مترا وتشمل قبته 12 نافذة. وطليت قبته باللون الأبيض ويقع على مسافة عشرات الأمتار عن الجدار الغربي للمسجد الأقصى وبجواره ملاصقة يقوم المسجد العمري التاريخي المغلق."الجزيرة نت"
بحسب الأساطير والنبوءات اليهودية فإن بناء كنيس الخراب يقربهم مما يسمونه بخلاص اليهود حيث تتحدث الجماعات اليهودية عن "نبوءة" مفادها أن حاخاما إسرائيليا يدعى جاؤون فيلنا عاش في عام 1750م، كتب يومها متنبئا - كما يزعمون- بأن يوم البدء في بناء الهيكل الثالث المزعوم هو اليوم الذي يلي إعادة افتتاح كنيس الخراب.
وقد أعلنت الجماعات اليهودية المتطرفة بالبدء الجدي والفعلي ببناء الهيكل الثالث المزعوم ابتداءً من الثلاثاء16\3\2010 مكان المسجد الأقصى المبارك، وأعدت حجارة خاصة قالت إنها أساس بناء الهيكل وتم تغليفها بالأعلام الصهيونية ووضعها على شاحنة خاصة بالقرب من باب المغاربة بانتظار نقلها إلى داخل المسجد الأقصى.
و اليهود أطلقوا اسم "الخراب" على الكنيس المراد افتتاحه؛ للدلالة على خراب الهيكل، وللدلالة على إمكانية أن يعيدوا أسطورة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى كما يقولون".
يعود تاريخ الكنس إلى القرن 18 الميلادي حيث قامت مجموعة من اليهود بدفع رشوة لبعض عمال الدولة العثمانية حتى يقوموا ببناء "معبد حوربا" في مكان يدعون أنه كان مقام فيه معبد يهودي قديم، وتم هدمه عام 1721 من قبل العثمانيين نتيجة عدم دفع الضرائب والرسوم المفروضة على المكان، وفي عام 1857 شرع اليهود في بنائه، وعام 1864 اكتمل بناء الكنيس، ولكن عام 1948 هدمه الجيش الأردني حتى لا يظل ذريعة لعصابات الهاجانا بالتمركز فيه.
وبعد احتلال القدس في 67 بدأت تظهر المطالبات بإعادة بناء الكنيس من جديد، إلا أن حاخامات الدولة اكتفوا ببناء قوس تذكاري لهذا الكنيس.
يوضح "أبو عطا" المسؤول الاعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن مكان هذا البناء "هو عبارة عن جزء من وقف إسلامي، وجزء آخر منه مكان لبيوت تعود لعائلات مقدسية هدمت بيوتها بعد احتلال الحي في عام 67، وتم تحويل حي الشرف إلى حي يهودي بعد تغير جميع معالمه" ، ويدعم أبو عطا موقفه من خلال "وجود المسجد العمري الكبير الذي ما زال قائما بالحي، إلى جانب الروايات التي نقلها من كبار السن، والذين قالوا إنه لم يكن في هذا المكان أي معبد يهودي، إنما هي بيوت للمقدسيين".
ومن الشواهد على محاولة خلق تراث يهودي، يوضح أبو عطا "أن الاحتلال قام خلال السنوات الأخيرة ببناء كنس عدة لتحل مكان الأوقاف الإسلامية بجوار المسجد الأقصى من بينها؛ كنيس أقيم على وقف حمام العين الذي يعود لزمن المماليك، وكنيس المدرسة التنكزية، وهي بناء وقفي يعود لعهد المماليك، وكنيس آخر أقيم على وقف الكرد ويسمى بكنيس "المبكى الصغير" ويقع في جزء الجدار الغربي للمسجد الأقصى، إضافة إلى مسجد النبي داود الذي حول إلى كنيس باسم "قبر داود"، ويقع في المنطقة الجنوبية الغربية لسور البلدة القديمة. انتهى
هنالك عدة محاور ممكن مناقشة الموضوع من خلالها ولكننا سنركز على محور واحد مع التنويه على المحاور الأخرى . ألا وهو اسم الكنيس وما هي نظرة الإسلام لهذا الاسم وهل هو من المبشرات بالنسبة لنا أم لا وهذا ما سنراه من خلال هذا البحث.
لقد سمي هذا الكنيس بالخراب ولنا على هذه التسمية نظرة تناقض رؤية اليهود لها وارجوا من الله أن تكون هي الصواب لقد سمى اليهود كنيسهم هذا بالخراب ولم يطلق المسلمون هذا الاسم عليه وفي شرعيتنا فأن للأسماء أهمية ولها دلالاتها .
قال الإمام ابن القيم في الزاد:
لما كانت الأسماءُ قوالِبَ للمعانى، ودالَّةً عليها، اقتضتِ الحكمةُ أن يكونَ بينها وبينها ارتباطٌ وتناسبٌ، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحضِ الذي لا تعلُّقَ له بها، فإن حِكمة الحكيم تأبى ذلك، والواقِعُ يشهد بِخَلافه، بل للأسماء تأثيرٌ في المسميَات، وَلِلْمُسَمَّيَاتِ تأثُّر عن أسمائها في الحُسن والقبح، والخِفَّة والثِّقَل، واللطافة والكَثَافة، كما قيل.
وقلَّما أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ ذَا لَقَبٍ ... إلاَّ وَمَعْنَاهُ إن فَكَّرتَ في لَقَبِهْ .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستحِبُّ الاسم الحسَن، وأمر إذا أَبْرَدُوا إليهِ بَرِيداً أن يَكُونَ حَسَنَ الاسْمِ حَسَنَ الوَجْهِ. وكانَ يأخذ المعانى من أسمائِهَا(زاد المعاد2- 336) لذا فسوف نقدم بعض المقدمات الشرعية في هذا الموضوع .
الفأل الحسن : فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( كان يعجبه الفأل الحسن و يكره الطيرة) .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 4985 في صحيح الجامع وفي الحديث عن انس :لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح و الفأل الصالح : الكلمة الحسنة .
قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7532 في صحيح الجامع والتفاؤل من الفأل و هو ضدّ الطيرة و الجمع فؤول و قال الجوهري الجمع أفؤل. و في الحديث أن الرسول الأكرم (صلى الله عليه و آله و سلم) كان يحب الفأل و يكره الطّيرة. و الطيرة ضدّ الفأل و هي فيما يكره كالفأل فيما يستحب، و الطيرة لا تكون إلا في ما يسوء و الفأل يكون فيما يحسن و يسوء. و قد جاء: لا فأل عليك بمعنى لا ضير عليك و لا طير عليك و لا شر عليك؛ و في الحديث عن أنس عن النبي (صلى الله عليه و آله و سلم) قال: لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح و الفأل الصالح : الكلمة الحسنة قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 7532 في صحيح الجامع
و يقصد من الفأل الصالح الكلمة الحسنة فأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله و توقع البلاء و يجب على الإنسان أن يكون لله تعالى راجياَ و أن يكون حسن الظن بربه ( ابن المنظور، لسان العرب، ج 10، ص 8٦1.)
أما الفأل : فهو أن يسمع الإنسان الكلمة الطيبة، فتسره، ولكن لا ترده عن حاجته، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الفأل بذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: ويعجبني الفأل. قالوا: يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة »
ومن أمثلة ذلك أن يسمع المريض من يقول: يا سليم يا معافى فيسره ذلك، وهكذا إذا سمع من ينشد ضالة من يقول: يا واجد، أو يا ناجح أو يا موفق فيسره ذلك ويتفاءل به. والله ولي التوفيق.(مجموع فتاوى ابن باز)
ولأبي داود -بسند صحيح- عن عقبة بن عامر، قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: ( أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك ) . تحقيق الألباني :ضعيف الكلم الطيب ( 252 ) قوله: ( أحسنها الفأل ). سبق أن الفأل ليس من الطيرة ، لكنه شبيه بالطيرة من حيث الإقدام، فإنه يزيد الإنسان نشاطا وإقداما فيما توجه إليه، فهو يشبه الطيرة من هذا الوجه، وإلا، فبينهما فرق لأن الطيرة توجب تعلق الإنسان بالمتطير به، وضعف توكله على الله، ورجوعه عما هم به من أجل ما رأى، لكن الفأل يزيده قوة وثباتا ونشاطا، فالشبه بينهما هو التأثير في كل منهما.
قوله: ( ولا ترد مسلما ). يفهم منه أن من ردته الطيرة عن حاجته، فليس بمسلم.
قوله: ( فإذا رأى أحدكم ما يكره ). فحينئذ قد ترد على قلبه الطيرة، ويبتعد عما يريد، ولا يقدم عليه، وقد ذكر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دواء لذلك وقال: ( فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات ... ) الخ.
قوله: « اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت » . وهذا هو حقيقة التوكل، وقال ابن عثيمين رحمه الله:أن يكون سبب المضي كلاما سمعه أو شيئا شاهده يدل على تيسير هذا الأمر له، فإن هذا فأل، وهو الذي يعجب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لكن إن اعتمد عليه وكان سببا لإقدامه، فهذا حكمه حكم الطيرة، وإن لم يعتمد عليه ولكنه فرح ونشط وازداد نشاطا في طلبه، فهذا من الفأل المحمود.(مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)
بعد هذا البيان لمعنى الفأل. فما علاقة التسمية بهذا اعتقد والله اعلم أن تسمية اليهود لأهم مكان عندهم وهو المعبد وهو شعارهم المقدس بالخراب إن شاء الله يكون فألا حسنا لنا امة الإسلام بدنو خرابهم فهم امة لا تعقل ولا تحسن اختيار الأسماء وكما قال تعالى {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر.
وقد قرن الخراب مع اليهود في كتاب الله حيث قال جل شأنه {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ }الحشر2
وفي غزوة خيبر: عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى خيبر أتاها ليلا وكان إذا جاء قوما بليل لم يغر عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم لما رأوه قالوا محمد وافق والله محمد الخميس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم ( فساء صباح المنذرين ) .سنن الترمذي الألباني :صحيح وهناك كثير من الأدلة في السيرة النبوية وفي سيرة الصحابة الكرام ما يدلل على تفاؤلهم بالأسماء الحسنة وتغيير الأسماء القبيحة:
قال الأمام ابن القيم في هذا الموضوع: الأسماء المكروهة:(التي يكره التسمي بها) ما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله "لا تسمين غلامك يسارا ولا رباحا ولا نجاحا ولا أفلح فانك تقول أثم هو؟ فلا يكون، فيقول لا."
وروى أبو داود وسنده صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن عشت إن شاء الله أن أنهى أمتي أن يسموا نافعا وأفلح وبركة"( تحقيق الألباني :صحيح ، التعليق الرغيب ( 3 / 35 ).
قال ابن القيم: وفي معنى هذا مبارك ومفلح وخير وسرور ونعمة وما أشبه ذلك.
وروى أبو داوود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسمى بره وقال لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم"(تحقيق الألباني :حسن صحيح ، الصحيحة ( 210 )) ومن الأسماء المكروهة:التسمية بأسماء الشياطين مثل خنزب ، والولهان، والأعور، والأجدع.
شكى عثمان بن أبي العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسواساً في صلاته فقال ذلك شيطان يقال له خنزب"(الحديث بكماله رواه مسلم) ومنها أسماء القرآن وسوره مثل طه ويس، نص عليه مالك حيث أن يس وطه ليست من أسماء النبي صلي الله عليه وسلم كما يشاع، ومنها أسماء الفراعنة والجبابرة. كفرعون وقارون وهامان والوليد وأمثالهم من الفراعنة في كل عصر وزمان ومنها أسماء الملائكة كجبرائيل وميكائيل واسرافيل فانه يكره تسمية الآدميين بها. قاله الإمام مالك وغيره وأباحه غيرهم.
ومنها الأسماء التي لها معاني تكرهها النفوس ولا تلائمها كحرب ومرة وكلب وحية وأشباهها وقد روى مالك في الموطأ أن رسول الله قال للقحة (ناقة حلوب) من يحلب هذه ؟ قال رجل أنا قال ما اسمك قال مرة قال اجلس فقام آخر فقال له ما اسمك قال حرب قال اجلس فقال رجل أنا قال ما اسمك قال يعيش فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: احلب(ابن عبد البر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 24/71خلاصة حكم المحدث: مرسل).
وكان صلى الله عليه وسلم يكره الاسم القبيح حتى من الجبال فقد ورد في سيرة ابن هشام وتاريخ الطبري أنه مر بين جبلين فسأل عن اسمهما فقيل مخز وفاضح فعدل عنهما ولم يمر بينهما.(لم أجده في الطبري ولا ابن هشام في المكتبة الشاملة إلا في مختصر زاد المعاد 1-116)
وقد قال عليه الصلاة والسلام عن القبائل: " اسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله"(المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3514). وروى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى سهيل بن عمرو مقبلا يوم صلح الحديبية قال " سهل أمركم" وجاء في التمهيد لابن عبد الله والاستذكار لابن عمر أن بريده جاء في سبعين من قومه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلي الله عليه وسلم من أنت قال أنا بريدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر برد أمرنا وصلح ثم قال ممن قلت - أي بريدة - من أسلم قال لأبي بكر الآن سلمنا ثم قال ممن قال من سهم: قال خرج سهمك (مختصراً)(الألباني ضعيف جدا 11-771)
وإذا أردت أن تعرف تأثير الأسماء على مسمياتها فتأمل حديث سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده قال أتيت إلى النبي صلي الله عليه وسلم فقال ما اسمك قلت حزن فقال أنت سهل قال لا أغير اسما سمانيه أبي قال ابن المسيب : فما زالت تلك الحزونة فينا بعد(رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ في الصَّحِيحِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَغَيْرِهِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ والبيهقي السنن الكبرى) .
وتأمل ما رواه مالك في الموطأ من أن عمر بن الخطاب قال لرجل ما اسمك قال جمرة قال بن من قال ابن شهاب قال ممن؟ قال من الحرقة. قال: أين مسكنك قال بحرة النار قال بأيتها قال بذات لظى قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا فكان كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (الموطأ رواية يحى الليثي 2- 973).
قال ابن القيم رحمه الله : وقد رأينا من هذا عبرا فينا وفي غيرنا، والذي رأيناه كقطرة من بحر وقد قال المؤمل الشاعر :
شف المؤمل يوم النقلة النظر * ليت المؤمل لم يخلق له البصر.
فلم يلبث أن عمي. وكان أبو بكر رضي الله عنه يتمثل بهذا البيت
إحذر لسانك أن يقول فتبتلي * إن البلاء موكل بالمنطق
(منقول من كتاب مختصر كتاب تحفة المودود بأحكام المولود- للإمام ابن القيم)
ولما نزل الحسين وأصحابه بكربلاء سأل عن أسمها فقيل كربلاء فقال كرب وبلاء ولما وقفت حليمة السعدية على عبد المطلب تسأله رضاع رسول الله قال لها من أنت قال امرأة من بني سعد قال فما اسمك قالت حليمة فقال بخ بخ سعد وحلم هاتان خلتان فيهما غناء الدهر. وقال عوانة بن الحكم لما دعا ابن الزبير إلى نفسه قام عبد الله بن مطيع ليبايع فقبض عبد الله بن الزبير يده وقال لعبيد الله علي بن أبي طالب قم فبايع فقال عبيد الله قم يا مصعب فبايع فقام فبايع فقال الناس أبى أن يبايع ابن مطيع وبايع مصعبا ليجدن في أمره صعوبة وقال سلمة ابن محارب نزل الحجاج دير قرة ونزل عبد الرحمن بن الأشعث دير الجماجم فقال الحجاج استقر الأمر في يدي وتجمجم به أمره والله لأقتلنه وهذا باب طويل عظيم النفع نبهنا عليه أدنى تنبيه والمقصود ذكر الأسماء المكروهة والمحبوبة (تحفة المودود لابن القيم)
وفي الطريق إلى خيبر: ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الدليلين اللذين كانا يسلكان بالجيش ـ وكان اسم أحدهما : حُسَيْل ـ ليدلاه على الطريق الأحسن، حتى يدخل خيبر من جهة الشمال ـ أي جهة الشام ـ فيحول بين اليهود وبين طريق فرارهم إلى الشام، كما يحول بينهم وبين غطفان . قال أحدهما : أنا أدلك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل حتى انتهي إلى مفرق الطرق المتعددة وقال : يا رسول الله، هذه طرق يمكن الوصول من كل منها إلى المقصد، فأمر أن يسمها له واحداً واحداً . قال : اسم واحد منها حزن، فأبي النبي صلى الله عليه وسلم من سلوكه، قال : اسم الآخر شاش، فامتنع منه أيضاً، وقال : اسم الآخر حاطب، فامتنع منه أيضاً، قال حسيل : فما بقي إلا واحد . قال عمر : ما اسمه ؟ قال : مَرْحَب، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم سلوكه (الرحيق المختوم 1- 330).
وقال ابن القيم في الزاد:
ولما قَدِمَ النبىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة، واسمها يَثْرِبُ لا تُعرف بغير هذا الاسم، غيَّره لا تزكوا أنفسكم ب "طيبة" لمَّا زال عنها ما في لفظ يثرِب من التثريب بما في معنى طَيبة من الطِّيب، استحقت هذا الاسم، وازدادت به طيباً آخر، فأثَّر طِيبُها فى استحقاق الاسم، وزادها طِيباَ إلى طيبها.
وتأمل أسماءَ الستة المتبارِزين يومَ بدر كيف اقتضى القَدَرُ مطابقة أسمائهم لأحوالهم يومئذ، فكان الكفارُ: شيبة، وعُتبةَ، والوليدَ، ثلاثة أسماء من الضعف، فالوليدُ له بداية الضعف، وشيبة له نهاية الضعف، كما قال تعالى: {اللهُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً} [الروم: 54] وعُتْبة من العتب، فدلت أسماؤهم على عتبٍ يَحِلُّ بهم، وضَعْفٍ ينالُهم، وكان أقرانهم من المسلمين: علىٌ، وعبيدةُ، والحارِث، رضى الله عنهم، ثلاثة أسماء تُناسب أوصافهم، وهى العلو، والعبودية، والسعي الذي هو الحرث فعَلَوْا عليهم بعبوديتهم وسعيهم في حرث الآخرة، ولما كان الاسم مقتضياً لمسماه، ومؤثِّراً فيه، كان أحبُّ الأسماءِ إلى اللهِ ما اقتضى أحبَّ الأوصاف إليه، كعبدِ الله، وعبدِ الرحمن، وكان إضافةُ العبودية إلى اسم الله، واسم الرحمن، أحبَّ إليه من إضافتها إلى غيرهما، كالقاهر، والقادر، فعبدُ الرحمن أحبُّ إليه من عبد القادر، وعبدُ اللهِ أحبُّ إليه من عَبْدِ ربِّه، وهذا لأن التعلق الذى بين العبد وبين الله إنما هو العبوديةُ المحضة، والتعلُّقُ الذى بين اللهِ وبينَ العبد بالرحمة المحضة، فبرحمته كان وجودُه وكمالُ وجوده، والغايةُ التي أوجده لأجلها أن يتألّه له وحده محبةً وخوفاً، ورجاءاً وإجلالاً وتعظيماً، فيكون عَبْداً لِلَّهِ وقد عبده لما في اسم الله من معنى الإلهية التي يستحيلُ أن تكون لغيره، ولما غلبت رحمتُه غضَبه وكانت الرحمةُ أحبَّ إليه من الغضب، كان عبدُ الرحمن أحبَّ إليه من عبد القاهر.(زاد المعاد 2-340)
ومن تفاؤل الصحابة:
ما حدث في وقعة نهاوند حيث جاء سيدنا عمر كتاب من قائد الجيش، فقال عمر لحامل الكتاب: ما اسمك؟ قال: قريب. قال: ابن من؟ قال: ابن ظفر. فتفاءل عمر بذلك وقال: ظفر قريب. ثم أمر فنودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس، وكان أول مَن دخل المسجد لذلك سعد بن أبي وقاص، فتفاءل عمر أيضًا بسعد(البداية والنهاية 7/109)
وبعد مساجلة كلامية بين المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وبين كسرى بين فيها المغيرة فضائل الدين وحكم الكفار في شريعتنا رد عليه كسرى يزدرجد: : أتستقبلني بمثل هذا؟ فقال: ما استقبلت إلا من كلمني، ولو كلمني غيرك، لم استقبلك به. فقال: لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكم، لا شيء لكم عندي، وقال: ائتوني بوقر من تراب، فاحملوه على أشرف هؤلاء، ثم سوقوه حتى يخرج من أبيات المدائن.
ارجعوا إلى صاحبكم، فأعلموه أني مرسل إليه رستم؛ حتى يدفنه وجنده في خندق القادسية، وينكل به وبكم من بعد، ثم أورده بلادكم؛ حتى أشغلكم في أنفسكم بأشد مما نالكم من سابور.
قال: من أشرفكم؟ فسكت القوم. فقال عاصم بن عمرو: وافتات ليأخذ التراب، أنا أشرفهم، أنا سيد هؤلاء، فحملنيه. فقال: أكذلك؟ قالوا: نعم. فحمله على عنقه، فخرج به من الإيوان والدار، حتى أتى راحلته، فحمله ، فحمله عليها، ثم انجذب في السير؛ ليأتوا به سعدًا، وسبقهم عاصم، فمر بباب قديس فطواه، وقال: بشروا الأمير بالظفر، ظفرنا إن شاء الله تعالى، ثم مضى، حتى جعل التراب في الحجر، ثم رجع، فدخل على سعد، فأخبره الخبر. فقال: أبشروا، فقد والله أعطانا الله أقاليد ملكهم، وتفاءلوا بذلك أخذ بلادهم، ثم لم يزل أمر الصحابة يزداد في كل يوم علوًا وشرفًا ورفعةً، وينحط أمر الفرس سفلاً وذلاً ووهنا.
ولما رجع رستم إلى الملك يسأله عن حال من رأي من المسلمين، فذكر له عقلهم، وفصاحتهم وحدة جوابهم، وأنهم يرومون أمرًا، يوشك أن يدركوه، وذكر ما أمر به أشرفهم من حمل التراب، وأنه استحمق أشرفهم في حمله التراب على رأسه، ولو شاء اتقى بغيره، وأنا لا أشعر، فقال له رستم: إنه ليس أحمق، وليس هو بأشرفهم، إنما أراد أن يفتدي قومه بنفسه، ولكن والله ذهبوا بمفاتيح أرضنا.
وكان رستم منجمًا، ثم أرسل رجلاً وراءهم، وقال: إن أدرك التراب فرده، تداركنا أمرنا، وإن ذهبوا به إلى أميرهم غلبونا على أرضنا، قال فساق وراءهم، فلم يدركهم، بل سبقوه إلى سعد بالتراب، وساء ذلك فارس، وغضبوا من ذلك أشد الغضب، واستهجنوا رأي الملك"( ابن كثير، البداية والنهاية، 7/38 - 44.)
مما سبق يتبين أن الأسماء تؤثر بمسمياتها فأبو بكر رضي الله عنه يستشهد بالبيت
إحذر لسانك أن يقول فتبتلي * إن البلاء موكل بالمنطق. فالبلاء موكل بما يطلق الإنسان على نفسه من الأسماء حسنا كان أو قبيحا وكما قرر ابن القيم رحمه الله ولما كان الاسم مقتضياً لمسماه، ومؤثِّراً فيه. فمن هذا يتبين أن اسم الخراب هو اسم مشئوم ونسأل الله أن يكون مؤثرا في خراب دولة اليهود في فلسطين .
يضاف الى الاسم الغير موفق عدة مسائل فيها بشارة ان شاء الله تتبين من بناءهم لهذا المعلم اليهودي منها على سبيل المثال:
1- إن هذا المعبد قد خرب عدة مرات وهذه أيضا بشارة انه بأذن الله لن تقوم له قائمة له ولدولة اليهود ان شاء الله تعالى.
2- إن هذا المعبد قد بني من أموال قسم منها تبرع علما ان دولة اليهود غنية.ولكنها الذلة والمسكنة التي تعود عليها اليهود وكما قال تعالى {...وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }البقرة61.علما لو أرادت على سبيل المثال المملكة السعودية ان تبني مسجدا أو توسعة للحرم لا تعتمد على أموال التبرع وهذا يحدث في كافة البلدان الإسلامية.
3- بناء معبد الخراب دليل على جبن اليهود فهم يملكون كل وسائل القوة ويحكمون قبضتهم على القدس والقرار العالمي مصادر لصالحهم . فما يمنعهم من إقامة الهيكل الذي هو الأصل عندهم ويكتفوا حاليا ببناء هذا المعبد ليحاكوا به المسجد الأقصى. فانتقالهم من الأعلى إلى الأدنى هو جبن.
4- اعتمادهم على نبوءة وليس على أصل التوراة دليل على هوان دينهم وافلاسه في تلبية رغبة اليهود وهذا في حقيقة انحدار.
وفي الخاتمة :
إن هذا الأمر وهو التسمية بالخراب هو من التفاؤل بالنسبة لنا وليس من التطير المنهي عنه وكما قال صلى الله عليه وسلم سهل أمرنا لما رأى سهل بن عمر في الحديبية وهذا الفأل مما يستأنس به ولا يمنعنا من الأخذ بالأسباب الشرعية للسعي في تحرير الأقصى فك الله أسره . بل هو بشارة إن شاء الله تحضنا على العمل والمثابرة وتشجعنا على الأقدام ولا ينظر إلى قوة الكفر وسطوته وقلة أهل الحق وكما قال تعالى{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }يوسف110 فهم الذين سمهوه بهذه التسمية ولم يسمه المسلمون وكما مر فان التسمية تؤثر في المسمى . نسأل الله أن يخرب ويدمر دولة اليهود في فلسطين انه سميع قريب مجيب اللهم آمين.
إعداد: وليد ملحم
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
اليمن – صنعاء
21/3/2010
.