فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تقرير: الهجرة الصهيونية للخارج تعرض مستقبل مشروع الكيان للخطر
مليون صهيوني يرفضون العودة لكيانهم..
التاريخ: 9/8/1432 الموافق 11-07-2011
قالت دراسة صهيونية جديدة إنّ الحكومة الصهيونية الحاليّة برئاسة، بنيامين نتنياهو، تُقدّر العدد الحالي للصهاينة الذين يعيشون في الخارج بما يتراوح بين 800 ألف ومليون شخص، يمثلون 13% من السكان، وهي نسبة مرتفعة نسبيًّا بين البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ( OECD ).
ويتفق هذا الرقم الأخير مع رقم ورد ضمن تقرير قدم في أول مؤتمر للصهاينة الذين يعيشون في الخارج عقد في كانون الثاني (يناير) من هذا العام وهو مليون شخص.
وقال الموقع الإخباريّ "عنيان مركازي" الصهيوني إنّ مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، نشرت قبل عدّة أيام على موقعها الإلكتروني تحقيقًا مطولا عن أسباب إقبال اليهود بأعداد كبيرة على مغادرة الكيان الصهيوني، والتوجه للعيش في الخارج، الأمر الذي سيؤثر على مستقبل الاحتلال بشكلٍ خاصٍ، وعلى مستقبل المشروع الصهيونيّ، بشكلٍ عامٍ.
وفي الحد الأدنى هناك التقدير الرسمي القائل إنّ 750 ألف صهيوني ـ أي 10% من السكان - يعيشون خارج الكيان، وذلك وفقًا لوزارة الهجرة والاستيعاب الصهيونية، والتقديرات الحالية لعدد الصهاينة الذين يعيشون في الخارج أعلى بكثير من التقديرات في الماضي.
فخلال العقد الأول من عمر الكيان، هاجر نحو 100 ألف يهودي إلى خارج الكيان، وبحلول 1980 قدّرت دائرة الإحصاء المركزية في تل الربيع "تل أبيب" أنّ 270 ألف صهيوني يعيشون في الخارج لأكثر من سنة، أي 7% من السكان، وبعد بضعة عقود من ذلك، تضخم عدد المهاجرين الصهاينة، فبلغ 550 ألفًا، أي نحو مثليْ ما كان عليه في خمسينيات القرن العشرين.
وبحسب الدراسة، تتركز الأسباب، على السعي إلى مستوى معيشة وأحوال مالية أفضل، والحصول على فرص توظيف ومهن وتعليم عالٍ، وكذلك التشاؤم إزاء إمكان إحلال السلام في المنطفة.
العيش خارج الكيان أفضل
ومن بين أكثر الأسباب التي تذكر كمبرر لمغادرة الكيان الصهيوني، القول إنّ المسألة ليست "لماذا غادرنا؟"، وإنما "لماذا بقينا كل هذه المدة قبل أنْ نغادر؟"، علاوة على ذلك، بيّنت استطلاعات حديثة للرأي أن حوالي نصف سكان الكيان الشباب يفضلون العيش في مكان ما في الخارج لو أتيحت لهم الفرصة.
وأكثر الأسباب التي يذكرونها كمبرر للرغبة في الهجرة أن الوضع في الكيان "ليس جيدًا"؛ وثمة عامل آخر مهم يساهم في تدفق الصهاينة إلى الخارج، وهو الخبرة في الهجرة.
فبالنظر إلى أن 40% من الصهاينة مولودون في الخارج، فإن الهجرة ليست بالشيء الجديد بالنسبة إلى كثيرين في البلاد، يضاف إلى هذا أن المهاجرين الصهاينة لا يستطيعون التصويت من الخارج، فإن من المرجح أن يشعروا بأنهم مهمشون عن المجتمع الصهيوني في الداخل، الأمر الذي يساهم في قرارهم البقاء في الخارج وفي اجتذاب آخرين لعمل الشيء نفسه.
وأشارت الدراسة إلى أنّه ليس من المؤكد إذا ما كانت جهود حكومة نتنياهو في الكنيست للمصادقة على مشروع قانون يمنح الصهاينة الموجودين في الخارج حق التصويت سيساهم في إبطاء هذا التوجه.
جوازات سفر احتياطية!
ومن الأمور التي تزيد من ضغوط الهجرة أن صهاينة كثيرين قد اتخذوا إجراءات تمهيدية للمغادرة في نهاية الأمر، وأظهرت إحدى عمليات المسح أن ما يقرب من 60% من الصهاينة، قد اتصلوا أو عازمون على الاتصال بسفارة أجنبية ليطلبوا الجنسية أو جواز سفر، ولدى ما يقرب من 100 ألف صهيوني جوازات سفر ألمانية، بينما يقدم المزيد طلبات لجوازات على أساس أنهم من نسل ألمان، ولدى عدد كبير من الصهاينة، جنسية مزدوجة بما في ذلك نصف مليون صهيوني يحملون جواز سفر الولايات المتحدة (مع ما يقرب من ربع مليون طلب قيد النظر).
الديموغرافيا لا تتجه لصالح اليهود منتصف هذا القرن
وقال الموقع الإخباري إنّ "تنبؤات النمو السكاني تدلل على أنّ "الإسرائيليين" اليهود سيظلون الغالبية في الكيان، في المستقبل المنظور، غير أن "الإسرائيليين" سيواجهون تحديًا للاحتفاظ بغالبيتهم المسيطرة بنسبة 75% تقريبًا، ويعود هذا بصورة رئيسة إلى نسبة الخصوبة الأعلى في أوساط غير اليهود في "إسرائيل"، ونضوب البركة الكبيرة للمهاجرين اليهود المحتملين، وهجرة "الإسرائيليين" اليهود على نطاق واسع. ونتيجة لذلك فإن التنبؤات الديموغرافية تتوقع استمرار هبوط نسبة اليهود في البلاد في العقود المقبلة إلى ما يقرب من ثلثي السكان بحلول منتصف القرن بعد أن بلغت تلك النسبة أوجهها بـ89% في عام 1957".
إشكالية كبيرة؛ أيدلوجيّة وواقعيّة
وتابعت الدراسة قائلةً: "تشكل هجرة نسبة عالية من أي بلد، خصوصًا المتعلمين جيدًا وذوي المهارات العالية، تحديًا كبيرًا لأي دولة، غير أن الهجرة على نطاق واسع تعدّ إشكالية خاصة بالنسبة إلى "إسرائيل" بالنظر إلى عدد سكانها الصغير نسبيًّا، وتشكيلتها العرقية الفريدة والسياق السياسي الإقليمي.
ورأى معدُّو الدراسة أنّ مغادرة الصهاينة اليهود تساهم أيضًا في تقويض الأيديولوجية الصهيونية، "فإذا كانت أعداد كبيرة من "الإسرائيليين" اليهود تختار الهجرة إلى الخارج، فلماذا يهاجر يهود مندمجون اندماجًا جيدًا ومقبولون في بلدان أخرى إلى "إسرائيل"؟، يضاف إلى هذا أن ربع" الإسرائيليين" الشبان في أوروبا يتزوجون بأشخاص غير يهود، علاوة على ذلك، لا ينتمي غالبية هؤلاء إلى وسط يهودي، كما أنهم لا يشاركون في أي نشاطات يهودية، وكما هو الحال بالنسبة إلى مجموعات المغتربين الآخرين في الدول الغربية، فإن "الإسرائيليين" في الخارج كثيرًا ما يعلنون نيتهم العودة، إلا أنّه من المرجح أنْ يبقى المهاجرون "الإسرائيليون" في البلدان التي تبنوها بالنظر إلى أنهم أصبحوا هم وعائلاتهم مستقرين ومندمجين في مجتمعات تلك البلدان بنجاح".
وقد اعتبرت الحكومات الصهيونية أن مستويات المهاجرين إلى الكيان منخفضة أكثر من اللازم، بينما نسبة المهاجرين إلى الخارج أعلى مما ينبغي، ولدى الكيان -بالإضافة إلى سياسات التشجع على الهجرة للاستقرار الدائم- برامج وحملات إعلامية تروج بنشاط لعودة الصهاينة الذين يعيشون في الخارج.
وخلصت الدراسة إلى القول إنّه، وبالرغم من هذه الجهود، فمن المشكوك فيه، بناءً على الاتجاهات في الماضي وفي الوقت الحاضر، أن تكون هذه الحوافز كافية لعودة المليون صهيوني المفقودين، ولم تؤدِّ الهجرة على نطاق واسع إلى حالات اختلال ديموغرافية واجتماعية-اقتصادية في البلاد فحسب، ولكنها تمثل -وهذا هو الأهم- تحديات سياسية خطيرة وتعرض الطابع اليهودي "لإسرائيل" للخطر.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام