أنشطة المركز / للمركز كلمة

رئيس مركز بيت المقدس: فلسطين تصارع بمفردها.. والدول العربية عاجزة

 

 

رئيس مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية بقبرص جهاد العايش لـ عالم اليوم:

 

 

 

فلسطين تصارع بمفردها.. والدول العربية عاجزة عن إحداث ضجة لاسترداد الحقوق المغتصبة.

 

جريدة عالم اليوم: 28/4/2010م – الحلقة الأولى:

 

أشار رئيس مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية بقبرص جهاد العايش الى أن الفلسطينيين يصارعون بمفردهم من اجل البقاء والدول العربية عاجزة عن إحداث ضجة لاسترداد الحقوق المغتصبة.

وأشار العايش الى أن المسجد الأقصى تحت إدارة وزارة الأوقاف الأردنية التي لا تملك إلا تعيين وعزل الإمام وصرف راتبه ودفع فواتير الكهرباء والماء.

ولفت الى أن كلمة إسرائيل شرف لا يستحقه الصهاينة فإسرائيل هو سيدنا يعقوب ونحن كمسلمين أولى بأنبياء الله منهم.

وقال العايش في لقائه مع «عالم اليوم» « مخطئ من يتصور أن السلطة الفلسطينية لها سلطة فعلية على ارض الواقع مؤكدا أن دورها سلبي.

 

> بداية هل يمكنكم إعطاؤنا تصورا عاما عن مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، وما هي الرؤية التي يريد المركز تحقيقها؟

- هو مركز وقفي يهدف لنشر الدراسات والمخطوطات التراثية المتعلقة بفلسطين وعلمائها والقدس والمسجد الاقصى، لاحياء روح الولاء الشرعي للارض المقدسة «فلسطين»، وتقديم حلول شرعية واقعية لمشكلة فلسطين من جميع جوانبها، والدفاع عن الحق الشرعي بملكية فلسطين والقدس والمسجد الاقصى وسائر الاوقاف الاسلامية في فلسطين وبناء الانسان الفلسطيني بناء تربويا متكاملا على فهم السلف الصالح هذا بالاضافة للدعم المنهجي والبحثي للمؤسسات المختصة حول الصراع الاسلامي اليهودي والتعاون مع علماء الامة الربانيين في ايجاد الحلول الشرعية للقضية الفلسطينية، وتفنيد مزاعم اليهود واعوانهم ودحضها امام المسلمين والعالم اجمع والعمل على توجيه جهود الامة الإسلامية وارشادها الى جادة الصواب.

وتهدف رسالة المركز بالدرجة الاولى الى توعية المسلمين بقضية فلسطين من الناحية العلمية والعملية على اساس من الكتاب والسنة بفهم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، ونشر منهج اهل السنة والجماعة بين اوساط الشعب الفلسطيني بخاصة والمسلمين عامة، ونحن اذ نقدم من خلال هذا المركز رسالتنا واهدافنا لنرجو ان تكون نبراسا يضيء على الطريق لجمع كلمة المسلمين تحت لواء هذا المنهج الصافي الذي لا تقيده الحزبية ولا تعتريه العشوائية وانما يقوم بتكاتف الجهود ورص الصفوف واخلاص العمل انها دعوة للمنهج الرباني والطريق الواضح الذي يتشرف كل مسلم بالانتساب اليه فمنهج السلف انما هو دعوة للتأصيل والعمل الجاد الدؤوب الذي يأسر كل القلوب ويسير لهداية كل الناس حتى يحقق موعود الله عز وجل بالعلو والتمكين.

وكذلك نهدف من خلال هذا المركز الى تجميع كل الجهود المخلصة التي تعمل لخدمة قضيتنا العادلة حتى يتحقق موعود الله عز وجل في استعادة فلسطين الى احضان امتنا الاسلامية باذن الله، وكذلك لتوضيح الموقف الصحيح من كثير من القضايا والاحداث التي تخص القضية الفلسطينية من منظور اهل السنة والجماعة.

وانا لنرجو المولى عز وجل ان يعيننا على تحقيق اهدافنا وان نكون عند حسن ظن اخواننا المسلمين في كل مكان ونهيب بهم ان يكونوا جنبا إلى جنب معنا من اجل الوصول للاهداف المنشودة ونحن نرحب بكل اقتراح هادف ونصيحة اخوية ومشاركة تثري وتدعم قضية فلسطين وتساهم في توضيح الرؤية وبناء الصفوف.

 

رسالة المركز:

 

أما رسالة المركز: فإنه يهدف إلى تقديم الدراسات الموثقة لخدمة قضية المسلمين في فلسطين وصراعهم مع اليهود وتوضيح الموقف الشرعي في كثير من القضايا والاحداث التي تخص القضية الفلسطينية والمسجد الاقصى، من الناحية العلمية والعملية على اساس من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة رضوان الله عليهم ونشر دعوة الاسلام بين اوساط الشعب الفلسطيني وحشد صفوف المسلمين تحت لواء هذا المنهج الصافي الذي لا تمثله احزاب ولا افراد ولكنه منهج رباني وطريق واضح يتشرف المسلم بالانتساب اليه ونحن في هذا المركز نهدف كذلك إلى تجميع كافة جهود عملاء الامة ودعاتها وكوادرها وسياسييها وكل الطاقات الاسلامية الفاعلة لخدمة القضية الفلسطينية حتى تتحقق عودتها بإذن الله.

وبالنسبة للرؤية المستقبلية«الطموح»: فنتمنى ان يمتاز المركز بتقديم ما هو الافضل علميا ومنهجيا وتربويا واجتماعيا عبر فروع وإدارات متفرغة ومتتخصصة ووفق هيكل تنظيمي دقيق ومرن والسعي للارتباط ومشاركة فاعلة مع علماء الامة والمشايخ وطلبة العلم والذي نعتبرهم جزءا من المركز للاستفادة من جهودهم وقدراتهم وتوظيف الطاقات والخبرات لصالح المركز وبما يخدم رؤيته المستقبلية والسعي كذلك لتوفير المعلومات اللازمة لتحديد اولويات العمل والالتزام بمستويات عالية من الجودة وانماط متطورة من الاداء والعمل على تكوين وبناء اجيال شابة تناط بهم مهمة استكمال المسيرة فضلا عن استخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة اعمال المركز وتنفيذ برامجه وايصال رسالته مع عرض وتوثيق انجازاته وتحقيق دخل وايراد يضمن بمشيئة الله استمرار مسيرته.

ومن اهداف المركز احياء روح الولاء الشرعي للارض المقدسة«فلسطين» وتقديم حلول شرعية واقعية لمشكلة فلسطين من جميع جوانبها والدفاع عن الحق الشرعي بملكية فلسطين والمسجد الاقصى وسائر الاوقاف الاسلامية في فلسطين وبناء الانسان الفلسطيني بناء تربويا متكاملا على منهج وفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم.

والدعم الفكري والمنهجي للمؤسسات التربوية والخيرية حول الصراع الاسلامي اليهودي والتعاون مع علماء الامة الربانيين في ايجاد الحلول الشرعية للقضية الفلسطينية وتفنيد مزاعم اليهود واعوانهم ودحضها امام المسلمين والعالم اجمع، وتوجيه جهود الامة الاسلامية وارشادها إلى جادة الصواب والتعاون معها في سبيل نصرة القضية الفلسطينية.

 

أهمية المراكز المتخصصة:

 

> بحكم أنكم مركز دراسات متخصص في القضية الفلسطينية كيف ترون أهمية هذه المراكز وأثرها بشكل عام؟

- بعد النظر في أهمية مراكز الدراسات واثرها على اصحاب القرار ومنهم إلى سائر  الطبقات والشرائح وكيف اهتم المستشرق والمستعمر وفي وقت مبكر بأهمية مراكز الدراسات ولجان البحث العلمي ورصد لها الاموال الطائلة وجند لها جيوش من البروفيسورات ودهاقنة الفكر والسياسة فأفنوا لها العمر وعصارة الفكر.

فهذا نابليون يغزو مصر وهو يحمل معه خلاصة جهود هؤلاء في سفر عظيم يصل إلى23 مجلدا من الحجم الكبير جدا قام عليه مالايقل عن مائة وستين باحثا فرنسيا سموه«وصف مصر» اتى على وصف كل جوانب حياة مصر والمصريين.

وهذا بلفور قبل ان يقدم على وعده المشؤوم بتمليك اليهود فلسطين ذلك لم يأت من فراغ ولا على سبيل الصدفة انها عقيدة انه يكمل مسيرة سلفه فكتوريا ملكة بريطانيا التي اسست مركزا بحثيا ميدانيا يسمى«صندوق استكشاف فلسطين» عمل على ارض فلسطين مدة «خمسين» سنة ليعرف مكنونات هذه الارض واهلها قبل ان تقدم لقمة سائغة لليهود.

ولا ننسى جهود نخبة من المستشرقين الاوروبيين في تأليف واعداد«المعجم المفهرس لالفاظ الحديث» الذي استغرق مدة سبعين عاما أو يزيد من بداية الفكرة عام 1916 إلى ان تم في عام 1987 بجهود ما يزيد عن 60 باحثا مدة اربعة اجيال.

نعم ادرك اليهود والغرب اثر مراكز الدراسات فعملوا على اجتثاثها والتضييق عليها بل وسرقة كنوزها كما هو شأن«مركز الدراسات الفلسطينية» حين سلب اليهود المركز وما فيه عند اجتياح بيروت عام 1982.

واذا اردنا ان نختصر القول بأهمية هذه المراكز لابد ان نعلم ان اهم قسم في الموساد الاسرائيلية هو لجنة البحوث والدراسات وكذلك اهم قسم في سلسلة مطاعم«ماكدونالد» هو لجنة البحث العلمي.

لذا لابد ان ندرك اهمية هذه المراكز وانها ليست من فضول الاعمال والبرامج بل هي ضرب من ضروب نصرة دين الاسلام.

 

> ماهي القيمة التي تميز بها المركز عن غيره فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني اليهودي وهل هذه القيمة لها تأثير واضح على مسار هذا الصراع؟

- القيمة التي سعى المركز ومازال يسعى لتحقيقها هو ربط الصراع مع اليهود على اساس عقدي وفيه ما جاء به الله في كتابه والمصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في سنته نعم لقد غرقت القضية الفسطينية بالمهاترات السياسية لما فقدت ارتباطها بالاساس الاسلامي وهذا هو الذي يميز المركز عن غيره من المراكز وبذلك تمحورت جميع انشطة وبرامج المركز حول هذا الهدف فقائمة اصدارات ودراسات المركز وموقع المركز على الشبكة العنكبوتية ومجلة المركز وندوات ودوارات المركز وجميع انشطته في العالم كانت في هذا المحور.

نعم نعود بهذا الصراع مع اليهود إلى اصله ونسعى إلى تأصيل ذلك ومنهجته، لذلك وعودا إلى سؤالكم الكريم ومدى تأثير هذه القيمة على الساحة، لاشك ان اثر هذه القيمة أو غيرها لن يكون سريعا إلا اننا نلحظ ونلمس وفي جميع المستويات والشرائح الآثار الايجابية من جهود بذلها المركز في غضون سبع سنوات من العمل المتواصل.

 

التحديات:

 

> ماهي اهم التحديات التي تواجهكم كمركز فكري في الفترة المقبلة وهل لديكم الامكانات الكافية للتغلب عليها ام لا؟

- من اهم التحديات هو الحديث عن فلسطين والصراع مع اليهود هو ضرب من ضروب الانتحار في بعض الدول بل والحديث عن معاناة الشعب الفلسطيني والدعوة للوقوف بجانبه ماديا ومعنويا هو في قائمة الممنوعات في بعض الدول الاخرى.

من جانب آخر نجد صعوبة بالغة في اقناع بعض المؤسسات الداعمة واهل الخير في تبني ودعم مشاريع المركز لذلك نجد قصورا عاما من المؤسسات الداعمة في دعم الاغاثة الفكرية والتربوية والمنهجية وفي المقابل هناك شغف وافراط في اغاثة البطون وتقاعس واهمال في اغاثة العقول والفكر ومنهجية إدارة الصراع مع العدو لذلك ندعو اخواننا القائمين على مؤسسات  العمل الخيري واخواننا المحسنين إلى اغاثة الفكر والاخلاق والدين من خلال البرامج الفكرية والتربوية والاكاديمية التي يتبناها مركز بيت المقدس للدراسات في فلسطين والشتات الفلسطيني.

> كيف ترون مركز بيت المقدس في المستقبل وما هي أمنياتكم التي تتمنون تحقيقها على ارض الواقع من خلال هذا الصرح المبارك؟

- نسعى وبإذن الله ان يحقق المركز الريادة في ترشيد القضية الفلسطينية وان ينقلها إلى جادة الصواب من خلال تفعيل طاقات المخلصين للدين الإسلامي، نحن على يقين ان الله معنا ولن يخذلنا، فكثير من الطموحات والاحلام تحققت من خلال القائمين على مركز بيت المقدس مع انه ليس فيهم متفرغ أو من يتقاضى راتبا أو مكافأة من المركز ومع قلة الامكانيات المادية لكن الله جل في علاه نفع وبارك بالقليل من المال والجهد.

فالمركز له خمسة فروع في الدول العربية وعشرات الاصدارات المميزة وكادر من الاخوة المتطوعين والعاملين والجديد من البرامج والنشاطات الدعوية والتربوية بأشكالها وألوانها ونعدكم بالمزيد ان شاء الله.

ونحن على يقين ان المركز وبإذن الله سيكون له الكثير من الآثار والنجاحات المستقبلية فنحن ما زلنا في مرحلة التأسيس، وهناك كثير من الطموحات التي ينشد المركز تحقيقها حال تهيؤ الظروف لها ومن أهمها تأسيس قناة فضائية تحقق رسالة المركز.

> من وجهة نظرك ما هي أهم الآليات التي نفعل بها دور مراكز الدراسات في عالمنا العربي؟

- أهم الآليات التي يمكن بسببها ان نفعل أو نوجد مركز للدراسات في وطننا العربي تحديدا هو سن قوانين تسمح وبكل حرية بتأسيس مراكز للدراسات وان تتعاون دولنا وبكل شفافية مع هذه المراكز بل تعتبرها رافدا من روافد الفكر والدراسة والاستقرار وان يكون بينها قنوات تواصل.

لذلك لما يتم توجيه العداء ومحاربة هذه المراكز والتضييق عليها بتكميم الافواه أو تسييسها أو التلويح باغلاقها أو سحب تراخيصها، هذا فيه دلالة على انهم يخشون الحقيقة التي تتحراها دائما مراكز الدراسات غير الموجهة.

 

القادة العرب:

 

> كيف ترى تحرك القادة والمنظمات الاسلامية والعربية تجاه القضية الفلسطينية؟

- للأسف نحن نتحرك مع الضجيج الذي يصنعه العالم، لكننا عاجزون عن احداث ضجة لاسترداد حقوقنا، فمثلا عندما صنعت «اليونسكو» ضجة كبرى ضد هدم حركة طالبان للاصنام في افغانستان، وجدنا ان العالم الاسلامي كله ساند اليونسكو، بل ان هناك وفود رسمية من العلماء والمشايخ تحركت من أجل التفاوض مع «الحركة»، لوقف عمليات الهدم، ووجدنا تحركات مكثفة هنا وهناك.

اما فيما يخص القضية الفلسطينية وعمليات التهويد المستمرة على أرض الواقع للقدس ولكل المقدسات والآثار الاسلامية في فلسطين فإننا لم نر منهم سوى المقالات والكلمات والخطب الوقتية، ما جعل من عدم حركتهم وكأنهم يعبرون عن رضا وقبول لما يحدث.

فللأسف الدول العربية والإسلامية عاجزة عن تقديم أي مصلحة ودور ايجابي للفلسطينيين امام عملية التهويد، بل ان الاغرب من ذلك ان كل ما قامت به القيادة العربية من خلال القمة العربية ان قدمت بعض الاموال، فيما لم يتم اتخاذ أي موقف حاسم، وهناك دولة عربية لا أود ذكر اسمها كل ما قامت به هو ترميم اضرحة في القدس.

> إذن تقصد بكلامك ان فلسطين تصارع بمفردها من اجل البقاء؟

- دون أدنى شك، الفلسطينيون يصارعون الطاغوت اليهودي بمفردهم، بل ان ذلك حتى لم يترك لهم حيث تم تهجير وطرد الكثيرين من أهل فلسطين من داخل المناطق التي تمثل مطمعا لحظيا للكيان الغاصب، وجاء فوق كل ذلك الجدار الفاصل، الذي احكم القبضة تماما على رقاب الفلسطينيين.

 

إسرائيل:

 

> ألاحظ انك تبتعد عن ذكر «اسرائيل»؟

- كلمة اسرائيل شرف لا يستحقه الصهاينة ـ فإسرائيل هو سيدنا يعقوب، ونحن اولى بأنبياء الله منهم، لأننا نؤمن بهم جميعا ولا نطعن بأي نبي منذ آدم عليه السلام وانتهاء بخاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

كما انهم ليسوا اتباع يعقوب عليه السلام، لأن اتباعه دخلوا الاسلام، اماهم فتهودوا ولم يوافقوا انبياءهم، بل ان ما من نبي اتاهم وبعث اليهم الا كذبوه أو قتلوه، وهذا ثابت في التوراة والتلمود.

> كيف تدار فلسطين والقدس تحديدا؟

- مخطئ من يتصور ان محمود عباس وحكومته لهم سلطة فعلية على أرض الواقع، لان ذلك غير حقيقي، فما لهم من دور سوى انهم كشرطيين وضعوا على الشعب الفلسطيني اما القضية الفلسطنيية وما يحدث من عمليات تهويد فلا تعنيهم في شيئ بل قد يتعجب البعض ان لم يكن الجميع ـ عندما يقرأ ان محمود عباس ابو مازن لا يدخل مدينة القدس الا كزائر وبتصريح من السلطة اليهودية.

ان مدينة القدس بقسميها الشرقية والغربية واقعة تحت السيادة اليهودية المطلقة، فيما الزعماء العرب لا يطلقون سوى تصريحات لا تعني اليهود في شيء.

 

المسجد الأقصى:

 

> فمن يدير المسجد الأقصى؟

- نظريا المسجد الاقصى تحت ادارة وزارة الاوقاف الاردنية والسلطة الوطنية ليس لها اي قرار يخص الاقصى بل ليس لها اي وجود في البلدة القديمة كلها والواقعة في القدس الشرقية التي تم احتلالها في حرب يوليو 1967.

وازيدك من القول جمالا فكل دور وزارة الاوقاف الاردنية تجاه المسجد الاقصى هو تعيين وعزل الامام وصرف راتبه ودفع فواتير المياه والكهرباء.

اما عمليا فاليهود هم المتحكمون في كل امور البلاد والعباد هناك.

ومشاريعهم مستمرة لا تتوقف للحظة واحدة فالواقع يقول ان مدينة القدس «الشرقية والغربية» محتلة وتم احتلالها على مرحلتين، الاولى في العام 1948 حين تم احتلال مدينة القدس الغربية، ثم في العام 1967 تم احتلال مدينة القدس الشرقية، ومنذ ذلك اليوم والرسم البياني لانجازات اليهود في ازدياد.

> ما المقصود بعمليات تهويد القدس؟

- يقصد بها تحويل المقدسات الاسلامية الى يهودية، فمثلا حائط البراق تم تهويده وجعل اسمه حائط المبكى، وغيره الى ان اصبح هناك ما يزيد عن 250 معلما في مدينة القدس وحدها تم تحويلها إلى تراث ومعابد وتاريخ واثار يهودية.

ويهدف مشروع التهويد فيما يخص المسجد الاقصى الى ازالة وبناء هيكل على انقاضه، وهذا ماهم ماضون قدما فيه، فأصبح اليوم محاطا ومحاصرا بالمعابد اليهودية.

واذا كانت مدينة القدس التاريخية فيما يعرف بالبلدة القديمة لاتزال تحافظ على طابعها التاريخي من اسوار تصل إلى 20 مترا في ارتفاعها، الا ان كل ذلك لايعني انها في ايد فلسطينية لان هذا السور الكبير بما فيه من بوابات، انما يسيطر عليها اليهود ويحددون من يدخل ومن يخرج ومن لا يسمح له بالدخول.

وداخل اسوار المدينة القديمة، تجد اليهود الى جانب الفلسطينيين سواء«مسيحيين ومسلمين».

 

ردة الفعل العربية:

 

> وكيف ترى ردة الفعل العربية الشعبية؟

- كل الشعوب العربية مغيبة عن القضية الفلسطينية ككل، وذلك ليس بذنبهم وانما لان المناهج التعليمية في الدول العربية خالية تماما حتى من مجرد الاشارة الى الصراع العربي الاسلامي ومن ناحية والصهيوني من ناحية اخرى، وحتى وسائل الاعلام مغيبة تماما عن القضية بكل وسائلها المرئية والمسموعة والمقروءة.

ولم يتبق امام هذه الشعوب لكي تقف على حقيقة الامر سوى التعليم الذاتي، والذي لم يعد سهلا بل ان صعوبته تتمحور حول الدقة المطلوبة للوصول الى المصدر الصحيح النقي.

> هناك من يرفض قولك، ويؤكد ان العرب في حال هدم المسجد الاقصى سيقومون قومة لن يقعدهم بعدها احد.. ما رأيك؟

- كل ذلك مجرد شعارات وابر تخدير، فلن يتحرك العرب مهما هدم ما هدم ، بل انني على ثقة انهم لن يفعلوا شيئا سوى المشاهدة من مقاعد المتفرجين.

ودعني اسألهم: ماذا فعلتم عندما تم تهويد المسجد الابراهيمي في مدينة الخليل منذ اسابيع وهو ما تطلقون عليه الحرم الابراهيمي؟ وتهويد هذا المسجد لم يكن سوى جس نبض لردة الفعل العربية، ولما لم يجد اليهود ردا بمستوى الحدث والامتهان الذي طال المسجد، سار اليهود في طريقهم وادركوا ان هدم المسجد الاقصى وتهويد القدس لن يحركا ساكنا في العرب والمسلمين.

> ما الفارق بين اليهود والعرب؟

- لما عصى بنو اسرائيل انبياءهم، ارسل الله عليهم العذاب في صورة اقوام اشد كفرا منهم واقوى منهم شكيمة، فأخذوا اليهود وجعلوهم عبيدا لهم وتم هدم المسجد الاقصى وذلك في عهد نبوخذ نصر الذي قدم من آشور فجاس خلال الديار عام 70 ميلادية.

ما حدث مع اليهود في تلك الاثناء يطبقونه تماما مع الفلسطينيين وهذا لان العرب والمسلمين لم يحترموا مقدساتهم فارسل الله عز وجل من هو اكثر عصيانا له منا وأقوى منا ليجوسوا خلال الديار ويفعلوا ما يشاؤون.. ونحن مازلنا نشجب ونستنكر وندين.

 

.