القدس والأقصى / عين على الاقصى

الاحتلال يجيز مشروعا تهويديا قرب الأقصى

صادقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية الاحتلال في القدس المحتلة مؤخرا على مخطط مشروع "بيت الجوهر" التهويدي المقررة إقامته على بعد نحو مئة متر غربي المسجد الأقصى المبارك، وجاءت المصادقة بإيعاز من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

ويفترض أن يقام المشروع -الذي يشرف عليه "صندوق إرث المبكى" وهو شركة حكومية تابعة لمكتب رئيس الحكومة مباشرة- على أرض وقفية مساحتها نحو 1.84 دونم.

كما يفترض أن يتكون مبنى "بيت الجوهر" من ثلاثة طوابق، الأول تحت الأرض وهو الطابق الأثري بمساحة 1320 مترا مربعا، وسيحتوي على صالة الاستقبال العامة وصفوف تعليمية وغرف تشغيلية على مساحة 740 مترا مربعا، فيما سيشمل الطابق الثاني مركزا تعليميا ومكتبة وغرفا للمرشدين بالإضافة للغرف التشغيلية بمساحة 765 مترا مربعا.

تزوير للتاريخ

واعتبر الإعلامي المختص في شؤون القدس والأقصى محمود أبو عطا المخطط الجديد خطيرا جدا لأنه يبنى في ساحة البراق -التي تعتبر جزءا من حارة المغاربة الوقفية- بعد تدمير معالم إسلامية من الفترة الأموية حتى العثمانية، ويبنى كذلك بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، حيث ستستعمله قوات الاحتلال لمراقبة كل ما يدور داخله.

وأشار أبو عطا في تصريح للجزيرة نت إلى أن إيعاز نتنياهو شخصيا بالمصادقة على البناء يعد تصعيدا للموقف في المسجد الأقصىومحيطه، وأن "الاحتلال الإسرائيلي يخطط لبناء ثمانية أبنية ضخمة حول المسجد الأقصى تحت عنوان مرافق الهيكل المزعوم".

وأضاف أن الخطورة لا تكمن في المبنى فقط وإنما باستعمالاته، إذ سيحتوي على متحف وغرف تشغيلية وعروض، ليكون معظم زواره من الشباب اليهود وجنود الاحتلال الإسرائيلي، بمعنى أن هذا المبنى الضخم -مقارنة بأبنية أخرى موجودة بالمنطقة- سيشكل خطرا كبيرا على المسجد الأقصى، وسيكون نقطة انطلاق لتزييف التاريخ والمعالم.

وقال أبو عطا "هذا البناء التهويدي سيغير الفضاء الموجود قرب المسجد الأقصى من فضاء يتحدث عن العمق التاريخي الإسلامي كحائط البراق والمسجد الأقصى إلى بناء حديث جدا بعيد عن كل المعالم القديمة والإرث الإسلامي العربي القديم"، مضيفا أن مضمون المبنى يشكل "نقطة انطلاق لتمرير رواية تلمودية تتحدث عن حق يهودي بالمسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم".

عقاب جماعي

من جانبه، قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني إن كل ما يحصل في منطقة حائط البراق -بما فيها حارتا الشرف والمغاربة- يمس البنية التحتية للوضع الثقافي والأثري والتاريخي والمعالم التي أجمع العالم على ضرورة المحافظة عليها، مشيرا في تصريح للجزيرة نت إلى أن الاحتلال يصر على تزوير التاريخ.

وبخصوص تزامن المصادقة على المشروع التهويدي المشار إليه بالهبة الشعبية، أكد الحسيني أن الفلسطينيين اعتادوا على سياسة العقاب الجماعي كلما قرروا مواجهة الاحتلال، وقال "ترد إسرائيل على أي فعل يقاوم به الفلسطينيون ظلم الاحتلال وقمعه بمغالاة في الإجراءات العقابية على الأرض، والمشروع التهويدي الجديد أحدها".

يشار إلى أن عدد الكنس اليهودية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وفي محيط المسجد الأقصى المبارك بلغ 102 كنيس، معظمها داخل المدارس الدينية اليهودية.

كما أن سلطات الاحتلال ادعت مؤخرا اكتشافها آثارا في الحفريات التي أجريت بمنطقة القصور الأموية جنوب المسجد الأقصى، من بينها ختم ونقش للملك حزقياهو، وتبعد المنطقة المذكورة حوالي مئتي متر عن المنطقة التي يفترض أن يقام فيها بناء "بيت الجوهر".

المصدر : aljazeera.net

 

.