فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

غولدستون: أنا صهيوني مؤيد لإسرائيل

التاريخ: 29/4/1432 الموافق 04-04-2011

 

أفادت صحيفة "هآرتس" أن إسرائيل ستبدأ في الأيام القريبة حملة سياسية وإعلامية في محاولة للاستفادة من مقالة القاضي ريتشارد غولدستون، التي نشرت في "واشنطن بوست"، بشأن تحقيقات الأمم المتحدة في الحرب العدوانية على قطاع غزة في كانوني 2008-2009. ومن بين الأفكار التي تجري دراستها إقناع غولدستون بإرسال رسالة رسمية إلى الأمم المتحدة لتحويل مقاله إلى وثيقة رسمية.

وقال وزير ما يسمى بـ"الشؤون الاستراتيجية" موشي يعالون، إن إسرائيل تتوقع التراجع الكامل عن التقرير في أعقاب المقال المشار إليه. وقال إن إسرائيل تأمل أن يقوم غولدستون بكتابة رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة لـ"تبرئة إسرائيل من التهم التي وردت في التقرير".

وكان وزير الأمن الإسرائيلي إيهود باراك قد أدلى بأقوال مماثلة، وقال إنه على إسرائيل إلزام غولدستون على الظهور أمام المحافل الدولية، وخاصة الأمم المتحدة، والإدلاء بأقواله (الجديدة)".

ومن جهته فإن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عرض إمكانية العمل على إلغاء التقرير، بيد أن "هآرتس" أشارت إلى أن صعوبة تحقيق هذا الهدف. وكان نتانياهو قد طلب من المستشار للأمن القومي، يعكوف عميدرور، تشكيل طاقم مشترك مع وزارة الخارجية ووزارة الأمن ووزارة القضاء من أجل بلورة توصيات للعمل السياسي والقضائي في أعقاب مقالة غولدستون. كما من المقرر أن يناقش ما يسمى "الهيئة للأمن القومي" المسألة يوم غد الثلاثاء.

ونقل عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إنه خلافا لأقوال نتانياهو لا يمكن إلغاء التقرير. وبحسبهم فإنه في أحسن الحالات سيكون بالإمكان العمل على اتخاذ قرار جديد في الجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن ما مفاده أن القرار السابق لم يعد ساري المفعول.

وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى سابقة مماثلة في بداية سنوات التسعينيات، وذلك في أعقاب قرار الجمعة العامة للأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر 1975 والذي اعتبر الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، حيث اتخذت الجمعية العام في كانون الأول/ ديسمبر 1991 قرارا آخر يعني التراجع عن اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية.

وقالت الخارجية الإسرائيلية إن ما حصل في العام 1991 كان بفضل ما يسمى بـ"عملية السلام" في مؤتمر مدريد وانهيار الاتحاد السوفييتي، حيث جعلت الولايات المتحدة القضية مشروعا لها وعملت به حتى النهاية. وقال مصدر في الخارجية إنه في ظل الظروف الدولية الحالية، وفي ظل وضع إسرائيل الحالي والجمود في عملية السلام، فمن الصعب رؤية كيفية حصول سيناريو مشابه مرة أخرى".

وأضافت مصادر في الخارجية أيضا أن إسرائيل تستطيع، في أحسن الأحوال، محاولة إقناع القاضي غولدستون بتحويل مقاله إلى رسالة يبعث بها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومفوضة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وبذلك يتحول المقال إلى وثيقة رسمية، وتتضاعف أهميته السياسية والقضائية".

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تأمل أن تساعد مثل هذه الرسالة في وقف الإجراءات المستقبلية في مؤسسات الأمم المتحدة في كل ما يتصل بالحرب العدوانية على قطاع غزة، كما من الممكن استخدام مقالة غولدستون لتوفير الحماية القضائية لكبار المسؤولين الإسرائيليين في حال تقديم لوائح اتهام أو صدور أوامر اعتقال ضدهم في خارج البلاد.

وعلى صلة، تناولت "معاريف" الصادرة اليوم القضية في صفحاتها الرئيسية، مشيرة إلى أن ما دفع غولدستون إلى التراجع هو قرار مجلس حقوق الإنسان، قبل أسبوع، والذي يسمح بتقديم جنود إسرائيليين للمحاكمة في المحاكم الدولية في هاغ.

وفي التفاصيل كتبت أنه بعد أن تبين لغولدستون أن مجلس حقوق الإنسان في جنيف قد اتخذ مثل هذا القرار تراجع عن موقفه وقام بنشر المقال، بسبب مخاوفه من محاكمة جنود وضباط إسرائيليين في هاغ بتهم ارتكاب جرائم حرب.

وبحسب "معاريف" فإن غولدستون خشي مما أسمته "الاستغلال السياسي" للتقرير الذي أعده. وأن مخاوفه تصاعدت قبل أسبوع ونصف مع اتخاذ مجلس حقوق الإنسان قرارا يلزم المحكمة الدولية لجرائم الحرب باستخدام التقرير من أجل إصدار الحكم على جنود ومسؤولين إسرائيليين ممن شاركوا في الحرب العدوانية على قطاع غزة.

كما لفتت "معاريف" إلى أن رئيس "وكالة الفضاء" الإسرائيلية البروفيسور يتسحاك بن يسرائيل لم يفاجأ من المقال الذي نشر في "واشنطن بوست".

ونقلت الصحيفة عن بن يسرائيل قوله إن التقى بغولدستون قبل ستة شهور، وأن الأخير أبلغه بأنه لم يكن يقصد النتائج النهائية التي وردت في التقرير.

وبحسبه فإن غولدستون قال له إنه "صهيوني" وأنه "لم يُفهم بشكل صحيح". كما أشار إلى أن ابنته تعيش في إسرائيل، وأنه يشغب منصب عضو مجلس الأمناء في الجامعة العبرية في القدس. كما نقل عنه قوله "أنا صهيوني ومؤيد لإسرائيل".

يذكر أن "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، قد كتبت يوم أمس، الأحد، أن العديد من الإسرائيليين واليهود في أرجاء العالم سخطوا على غولدستون في أعقاب تقريره، لكن الضغط الأكبر والذي شعر به كان في موطنه، جنوب أفريقيا، حيث خرج اليهود هناك في مظاهرات احتجاجية ضده، وكادت أن تمنعه من المشاركة في حفل بلوغ "بار متسفا" لحفيده.

وأكد رئيس الاتحاد الصهيوني في جنوب أفريقيا على أن الضغوطات التي قام بها اليهود في جنوب أفريقيا على غولدستون هي التي دفعته إلى ما أسماه "تصحيح أخطائه".

المصدر: فلسطين اليوم

 

.