فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

قتل الأطفال عقيدة يهودية

 كتبه: جهاد العايش آل عملة

علي سعد محمد الدوابشة الرضيع الفلسطيني البالغ من العمر 18 شهرا الذي قتل حرقا في قرية دوما في نابلس فجر يوم الجمعة 31-7-2015 على يد أحد المغتصبين اليهود الذي وصف بأنه متطرف، وفي المقابل فإننا لم نسمع أو نر ردود فعل سوى إدانات وصفت بعضها أنها شديدة اللهجة!!

 الأسباب والمسوغات

ولا غرابة في هذه الإدانات التي أصبحت السنفونية التي اعتدنا عليها وعرفناها سلفا قبل وقوع أي جريمة بحق المسلمين، لكن الأهم في الموضوع هو التعرف على الأسباب والمسوغات والكوامن الدافعة لهذا المتطرف وغيره لمثل هذه الجريمة التي هي سلسلة في سجل جرائم اليهود.

لقد وصف قاتل الرضيع علي الدوابشة بأنه متطرف لكن الحقيقة هي أنها هكذا علمته دولة إسرائيل التي تسعى إلى ترسيخ مفهوم يهودية دولتها وتطالبنا أن نقرها على ذلك!

نموذج متطرف

إن هذا المتطرف يعبر عن حال سياسة الكيان والعقيدة اليهودية التي كان هو من مخرجاتها وهو أحد النماذج التي تسعى الدولة اليهودية إلى تعميمه وإلى بسطه وإقراره ومنهجته في مؤسسات الكيان اليهودي وهي في حقيقتها العقيدة اليهودية القائمة على تعاليم التوراة والتلمود التي رسخت وصنعت هذا الصنف من البشر.

عقيدة انتقامية

فقد جاء في كتاب (شريعة السلطة) للرابيان يتسحاق شبيرا ويوسي إليتسور الصادر من مدرسة (عود يوسف حاي) الدينية والذي كتبا فيه في الفصل الخامس «يجب قتل أطفال العرب كي نسبب الحزن لأهاليهم» أما الفصل السادس فيحددان طريقة الانتصار على العرب فيقولان: «يتوجب الانتقام منهم باستمرار، ويجب الانتقام منهم بقسوة؛ لذلك يجب قتل الرضع» أما من يُخطئ قتل الأطفال فيعلن هذان الحاخامان بفتواهما المشهورة فيقولان: «وممنوع النقاش أيا منهم مذنب أم لا، والذي يمارس هذا النقاش يعتبر شريكا منهم».

لا بد أن يعلم يقينا أن قتل الأطفال هي عقيدة يهودية يتقرب بها اليهود للرب، كما جاء في (سفر التثنية إصحاح: 1) «أهلكوا كل ما في المدينة –يعني أريحا – من رجلٍ وامرأةٍ وطفلٍ وشيخٍ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف، وأحرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها».

فقد جاءت فتاوى الحاخامات معززة لتعاليم التوراة والتلمود؛ إذ أصدر الحاخام (مردخاي إلياهو) كبير حاخامات الكيان الصهيوني السـابق فتوى دينيـة حلَّل فيها إبادة الفلسـطينيين بوصفه واجبٍاً دينياً.

وأما (يوسـف عباديا) الحاخامُ الأكبر صاحب السيل الكبير من الفتاوى المتطرفة والرئيـس الروحي للكيان الصهيوني، وصف الفلسـطينيين «بالحشـراتِ والصراصير» التي يجب أن تُداس بالأقدام!.

شريعة طفيلية

إن شريعة التلمود ضاقت ذرعا بالأطفال فكيف بها بالشباب ونحوهم، إنها شريعة إقصائية طفيلية كما وصفها هتلر لا تحسن العيش مع الآخرين بل لا تنسجم إلا مع أضرابها فهي تريد الأرض كل الأرض لها وحدها وهذا ما دونه حاخاماتهم نصا في توراتهم «يجب أن يتخلصوا من كل ساكني الأرض» عدد23: 52

تمجيد مجرمي الحرب

إن فتاوى حاخاماتهم قديما وحديثا رافد مهم ليس على سبيل الاختيار بل هم قانون ومنهج مكمل للكتب المقدسة التي تُدرس جنباً إلى جنبٍ مع كتب الشريعة اليهودية بصبغتها الصهيونية بطريقة إثنية التي تُمجد مجرمي الحرب الصهاينة واصفة إياهم «بالأبطال الوطنيين وبالقديسين» لقتلهم الأغيار الفلسطينيين، مثل كتاب (باروخ البطل) الذي نشره الحاخام (إسحق جينزبرغ). ويُمجِّد هذا الكتاب الإرهابي (باروخ غولدشتاين) الذي نفّذ مذبحة المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل المحتلة في رمضان سنة 1994م، الذي تسبب في اغتيال 29 فلسطينياً وجرح العشرات أثناء ركوعهِم في صلاة الفجر قبل أن يقتله بقيةُ المصلين. وقد رفع المستعمرون الصهاينة رتبة هذا الإرهابي إلى درجة (القديس)، وأقاموا له (مزاراً دينياً) في مستعمرة (قريات أربع) ليصبح رمزاً دينياً وعنوانا وطنيا للبطولة والفداء لدولة إسرائيل.

وكتبهم المقدسة لا تفرق بين صالح وفاسد، بين كبير وصغير، جاء في التلمود: «اقتل الصالح من غير الإسرائيليين، ومحرم على اليهودي أن ينجي أحدا من باقي الأمم من هلاك أو يخرجه من حفرة يقع فيها».

موروث عقدي

إن هذا السلوك موروث عقدي تربى عليه هذا ومن على شاكلته من تلمودهم الذي جاء فيه: «حطِّم الصالح من بين الأجانب» (1) وفي موضع آخر من التلمود يقول: «حتى أفضل الغويم يجب قتله»(2) ويقول: «اليهودي الذي يقتل مسيحيا لا يقترف إثما، بل يقدم إلى الله أضحية مقبولة» (3)، ويقول: «إن الأضحية الوحيدة الضرورية بعد هدمِ الهيكلِ في القدسِ هي إفناء المسيحيين».(4) ويقول: كل من يسفك دم شخص غير تقي – غير يهودي -، عمله مقبول عند الله، كمن يقدم قربانا إليه)(5).

هكذا علموه في المدرسة

أظهرت استبانةٌ أجرتها المجلة الأسبوعية اليهودية (هاولام هاري) في تل أبيب بين الطلبة اليهود في فلسطين، أعلن 95% منهم أنه يجبُ قتل كلِّ العرب، وعندما سألوا إحدى أمهات هؤلاء الطلبة من أين لابنك هذا الشعور تجاه العرب؟ أجابت: هكذا علموه في المدرسة!! نعم هكذا علموه في المدرسة! هي محصلة ونتيجة طبيعية من جهود مؤسسات وأحزاب صهيونية متكاملة متناغمة وتوراة محرفة وتلمود لعين بمجموعها تعمل للوصول إلى هذه النتيجة الإجرامية.

إذا لا غرابه أن نرى هذه الأحكام ومخرجاتها على عامة اليهود والراعية لهم ما تسمى دولة إسرائيل التي تسعى وبكل إصرار على تأكيد يهودية دولتها المفرخة بطريقة ممنهجة للمتطرفين الذين يتقربون للرب بقتل الأطفال.

أما فطيرهم فلا يقبله رب إسرائيل و لا تتوجب قداسته إلا بتقطير دم مسلم أو مسيحي فيه، ليكون حينها فطيرا مقبولا عند الرب!!

إن هذا الكتاب اللعين - التلمود – الذي خصوه بقداسة وحضوا على قراءته وتعلمه، فيه السم الزعاف وقد جاء من أقوالهم فيه: «ليس هناك ما هو أسمى مقاماً من التلمود المقدس» حتى زعموا أن الرب يقرؤه في الليل (ان الله في الليل يدرس التلمود)!!(6).

فقد فاقت قداسة التلمود على التوراة حتى إنك تجد فيه وبكل جدارة عداء لكل أنواع البشر للسامية والحامية واليافثية حتى تعقبته أوروبا لما كانت تمسك بزمام أمورها وقبل الهيمنة اليهودية عليها بالمنع والمصادرة لأنها لما كانت في وعيها كانت تعلم أن التملود أكبر وأهم مرجع لليهود يغذيهم بالإرهاب وكراهية العالم.

_______________________________

الهوامش:

1- بوليمك: (19، 20)

2- أبهوداه زاراه: (ب، 26).

3- سفر إسرائيل: (ب، 177).

4- زوهار: (2271)

5- ايكالوت سموني: (224س.ن.772)

6- سوربنتات: (97، 3، ب، 17).انظر: همجية التعاليم الصهيونية، تأليف، بولس حنا، تقديم محمد خليفة التونسي، الناشر: دار الكتاب العربي-بيروت، ط1، ت، 1969م.

.