فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تحذير فلسطيني من سياسات تهويدية جديدة تهدف إلى طمس معالم القدس
الاثنين10 من جمادى الأولى 1430هـ 4-5-2009م
مفكرة الإسلام: مع تصاعد وتيرة ممارسات الاحتلال تجاه تهويد مدينة القدس, حذر خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط بـ"جمعية الدراسات العربية" بالقدس من القوانين الصهيونية الجديدة، وخاصة التي تتعلق بتنظيم البناء في القدس المحتلة عام 1967م.
وقال التفكجي في تقريرٍ له:إن القوانين الجديدة تشكل عائقًا كبيرًا أمام الفلسطينيين في المدينة؛ فحسب القانون الجديد فإن استصدار رخصة يتطلب الحصول على موافقةٍ من وزارة الداخلية في تل الربيع (تل أبيب) ثم استكمال الإجراءات في البلدية في حال الموافقة.
وأضاف: إن الإجراءات مع البلدية ليست بسيطة؛ فعلى المقدسي أولاً إثبات ملكيته الأرضَ من خلال أوراق "الطابو" والتسجيل، وفي حال عدم تمكنه من ذلك يكون لزامًا عليه وضع مبلغ ضخم من المال داخل بلدية القدس لتقوم البلدية بإثبات الملكية، والمشكلة هنا أن الأراضي في القدس هي بلا "طابو" رسمي، ومن الصعب إخراج إثبات ملكية لها".
وتابع: "سواءٌ قامت البلدية بإثبات الملكية أو قام الشخص نفسه بذلك، تطبِّق عليه البلدية قانون الشراكة بـ40% من قيمة البناء، وهذا القانون مطبَّق عالميًا، ولكنه في مدينة القدس -والتي تخضع للاحتلال- يعتبر منافيًا للقانون الدولي الإنساني، والذي ينص على أن مدينة القدس مدينة محتلة، وأن القوانين الصهيونية لا تسري على المواطنين المقدسيين تحت الاحتلال".
وأشار إلى أن هذا القانون يعتبر حجر عثرة أمام الكثيرين لإتمام البناء؛ فالبلدية تصبح شريكًا للمواطنين في أملاكهم، وبالتالي يفضِّل المقدسي عدم البناء على أن تضع البلدية يدها على ملكيته للبناء الذي دفع كل تكاليفه.
وأوضح التفكجي أن هناك سياسة جديدة مبرمجة تقودها حكومتان: الأولى حكومة يمينية برئاسة نتانياهو وقبله أولمرت، والحكومة الثانية هي حكومة البلدية في القدس، وهي حكومة يمينية أيضا متطرفة فيما يتعلق بمدينة القدس.
وتابع التفكجي: "لتنفيذ هذه السياسة مخططان رئيسيان: الأول يطلق عليه اسم (
وزاد: "بالتزامن مع كل ذلك كان مخطط القدس الكبرى بالمفهوم الصهيوني ينفذ على الواقع ضمن خطة واضحة؛ فمساحة القدس اليوم 126 كيلومترًا مربعًا، أي ما يعادل 1.2% من الضفة الغربية، ولكن القدس الكبرى التي يتحدث عنها اليهود الآن مساحتها تشكل 10% من مساحة الضفة الغربية، وهذا المخطط وضع في عام 1996م".
وأردف التفكجي: "يتم الحديث عن القدس الكبرى، والتي تمتد من مغتصبات "عتصيون"، و"معالية أدوميم"، و"كفعات زئيف" وحتى منطقة اللطرون في الأراضي المحتلة في العام 1948م، وقد بدأ تنفيذه اليوم؛ ففي بداية العام تم الإعلان عن مناقصات لبناء 7800، ثم نفِّذت سلسلة هدم منازل ثم توسيع استعماري، وقد لاحظنا أن الجانب الصهيوني في دراساته يقول إنه في العام 2020 سيكون عدد العرب 55% من مجموع السكان؛ ما يعني أن رئيس البلدية سيكون عربيًّا، وأن القدس ثنائية القومية، وأنها لن تكون بالنسبة لليهود العاصمة العبرية، وكان التساؤل ما العمل؟ والحل الأول بالنسبة لهم كان "شرعنة" هدم المنازل".
وشدد على أن كل ذلك يهدف إلى إخراج السكان الفلسطينيين من المدينة؛ لأنه عندما يهدم بيت أي فلسطيني فإنه لن يستطيع الاستمرار في العيش في القدس والبناء من جديد بسبب المعوقات التي تضعها البلدية، وبالتالي الحفاظ على توازن ديمجرافي لصالح اليهود.
وقال أخيرا: "بالإضافة إلى ذلك فإن قانون المواطنة يسحب الهويات من المقدسيين الذين لا يسكنون المدينة؛ حيث تم سحب عشرة آلاف هوية من عائلات مقدسية، ومع قضية الطوق حول مدينة القدس وإخراج عددٍ كبيرٍ من السكان الفلسطينيين خارج إطار حدود بلدية القدس يتم تقليص عدد السكان العرب للحفاظ على توازن ديمجرافي للصالح اليهود بحيث تصل نسبة العرب إلى 12% فقط", وفقا للمركز الفلسطيني للإعلام.
تطويق الأقصى بالكنس اليهودية
وكان الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلامية بفلسطين قد أشار أن الاحتلال أعلن صراحةً عن مخططٍ لإقامة أكبر كنيسٍ يهوديٍّ في العالم على جزءٍ من المسجد الأقصى، وبالتحديد ما يلاصق الجهة الغربية من المسجد، متحديًا بذلك كل فلسطينيٍّ، وعربيٍّ، ومسلمٍ، وكل حاكمٍ، وعالمٍ، بدون استثناء.
وذكَّر الشيخ بمقولة الصديق أبي بكرٍ رضي الله عنه: "أيهزم الدين وأنا حي؟"، قائلا: "نحن أحفاد الصديق اليوم مطالبون أن نقول: أيُهدم الأقصى وأنا حي؟، أيُحتل الأقصى وأنا حي؟ أيُهان ويذل الأقصى وأنا حي؟ أيستغيث الأقصى ولا مغيث وأنا حي؟".
وأعلن الشيخ رائد صلاح أيضا أن المسجد الأقصى المبارك أصبح مطوقًا الآن بسلسلة دائرية من الكُنس اليهودية ومئات البؤر التي يتواجد فيها المغتصبون.
وأضاف: "هناك المئات من الكنس المحيطة بالمسجد الأقصى وأسفله، ولا نعلم عن مواقع الكنس جميعها، لكن هناك المئات من الكنس المحيطة بالمسجد الأقصى وأسفله وتوجد قائمة تشمل50 كنيسًا مبنيًا في محيط الأقصى، وهناك العشرات يجري بناءها".
وأوضح الشيخ رائد صلاح أن الكنس اليهودية تأخذ طابع العنصرية والحقد والكراهية، ويزيد عددها عن الخمسين كنيسًا هذا بخلاف ما هو قيد الإنشاء.
كما أشار إلى وضع شمعدان الهيكل المزعوم في باحة البراق, وتابع: "لقد تم وضعه هنا ليس لكي يبقى في موضعه، بل لكي يدخل بقوة السلاح إلى الهيكل الأسطوري الموعود بناؤه على أنقاض المسجد الأقصى المبارك".