فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

حذر من رد فعل أنقرة .. أردوغان يهاجم إسرائيل ويتعهد بمواصلة دعم غزة

 

 

التاريخ: 18/6/1431 الموافق 01-06-2010

 

شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الثلاثاء هجوما لاذعا على إسرائيل التي هاجمت "اسطول الحرية" لكسر حصار غزة ، محذرا من خطورة الاعتداء على تركيا أو مواطنيها .

وقال أردوجان في كلمة أمام البرلمان وصفت بـ"التاريخية" للتعليق على الهجوم "إسرائيل وضعت كافة معاني الإنسانية تحت الأقدام بالهجوم على اسطول الحرية لكسر الحصار على غزة ، مما اسفر عن مقتل وإصابة العشرات".

وأضاف" الحرب والسلم لهما قوانين خاصة ، حيث لا يتم مهاجمة الأطفال أو النساء أو الشيوخ ، أو مهاجمة المدنيين ، فكيف نصف أولئك (الاسرائيليين) الذين يهاجمون هؤلاء في السلم وليس الحرب انهم يضعون الانسانية تحت الاقدام".

تابع " ما قامت به إسرائيل تجاه اسطول الحرية الذي على متنه مواطنيين من 33 دولة ، يعتبر ضربة سوداء في تاريخ الانسانية ، وما قامت به إسرائيل هو عمل دنئ وغير مقبول".

وشدد "عملية الابادة الدموية التي ارتكبتها اسرائيل بحق متضامني اسطول الحرية تستحق كافة الانتقادات ، حيث انتهكت القوانين الدولية واستهدفت السلام العالمي".

واتهم أردوجان إسرائيل بأنها تتعامل مع محبي السلام على أنهم إرهابيين وهذا أمر مرفوض ولا يمكن قبوله .

إهانة تركيا

وردا على استهداف تسعة أتراك وإصابة 33 من مواطني تركيا على متن "اسطول الحرية" ، قال أردودجان بلهجة عنيفة "أنقرة لن تتنازل عن حقوق مواطنيها الذين سُفكت دمائهم الزكية جراء الدموية الإسرائيلية ، تركيا ليست دولة هينة ولا قليلة كي يهان مواطنيها ويُقتلوا دون ثمن، سيدفعه محتما من ارتكبوا الجرائم بحق أبناء الشعب التركي".

وتابع " كما أن صداقة تركيا غالية وثمينة ومفيدة فإن عدواتها باهظة الثمن ولا أحد يختبر صلابة تركية" ، مضيفا "المشكلة ليست بين أنقرة وتل أبيب ولكن بين حكومة إسرائيلية لا تعترف بالسلام ولا تريد سوى مصادرة الأراضي وانتهاك حق الشعب الفلسطيني في الحياة".

ومضى بالقول "أما أنقرة فهي تسعى إلى تحقيق السلام وارساء الاستقرار في المنطقة ، حيث نسعى إلى احياء السلام بين إسرائيل وكافة الدول العربية لبنان وسوريا والشعب الفلسطيني إلا أن تل أبيب تسعى لإنتهاك كل مساعي أنقرة وعليها أن تدفع ثمن تحديها للمجتمع الدولي ومساعي السلام الدولية".

وأشار أردوجان إلى رفض بلاده العرض الاسرائيلي بمعالجة جرحى تركيا ، قائلا "نمتلك الارادة والقوة ، وأرسلنا طائرات لجلب القتلى والجرحى ضحايا مجزرة اسرائيل والتي تعد ضربة للسلام العالمي".

مساعدة غزة

ودعا أردوجان إسرائيل إلى رفع فوري للحصار المفروض على قطاع غزة منذ أربع سنوات وأن تفهم إسرائيل عواقب الجريمة التي اقترفتها وتراجع تصرفتها.

وتوجه أردوجان إلى الدول التي تصمت على الاعتداءات الاسرائيلية، بالقول "اخاطبهم قائلا مهما وقفتم وراء النواحي غير القانونية فاننا سنقف وراء الحقوق والقوانيين والسلام والعدالة ، وانتم بالنسبة للمظلومين الموجودين في فلسطين تقفون ضدهم ونحن جنبهم وخلفهم ، ونحن نشعر بالافتخار والاعتزاز".

وتابع "كل من يغض النظر عن تلك الاعتداءات يجب أن يدرك أنهم شركاء في هذه الجريمة ، وأقول هم إذا التزم الجميع واغمض اعينهم نحن لن ندير ظهرنا عن غزة ولن نغلق عيونا وسنواصل المساعدات لغزة".

الكذب الاسرائيلي

 ورفض رئيس الوزراء التركي المزاعم الاسرائيلية بشأن وجود "مسلحين" أو أسلحة على متن سفن "اسطول الحرية" ، قائلا "الدول التي ارسلت مساعدات كشفت عن نوايها والمواد التي تحملها بشكل علني ، وتم تفتيش السفن قبل ابحارها ، ولا يوجد ما تزعمه إسرائيل".

وخاطب أردوجان الشعب الإسرائيلي قائلاً : "إن الموقف المعادي لحكومتكم هو جراء تصرفاتها ، حيث قامت بالقرصنة وممارسة أبشع الجرائم وجسدت معنى ارهاب الدولية ، مشيرا "هذا يضر بالشعب الإسرائيلي في المقام الأول داعياً الإسرائيليين التصدي إلى الخلل الذي اصاب الحكومة".

وتابع : "عليكم أن تنظروا لحكومتكم التي تخطت كل الحواجز فإن السفن التي قامت حكومتكم بالقرصنة عليها هي سفينة للرحمة والمرحمة وهو أمر لن يقبل أبداً فهذا إرهاب دولة وليس له مسمى غير ذلك" ، مشددا على أن المجتمع الدولي سئم الكذب الإسرائيلي وعليكم أن تتوقفوا على الكذب وأن تكونوا نزهاء".

وقال إن الظلم المفروض على الشعب الفلسطيني يؤكد على أن إسرائيل تجيد الأبادة والموت بشكل محترف فهذا الإجرام لا يتفق مع حقوق الإنسان ، مؤكدا أن التنديد غير كافي وأنه من الضروري الحصول على نتائج ولن تهدأ أنقرة حتى تحاسب إسرائيل على أفعالها.

وأوضح أن بلاده لن تقبل هذه الجريمة النكراء وتحوله إلى حق مشروع لإسرائيل ، مؤكداً أن أي مؤسسة دولة عليها أن تتصدى للأعتداءات الدموية الإسرائيلية وأن أي مؤسسة أو منظمة لن تتخذ موقف فهي متواطئة مع الاعتداء الدموي على شعبو أكثر من 30 دولة.

خطوات دبلوماسية

 وعن الخطوات التي اتخذتها تركيا للتنديد بالهجوم ، قال أردوجان "نستخدم كافة الامكانيات الدبلوماسية للحشد رأي عام عالمي ضد وحشية إسرائيل ، كما تم سحب السفير التركي في تل أبيب ، فضلا عن الغاء مناورات عسكرية ، كما تم إلغاء مبارايات كرة قدم مع اسرائيل".

ومضى بالقول " ذهب وزير خارجيتنا لنيويورك ، وتم توجيه دعوة عاجلة إلى مجلس الامن الذي أدان إسرائيل ، وطالبنا حلف الناتو ايضا باجتماع عاجل ، وهناك اجتماع لمنظمة المؤتمر الاسلامي الاثنين المقبل".

وتوجه أردوجان بالحديث إلى المجتمع الدولي بالقول " على هذا المجتمع أن يقول بصوت عالي كفى لاسرائيل ، وعلى مجلس الأمن أن يصون قوة قرارته ، فهناك ما يقرب من من مائة قرار بشأن إسرائيل لم ينفذ منها شئ".

وأوضح رئيس الوزراء التركي أنه أبلغ المستشارة الألمانية والأمين العام للأمم المتحدة بأن اسرائيل يجب أن يقال لها "كفى انتهاك لحقوق الإنسان وكفى ، وبث روح الحقد والكراهية ، فلا مناص من تدخل المجتمع الدولي لردع العدوان الإسرائيلي الذي بات علني ".

 المصدر: محيط

 

.