فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

الصهاينة يفتتحون أضخم كنيس يهودي بالبلدة القديمة .. والفلسطينيون ينتفضون

 

 

إصابة 20 فلسطينيا بينهم اثنان برصاص حي في الضفة الغربية

إضراب بالقدس وإغلاق معبر قلنديا العسكري

قريع: إجراءات الاحتلال قد تشعل انتفاضة جديدة

مشعل يحذر من تفجير المنطقة

القدس المحتلة, الثلاثاء, 16 - 3 - 2010م, 30 - 3 - 1431 هـ - افتتح الصهاينة أكبر وأعلى كنيس يهودي مقبب في حي الشرف الإسلامي القريب من المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة بالقدس, والذي كان قد طرد أهله وحول إلى حي يهودي منذ احتلال شرقي القدس عام 1967م, مما أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أسفرت عن إصابة 20 فلسطينيا بينهم اثنان أصيبا برصاص حي.

جاء افتتاح الكنيس الذي أطلق عليه "كنيس الخراب" مساء الاثنين وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها شرطة وجيش الاحتلال شملت إغلاق المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة أمام الفلسطينيين الأقل من 50 عاما لليوم الرابع على التوالي, وفتح البلدة المقدسة أمام المستوطنين اليهود.

أقيم الكنيس على جزء من أوقاف المسجد العمري الكبير في حارة الشرف المقدسية, على بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصى المبارك. ويزعم الصهاينة أنه تأسس في العهد العثماني, وهدم خلال حرب عام 1948, ويرون أنه مقدمة للاعتداء على المسجد الأقصى المبارك واقتحامه ومحاولة بناء معبد أو هيكل يهودي مزعوم على حسابه.

حضر الافتتاح عدد من الشخصيات الصهيونية وقادة الكيان, وفي مقدمتهم رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين.

مواجهات عنيفة

واحتجاجا على الحصار المشدد على القدس والأقصى, وعلى افتتاح الكنيس, واستنكاراً لمحاولات اليهود المتطرفين اقتحام المسجد الأقصى, شهدت القدس والأراضي الفلسطينية مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال يوم الاثنين.

شملت المواجهات شارع الواد بالبلدة القديمة والقريب جدا من منطقة افتتاح الكنيس, وامتدت إلى الأحياء والبلدات الملاصقة للبلدة, مثل بلدة العيسوية, وشارع السلطان سليمان بالقرب من باحة باب العامود, وشارع صلاح الدين, وأحياء راس العامود, والطور, ومخيم شعفاط, والصوانة.

وقال شهود عيان إن قوات كبيرة من شرطة وحرس حدود الاحتلال اقتحمت بلدة العيسوية, مُستخدمة القنابل الصوتية الحارقة والرصاص المطاطي للتصدي للمواطنين الذين انفجر غضبهم وشرعوا برشق عناصر الشرطة والجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة.

وأغلقت قوات وشرطة الاحتلال شارع صلاح الدين قبالة باب الساهرة بعد هجوم شبانٍ على مركزٍ تابع لشرطة الاحتلال في الشارع بوابلٍ من الحجارة.

وتدور الآن مواجهات في حي راس العامود المطل على القدس القديمة, وأكد شهود عيان وقوع العديد من الإصابات لا يعرف عددها حتى الآن لكنهم أكدوا أن شرائح متعددة من المواطنين تشارك في المواجهات مع جنود وشرطة الاحتلال.

وأغلق الشبان الغاضبين شارع الصوانة بالقرب من حي الطور بالإطارات المشتعلة, واشتبكوا بالحجارة مع عناصر الشرطة وحرس الحدود.

إغلاق معبر قلنديا العسكري

وقرب المدخل الرئيسي لمخيم قلنديا شمال القدس, أغلق الشبان الفلسطينيون الشارع العام وأشعلوا النار في إطارات مطاطية ورشقوا الجنود المتمركزين على معبر قلنديا بالحجارة والآلات الحادة والزجاجات الفارغة, وأطلق جنود الاحتلال الأعيرة النارية والقنابل الصوتية الحارقة وأخرى غازية سامة مُسيّلة للدموع.

وفي تطور لاحق, أغلقت قوات الاحتلال المعبر العسكري أمام حركة المسافرين والمركبات وفي الاتجاهين ودفعت المزيد من عناصر قواتها إلى المنطقة.

مصابان برصاص حي في بيرزيت

وكان فلسطينيان قد أصيبا في وقت سابق الأحد برصاص حي أطلقه جنود الاحتلال عليهما خلال مواجهات أعقبت مسيرة انطلقت من بيرزيت باتجاه حاجز عطارة شمالي رام الله احتجاجا على افتتاح الكنيس الضخم في البلدة القديمة وعلى توسيع الاستيطان في القدس.

لكن متحدثا باسم جيش الاحتلال قال ان احد الجنود اصيب اصابة طفيفة نافيا استخدام الذخيرة الحية.

إضراب بالقدس

وعلى خلفية افتتاح الكنيس الأضخم في البلدة القديمة, عم الإضراب التجاري أسواق البلدة القديمة وأحياء القدس لمدة ساعتين ظهر الأحد بعد أن دعت إليه القوى الوطنية والدينية بالمدينة المقدسة.
 
وأكد أصحاب المحالات التجارية أنهم "أصحاب المكان وكل المكان وأهل الزمان في الحاضر والماضي وفي مستقبل الأيام, مؤكدين بأن المحتلين هم عابرون في المكان والزمان, ولن تشفع لهم الأسطورة ولا ترهات مجنون يزعم بأن افتتاح (كنيس الخراب) في هذا اليوم, هو يوم بدء بناء الهيكل الخرافي على أنقاض المسجد الأقصى المبارك".

وتسود المدينة المقدسة أجواء مشحونة بالغضب الشديد ومرشحة للتصعيد عبر المزيد من المواجهات في ظل حصار عسكري كامل استمر لليوم الرابع للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك, واستباحة الجماعات اليهودية المتطرفة للبلدة بمسيرات تطوف في محيط بوابات المسجد الأقصى المبارك, فيما تحاول مجموعة من اليهود المتطرفين وضع حجر أساس لخرافة ما يسمى "الهيكل" الثالث داخل المسجد الأقصى.

وتصاعد التوتر بين الفلسطينيين وسلطات الاحتلال التي تحتل الضفة الغربية والقدس منذ عام 1967 بعد ان قررت حكومة الاحتلال ضم مقدسات إسلامية في الضفة, أهمها المسجد الإبراهيمي بالخليل, الى قائمة بمواقع تراث يهودي.

إجراءات الاحتلال قد تشعل انتفاضة جديدة

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني الاسبق, احمد قريع, ان الخطوات التي اتخذتها دولة الاحتلال, بما في ذلك اجراءات الحصار والاستيطان التي تهدف الى تهويد القدس, تهدد باندلاع انتفاضة جديدة.

وذكر قريع للصحفيين "الانتفاضة الشعبية ليست قرارا هي عبارة عن مخزون من القهر والظلم والاحتقان الذي يعاني منه الشعب واذا ظلت الامور على هذا الصعيد سواء اخذنا القرار او لم نأخذه فهي قادمة اذا بقيت اسرائيل بهذه الممارسات فهي قادمة."

مشعل يحذر من تفجير المنطقة

بدوره, دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس", خالد مشعل, إلى بدء حملة لحماية الأقصى والقدس اعتبارا من يوم الثلاثاء, محذّراً من خطورة ما يرتكبه الاحتلال, ولافتاً إلى أنّ إجراءاته كفيلة بتفجير المنطقة.

وقال مشعل, في كلمة خلال اجتماع تحالف القوى الفلسطينية يوم الاثنين (15-3), في دمشق, "هذا اجتماع غضب وانتصار, وبداية حملة مفتوحة من أجل القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين".

كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى "وقف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع العدو لأنها شكلت غطاءً له, وشجعت على المزيد من الاستيطان وتهويد القدس والمقدسات", مشيراً إلى ضرورة "وحدة جميع قوى شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومقاومه والتمسك بالثوابت والحقوق الوطنية".

المصدر: موقعا الأقصى أونلاين ومدينة القدس (بتصرف)

 

.