فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

وادي عارة.. مخطَّط إسرائيليّ للتهجير البطيء وخنق السكان

 

التاريخ: 25/1/1431 الموافق 11-01-2010

 

 

أيامٌ قليلة فقط فصلت ما بين قرار الحكومة الإسرائيلية تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية وإقراراها توسيع مستوطنة جديدة ينتقل للعيش فيها أكثر من مائة وعشرين ألف يهودي متدين في منطقة وادي عارة بمركز الأراضي المحتلة عام 1948.

وفي ظل اعتراض الدول العربية والسلطة الفلسطينية على قرار وقف البناء في الضفة دون القدس المحتلة، والمطالبة بوقفه في القدس أيضا، يخطّط الاحتلال لمعادلة جديدة يعوِّض خسارته في مستوطنات الضفة عن طريق زرع مستوطنة جديدة في بُقعة تُعَدّ عربيّة بحتة وخالية من اليهود.

وتقع وادي عارة في منطقة المثلث على حدود الأراضي المحتلة عام 1948، وتعدّ المنطقة الوحيدة في "إسرائيل" التي لا يقطن في مدنها الكبرى سوى السكان الفلسطينيين الأصليين ذوي الهوية الإسلامية فقط.

وجاء قرار توسيع مستوطنة "حريش" الملاصقة لعدد من المدن والقرى العربية وجعلها مدينة يهودية كبرى في منطقة المثلث ضمن مخطط إسرائيلي رسمت معالمه خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي ليبدأ التنفيذ في هذه الأيام.

كما ويقضي المخطط الإسرائيلي بزرع مئات آلاف المستوطنين بالقرب من التجمّعات السكانية العربية في عكا والناصرة شمالا والنقب جنوبا والمثلث في المركز، وذلك تعبيرا عن الخوف الإسرائيلي من التكاثر الطبيعي للمواطنين الفلسطينيين وسيطرتهم على أكبر بقعة من الأرض في تلك المناطق.

مخطط تهويدي

ويقول عضو الكنيست العربي حنا سويد: "المجلس القطري للتنظيم في "إسرائيل" صادق بالفعل على توسيع مستوطنة حريش وإضافة 1000 دونما إلى مسطح القرية من أجل الشروع بتحويل المستوطنة إلى مدينة يهودية كبرى".

وكان المجلس القطري ذاته اقترح توسيع مستوطنة حريش وإضافة 5000 دونم من الأرض على حساب القرى العربية المجاورة لها، بيد أن هذه الأحلام تبددت عقب النضال الجماهيري الواسع والمظاهرات الاحتجاجية التي نظَّمها سكان تلك القرى.

وأكَّد سويد أن مخطَّط بناء مدينة لليهود المتطرفين هو مخطط تهويدي بحت وله مخاطر عديدة ومشاكل كبيرة ستأتي مع قدوم نحو 150 ألف يهودي متطرف إلى المدينة، والذين يعلمون أنهم سيعيشون جنبا إلى جنب مع المواطنين العرب.

وأوضح عضو الكنيست في تصريح خاص لـ"صفا":" أن المخطط الإسرائيلي جاء نظرا لخوف الاحتلال وادعاءاته باستيلاء العرب على معظم مساحات الأراضي في وادي عارة والسيطرة عليها، بالإضافة إلى ذريعة البناء غير المرخص الذي يبنى على مساحات الأراضي تلك".

ولجأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي كعادتها إلى المخططات (القانونية) للتضييق أكثر فأكثر على السكان العرب الأصليين، حيث أكَّدت الأواسط الإسرائيلية على الملأ أن المدينة الجديدة تعرقل التوازن الديموغرافي للمنطقة العربية وتحد من تكاثر العرب على حساب اليهود.

تغيير المعالم العربية

ويرى سويد أنّ المخطط المذكور لتغيير معالم منطقة وادي عارة وغيرها من المدن العربية على امتداد الأراضي المحتلة عام 1948 من شأنه أن يؤدي إلى نزاعات مستقبلية بين السكان العرب واليهود الذين لم يتعوَّدوا على مجاورة بعضهم.

واستدرك عضو الكنيست قائلا: " المشروع لقي وما زال معارضة كبيرة من قبل جمعيات إسرائيلية وأخرى عربية، وأعتقد أنه سيفشل لأن أغلبية المستوطنين لن يقبلوا بالسكن في مناطق عربية ويعيشون عيشة لم يتعودوا عليها من قبل".

وعبَّر سويد عن خشيته أن يتم منع المواطنين العرب من السكن في هذه المدينة عشيَّة إقامتها، مؤكدا على أن الاحتلال سيسعى إلى استحداث وسائل جديدة وذرائع مختلفة لعدم إسكان العرب فيها.

من ناحيته، أوضح رئيس اللجنة الشعبية للبناء والمسكن في وادي عارة أحمد ملحم أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تتجاهل واقع البلاد العربية التي هي بأمس الحاجة إلى كل شبر من الأرض للبناء وتقوم بمصادرة أراضي المواطنين لصالح المتدينين اليهود".

وتشير الإحصاءات التي أعدَّتها العديد من المراكز العربية المحلية إلى أن أكثر من 43% من الأسر العربية في الداخل الفلسطيني تفتقد لقسائم البناء في الوقت الآني، مشيرة إلى أن النسبة معرضة للازدياد حتى 59% خلال السنوات العشر القادمة.

التضييق والتهجير

وأضاف ملحم في تصريح خاص لـ"صفا" " إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للتضييق على السكان العرب بكل الطرق المتاحة أمامه، وقد وجد في المتدينين اليهود ذريعة قانونية لتنفيذ مشاريعه التي ستؤدي حتما خلال السنوات القادمة إلى التضييق على العائلات العربية التي ستبدأ بالبحث عن مدن أخرى للهجرة إليها".

وتزعم الوزارات الإسرائيلية أن الأغلبية العظمى من المدن العربية تستطيع التأقلم مع الواقع الحالي، مطالبة العرب بالبحث عن قسائم أرض داخل القرى نفسها للبناء عليها بدلا من توسيع رقعة البناء التي ستؤدي بالتالي إلى توسعة حدود القرية أو المدينة.

وحسب رئيس اللجنة الشعبية، تهدف مخططات الاحتلال الإسرائيلي إلى تحديد القرى العربية حتى النهاية، مشيرا إلى أن السكان العرب سيجبرون على الهجرة بأنفسهم خلال سنوات.

الضفة بانتظاركم

وتابع ملحم: "بوضوح يقولون لنا: أبو مازن بانتظاركم"، وأضاف "هم لا يخفون حقيقة مخططاتهم، قالوها علنا خلال جلساتنا معهم إذا لم تسعكم أرضكم، هناك بالضفة الغربية آلاف الدنومات بانتظاركم، باستطاعتكم العيش هناك مع أبناء شعبكم".

وكان وزير الإسكان الإسرائيلي اريئيل اتياس حذر قبل شهور من الخطر الديموغرافي الذي تشكله نسبة التكاثر الطبيعي لدى السكان العرب، مشيرا إلى أهمية مراقبة أعمال البناء في المدن والقرى العربية.

وقال ملحم لـ"صفا": "نحن الآن نعيش في مرحلة خطيرة للغاية تستدعي منّا وقفة جماهيرية للوقوف وصدّ مخططات الاحتلال، نحن نطالب بحقوقنا وليس أكثر من ذلك، وسنعمل على الوقوف في وجه العهر السياسي الذي تتبعه حكومة الاحتلال التي تتبع الخطوات ذاتها التي اتبعتها الحركات الصهيونية عام 1948".

وتعمل الحكومة الإسرائيلية على الزّجّ بالجماعات اليهودية المتطرفة للسكن بجوار المواطنين العرب، ويأتي ذلك كحل تراه مناسبا لما يعانيه هؤلاء اليهود من قبل أبناء شعبهم الإسرائيلي الذين يرفضون استقبالهم في المدن الإسرائيلية الكبرى.

ترحيل في ظل الوهن

وعارضت العديد من المدن الإسرائيلية في مركز الأراضي المحتلة عام 1948 بناء أحياء جديدة لليهود المتدينين وضمهم إلى تلك المدن مما اضطر الاحتلال لإسكانهم بجوار العرب رغم معارضتهم لهذه المخططات.

وأكّد رئيس اللجنة الشعبية أن الاحتلال ما زال يمضي في مخطّطاته التي لا تعرف نهايتها بعد، في ظل ما تعانيه السلطة الفلسطينية من ضعف، مشيرا إلى أن السلطة لم تحرِّك ساكنا تجاه هذه المخططات.

وأوضح في نهاية حديثه "أن فلسطينيي الداخل مجبرون على مكافحة الاحتلال ومخططاته بأنفسهم دون مساعدة من السلطة الفلسطينية والدول العربية الذين لا يرون القضية قضيتهم ولا يقدمون دعما ولو كان بسيطا لصمود الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1948".

المصدر: وكالة صفا

مؤسسة المقدسي : 400 مواطن من حي الشيخ جراح معرضون للتشريد

المختصر / حذرت مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع التي تعنى بالاستيطان في القدس، من خطر تشريد 400 لاجئ فلسطيني في حال استكمال المخططات الاسرائيلية في حي الشيخ جراح.

ورد ذلك في سياق تقرير نشرته المؤسسة امس، حول واقع الاستيطان الاسرائيلي في حي الشيخ جراح مرفق بالصور والخرائط.

واستهل التقرير بالحديث عن منطقة الشيخ جراح وقال: انه حي فلسطيني، يقع الى الشمال من البلدة القديمة في شرقي القدس يوجد في المنطقة، التي تعتبر سكنا لحوالي 2.700 فلسطيني، وفي الحي العديد من المعالم المعروفة، مثل بيت الشرق، وفندق الأمريكان كولوني والمسرح الوطني الفلسطيني، إضافة الى العديد من البعثات الدبلوماسية والدولية . وبسبب موقعه الاستراتيجي، بذل المستوطنون جهودا حثيثة منذ العام 1972 من اجل السيطرة على الأراضي والممتلكات وإقامة تواجد دائم في منطقة الشيخ جراح وهذا يشمل فندق الرعاة " شبرد " والأراضي الملاصقة، كرم المفتي، زاوية كبانية أم هارون، وكرم الجاعوني. استعملت المؤسسات الاستيطانية وسائل متعددة من اجل تحقيق هذه الغاية وفي العديد من الحالات، انتهكت السلطات الإسرائيلية العديد من الممتلكات عن طريق نظام قانوني معقد، وآليات إدارية ومؤسساتية منحت للمؤسسات الاستيطانية لتسهيل المهمات التي يقومون بها .

وفي حالات أخرى، استخدمت المؤسسات الاستيطانية النظام القانوني الإسرائيلي من اجل تثبيت ملكية بعض الملكيات التي تدعي المؤسسات والأفراد ملكيتها في المناطق المحتلة قبل عام 1948.

وكانت مناطق الشيخ جراح، وسلوان، ووادي الجوز، وجبل المشارف(سكوبس) وما زالت هدفا للنشاطات الاستيطانية منذ عهد الانتداب البريطاني،عندما بدأت المجموعات اليهودية ببناء مجمع الجامعة العبرية على جبل المشارف عام 1925 . بالإضافة الى النشاطات الاستيطانية المرتبطة بتلك المناطق، وأقيم عدد من المشاريع برعاية إسرائيلية رسمية على مر السنين تضمنت بناء مبان حكومية إسرائيلية، ومقارات لقيادة الشرطة، ومباني الجامعة العبرية، ومستوطنة التله الفرنسية المجاورة.

وطبقا لبيانات من "عير عميم" يعيش الآن ما يقارب 2500 مستوطن في منطقة "الحوض المقدس" والبلدة القديمة خارج حارة اليهود ( حارة الشرف ) ومنذ العام 1999 سيطرت جمعية "مستوطنو صهيون" بشكل غير قانوني ومخالف للقوانين والأعراف الدولية على 6 منازل فلسطينية، وفيتشرين الثاني 2008 تم طرد عائلة الكرد (أم كامل ومحمد الكرد) بالقوة من منزلها تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، استنادا لقرار تم من المحكمة الإسرائيلية وبنفس الوقت حكمت المحاكم لصالح ادعاءات المستوطنين ولم تعترف بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في استعادة أراضيهم وممتلكاتهم المستولى عليها من قبل المجموعات الاستيطانية.

وتم تكثيف جهود المستوطنين في السنوات الأخيرة وعادة تكون مصحوبة بمحاولات إجلاء قصريه للعائلات والمجتمعات الفلسطينية من اجل إفساح المجال لمستوطنات جديدة.

وفي آخر موجة من عمليات الإخلاء التي وقعت في 27/11/2009، تم الاستيلاء على منزل نبيل الكرد المغلق بقرار من المحكمة الإسرائيلية منذ 9 سنوات، حيث اقتحمت مجموعة من المستوطنين المنزل عند الساعة الثانية فجرا وتم الاعتداء على ام نبيل الكرد الحاجة رفقة ونقلت على اثر الاعتداء الى المستشفى وقام المستوطنون برمي ممتلكات واثاث العائلة الى خارج المنزل.

وبتاريخ 2/8/2009 استولت المجموعات الاستيطانية على منزلي الغاوي وحنون تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود وقوات التدخل السريع حيث تم طرد 53 مواطنا فلسطينيا، من ضمنهم 20 طفلا وأجبرتهم بالقوة على ترك منازلهم . وتم تسليم الممتلكات للمؤسسات الاستيطانية التي تنوي بناء مستوطنات جديدة في المنطقة.

وتسعى هذه المجموعات الاستيطانية للاستيلاء على 24 مبنى آخر على الأقل يسكنها 400 مواطن فلسطيني وهم حاليا في دائرة خطر الترحيل.

وفي حال تم استكمال المخططات الإسرائيلية في منطقة الشيخ جراح بالاستيلاء على الأرض من خلال المجموعات الاستيطانية سيتم طرد وتهجير ما يزيد على 500 مواطن فلسطيني، وسيتم تنفيذ المخططات الاستيطانية ببناء الوحدات والذي يصل العدد الإجمالي لها 540 وحدة، حيث تدعي المؤسسات الاستيطانية ملكيتها لـ18 دونما من الأراضي المحيطة بالقبر التاريخي في وسط الشيخ جراح (شمعون الصديق) ولديهم مخطط معلن لهدم المباني الفلسطينية في الحي وعددها 28 منزلا من أجل بناء 200 وحدة استيطانية جديدة بحسب المخطط البلدي رقم 12705، علما ان إحدى الجمعيات الاستيطانية تحتل أصلا العديد من المباني في المنطقة،وأسكنت فيها 40 شخصا وقامت ببناء مدرسة دينية يهودية لخمسين طالبا منذ العام 1999.

يذكر إن لمواطنين الفلسطينيين المهددين بعمليات الإخلاء والإجلاء انتقلوا للعيش في المنطقة في عام 1956 بعد اتفاق بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ووزارة الإسكان – في عهد الحكومة الأردنية. وطردت ورحلت العائلات الفلسطينية بالأصل من القدس الغربية في عام 1948 وتم الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم التي لا يستطيعون استعادتها اليوم.

في نفس السياق يتعرض إسكان العباسية في القدس كغيره من الاسكانات المقامة في المدينة وضواحيها الى الإجراءات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والتي تتبنى سياسة التهجير وطرد السكان المقدسيين من منازلهم، حيث تمثلت آخر هذه الإجراءات بمنع المقدسيين من الحصول على تراخيص للبناء في المدينة، وحتى الخيمة لا يستطيعون إقامتها على أراضيهم.

ويضم إسكان العباسية الكائن في حي سلوان (34) شقة سكنية، ويتجاوز عدد سكانه 250 فردا معظمهم من الأطفال كما يشكل الأرامل والعجزة وذوي الحالات الخاصة أكثر من 5% من سكانه، هذا إلى جانب أن معظم سكانه من ذوي الدخل المحدود.

المصدر: الأقصى أون لاين

 

.