فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
"النازيون الجدد" ... المعقول أم اللامعقول .
"النازيون الجدد" ... المعقول أم اللامعقول
تحت عنوان "غير معقول" نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليهودية صورة لستة شباب يشيرون بتحية النازي ، اعتقلتهم الشرطة الصهيونية بعد أن شكّلوا خلية للنازيين الجدد اعتدى أفرادها بالضرب على عدد من اليهود والعمال الأجانب، ورسموا الصلبان المعقوفة في معابد يهودية.
وحسب الصحيفة : " هؤلاء الأشخاص مجموعة من المهاجرين من الاتحاد السوفيتي السابق ، وليس منهم من وُلد لأم يهودية ، لكنهم حصلوا على المواطنة في "إسرائيل" بموجب القوانين المدنية؛ لأن كلاً منهم له جد يهودي واحد على الأقل !! وأعضاء الخلية اعتنقوا أيديولوجية "هتلر" ؛ وشكّلوا لغتهم الخاصة التي شملت موسيقى ومقاطع فيديو، وعلامات مميزة، وتخطيطات على الجدران والوشم كلها تصور الأيديولوجية النازية ، وكان العمال الأجانب والمثليون والمتطرفون اليهود ومدمنو المخدرات هم العناصر الرئيسة التي تعرضت للهجمات التي وقعت في منطقة تل أبيب على مدى العام المنصرم ".
وأوضحت الصحيفة : " أن أعضاء الخلية رسموا أيضًا صلبانًا معقوفة في عدة معابد يهودية، وكتبوا "الموت لليهود" على مبنى قريب من أحد دور العبادة. وقالت الشرطة إن هذه الجماعة لها علاقات وصلات قوية بخلايا أخرى للنازيين الجدد تنشط في ألمانيا وأماكن أخرى في الخارج" .
وعلق "اموس هيرمون" مسؤول في الوكالة اليهودية - مؤسسة شبه حكومية - التي تساعد في تنظيم الهجرة : " أن أعضاء خلية "النازيين الجدد" في الدولة العبرية يعانون من "صدمة الهجرة" ونفسوا عن إحباطهم باستخدام أكثر المشاعر المؤلمة تجاه الشعب اليهودي وقلدوا سلوكاً ربما شاهدوه في الاتحاد السوفيتي السابق" .
و"النازيون الجدد" هو وصف للحركة النازية التي نشطت مؤخراً في بلاد كثيرة في العالم وخاصة في أوروبا وتتبنى نفس أهداف ومبادئ الحركة النازية التي كان يقودها "أدولف هتلر" .
والمسؤولين اليهود يرون أن وجود خلية من النازيين الجدد في الدولة العبرية أمراً غير معقول ولا يتصور أبداً أن يوجد من بين المهاجرين الذين سهلت لهم الإقامة والجنسية "الإسرائيلية" أن يتبنوا تلك العقيدة المناهضة لليهود ، وبرروا ذلك أن أمهاتهم ليست يهوديات!! وأنهم أخذوا ذلك الحق في المواطنة في أرض فلسطين بأن أحد أجدادهم كان يهودياً ، أي أنهم حسب اعتقادهم ليسوا يهود!! والمؤسسة الحاخامية في الكيان اليهودي لها تحفظاً على هجرة هؤلاء ، ولكن يبدو أن المؤسسة الحاكمة هناك لا تمانع في هجرتهم ، لتعطش قادة اليهود للمادة البشرية.
وبين المعقول واللامعقول ؛ نقول : أيعقل أن يحرم الفلسطيني من حقه الأساس في العودة إلى وطنه ، والسماح لأي يهودي في العالم أن يحصل تلقائياً على المواطنة في الكيان الصهيوني ، ويحصل على كل الامتيازات ، ليصبح الفلسطينيون في أرض فلسطين غرباء في وطنهم !! فأي حق لهذا الروسي في فلسطين التي لم تطأها قدماه ولا أقدام أجداده في أي يوم من الأيام !!
أيعقل أن تفتح أبواب فلسطين لجميع الجنس اليهودي ، ومن له جداً يهودياً على حساب طرد أهلها وسكانها ، وتوطين الغرباء من غير أهلها باعتبارها دولة للأفراد اليهود في جميع أنحاء العالم !!
أيعقل أن تسلب الأرض من سكانها وأهلها ومزارعيها وأبناء مدنها لتعطى ليهودي روسي لا يعرف له أصلاً ولا فصلاً !! ويقتلع الفلسطيني من أرضه وجذوره الممتدة إلى آلاف السنين ثم يقلى في العراء بلا وطن وبلا هوية .
أيعقل أن تقول "غولدا مائير" – رئيسة وزراء سابقة للكيان الصهيوني – أن : " ليس هناك من شعب فلسطيني .. وليس الأمر كما لو أننا جئنا لنطردهم من ديارهم ، والاستيلاء على بلادهم ؛ إنهم لا وجود لهم "!! .
هذا هو اللامعقول ؛ فهذه الهجرة والاستعمار لشتات اليهود من أنحاء الأرض اللصوص منهم والمجرمين والسفاحين تحت إدعاء الحق التاريخي هو اللامعقول ؛ فأية سلالة يهودية يدعونها كانت وما زالت في فلسطين ؟! هل هو العرق القوقازي السوفيتي ؟ !أم العرق الفلاشي الأفريقي ؟! أم العرق الأشكنازي الأمريكي ؟ أهو العرق الأشكنازي الأوروبي ؟! أم عرق دول حوض البحر المتوسط ؟ أم هو العرق الشرقي العربي ؟!
اللامعقول هو بقاءكم يا يهود على هذه الأرض المباركة أنتم ومن أتيتم بهم الذين لا يعرف لبعضهم ديناً ولا أصلاً ، فكل يهودي وأشباه اليهودي في فلسطين ساهم ويساهم في تثبيت الاحتلال على أرضها .
اللامعقول هو استقبال هذا العدد من المتسولين في روسيا وغيرها وتحويلهم إلى مادة قتالية تخدم وجودكم على أرض غيركم !! بعد أن عملتم جاهدين للتخلص من أصحاب الأرض وإحلال آخرين محلهم !! ولكن أنى لكم ذلك ؛ فلا أهل فلسطين اختفوا ، ولا اليهود تدفَّقوا . وتخبطتم حتى أتيتم بنازيين جدد ، يذكروكم بما كنتم عليه !!
عيسى القدومي
.