القدس والأقصى / خطب مقدسية
غزة أريحا - أين القدس؟!
طبيب بشري متخصص في الصحة النفسية وحاصل على ليسانس الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر ورئيس الجماعة السلفية في الإسكندرية.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهد المهتدي، ومن يضلل فلا هاديَ له ... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
ثم... أما بعد...
سنفتتح الكلام في موضوعنا اليوم بهذا الاقتباس من كلام شخصٍ أرجو أن تكونوا جميعاً دون أن يتخلف واحد منكم يعرف من هو... قال: (لو شُرِّح جسدي بالمبضع أنملةً أنملة لكان أهون علي من أن أرى فلسطين قد بترت من إمبراطوريتي ... وهذا أمرٌ لا يكون فاحتفظوا بملايينكم فسيأتي اليوم الذي تتسلمون فيه فلسطين مجاناً من غير مال). من هو؟! السلطان عبدالحميد، نعم... هذا توقعٌ وتنبوءٌ منه يا ليته لم يصدق ويا ليته لم يقع وللأسف الشديد وقع.. فسيأتي اليوم الذي تتسلمون فيه فلسطين مجاناً من غير مال. إن فلسطين تحتل مكان القلب، في قلب كل مسلم ، وهي في قلب العالم الإسلامي، والضربة التي تكون في القلب تكون أخطر. فالذي نعيشه اليوم هو خزيٌ لم يسبق له على الإطلاق مثيلٌ، في تاريخ المسلمين اليوم، وقد انتهت الصفقة! .... صفقة بيع فلسطين، وبيع بيت المقدس، بعد أن نجح الأعداء في تمزيقنا وإضعافنا وإخماد روح مواصلة الجهاد، فالهزيمة التي تُمْنَى بها أمة في ظل هذا الاستسلام، يعني الهزيمة التي تُمْنَى بها بالاستسلام وبالهزيمة النفسية، أخطر بكثير من أن تهزم على ميادين القتال. لأن هذه الهزيمة هي التي جعلت كل حكام المسلمين يؤمنون بعجزهم عن منازلة العدو ويجمعون أو يكادون على أنه لا حل سوى التسليم لهم...
أما الشعوب الإسلامية المقهورة، التي حيل بينها وبين ملاقاة هذا العدو حتى اليوم، هي معركة حقيقية بلا شك أنها هي التي يناط بها الآن الأمل بأن تعود فلسطين بإذن الله تبارك وتعالى.
تغيرت الأمور، تغيراً كثيراً ونحن حينما نتأمل هذا الواقع الذي نعيشه نستحضر قول النبي [: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»(رواه البخاري). فاليهود يعتقدون أن القوة هي التي تصوغ لهم الحق، وإن كان باطلاً : فإن البروتوكول اليهودي الأول يقول: «الحق كائن في القوة». وفهم أعداؤنا عقيدتنا وفهموا إسلامنا، وفهموا مكامن القوة فينا، ونحن إذا فَهِمَنَا عدونا فإن هذا يعطينا أنه كيف نستطيع أن نُقدِّر مدى خطره ومطامعه، وكيفية التعامل معه. لو استمرت الأمور على الحال الذي هو عليه سيمتد خطر اليهود إلى كل بيت وإلى كل مسلم، حتى إلى هؤلاء المستثمرين الذي باعوا فلسطين... اليهود فهموا عنا كل شيء، فهموا إسلامنا وفهموا تاريخنا ولغتنا، منهم مستشرقون، هم أساتذة، طلاب المسلمين يمنحونهم الإجازات العليا في الشريعة والتاريخ واللغة والأدب، فهموا واقعنا.
قائد الطيران اليهودي في حرب يوليو أو في حرب الأيام الستة «مردخاي» يكتب رسالته، رسالة الماجستير بعنوان: «المرأة العربية من خلال الأدب العربي المعاصر» حتى المرأة العربية درسوها لِيُحْكِمُوا المؤامرة علينا.
إن ما نحن فيه اليوم هو عقوبةٌ إلهية، عقوبة من الله سبحانه وتعالى، كما بين صلى الله عليه وسلم في قوله: «يا معشر المهاجرين: خمسٌ إذا ابتليتم بِهن وأعوذ بالله أن تدركوهن» ذكر منهن صلى الله عليه وسلم : «ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدواً من غيرهم فيأخذوا بعض ما في أيديهم أو فأخذوا بعض ما في أيديهم»(رواه ابن ماجه). فهذه عقوبة من الله سبحانه وتعالى للمسلمين ولن يرفعها الله عنهم إلا حتى يغيروا ما بأنفسهم، ويقول تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا}(المائدة/7).
المحنة الخطيرة التي نتعرض لها الآن هي محو قضية فلسطين من ذاكرة الأمة. نحن لسنا أي أمة إنما نحن {خير أمةٍ أخرجت للناس}(أل عمران/110) كما وصفها الله تبارك وتعالى.
فالوعي بالواقع السيء هو أول خطوة للعمل من أجل تغييره.
وإذا كنا أمة واحدة كما وصفنا النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعي له سائر الأعضاء بالسهر والحمى...»(متفق عليه)، إن الجسد لن يحس بمشاكل عضوٌ من الأعضاء إلا حينما تكون شبكة الاحساس العصبية التي تربط بين ذلك العضو وبين سائر الجسد عاملة سليمة فإذا تعطلت هذه الشبكة انعدم تبادل الشعور والإحساس وينعزل العضو عن باقيها ويبقى منفرداً وحيداً يواجه آلامه.. قسموا أمة الإسلام مع أننا أمةٌ واحدة فرقونا إلى دول وشعوب وقوميات، حتى صار المسلم إذا دخل بلداً من البلاد الإسلامية بعدما كان يجوبها من شرقها إلى غربها دون أن يحتاج إلى جواز سفر أو تأشيرة وغير ذلك، أصبحنا نعامل في بلاد المسلمين معاملة الغريب الأجنبي بل يطلق علينا أجنبي وغريب، وربما مورست الأفعال التي تسمونها عنصرية ضد المسلمين، وربما فُضِّل الكفار على المسلمين في كثير من هذه البلاد، تختلف ببطاقات جواز السفر عن بطاقة الشخصية للمواطن، هناك جمارك وهناك دول مستقلة ذات سيادة كما يقولون: لها علمها ولها نشيدها ولها أزياؤها ولها عملتها ولها نظامها، والولاء إنما ينصب فقط على الولاء لهذا الوطن المصطنع... فكل دولة تردد... بلادي، ...بلادي... أو ما في معناها حتى ينحصر الولاء في هذه الحدود الفاصلة التي ماصنعها إلا أعداءُ الإسلام.
برز هذا الشعور الخبيث في بعض المراحل كما حصل مع رئيس وزراء مصر في الأربعينات، محمد محمود باشا، صرح فقال: إنه لن يتناول في محادثاته مع الإنكليز موضوع فلسطين لأنه رئيس وزراء مصر وليس رئيس وزراء فلسطين.
وحينما لاحظنا كيف تعاملنا نحن المصريين مع قضية "طابا" وهي عبارة عن (واحد كيلومتر) مربع، نجد الفرق، نقول: لا نتنازل عن شبر من أرض وطننا أو بلادنا، في حين أننا الآن بل نحن نتنازل عن فلسطين، كأنها قبضةٌ من تراب تذريها الرياح.
نجحوا في مفهوم هذه التجزئة، فصارت مشكلة جنوب السوادن هي مشكلة تخص السودان وحدها، مشكلة كشمير تخص باكستان والهند، مشكلة أفغانستان تخص الأفغان،... فالقضية بدأت أولاً: قضية فلسطين بأنها إسلامية ثم حصلت المؤامرة الكبرى بفكرة القومية العربية التي أسسها النصارى بصفة أساسية وكانت أكبر طعنة طعنت بها الأمة الإسلامية: قضية العروبة والقومية العربية، وتحولت القضية من قضية إسلامية إلى قضية عربية، ثم وإذا بها بعد ذلك تتحول إلى قضية قومية للفلسطينيين فقط.
ظلت قضية فلسطين هي القضية المركزية والقضية المحورية في ضمير المسلمين إلى عهدٍ قريبٍ جداً، إلى أن حصل بما يسمى بنكسة عام 1967م. كانوا قبلها ينادون بتحرير فلسطين كلها وإلقاء اليهود في البحر. ثم بعد عام 1973م صار الهدف تحرير الأرض العربية المحتلة، بعد 1967 م - إذاً أقروا بوجود إسرائيل- ثم بعد ذلك أضافوا إلى تحرير الأراضي المحتلة المطالبة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني-حقوق وطنية فقط- ثم صارت بعد ذلك كلمة مبهمة، لا يدري ما هذه الحقوق، ثم عبَّروا عنها بدويلة في غزة وأجزاء من الضفة وإذ به الآن دويلة، وليست دويلة في الحقيقة عبارة عن حكم ذاتي لا قيمة له على الإطلاق.
الطغيان اليهودي كان يواجه من كل طوائف الأمة، ومن عاش في عهد عبدالناصر، وتربى على الوضع الإعلامي الذي كان موجوداً وقتها من مناهج التعليم، أو وسائل الإعلام، كانت قضية فلسطين قضية كل بيت وكل أسرة، وحتى الفنانين كانوا يتغنون بقضية فلسطين ولهم الأشعار المعروفة بذلك، كقول نزار قباني الماجن: «إلى فلسطين طريقٌ واحدٌ يمر من فوهة البندقية،. على نفس النغمة التي كان يرددها عبد الناصر: «إن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة».
وشاعرهم كان يقول:
أخي جاوز الظـــالمون المدى فحق الجهاد وحـق الفـــــدا
أنتركهـم يغسلون العروبـة مجـــد الأبـــوة والســؤددا
وليسوا لغير صليل الســـيوف يجيبون صوتاً لنا أو صدا».. الخ.
وفي عشية وضحاها، وفي مطلع السبعينات صار أمر الاعتراف باليهود أمراً مقبولاً، في نهاية السبعينات تم الاعتراف بالفعل من دولة واحدة، ثم في الثمانينات أصبحت الدعوة للاعتراف بفلسطين، هي الوطنية، وهي الثورية، وهي الواقعية، والحكمة، وأصبحت الدعوة إلى الجهاد خيانةً عظمى، يحاكم أصحابها وصدق من قال: «العرب هم أفشل محامين في أعدل قضية».
ولكن أن يستسلم الفارس وهو شاهرٌ سيفه، حاملٌ رمحه، ممتطٍ جواده وأن يعتبر استسلامه لعدوه مجداً وفتحاً يحسب له ويغبط عليه، ويعد تنازله عن جزءٍ من وطنه مكسباً ويطالب الحناجر أن تهتف باسمه والأيدي أن تصفق له، فهذا ما لم نعهده في تاريخ الأبطال والفرسان، إلا حين أن يستحيل الفارس إلى دُمية أو إلى حمار، والسيف إلى عكاز.
إنني أشفق على شبابنا وأبنائنا الذين حفَّظناهم أناشيد الجهاد وأغاني العودة، وعلقنا قلوبهم وعيونهم بالمسجد الأقصى ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم أولى القبلتين، وصببنا في عقولهم وضمائرهم ووجدانهم كراهية اليهود، الذي قام على اغتصاب الأرض، وانتهاك العرض، وتشريد الأهل، إذ بنا بين عشيةٍ وضحاها، نشطب هذا كله وننسخه، بجرة قلم، ليصبح العدو صديقاً، والاغتصاب مشروعاً ، والعدوان مقبولاً، مع أن الوطن لم يتحرر، والمشرد لم يعد إلى أرضه، والأقصى لم يزل أسيراً ، فكأننا نقول لهذا الجيل لا تصدقونا فيما كنا نقوله لكم، إن الذي كنا نسميه بالأمس جهاداً، وبطولةً، ونضالاً، أصبح اليوم عنفاً وإرهاباً،.. الذي كنا نسيمه بالأمس سَفَّاحاً صار اليوم شريفاً،... لا يوجد شيءٌ ثابتٌ عندنا، كل ما كان حقاً يمكن أن يكون باطلاً....
افتحوا النوافذ لتهب عليكم نسمات اليهود وافتحوا الأبواب لتدخل عليكم بضائع اليهود وبنات اليهود أيضاً وإيدز اليهود...
نحتاج أن نمر مروراً سريعاً، على إلمامة تاريخية للقضية وباختصار إن الكلام حقيقة يستحق وقتاً كبيراً جداً.
في قوله تعالى: {وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض}(الإسراء/104)، وقول موسى عليه السلام {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم}(المائدة/21)، وقال تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم}(البقرة/40)، إن أمة اليهود التي خوطبت بهذه الآيات وبهذا العهد على أنها أمةٌ مسلمة، أتباع موسى عليه السلام مسلمون، فموسى عليه السلام كان نبياً مسلماً داعياً إلى الإسلام وقال تعالى: {ومن قوم موسى أمةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون}(الأعراف/159)، وقال الله: {إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضاً حسناً ....}(المائدة/12)، هذا كله خطاب لهذه الأمة المؤمنة {وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطةٌ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}(البقرة/58)، {وقولوا للناس حسناً وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}(البقرة/83). اعتبرهم الله سبحانه وتعالى خير أمةٍ في زمنهم، ثم حصل منهم ما حصل، أو من أغلبهم من نكث لهذه العهود كما قال تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنةٍ منهم إلا قليلاً منهم}(المائدة/13). أيضاً قال الله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون}(البقرة/59).
فكان اليهود من بعد ذلك هم أشد الناس فساداً في الأرض، أما عن أبدية التملك لهذه الأرض فهذا قد انتزعه الله منهم كما ذكرنا بعدما نقضوا عهد الله وعهد رسوله عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
أيضاً ... بنو إسرائيل اليوم أو اليهود اليوم ليسوا في الحقيقة من بني إسرائيل، فبنو إسرائيل الذين هم أولاد يعقوب عليه السلام أو أولاد الأسباط الإثنى عشر وذراريهم كما في قوله تعالى: {وقطعناهم اثنتي عشرة أسباطاً أمما}(الأعراف/160). هؤلاء هم الذين ارتحلوا إلى مصر بعدما سبقهم إليها يوسف الصديق عليه السلام وكانوا عددهم سبعين حين سكنوا معه، ثم استعبدهم المصريون كما هو معلوم ومكثوا بمصر أربعة قرونٍ ونصفاً، فاستمر هذا الوصف يطلق على أتباع موسى في مصر، حين لاقوا من فرعون مصر العنت والعناد، عبروا البحر بعد ذلك بأعداد هائلة بين ستة آلاف إلى سبعة آلاف يهودي، ثم عاشوا في التيه أربعين عاماً في صحراء سيناء، غضباً من الله عليهم، ثم جاء بعد ذلك جيل الصحراء القوي، الذي اقتحم به يوشع بن نون فلسطين ثم حكموا نصف فلسطين، حتى عهد داوود ثم اتسعت الدولة بعد ذلك في عهد سليمان لتشمل أغلب فلسطين....
إن كلمة: (بني إسرائيل) تطلق منذ إبراهيم إلى ما بعد الانقسام (الوثني) بعد ذلك بأكثر من ألف عام ... بعد -انقسام دولة اليهود- حصل ظهور لعبارة أو كلمة اليهود نسبةً إلى يهوذا المملكة المنقرضة التي سميت باسم ابن يعقوب الأكبر.
فبنو إسرائيل الذين هم فعلاً من سلالة يعقوب عليه السلام، والذين خرجوا من مصر انقرض أكثرهم بسبب المعارك فيما بينهم، عن طريق الغزو الفرعوني ثم الآشوري ثم الآرامي والبابلي ثم الإغريق ثم البطالسة المصريون ثم الفينيقيون واليونانيون ثم الرومان، هؤلاء شُرِّدوا في أقاصي الدنيا، حتى كان من الأماكن التي فروا إليها من بطش الرومان «المدينة المنورة» أو حول المدينة المنورة ثم خلت منهم فلسطين، طيلة خمسة قرون، حتى الحكم الإسلامي كانت خاليةً من هؤلاء اليهود... حصل رغم عنصرية اليهود وانغلاقهم على أنفسهم نوع من التبشير باليهودية، في العصور الوسطى بين شعوب لا تمت إلى بني إسرائيل بصلة، ولا علاقة لهم أبداً بفلسطين، بجانب الذين رحلوا وهجروا من اليهود، تزوجوا بقومٍ آخرين فلذلك تجد فيهم من ينجب ذراري مختلفة الألوان والأشكال تجد فيهم الأشقر والأسمر والأسود والأصفر مما لا صلة له بالأصل الإسرائيلي.
فاعتنقت بعض الأمم المتباعدة الديانة اليهودية، خاصة من اليمن والحبشة، وبلاد القوقاز وبلاد الخزر في أواسط أوروبا، وفي بلاد المغرب، وتهود كثير من الجنود الآشوريين الذين أرسلوا إلى فلسطين، فخلاصة كلامنا أن أغلب اليهود بل كاد أن يكون بنو إسرائيل الحقيقيين الآن منقرضين تماماً...
أمر ننبه عليه: أنه لا يصح أن تسمى دولة العصابات المغتصبة في فلسطين باسم (إسرائيل) لأن يعقوب عليه السلام بريء منهم.. هم ليسوا على ملة يعقوب كما سنبين إن شاء الله.
كذلك ليسوا هم بنو إسرائيل الذين وعدوا بذلك الوعد في التوراة، بل هؤلاء هم جنس آخر تماماً غير بني إسرائيل لأن بني إسرائيل انقرضوا، ولم يبق منهم أحد، وحل محلهم يهود الشتات شذاذ الآفاق، وهذا بشهادة علماء الوراثة أيضاً.
نحن في اعتقادنا الجازم أن الفتح الإسلامي لفلسطين في عهد الخلافة الراشدة، هو امتداد للحكم الإسلامي الذي أقامه داوود وسليمان في مملكتيهما. وهذه كانت ممالك إسلامية حكمها أنبياء الله بمنهج الله. وهؤلاء الأنبياء كانوا دعاةً إلى ديننا، دين الإسلام، وهم بنفس الوقت برآء من قتلة الأنبياء، وأحفادهم قتلة الأطفال والرضع، فالحق التأريخي المزعوم الذي ينادي به اليهود، هو في الحقيقة حجة عليهم، لأن هؤلاء الأنبياء عليهم السلام كانوا على نفس ملتنا وعلى نفس ديننا، دين الإسلام.
نقفز قفزة بعيدة ونقول: اقترن في نفس الفترة التي أُقصِيَ فيها السلطان عبدالحميد تزامن مع حدثان خطيران.
أولاً: غياب الإسلام الفعلي.
ثانياً: سقوط فلسطين بيد اليهود.
فسقطت تركيا بيد العلمانيين وتلا ذلك سقوط فلسطين بيد اليهود.
وكما تعلمون: العلمانية هي المرحلة الإعدادية لبسط النفوذ اليهودي في أي بلد من البلاد.
المعروف أن اليهود اجتهدوا اجتهاداً خطيراً جداً في إغراء السلطان عبد الحميد ببعض المغريات حتى يسمح لهم بالإستيطان فقط في شرق الأردن، وسوريا الجنوبية، فرفض .
بعد ذلك جاء (هرتزل) ؟ وعرض على السلطان عبدالحميد مساعدات مالية مغرية، فقال السلطان ضمن جوابه: «سنغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحدٍ باغتصابها منا. ليحتفظ اليهود ببلايينهم فإذا قسمت الإمبراطورية، فقد يحصل اليهودي على فلسطين بدون مقابل، لكنها لن تقسم إلا على جثثنا، ولن أقبل تشريحها بأي ثمنٍ كان».
عرض هرتزل بعد ذلك، على السلطان اقتراحاً بتأسيس جامعة إسلامية في القدس يدرس فيها الشباب المسلم كل العلوم الدينية والعلمية حتى لا يفسد الشاب إذا ذهب إلى الغرب فلم يفلح كذلك، قدم هرتزل للسلطان بعد ذلك مليوني ليرة ذهبية رشوة شخصيةً له فغضب شر غضبة وطرده.
في اللقاء الأخير حضر هرتزل ومعه رئيس الحاخامات، يعرضون عليه رشوةً لإنشاء وطن يهودي، واقترحوا أن تكون مدينة القدس، فقال هرتزل: أحب أن أعرض لجلالتكم، بأننا مستعدون لتقديم الملايين التي ترونها مناسبة من الذهب حالاً من أجل القدس.
فقال السلطان وكان يحكي القصة لأحد أصدقائه في المنفى:«شعرتُ بالدم يقطر من رأسي، تأمل: لقد وصلت الجرأة بهذين اليهوديين إلى عرض الرشوة، في مقابل سلطتنا، صرخت بهما: أخرجا من ها هنا حالاً إن الوطن لا يباع بالمال...» وحينما دخل رجال القصر أمرتهم بإخراجهما.
منذ ذلك الوقت ناصبني اليهود العداء كل ما أقاسيه هنا في «سيلانيك» هو جزاء عدم إعطائي وطني لليهود ولقد ضحيت بعرشي من أجل فلسطين والقدس. وقلت لهم: «لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين عاماً، فلن أسَوّد صحائف المسلمين، آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء العثمانين.
يقول: بعدما أبلغوه بقرار خلعه «وحمدت المولى وأحمده أنني لم أقبل بأن ألطخ الدولة العثمانية، والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي، الناشئ عن تكليفهم إياي بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة الفلسطينية، بعد خلع السلطان عبد الحميد أخذت الصحف اليهودية في سيلانك تزف البشرى بالخلاص من مضطهد إسرائيل.
وعاث اليهود فساداً في تركيا. كان من ضمن الإجراءات التي عملها السلطان عبدالحميد بعدما أحسَّ بالخطر اليهودي، أصدر فرامانات، تقضي برفض قبول لجوء اليهود المطرودين إلى الدولة العثمانية وعلل، ذلك قائلاً: «إن سكنى اليهود في أجزاء الإمبراطورية سيجعلهم يتسللون إلى فلسطين تدريجياً رغم ما اتخذته من تدابير. وسيسعون إلى تشكيل حكومة موسوية بتشجيع وحماية الدول الأوروبية، فليهاجروا إلى أمريكا.
أيضاً سن تعليمات وقرارات تقضي بضمان عدم إبقاء اليهود في القدس بعد زيارتهم لها، مع هذا... كان الفساد الإداري مستشري في ذلك الوقت، وبالرشوة خلالها تمكن اليهود من التسلل إلى فلسطين، حتى بلغ الواصلون إليها إلى خمسة وعشرون ألفاً طيلة أكثر من ثلاثين سنة.
أغلق السلطان عبد الحميد جميع المحافل الماسونية في الإمبراطورية كلها، لكنها استمرت بشكل سري، ومعروف أن الماسونية الولد النجيب لليهودية، حتى شعار الماسونية الذي نراه معلقاً، على بعض السيارات، عبارة عن ثلاث خطوط متوازيه، هذه الخطوط لو وُصِّلت من رؤوسها ستخرج لك نجمة سداسية، وكان الذي سَلَّم السلطان عبدالحميد قرار الخلع (عمانويل قرة) اليهودي الماسوني، فالتفت السلطان إلى الوفد الذي كان معه قائلاً: (ألم تجدوا شخصاً آخر غير هذا اليهودي لكي تبلغوا خليفة المسلمين قرار الحل)، أيضاً من قراراته أنه أبلغ بهذا القرار وطبعاً السلطان عبدالحميد يسمونه اليهود وأتباعهم «السلطان الأحمر». يريدون أن يصدروا بأنه كان رجلٌ دموياً جزاراً. فكانوا يطلقون عليه بالسلطان الأحمر كعادتهم في التشنيع والتشهير وربما يكون هناك سبب آخر قد يكون فسنحكيه الآن.
لقد أصدر السلطان عبد الحميد من إستانبول قراراً، يقضي بتسليم الحجاج اليهود جوازات سفرهم عند دخولهم أرض فلسطين ويعطى (وثيقة حمراء) يتحرك بها داخل الإمبراطورية، فكل من لا يغادر هذه البلاد من اليهود في هذه المدة إذا أتى حاجاً إلى فلسطين إلى القدس يطرد بالقوة، نعود فنقول إن أكبر طعنة طعنت بها قضية فلسطين والمسلمين عموماً، هو شعار القومية العربية، ثم مصيبة الجامعة العربية ثم استطاع الإنكليز أن يقنعوا العرب بأنها ستساعدهم من أجل أن يقيموا خلافة عربية بمعزل عن الامبراطورية العثمانية. وبالفعل قام بهذه الخيانة بعض العرب، وبذلت الدماء العربية. ثم حصل بعد ذلك إتفاق وقرار سايكس-بيكو وقسمت بلاد العرب والمسلمين.
يقول لورانس- روان وهو يتكلم عن هذه المرحلة، : (إنني جد فخور، في المعارك الثلاثين التي خضتها لم يرق الدم الإنكليزي، لأن دم إنكليزي واحدٍ، أحب إلي من جميع الشعوب التي نحكمها، ولم تكلفنا الثورة العربية سوى عشرة ملايين دينار لأن رصيدها هو المسلمين المغفلين).
إشارة مهمة أغلب الناس يعتقدون أن بداية المأساة، هو وعد بلفور، والحقيقة ليس كذلك بل قبله بأسبوعين كان وعدٌ آخر، وعد «لينين» اليهودي من أب وأم يهوديين. وأغلب زعماء اليهود والثورة الشيوعية في روسيا أكثر من 80% في روسيا أغلبهم يهود. ماركس يهودي ولينين يهودي ... وهكذا... ففي أكتوبر سنة 1917م صدر وعد لينين لليهود بإنشاء وطن قومي في فلسطين بعدها بشيء بسيط، في 2 نوفمبر سنة 1917م صدر وعد بلفور لليهود بإنشاء وطن قومي لهم، ووافقت أمريكا وفرنسا وهذه البلاد.
واحتج العرب بالمظاهرات واكتفوا بأن قالوا «وعد لمن لا يملك لمن لا يستحق» بل في الحقيقة القضية ترجع إلى أبعد من ذلك في جذورها التاريخية، فحينما انطلق نابليون بونابرت من مصر 1799م سنة بعد الحملة التي كانت جزءاً من الحروب الصليبة التي توقفت معاركها قرابة خمسة قرون، لتتجدد أشد نكراً وأخبث مكراً، وكان من أغرب ما أسفرت عنه تلك الحملة ذلك النداء الذي وجهه نابليون إلى يهود العالم كافة يستحثهم فيه على الانضمام تحت رايته، لإعادة بناء ما أسماه «مجد اليهود الضائع في القدس».
نرجع الى التأريخ وننشط الذاكرة التي يراد لها أن تفقد وأن تمحى تماماً. في سنة 1860م حدثت حادثة وهي أن السلطان العثماني عبدالحميد، كان ينوب عنه على القدس كامل باشا سنة
1860 م كان قد أجاز كامل باشا مكافأة لبعض الدول التي حاربت بجانب الدولة العثمانية، وأذن لكل دولة لها قنصلية في القدس بأن ترفع علمها على قنصليتها، ومن هذه القنصليات الدول الكافرة.
حينئذ، ثار أهل القدس ضد السلطان واجبروه على العدول عن هذا القرار، فطويت الأعلام الأجنبية عن سماء القدس في الحال.
نقفز أيضاً إلى 1907م لما احتضنت الدول الغربية «حركة هرتزل» الحركة الصهيونية ولم يكتفوا بالتوحد مع اليهود، بل أيضاً انعقد في لندن لجنة الاستعمار حتى تدرس مستقبل المصالح الاستعمارية، وتدرس خطورة الإسلام على مصالحها، صدر أخطر تقرير للأسف الشديد قد لا يعرفه المسلمون الذين يحفظون أسماء المغنين، والآن وأنا بالطريق المانشيت العريض لجريدة المساء (الدور النهائي في البطولة)، صارت هذه البطولة؟!! نحفظ أسماء المغنين والمغنيات والراقصين والراقصات وأهل الرياضة والفن ولا نحفظ هذا التأريخ الخطير الذي يراد أن يمحى من ذاكرتنا.
هذا التقرير هو، تقرير «كامبل بيتالمل» هذا التقرير عن نتائج هذا المؤتمر قدم إلى وزارة الخارجية البريطانية، -هذا كلام رسمي- وأحيل إلى وزارة المستعمرات البريطانية، يتكلم عن أهمية الشام وفلسطين وتخوف الاستعمار من أن يستيقظ شعب هذه المنطقة للإسلام من جديد.
يقول التقرير: ماذا سيكون عليه الحال إذا تحررت هذه المنطقة واستغلت ثرواتها الطبيعية من قبل أهلها، عند ذلك ستحل الضربة القاضية حتماً بالإمبراطوريات الاستعمارية، وعندها تتبخر أحلام الاستعمار، بالخلود فتتقطع أوصاله ثم يضمحل وينهار، كما انهارت إمبراطوريات الإغريق واليونان.
بناءً على ذلك فقد أوصى التقرير بما يلي:
أولاً: أن تعمل الدول ذات المصالح الإستعمارية المشتركة على استمرار تجزؤ هذه المنطقة وتأخرها وعلى إبقاء شعبها على ما هو عليه من تفككٍ وجهلٍ وتأخرٍ وتنافر.
ثانياً: بشكلٍ خاص: أوصى التقرير بمحاربة اتحاد هذه الجماهير أو ارتباطها بأي نوعٍ من أنواع الارتباط الفكري أو الروحي أو التأريخي.
وبضرورة اتخاذ الوسائل العملية القوية لفصلها عن بعضها ما أمكن.
ثالثاً: وكوسيلة عاجلة -وانتبهوا-: كوسيلة عاجلة لدرء الخطر نبه التقرير إلى ضرورة العمل على فصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن جزئها الآسيوي، وتقترح اللجنة لذلك - ولم يكن لليهود في ذلك الوقت أي تواجد في فلسطين-، وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشريٍ قوي وغريب يحتل الجسر البري الذي يربط آسيا بإفريقيا، ويربطهما بالبحر المتوسط بحيث تشكل في هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس قوة صديقةٌ للإستعمار، وعدوة لسكان المنطقة.
لا نحتاج إلى تعليق على هذا.... !!
المسلمون في ذلك الوقت ما كانوا يعرفون، لا حدود سياسية ولا جغرافية، لا يوجد عوائق بينهم إن كان يوجد اليهود في البلاد، هي بلاده ووطنه،.. اللغة الواحدة، التآلف الجسدي الواحد الذي يتألم لأي ألم.
فالذي قتل «كليبر» الذي خلف نابليون بعد هروبه لم يكن مصرياً، سليمان الحلبي، «شاب كان يطلب العلم في الأزهر، فثار وأقسم على أن ينتقم للإسلام والمسلمين فقتل هذا الخبيث.. وماذا فعلت فرنسا دولة التحضر بسليمان قطعوا يده أمامه، وشووها أمامه، وشنقوا معه ثلاثة (أزهرين) بتهمة عَلِمَ ولم يُبلِغ، ثم استخرجوا هيكله العظمي، في متحف التاريخ الطبيعي الخاص للهياكل العظمية للحيوانات في أحد الأماكن في فرنسا حتى الآن....؟؟!!
نقفز الآن إلى عقيدة اليهود في فلسطين، فلسطين عند اليهود هي أرض الميعاد، في عقيدتهم، هي في التوراة وهذه هي لب القضية حقيقةً.
فاليهود مشكلتهم في عقيدتهم التي تحركهم مداً وجزراً كما ترون... فما هي أرض الميعاد؟؟!... هي تمتد كما حددتها التوراة المزعومة- التي عند اليهود اليوم، لا علاقة لها بالتوراة التي أنزلت على موسى، هذه كتبت بعد موسى بسنوات طويلة -.
المهم أن التوراة المزعومة هذه تحدد أن أرض الميعاد تمتد لتشمل فلسطين كلها وأكثر من نصف سوريا وجميع لبنان والأرض الشرقية لنهر الأردن والضفة الغربية للفرات من أعاليه حتى مصبه غرباً باتجاه سوريا وتركيا.
في كل مكان في الأراضي الفلسطينية، إعلانات مكتوب عليها... ها هي أرضكم يا أبناء إسرائيل، كذلك شعار من النيل إلى الفرات محفورٌ على باب الكنيست إلى اليوم وقبل ذلك هو محفور في قلب كل يهودي ، وكذلك محفور على عملة جديدة أصدروها. والعلم اليهودي عبارة عن أرضية بيضاء يتخللها خطان أزرقان في وسطهما نجمة داوود. الخطان الأزرقان النيل والفرات، من النيل إلى الفرات هذه منطقة السيادة التي ترمز إليها، نجمة داوود.
يقول: «لورمن إبن دويغ» وهو يهودي إنكليزي يقول: لا يشترط أن تكون حدود فلسطين المقبلة محاطة بحدودها التاريخية القديمة، حيث إن اليهود سيستولون على كافة البلاد الموعودة لهم بالتوراة، وإن الله قد أعطى جميع البلاد الكائنة من البحر المتوسط إلى الفرات ومن لبنان إلى نهر النيل وتركيا إلى شعبه المختار اليهود.
أيضاً مما يؤسف له أنه حينما أراد العدو الصهيوني إقامة سفارة له في القاهرة، في معاهدة -كامب دايفيد- أصرَّ اليهود على أن يكون موقع السفارة على الجهة الغربية من النيل ورفضوا أن تكون شرقي النيل لماذا؟؟! لأن حدودهم في اعتقادهم تنتهي عند الضفة الشرقية، (والمفروض) في عرف السفارات أن تكون في داخل الدولة الأجنبية، فلذلك رفض اليهود إقامة السفارة على الضفة الشرقية من النيل وأصروا على أن تكون على الجهة الغربية من النيل إحتراماً لعقيدتهم في أن حدود إسرائيل الكبرى تنتهي عند الجهة الشرقية من النيل.
بيغن وعصابته حينما أتى إلى الإسكندرية ودنسها في محادثته مع السادات، هيؤوا له أفخم فندق، وآمن فندق وهو (فندق فلسطين) في الإسكندرية. ومع ذلك رفض بيغن ومن معه النزول فيه لأجل اسم فلسطين، وآثروا أن يقيموا في فندق سان ستيفنو كما تعلمون...
دولة اليهود حتى الآن وفي الدستور اليهودي ليس لها حدود، وعندما سئلت (غولدا مائير) العجوز النحس أين حدود إسرائيل؟ فقالت: حيث يقف الجندي الإسرائيلي.
لذلك العقيدة اليهودية تدرس لأبناء اليهود في فترة ثماني سنوات من التعليم الإجباري في المدارس من التلمود بمعدل (1500) ساعة دراسية أي سبع ساعات أسبوعياً. عدا ساعات دراسة التوراة.!!.
من رأى اليهود في الخارج يعرف كيف اهتمامهم بتربية الأطفال على عقيدتهم مثل يوم السبت ترى في «بروكلين» في أمريكا مئات من الأطفال يلبسون الطاقية السوداء ويلبسون الزي الأسود المميز لهم ، ويحملون صحائف التوراة، في هيئة مجموعات كبيرة جداً، تملأ الشوارع كأنهم النمل وهم يذهبون إلى المعابد.
كذلك مناهج الدراسات الدينية اليهودية في الجامعات اليهودية هي نسبة الربع 1/4 في البرامج العامة، في الجامعات وأصحاب الدراسات الدينية ورجال الدين يعفون من الخدمة العسكرية في إسرائيل.
كذلك تقدم اليهود بطلب استعمار أراضي المدينة المنورة وما جاورها، قدموه إلى الملك عبدالعزيز أيام فقر السعودية وعدمها مقابل عشرين مليون ليرة ذهباً بواسطة «روزفلت» لما قابله في فندق الغنوم القائم على بحيرة قارون هنا في مصر سنة 1945م لكن الملك عبدالعزيز رفض بشدة، ثم قدموا له وسائل أخرى ففشلت. حين دخلت بعض كتائب الجيش اليهودي في أرض سيناء سنة 1948م قبل أن يطؤوا أرض سيناء وقفت السيارات على الحدود، وهبط منها الجنود والضباط وقَبَّلوا ترابها قبل أن يجتازوها، لأنهم يعتبرون سيناء ملكاً لهم وأرضهم المقدسة.
حينما واصل أوائل المهاجرين اليهود إلى فلسطين المغتصبة قال إسحاق شامير: إن هجرة كبيرة كهذه تتطلب أرض إسرائيل الكبرى.
حينما دخلت غولدا مائير، ابان احتلال القدس في سنة 6719م، وجميع أمرائها كانوا يمشون وراء الحاخامات حفاةً يبكون وهم سائرون نحو حائط البراق في القدس القديمة.
صرح أول رئيس لوزراء إسرائيل وهو بن غوريون قال: إن خريطة إسرائيل ليست بخريطة بلادنا، إن لدينا خارطةً أخرى، وعليكم أنتم طلبة وشبيبة المدارس اليهودية أن تجسدوها في الحياة وعلى الأمة اليهودية أن توسع رقعتها من الفرات إلى النيل.
أما مناحيم بيغن فقال في خطبةٍ له في الثمانينات : «عندما نكرس ببصرنا إلى الشمال نرى سهول سوريا ولبنان الخصبة، وفي الشرق تمتد وِهَاد الفرات والنيل الغنية، وبترول العراق، والغرب بلاد المصريين، لن يكون لدينا القدرة الكافية على النمو، إن لم نسو قضايا الأرض من واقع القوة، وعلينا أن نجبر العرب على الطاعة التامة»، أما أيضاً دايفيد بن غوريون فإنه قال: «إنه لا معنى لفلسطين بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل ولا معنى لقيام هذه الدولة على غير أرض الميعاد».
وهذا الهدف واضح لأنهم ينوون هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان من جديد، وعندهم «مجسم» كنموذج لبناء هذا الهيكل وهم يعدون له، وهم مختلفون من الناحية الفقهية هل يجوز أن يبنوه الآن قبل أن تقام المملكة أم ينتظرون حتى يأتيهم المسيح الدجال.
ونفس الشيء قيل في المعاهدة- المسخ الأخيرة- التابعة لأبو عمار، وفي معاهدة مدريد أعلن الخبيث اليهودي نتنياهو قال: «جئتكم من القدس العاصمة الأبدية والموحدة لإسرائيل» .
فلا يفهم حقيقة المعركة إلا صاحب العقيدة، وهو المسلم المؤهل لإنقاذ المسجد الأقصى، وهناك فتاوى كثيرة صدرت عن العلماء في القديم والحديث منها فتوى الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله تعالى، وهي فتوى مهمة جداً في تحريم بيع أراضي فلسطين لليهود.
كذلك فتوى علماء الأزهر في الصلح مع اليهود سنة 1956م وفتاوى كثيرة من كافة أنحاء العالم الإسلامي... لكن نقتصر على فتوى الأزهر بعد قيام دولة اليهود عام (1948م) تقول لجنة الفتوى في الأزهر: («إن الصلح مع إسرائيل لا يجوز شرعاً لما فيه من إقرار للغاصب، على الإستمرار في غصبه مغتصبه، وتمكينه، والاعتراف بحقية يده على المعتدي البقاء على عدوانه» فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين واعتدوا فيها على أهلها وعلى أموالهم بل يجب على المسلمين جميعاً، أن يتعاونوا على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم لرد هذه البلاد إلى أهلها، ومن قصر في ذلك أو فرط فيه أو خذَّل المسلمين على الجهاد أو دعا إلى ما من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل والتمكين لدول الإستعمار من تنفيذ مخططهم ضد العرب والإسلام وضد فلسطين فهو في حكم الإسلام مفارق جماعة المسلمين ومقترفٌ أعظم الآثام»).
فماذا يقول الإسلام أيضاً بالنسبة لإتفاق غزة-أريحا: هل إذا رضي الفلسطينيون بالإعتراف بدولة اليهود وقبلوا بالتوطين اليهودي هل يجوز تأييدهم في ذلك؟
نقول: القضية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، هذه قضية المسلمين.
{بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد}(الإسراء/5) يا مسلم يا عبدالله فقط لا يقول: يا فلسطيني، يا سوري، يا مصري، يا سعودي، لكن يقول «يا مسلم يا عبدالله: هذا يهودي ورائي تعالى فاقتله»(متفق عليه).
النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة فقال لهم: «أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب»(أصله في الصحيحين).
للأسف الشديد نحن نزيد الآن: «أخرجوا اليهود والنصارى من قلوب العرب»، فإن موالاة اليهود والنصارى الآن صارت إلى حد لم يسبق له مثيل.
افتضحت هذه المعاهده الأخيرة حتى على يد العلمانيين، على يد مثلاً محمد حسين هيكل الناصري العلماني المعروف: يقول منكراً هذه الإتفاقية: ليس لدى العرب ما يقدمونه سوى دمهم ولحمهم..
ويقول: إن العرب لن يوقعوا على معاهدة: «وإنما سيوقعون على نعيهم».
أما منظمة حماس الإسلامية المعروفة لها شعار يهد هذه الإتفاقية هداً يقولون: «إن الذي يتنازل عن جزءٍ من فلسطين لا يستحق الجزء الآخر» -يعني حتى لا يستحق لا غزة ولا أريحا-.
تقول صحيفة «يدعوت أحرنوت» وهي يهودية : «إن المسلمين المتعصبين أصبحوا بلا شك مشكلة أمنية».
ويقول مسؤول إسرائيلي أيضاً معلقاً على إتفاق غزة-أريحا يقول: «إننا لو تباطأنا عن هذا الإتفاق فقد نفاجئ بعد ثلاث-أو أربع سنوات بقوةٍ إسلامية تمتلك صواريخ بعيدة المدى وربما تملك القنبلة النووية.
رابين يقول: إنني أحلم باليوم الذي استيقظ فيه وأجد غزة غارقة في البحر، فهي فتنة لهم ومتاع إلى حين.
بريطانيا أعلنت أننا سنمد الحكم الذاتي الفلسطيني بأحدث الوسائل التكنولوجية لمواجهة أو لمحاربة الإرهاب وطبعاً معروف من هم الإرهابيين،!!!...
أيضاً لما ذهب بعض المتدنيين إلى بيريز- ويسألونه عن موضوع أريحا هذا فماذا فعل لهم؟! قالوا
.