القدس والأقصى / خطب مقدسية
هل ضاعت القدس؟!
الشيخ : محمد بن حسين بن يعقوب -حفظه الله-
موجه في التربية والتعليم، إمام وخطيب وداعية متجول على مستوى الجمهورية والعالم ـ جمهورية مصر العربية – الجيزة
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مصرف الأمور، مكور الليل على النهار، مقدر الأقدار، تبصرة لأولي القلوب والأبصار، سبحانه جل جلاله، الذي أيقظ من خلقه من شاء فأدخله في جملة الأخيار، ووفق من اجتباه من عبيده فجعله من المقربين الأبرار، وبصر من أحبه فزهده في هذه الدار، فاجتهد في مرضاته والتأهل لدار القرار، واجتناب ما يسخطه والحذر من عذاب النار، فأخذ نفسه بالجد في الطاعة وملازمة الذكر بالعشي والأبكار، فاستنار قلبه بلوامع الأنوار، اللهم اجعلنا منهم يا عزيز يا غفار.
أشهد أن لا إله إلا الله العظيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ونبيه، وحبيبه وصفيه من خلقه، خليل الله وحبيب الله، أكرم السابقين واللاحقين، صلوات الله وسلامه على سائر النبيين، وآل الكل وسائر الصالحين.
أما بعد ...أيها الأحبة في الله: هل حقاً ضاعت القدس؟ هذا هو السؤال، وتأتيكم الليلة الإجابة على جناحين إن شاء الله ... منذ فترة ونحن نتكلم عن علامات الساعة، نتحدث عن فتح بيت المقدس، وهي العلامة الثالثة، بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهي العلامة الأولى، وموت النبي صلى الله عليه وسلم العلامة الثانية، وفتح بيت المقدس العلامة الثالثة، تعالوا لنلق نظرة على الفتح الأول، كيف تم، لتكون لنا ومضة تضيئ لنا الطريق إلى الفتح الآخر إن شاء الله، ونحن في خضم هذا الشرح وذاك البحث عن التاريخ أيام عز الإسلام والمسلمين فاجأتنا أزمة تهويد القدس وبناء مستوطنة جديدة في أبي غنيم، وفي وسط هذا الخضم من الأحداث التي تتتابع كل ساعة، وتجري كل يوم، درجت بعض الأوساط الإعلامية على صفحات الجرائد العربية والأجنبية، على تكرار القول أن القدس قد ضاعت وانتهى أمرها كما انتهى أمر الأندلس من قبل، خصوصاً بعد أن تكشفت الخطوة الأخيرة في إقرار بناء مستوطنة يهودية في القدس الشرقية العربية بعد التقسيم، وسكوت العرب ونوم المسلمين.
أيها الأخوة: ...تعالوا لنسترجع معاً التاريخ فأتكلم من وجهة نظر تاريخية لنستقرئ الأمر حثاً واستنهاضاً للهمم، ثم نذكر الحل، أقول ابتداء أن هذه الأوساط التي تقوم على الحرب النفسية للمسلمين، بالتثبيط والتقعيد والتنويم، هذه الحروب التي يشارك فيها كثير من المنافقين من أبناء المسلمين، تناست تلك الأوساط على مدى عقود طويلة خلت، كانت هذه الأوساط نفسها الأوساط الإعلامية والعلمانية، تناست إنها كانت طول السنين الفائتة كانت تنفخ في بوق الدعاية الكاذبة، التي كانت تتاجر بقضية القدس تحت مسميات مختلفة، كانت الأمة خلالها تخدر بالوعود الوهمية، طالعتنا على مدى سنوات الماضي منذ سبعين سنة، بضعُ ُ وخمسون سنة على وجه الدقة، وإن شئت فقل إن بداية المؤامرة من سنة 1923م وكان تنفيذها في سنة 1947م، ونحن في 1997م، فخمسون سنة نصف قرن من الزمان، كانت الوعود الوهمية تأتينا بإلقاء إسرائيل في البحر، حرق نصف إسرائيل، تحرير كل شبر من الأرض العربية، تحريركل قصبة .. وحبة رمل، النضال حتى آخر قطرة من الدم العربي،.. إلى آخر هذه الجعجعات التي كنا نسمعها ولا نرى طَحْناً، والآن وقد اتضحت الصورة، وظهرت المفاجأة، وانكشفت الحقيقة أنه لا سبيل لتحرير القدس إلا في عالم الخيال والمثال، يأتي هنا دور المسلمين، ويدخل هنا الإسلام، الذي غيب عن الساحة سنين، نصف قرن من الزمان مغيَّب، خلف هذه الكلمات يأتي هنا الكلام المنطقي، هل حقاً ضاعت القدس ؟!.
أيها الأخوة: إنها لم تضع ولن تضيع، ليس لأنني أقول ذلك، ولكن لأن الله ورسوله قال ذلك، قال ربنا جل جلاله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون}(الصافات/171-175).
أيها الأخوة... إنه سؤال من قلوب مكلومة، تريد أن تعرف الحقيقة هل ضاعت القدس؟، تعالوا لنستقرئ، التاريخ، ولنرصد الواقع، لنضع حلاً لهذه المشكلة، ولنجيب عن هذا التساؤل بصراحة، ووضوح ودون مواربة، إجابة مجملة، باد'ئ ذي بدء، وجملة الأمر أن استدعاء حقائق التاريخ القريب تبين لنا بوضوح أن هناك جريمة كاملة، اقترفت بإبعاد الإسلام عن المعركة، إننا مازلنا مصرين، وكأننا مازلنا مُصرّين، أن تصدق فينا كلمة الهالك، «دايان» وزير دفاعهم ورئيس وزرائهم فترة طويلة حين قال: «إن العرب لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يعملون» وأصدق ما نقول في هذا قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ»(رواه البخاري)، نعم .لا نستطيع أن نعقب على مقالته إلا بهذا، إن العرب بغير الإسلام لا شيء، فالإسلام وحده هو الذي يربيهم، ويزكيهم ويهديهم ويزرع فيهم العزة والمسؤولية، وصدق عمر حين مضى يفتح بيت المقدس قال: كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله .
أيها الأحبة ... لقد ابتغوا العرب في عصورهم المتأخرة العزة بغير هذا الدين، ابتغوها في القوميات والوطنيات والانتماءات البائدة والفاسدة ، فماذا كانت النتيجة؟ الذل، لا توجد كلمة أبلغ من هذه الكلمة، الذل، فمهما ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله ومن ذا الذي يعز من أذل الله؟! .... {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير}(أل عمران/26)، اللهم أعز الأمة بالإسلام.
أيها الأخوة ...القدس التي يبشروننا بضياعها، ويروضون المشاعر والأسماع على نغمة اليأس من رجوعها، هذه المدينة المقدسة اختزلت تاريخاً من الذل للعرب، في ظل الرايات الغير إسلامية، حقاً أقول: إذا كانت قضية فلسطين هي القضية المحورية والمركزية للعرب والمسلمين في العصر الحاضر فإن قضية القدس هي محور هذه القضية ومركزها، فالقدس مركز المركز ومحور المحور،
وَلِمَ ؟ ما هذا إلا لأن تلك المدينة هي ثالث أقدس أرض بعد الحرمين الشريفين، لماذا؟ لقد استمدت قداستها من وجود أرض المسجد الأقصى فيها، ذلك المسجد الذي بارك الله حوله .
أيها الأخوة ... إذا ابتغينا العز فلا سبيل إلا بالإسلام، تعالوا لنسترجع ذاكرة التاريخ في أبرز محطات طريق التضييع والذل، حين كان الأعداء دائماً يمثلون الفعل ونمثل نحن ردود الأفعال، نمثل نحن بعد فعل اليهود الأقوال العشوائية، والإرتجالية، والخطب النارية الحماسية والمظاهرات والجعجعة على الفاضي، تعالوا لنقف مع محطات تضييع القدس منذ نصف قرن.
على وجه التحديد في 29 من نوفمبر سنة 1947م، صدر قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، كان أساسه إنشاء دولتين: دولة عربية ودولة يهودية، ضمن حدود جغرافية معينة، شمل القرار أحكاماً خاصة لمدينة القدس، حيث جعلت تحت نظام دولي لمدة عشرة سنين، تسند إداراتها إلى مجلس وصاية من الأمم المتحدة ليس على رأسه يهودي ولا عربي، رفض العرب القرار، واكتفوا بالرفض واستمر اليهود يعملون.
- في 15 مايو 1948م استغل اليهود رفض المسلمين والعرب لقرار التقسيم وأعلنوا من جانب واحد قيام الدولة اليهودية «إسرائيل» على القسم الذي خصصته لهم الأمم المتحدة، ودخلت الجيوش العربية حرب هستيرية لا يملكون فيها إلا الحماس، لم يستعدوا لها وانتهت كما هو معلوم بهزيمة الجيوش العربية، واستمر اليهود يعملون والعرب يشجبون.
- في مطلع عام 1949م، تقدمت الدولة اليهودية بطلب عضوية الأمم المتحدة، وُعِدَتْ بالقبول بشرط تنفيذ الشرط في مدينة القدس، وتعهدت إسرائيل بالفعل أن تترك القدس مدينة دولية، وفعلاً.
- في 4 مارس 1949م صدر القرار بقبول إسرائيل عضواً في الأمم المتحدة، ولم تلبث الدولة اليهودية التي تعمل في ظل صمت العرب أن أعلنت رفضها تدويل القدس، وقسمت القدس إلى قسمين: قدس شرقية للعرب وقدس غربية لليهود، ولم تكتف بهذا الرفض نظرياً بل سارعت عملياً إلى فرض واقع جديد، فنقلت مصالحها الرسمية إلى القدس الغربية، وهكذا ظل اليهود يعملون والعرب يتكلمون.
- في 23 يناير 1950م، أعلنت "إسرائيل" القدس الغربية عاصمة لها.
- في 5 يونيو 1967م المأساة اجتاح الجيش الإسرائيلي فيما اجتاح الدول الثلاثة: مصر وسوريا والأردن، واجتاح الجزء الشرقي أيضاً من القدس، التي هي القدس العربية، ودخل الجيش اليهودي القدس العربية، واحتلها بجملة ما احتل، وظل المجتمع الدولي ومنه العربي ينظر إلى القدس الشرقية على أنها أرض عربية محتلة، واليهود ينظرون على أنها أرض يهودية محرَّرة.
- في نفس العام 1967م استولى اليهود على أربعين بالمئة من الأراضي في القدس وأقاموا عليها مستعمرات ومستوطنات يهودية.
- في 1979م عام الذل أعلن "مناحيم بيغن" رئيس وزراء إسرائيل "القدس الموحدة" شرقية وغربية عاصمة أبدية لدولة "إسرائيل"، وصل عدد اليهود سنتها 19 ألف يهودي.
- في عام 1990م صادر اليهود عدة آلاف من الدونمات لتوسيع الأحياء القديمة لصالح اليهود، وبنوا في القدس مطاراً دولياً، وظل اليهود يعملون والعرب يتكلمون، ما زالوا يتكلمون .
- في آخر عام 1992م وإحصائية رسمية بلغ عدد سكان القدس 555 ألف نسمة، 155 ألف عرب فلسطينيين، و400 ألف يهودي، صار الفلسطينيون بمقتضى هذا لا يحصلون إلا على 5% فقط بموازنة البلدية في القدس.
- في 13 سبتمبر 1993م اتفقت منظمة التحرير الفلسطينية مع "إسرائيل" فيما سمي بإعلان المبادئ على تأجيل بحث موضوع القدس إلى ما بعد عامين، ثم حين حان الموعد.
- في مايو 1995م تنصلت "إسرائيل"، وقبلها في 26 ديسمبر 1994م أقر الكنيست الإسرائيلي قانوناً بمنع السلطة الفلسطينية من مزاولة النشاط داخل القدس.
- في مايو 1995م أمرت السلطات الإسرائيلية بإخلاء عدد من المؤسسات الفلسطينية الموجودة في القدس، استولى اليهود على أربعة آلاف وأربع مئة دونم للإستيطان، وتولى "نتنياهو" بنفسه الإشراف على هذا الإستيطان وذلك قبل أن يتولى الوزارة.
- في نهاية عام 1995م لم يبق للفلسيطنيين في القدس إلا 21% من الأرض، واليهود 79% من الأرض، هذه الـ21% للأسف ما تركوا لهم إلا المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع، أي أن 4% فقط من الأرض تصلح للسكن والمعيشة، و96% من الأرض لا تصلح لبشر أن يعيش عليها، وصدر في هذا العام أربع قرارات مهمة من الكنيست الإسرائيلي لتهويد القدس.
القرار الأول: تحويل إدارة البلدية من إدارة عربية فلسطينية إلى إدارة يهودية في القدس الشرقية.
ثانياً: تحويل النظام القضائي من نظام شرعي إسلامي إلى نظام يهودي.
ثالثاً: تحويل اللوائح والقوانين والإجراءات إلى الطابع اليهودي.
رابعاً: تغيير أسماء الشوارع والطرق والساحات العربية واستبدالها بأسماء صهيونية يهودية، واستمر اليهود يعملون والعرب ما زالوا يتفرجون، فقد سكتوا عن الكلام أيضاً، في 1996م جاء موعد مبحث القدس في المفاوضات المؤجلة، وكانت إسرائيل تعمل بأوقات قبلها بتغيير وضع القدس حتى قال أحد الإسرائيليين المسؤولين: "الآن يستحيل على عرفات أن يزعم أن القدس الشرقية عاصمته لأن تقسيم المدينة من جديد صار أمراً مستحيلاً، أخذ "نتنياهو" في خلال شهور قليلة 23 قرار بالإستيطان، ثم في عامنا الأنكد في 1997م بعد أن كاد ابتلاع القدس الشرقية يكتمل بدأت إسرائيل تستولي على مناطق جديدة، فاستولت على منطقة "أبو غنيم" وهي منطقة "استراتيجية" لأنها تطل على الطريق الذي يربط القدس ببيت لحم، وبنوا فيها أكبر مستوطنة عدد من يسكنها 25 ألف يهودي.
- بعد هذا السرد التاريخي الذي أردت من خلاله أن أريكم أيها المسلمون، أن اليهود تعمل وأنتم لا تدرون عن هذا شيئاًَ، هذا النوم والتكاسل والتقاعس، هذا التخذيل والإسكات والتصميت كان من جرائه ونتيجته أن سهل على المسلمين أن يعتقدوا أن القدس ضاعت، ضاعت بلا رجعة، أنا أقول: ولست لأني أقول ذلك ولكن لأن ديننا علمنا ذلك - إنها لا ولن تضيع، ورغم كل مظاهر القتامة والعتامة التي توحي بها مشاهد الحاضر المهزوم، والمستقبل الغامض المأزوم، رغم تكدس معالم الفشل العربي سياسياً وعسكرياً وعقائدياً وقانونياً واقتصادياً، رغم كل هذا فإننا نرى من وراء ذلك فتحاً قريباً، اللهم عَجل بنصرك يا رب، نرى وراء آلام المخاض صرخات الوليد.. الوليد الجديد، موسى الذي يُرَبَّى في حِجْر فرعون، نعم إني أقولها وبملئ فيَّ كلمة ألححت بها على آذانكم أن أقصى نقطة استضعاف هي أول نقطة تمكين بشرط أن تكون الفئة المستضعفة في أعلى نقطة إخلاص اللهم ارزقنا الإخلاص يا رب، ليس الأمر كلام، إننا نرى -إن شاء الله- فتحاً قريباً توهجت أنواره لتكشف عن رايات أمل تخفق في سماء مدينة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ليس هذا تحدثاً من منطق سياسة قاصرة، ولا من منطلق خرافة فارغة، ولا هو بالأمل البعيد، ولكن هو من معطيات الواقع المرير، باستقراء كتاب ربنا، كتاب ربنا يغرس فينا أهل الإسلام حقائق الوحي، إنني أقول ما أقول من هدايات النبوة الخاتمة، نعم لن تضيع القدس
أولاً: مما تعلمناه من كتاب ربنا أن قوم موسى حينما كانت تُسْتَحْيَى نساؤهم وتُذْبَح أطفالهم وفرعون يقول: {وإنا فوقهم قاهرون}(الأعرف/127) نزل قول الله: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}(القصص/5-6)، نعم هكذا يحدثنا كتاب ربنا حين كان قوم لوط يستعدون لإخراج لوط نزلت ملائكة الرحمن لتبشره بالفتح -عليه السلام-، في آخر سورة يوسف قال ربنا: {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا..}(يوسف/110)، وهكذا لن تضيع القدس، لماذا؟ لأن الله الذي كرمها بسكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لن يديمها سكناً لقتلة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، الأرض التي كان لها شأن وقداستها في الزمان سيظل لها الشأن والقداسة في الزمان الآخر، ذلك لأن قدسية المكان لا تؤثر فيها صروف الزمان، ثم من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم أعلمنا أن هذه الأرض بيت المقدس بلاد الشام ستكون موئلاً لأهل الإيمان كلما تقارب الزمان، الحديث في المسند وصححه الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- ورقمه (6871) قال صلى الله عليه وسلم: «بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتُمل من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فعُمِدَ به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتنة بالشام».
وهناك ما هو أصرح من هذا، يشير لنا في أي بقاع الشام سيكون هذا الصراع ؟ الحديث الذي يرويه أبي يعلى، في مجمع الزوائد الجزء 6463/10، قال الهيثمي: رجاله ثقات، يقول صلى الله عليه وسلم: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حولها وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله لا يضرهم من خذلهم ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة»، اللهم اجعلنا منهم يا رب.
إخوتاه ... هذه هي المبشرات، لا.. لن تضيع القدس، كتاب ربنا.. وسنة نبينا.. وتاريخنا الطويل وأيضاً العقل وتأمله، كلها شواهد على أن القدس لن تضيع، بأذن الله .
والحمد لله رب العالمين