فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
إصابة 150 فلسطينيا في مواجهات بالقدس دفاعا عن الأقصى
شرطة الاحتلال تعتقل 60 فلسطينيا خلال المواجهات
أسلحة وغازات جديدة وغريبة أطلقها المحتلون تجاه المنتفضين لأجل الأقصى
القدس المحتلة, الأربعاء, 17 - 3 - 2010م, 1 - 4 - 1431هـ - قمعت سلطات الاحتلال بوحشية شديدة احتجاجات الغضب التي أطلقها أهل القدس والداخل الفلسطيني يوم الثلاثاء لمواجهة تهديدات مستوطنين صهاينة باقتحام المسجد الأقصى المبارك ومحاولة تقويضه بعد يوم من افتتاح أكبر كنيس يهودي في البلدة القديمة يبعد عشرات الأمتار عن المسجد, مما أسفر عن إصابة قرابة 150 فلسطينيا.
وأفادت مصادر طبية أن 40 فلسطينيا على الاقل عولجوا في المستشفيات, بينما تلقى قرابة 100 آخرون العلاج الميداني, في أسوأ اشتباكات من نوعها في شرقي القدس منذ أشهر, دفعت خلالها شرطة الاحتلال بنحو 3000 من عناصرها إلى الشوارع لمواجهة المتظاهرين. وقالت الشرطة ان 15 من أفرادها أصيبوا.
عناصر من شرطة الاحتلال متخفيين بزي مدني يعتقلون فلسطينيا يوم الثلاثاء (16-3)
كما اعتقلت أجهزة أمن الاحتلال 60 شابا وفتى فلسطينيا خلال المواجهات التي اشتدت حدتها منذ فجر الثلاثاء, بعد يوم من افتتاح أكبر كنيس يهودي في البلدة القديمة, في ظل حصار مشدد تفرضه سلطات الاحتلال على البلدة لليوم الخامس على التوالي.
العيسوية
شملت المواجهات عدة أحياء وبلدات مقدسية أهمها البلدة القديمة, وبلدة العيسوية والتي شهدت وحدها إصابة حوالي 40 من أهلها في ظل محاولات مستميتة من جنود الاحتلال لاقتحامها دون جدوى, وسلوان, ورأس العامود, والشيخ جراح, ووادي الجوز.
كما امتدت المواجهات شمالا باتجاه رام الله, إلى مخيم شعفاط ومعبر قلنديا بين رام الله وشرقي القدس المحتلة عام 1967.
أسلحة وغازات جديدة وغريبة
وأكد رئيس اتحاد المسعفين العرب, ناجح الحوارين, أن قوات الاحتلال تستخدم أنواعاً جديدة من الأسلحة والغازات الغريبة والسامة ذات تأثير مضاعف على أجساد الفلسطينيين وتؤدي إلى شعور المصاب بحالة اختناق يليها إغماء وتقيؤ وسعال, ولم يُعرف بعد تاثيرها بعيد المدى.
كما وصفت بعض الغازات بأن لها رائحة حارقة جدا, كالفلفل, فهي تحرق وتوتر الأعصاب, وتصيب الشخص بحالة عصبية.
وأضاف الحوارين أن الاحتلال استعمل الرصاص الحي بشكل مكثف تجاه المتظاهرين إضافة إلى الرصاص المعدني المغلف بالمطاط, ناهيك عن استخدامه لنوع من الغاز يجذب الكلاب البوليسية الشرسة تجاه المشاركين في المواجهات.
ولفت رئيس اتحاد المسعفين العرب إلى أن الاحتلال عرقل كعادته عمل الطواقم الطبية في المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة كالبلدة القديمة, وقام بمصادرة معداتها, ومنع المسعفين من الوصول إلى عدد كبير من الإصابات مما أدى إلى مضاعفات لدى بعض الجرحى.
الجامعة العبرية
من جهة أخرى, اندلعت مساء الثلاثاء اشتباكات بالأيدي بين طلبة فلسطينيين ومتضامنين مع طلبة من اليمين اليهودي المتطرف على مدخل الجامعة العبرية في القدس.
وانضمت عناصر من شرطة الاحتلال إلى جانب الطلبة اليمينيين وهاجمت الفلسطينيين واعتقلت 3 منهم فيما أصيب نحو 5 عناصر من شرطة الاحتلال.
بيت صفافا
كما اندلعت مواجهات عنيفة مساء الثلاثاء بين سكان حي بيت صفافا جنوب القدس المحتلة وجنود وشرطة الاحتلال, واعتقلت حلالها شرطة الاحتلال 8 قاصرين بتهمة إلقاء الحجارة عليهم.
خطيب يصف وحشية القمع
ووصف الشيخ كمال خطيب, نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني, والذي أصيب برضوض إثر الاعتداء المتعمد عليه بحوافر فرق الخيالة خلال اعتصام للحركة في حي وادي الجوز المقدسي, وحشية الجنود في الاعتداء على المدافعين عن الأقصى.
وأشار إلى أن التواجد العربي الفلسطيني المقدسي الكبير والمرابط في هذه الأرض المقدسة جاء نصرة للمسجد الأقصى المبارك, "مما أورث حالة من الفزع والغضب في صفوف قوات الاحتلال التي استخدمت الهراوات, وقنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع, بدون مبرر, ونشرت الكلاب البوليسية لنهش أجسام المتظاهرين الفلسطينيين, كما استخدمت فرق الخيالة."
وأكد خطيب أن "قوات الاحتلال لم تترك شيئا في جعبتها إلا وتم تنفيذه, معتقدةً بأنها تستطيع أن تنشر الخوف والرعب في صفوف أهلنا المرابطين المدافعين المسجد الأقصى المبارك".
وتمنع سلطات الاحتلال منذ يوم الجمعة (12-3) الفلسطينيين الأقل من 50 عاما من دخول المسجد الأقصى المبارك, كما تغلق البلدة القديمة أمام الفلسطينيين من غير القاطنين بها, لكنها سمحت للمستوطنين اليهود باقتحامها لافتتاح أكبر كنيس لهم لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن المسجد المبارك يوم الاثنين (15-3).
ودعت جماعات صهيونية إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى المبارك لفرض وجود يهودي به يوم الثلاثاء, معتبرة أن افتتاح الكنيس الذي يسمى كنيس الخراب مقدمة لإحياء خرافة الهيكل على حساب المسجد الثالث في الإسلام.
المصدر: موقع مدينة القدس ومركز البيان للإعلام (بتصرف)