فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين

الزي البرتقالي.. إذلال جديد للأسرى الفلسطينيين.

 

التاريخ: 14/10/1429 الموافق 15-10-2008

 

غزة-محمد بلّور-الشبكة الإعلامية الفلسطينية / على غير موعد تفاجئ مصلحة السجون والمعتقلات الإسرائيلية الأسرى الفلسطينيين بين الحين والآخر بوسائل إذلال وتعذيب مبتكرة تزيد من معاناتهم.

 

ولعل هذه المفاجئة التي تمثلت بتغير لون ملابس الأسرى الفلسطينيين من البني القاتم إلى اللون البرتقالي وقع كالصاعقة على الأسرى الذين شددوا على رفضهم لهذا القرار. الانتقال هذه المرة من لون ملابسهم البنية القاتمة إلى اللون البرتقالي تماماً كملابس المحكومين بالإعدام أو معتقلي سجن غوانتانامو الأمريكي.

 

ويوجد في السجون الإسرائيلية أحد عشر ألف وستمائة أسير فلسطيني، بينهم 274 طفلاً و88 امرأة بحسب توثيق مؤسسات فلسطينية تنشط في الدفاع عن قضايا الأسرى.

 

اللون البرتقالي

واعتبر عبد الناصر فروانة الباحث المختص بشؤون الأسرى قرار الاحتلال بفرض الزي البرتقالي بأنه ظالم ومسيء للحركة الوطنية ونضالات الأسرى لأنه أسلوب جديد "للقمع والإذلال". فيما هددت الهيئة العليا للأسرى باستخدام كل الخيارات لمواجهة القرار.

 

ويعود تاريخ استخدام اللون البرتقالي لعام 1967 عقب احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عندما فرضت القمصان البرتقالية على الأسرى الفلسطينيين حتى نهاية الثمانينات ثم تحول الزي للون البني والأزرق.

 

ويقول الخبير النفسي د.فضل أبو هين: "إن الألوان بشكل عام لها دلالات نفسية وأن اختيار البرتقالي سيصعب من إمكانية توفير مستلزماتهم تماماً كفرض اللون البني".

 

وأضاف أبو هين في حديث عبر الهاتف مع الشبكة الإعلامية الفلسطينية "أتحدث ولي تجربة شخصية في السجن فأنت تشعر أنك مغلوب على أمرك في المأكل والمشرب وهذا تدخل سافر في إرادة الإنسان".

 

من جانبه، أكد صابر أبو كرش مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين أن الزي البرتقالي مؤذي نفسياً للأسرى فهو مخصص للمجرمين والمحكومين بالإعدام.

 

وأشار أبو كرش إلى أن مصلحة السجون تدرس كل الممارسات التي تؤذي الأسرى وقال أبرز تلك الممارسات تتمثل في "نصب كاميرات في كل مكان".

النازيون الجدد

ويدعي "اليهود" أنهم عانوا  خلال القرن الماضي مما يسموه "معسكرات النازية، حيث تم عزلهم عن باقي التجمعات السكنية في أوروبا، وأجبروا على ارتداء ملابس بألوان وإشارات مميزة".

 

ووصفت الهيئة العليا للأسرى في بيان صحفي سرب من داخل السجون الزي البرتقالي بأنه عبارة عن قميص على ظهره خط فسفوري بعرض 10 سنتمتر، ومثله على الصدر وخط فسفوري يحيط بالرجلين.

 

وأكدوا أن الزي يجعل من يلبسه هدفاً للقنص والاستهداف، وهذا يؤكد النظرية النازية الجديدة التي يراد فرضها على الأسرى.

 

ويؤكد الأخصائي أبو هين أن اللون البرتقالي له دلالة بالأصل على الاحتلال فهو ذات اللون الذي اعتبر أيام النازية "لون إدانة" لليهود في أوروبا.

 

وتابع: "هذا اللون له شيء في عقلية اليهود وهم يحاولون من خلال فرضه قهر الأسرى".

 

وبدأت سلطات الاحتلال بتنفيذ القرار بصورة فردية قبل أسابيع في السجون المركزية من خلال التنقلات ومراحل التحقيق لكن الأسرى تنبهوا لمحاولة فرض اللون بشكل كامل.

 

وحول مقاومة الأسرى للقرار قال الناشط أبو كرش: إن الأسرى "قاوموا ورفضوا القرار الذي بدأ في السجون المركزية".

 

وتعد وحدات "نخاشون ومتسافا" أبرز وحدات القمع التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في قمع الأسرى الفلسطينيين.

 

غوانتانامو جديد

ولعل أول ما يتوارد للذهن عند رؤية اللون البرتقالي هو سجن جوانتناموا الأمريكي الذي تحتجز فيه أمريكا من تصفهم بـ"الإرهابيين".

 

ويلخص الباحث فروانة دلالات فرض اللون البرتقالي على الأسرى في أشياء أولها تصوير المعتقلين بالمجرمين الذين يستحقون الموت.

 

واستخدام اللون البرتقالي دون غيره يعزز قناعات الناس في مختلف أنحاء العالم أن من يرتديه هو مجرم أو إرهابي كما تصف أمريكا معتقلي "غوانتناموا" وهم يستحقون الإعدام ويجب عدم معاملتهم كأسرى حرب، وفق قولهم.

 

ويرى أبو كرش أن للون البرتقالي دلالات تحمل رسالة سياسية للعالم تصور أسرى فلسطين بالمجرمين الذين يستحقون المحاكمة على غرار أسرى غوانتاموا .

 

وشدد أبو كرش على أن إدارة السجون تمارس منذ فترة سلسلة من الممارسات القمعية على رأسها حرمان أسرى قطاع غزة من الزيارة.

 

المتوقع قريبا

ومن المتوقع نشوب مصادمات بين الأسرى وإدارة السجون لرفض قرارها فرض الزي البرتقالي عليهم.

 

وتوقع فروانة حدوث تصعيد من قبل الأسرى في كافة سجون الاحتلال لمنع تنفيذ إدارة السجون قرار فرض الزي البرتقالي.

 

وناشد فروانة جماهير شعبنا وكافة المؤسسات الرسمية والشعبية إلى مؤازرة الأسرى ومساندتهم في معركتهم المحتملة القادمة ضد إدارة مصلحة السجون، مشدداً في الوقت ذاته على رفض هذا الإجراء التعسفي.

 

أما الأخصائي أبو هين فتوقع تعرض الأسرى لعملية قمع شديدة واحتكاك مستمر في كافة المعتقلات. وقال: "طبيعة المعتقلين أن يحافظوا على منجزاتهم ومكاسبهم وذلك سيولد احتكاك ومصادمات يتخللها قمع سافر".

 

.