فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

في خطابه بمؤتمر فتح.. عباس لـحماس: تعالوا نحتكم إلى صناديق الاقتراع

 

الثلاثاء13 من شعبان1430هـ 4-8-2009م

 

مفكرة الإسلام: في كلمته بمؤتمر حركة فتح اليوم ادعى الرئيس محمود عباس أن حركة فتح عليها أن تقوم بالكفاح المسلح؛ لأنه الطريق الذي يجعل العالم يسمع هذا الصوت الفلسطيني لكن السؤال هو متى يبدأ.

وقال إنه يعتز بالقرار الذي يعتبره من أهم قرارات حياته عندما كان بجوار أخيه ورفيق دربه ياسر عرفات عند إطلاق الثورة في يناير عام 1965.

وأضاف: لقد انقسمنا إلى عقلانيين ومجانين وكان العقلاء هم من يقولون إنه ليس وقت البدء في النشاط المسلح والمجانين هم من يقولون إن الوقت قد حان لذلك.

وقال محمود عباس: علينا أن نتذكر ياسر عرفات ونحن اليوم نجتمع في ذكرى ميلاده وتحت راية اسمه الكبير ولقد قررنا الاجتماع في هذا اليوم بالتحديد في ذكرى ميلاد ياسر عرفات وفي ذكرى المؤتمر الخامس للحركة، فقد كانت فلسطين ساكنة في روح عرفات وسابحة في فكره وتطلعاته، وكان من الميلاد حتى الممات ظاهرة قل الزمان أن يجود بمثلها، وكان يحمل فلسطين في كل مكان داخل قلبه، وقد أخذ على عاتقه مهمة حمل قضية الشعب الفلسطيني.

قرار انطلاقة فتح

وأضاف: قرار الانطلاقة لم يكن في يناير عام 1965 وإنما كان في الأول من سبتمبر 1964 وكان هناك العمل السياسي الجاد والتنظيمي الجاد الذي كان يقوم به القائد الرمز الشهيد أحمد الشقيري وكذلك يحيى حمودة ثم انطلاق الكفاح المسلح، وتقرر أن يطلق أبو عمار الرصاصة الأولى في 1964، وبدأت الصعوبة لأن الرصاصة لم يكن أحد يتوقعها والذي حدث أن أبو عمار لم يندم في ذلك الوقت وعندما ذهب إلى إخوانه ومعاونيه ترددوا ولم يقبلوا إلا شخصًا واحدًا يجلس بيننا، ثم ذهبنا وتصايحنا في الكويت وكان هناك من يرفض أن يكمل أبو عمار المسيرة لكننا أصررنا على أن يكون هو القائد ومعه ثلاثة مراقبين أو مسئولين.

وتابع الرئيس الفلسطيني: "لقد وفقنا الله وانطلقت الرصاصة الأولى وكانت علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني ولم تتأخر الولادة كثيرا فقد نجحت أول عملية عسكرية وكانت الإشارة الأولى لولادة الفلسطيني الجديد الذي تمرد على واقع الظلم والنكبة وتحولت المخيمات إلى قواعد للكفاح الفلسطيني والمقاومة والبناء.

وقال: المخيم لن يصلح وطنًا وعلى فلسطين أن تعود إلى الجغرافيا صرحًا ونحن هنا على بداية التاريخ ... ويا أبناء وبنات فتح فمنذ الانطلاقة وحتى أيامنا هذه والشكوك والدسائس تبث حولنا والاتهامات توجه لنا وغالبا ما نسمع عبارات أننا نورط الدول العربية في حروب لم يأت زمانها، ولقد زاد الالتفاف الشعبي حول حركتنا ويحق لياسر عرفات أن يسجل له أنه قائد هذه الحقبة التأسيسية الأولى؛ لأنه كان ينتقل من فضاء إلى فضاء مخترقًا الحدود والسدود والكثيرون لا يعرفون أنه دخل الضفة الغربية مرتين تحت الاحتلال".

وأضاف عباس: "وإن كنا نعطي لأبي عمار كل هذه المساحة من المآثر فذلك لأنه كان الممثل الشرعي لنا جميعًا وكان فيه صبر قدر أبي جهاد ودأبه على العمل بصمت ودون توقف وكان فيه شخصية أبو إياد ومواقفه الشجاعة وقدرته على منح فتح القوة المعنوية في الشدائد وكذلك مزجه للتحالفات المهمة".

هزيمة حزيران 1967

وأردف: لقد جاء زلزال هزيمة حزيران الذي لانزال نعاني من تداعياته المعنوية وقد أصابنا بالوصول إلى حافة الانهيار وعندما وقعت هذه الحرب أصيب العالم والأمتان بنكسة وبعد أن انتهت سريعا بحثت عن أبي عمار فلم أجده وجاء في سيارة وحيدة تملكها حركة فتح وملطخة بالوحل للتمويه ونزل أبو عمار باللباس العسكري وكأنه في معركة وقلت له لقد انتهى كل شيء لقد انهزمنا وأنت مازلت تفعل هذا فقال إنهم انهزموا ولم ننهزم نحن وسنستمر ونحن الآن نستمر وكان الاستمرار وكانت الزيارات للضفة الغربية مرتين في تلك الحقبة، وكانت فتح مطالبة بملء فراغ قاتل والتعويض عن خسارة فادحة وإبعاد شبح اليأس وكان أبو عمار خبيرًا بالقضايا النفسية ودائما يجسد الأمل فعاجلنا الاحتلال بسلسلة من العمليات العسكرية الناجحة توجت بمعركة الكرامة، وبعد معركة الكرامة انتشرت فتح بشكل واسع وظهرت فصائل جديدة، وشكلت هذه المعركة بداية جديدة لأمل جديد ولكنها حركت قوى كثيرة، وكانت هناك محطات عديدة وصعبة مررنا بها حتى نصل إلى ما وصلنا له اليوم وهو الاعتراف الدولي والعربي بنا، ودخولنا إلى منظمة التحرير الفلسطينية عام 1969 حيث فرضت الظروف علينا دخول منظمة التحرير وهنا أقول إنه فرض على عرفات أن يكون رئيسًا للمنظمة وأذكر أنه بكى لأنه لا يريد هذا الموقع لأنه كان يريد العمل والقتال وقد جعلت فتح من منظمة التحرير إطارا جبهويا تجتمع فيه كل فصائل ومكونات الشعب الفلسطيني".

 وقال عباس في كلمته: "حركة فتح كانت رائدة في مجال الواقعية السياسية التي تحقق الممكن دون مساس بما يسمى الثوابت الوطنية مسلحين باستقلالية القرار الفلسطيني وبامتلاك الوعي والقدرة على قراءة متغيرات العالم وسياساته ومصالح قواه وبحسن الأداء السياسي، وفي تلك المرحلة بدأنا نتعامل مع الواقع السياسي لأننا لا نستطيع أن ننفصل عن هذا الواقع وكان هناك قرار 242 وغيره من القرارات وكانت هناك الشرعية الدولية وتعاملنا مع الواقع وقد أطلقنا شعارا عام 1969 شعارا أربك العالم و"إسرائيل" وهو الدولة الديمقراطية الفلسطينية التي يعيش فيها الجميع على قدم المساواة وقد تسبب في هزة في كل أنحاء العالم فنحن أعلنا أننا لا نريد أن نلقي أحدًا في البحر نحن نريد التعايش السلمي وأن نقبل الآخرين ويقبلونا ولكن هذا الشعار أجهض إما من داخلنا أو بكثرة التفاصيل ولكن "إسرائيل" مستحيل أن تقبل هذا ولذلك أجهض ولكن كان قادة التعامل مع العمل السياسي وجاءت حرب 73 وخرجنا من المجلس الوطني بعد 74 بنقاط عشر واهمها بناء الدولة الفلسطينية على أي شبر يتحقق لنا وهذا جعل العالم يرى الظاهرة الفلسطينية وانها ليست تريد القتل من أجل القتل وإنما تريد حلا سياسيا وبدأ التواصل الدبلوماسي مع العالم.

نشاط حركة فتح في لبنان:

وأضاف: "من المحطات الهامة تجربتنا النضالية خلال وجود ثورتنا في لبنان حيث شعبنا المعطاء هناك وكل التحية لكل من وطأت قدماه أرض فلسطين لأول مرة، وتحية لكل من أتوا إلينا من سوريا والأردن ولبنان لأنهم أتوا إلينا تحملهم الدموع دموع الفرحة ودموع الألم".

وأردف: "لقد توطدت علاقاتنا على المستويات الدولية مما أقلق إسرائيل وجعلها تغزو لبنان عام 1982 ولم تكن هذه الحرب وحصار بيروت وأوجه تحية إلى روح جورج حبش وتحية إلى الأخ نايف حواتمة وكل الأخوة لأن هذه الحرب لابد أن نعرف ما الذي حصل قبلها وربما معظمكم من جيلنا ويتذكرون ذلك، ففي عام 1981 عقدت هدنة لأول مرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وهذه الهدنة بسبب القتال الذي كان يتم في جنوب لبنان والذي أصاب نهاريا لمدة 15 يومًا فكان بيجن يطلب وساطة أمريكية تحدثت مع الوسطاء العرب واطلبوا من هذا المجنون ياسر عرفات أن يتوقف ولكن الثمن كان هدنة وأجبر بيجن على أن يعلن هدنة وعندما سؤل كيف تعمل مع هؤلاء قال إنه لا يحارب أشباحًا ومضطر لهذا وعقدت الهدنة، واستمرت من جنوب لبنان ولكن الجبهات الأخرى استمر القتال فيها وبدأ الإسرائيليون يشعرون أنهم وقعوا في المصيدة وأعلن في ناطق إسرائيلي إنهم لن يلتزموا بالهدنة إذا أصيب إسرائيلي في لندن وبعد يومين أطلق الرصاص على السفير الإسرائيلي في لندن وبدأ اجتياح جنوب لبنان ولم تكن هذه الحرب مجرد عمل عسكري وإنما محاولة القضاء على فتح وما تمثله من حفاظ على الشعب الفلسطيني وفي عام 74 وفي الرباط حصلنا على قرار بأن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني دعما لاستقلالية الشعب الفلسطيني وشكرا لأشقائنا لعرب".

وأضاف: "البرنامج السياسي لازال هو مسارنا الرئيسي الذي نحقق به اعتراف العشرات من الدول بحق شعبنا الفلسطيني في الوجود واعتراف العالم بدولة فلسطين".

وأكد محمود عباس إن حركة فتح لن تسمح لأحد بأن يعبث بأن الشعب الفلسطينية في إطار الحدود الممكنة، وزعم أن حركته تخوض ما أسماه حركة بناء وتحتاج إلى غلاف سياسي يحميها ويفر لها الأمان الذي يلزمها.

وقال عباس: "لسنا نسعى إلى الخبز وحده بل نسعى إلى حرياتنا وعندما يحاول نتنياهو أن يتحدث عن تسهيلات اقتصادية كبديل عن الحقوق السياسية نقول له إن الهدف الوطني الأسمى هو الاستقلال وحسم جميع قضايا الوضع الدائم وفي مقدمتها قضية اللاجئين التي هي أهم شيء عندنا".

وأضاف: "لا يجب عليهم أن يمنوا علينا فهناك قضايا مثل القدس والمستوطنات أقروا بها في أوسلو، وهذه المستوطنات غير شرعية وقضايا الحدود واللاجئين والأمن والمياه ولن نوقع حلاً بدون تبييض جميع السجون الإسرائيلية، وإنني هنا وانا اتحدث عن التنمية اتحدث عن المفاوضات وكانت جدارتنا في التحرك للاستقلال متماشية مع مفاوضات مرتبطة بالأداء على الأرض وعلى مستوى العلاقات مع العالم ككل".

محاولات الاتفاق في كامب ديفيد في عهد كلينتون:

وأردف: "في كامب ديفيد كثيرون لامونا لأنه عرضت علينا فرص أضعناها وأننا كان يجب أن نستفيد من اللحظة التاريخية ولكنني أتحدى أن تكون إسرائيل قد عرضت علينا أمرًا ولكن كلينتون هو الذي كان يعرض علينا، ثم هل يمكن لقضية عمرها 60 سنة أن تحل في 16 يومًا ونحن كنا في سجن في كامب ديفيد والحقيقة أن الخطأ لم يكن منا ولكن لم يعرض علينا شيء، ولكن لم يعرض علينا شيء ولم تكن فرصة وهذا كلام غير صحيح إطلاقًا، وأما بالنسبة لخط خارطة الطريق فقد أعلن أبو عمار قبولنا بها واستعدادنا لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها ونحن نواصل تنفيذ بنودها كاملة ونحن قطعنا شوطًا كاملاً في تنفيذ التزاماتنا والاستمرار في ذلك وإسرائيل لم تبدأ خطوة واحدة من الخطوات التي واجبة عليها، وهذا ما جعل الإدارة الأمريكية تقول إنه لابد من تنفيذ الالتزامات مثل الاعتراف بحل الدولتين وتجميد الاستيطان ولكن آخر بعدة هي تجميد المستوطنات الجديدة وهذا سيجعلهم يبنوا 20 سنة في المستوطنات القائمة والمشكلة الآن بين إسرائيل وبين العالم، ونحن من بعد أنابوليس فاوضنا لمدة سنة وهذا لا يمكن مسحه بأستيكه ولم نغلق ملفات ولكن قطعنا أشواطًا كثيرة وهناك تثبيت كامل بمحاضر جلسات أن الأرض المحتلة هي غزة والضفة الغربية وبينهما ممر ونعني بالضفة القدس والبحر الميت ونهر الأردن والمناطق المنزوعة السلاح على حدود 67 وهذا ما قاله الأمريكيون للجميع وقيل إن هذا لدينا، والآن يقولون إن القدس موحدة لهم وهذا غير مقبول ولا يمكن أن نقبل به والعالم معنا لا يقبل به أيضًا وهنا أريد أن أشير إلى أن القدس تتعرض لحملة بشعة لطمس عروبتها وشهدت الأشهر الأخيرة تصعيدًا لهذه الحملة من خلال هدم المنازل وعزل المدينة المقدسة عن بقية الأراضي الفلسطينية ومحاصرتها بسلسلة من المستوطنات والحواجز لدفع المواطنين خارج مدينتهم، وإن هذه الهجمة المتصاعدة كفيلة بإجهاض الجهد الدولي لإحياء عملية السلام، حيث أدى الاستيطان إلى تقويض زخم الآمال بشان عملية السلام وإثارة الشكوك حول جدوى التفاوض بأسره".

الفعاليات الشعبية المناهضة لممارسات الاحتلال:

 وأردف: المقاومة الجماهيرية التي تمارسها جماهير شعبنا ضد الاستيطان وضد جدار الفصل تقدم نموذجًا على قدرة شعبنا على اختلاق أشكال النضال والكفاح التي تنجح في كسب تعاطف شعوب العالم ، وأقدم التحية لجماهيرنا في القدس الذين يقفون كشوكة في حلق الاستيطان ولا ننسى بلعين الصامدة ونعلين الصامدة والمعصرة وفي مختلف القرى الفلسطينية التي تقف كل أسبوع لتناضل وتقول للعالم نحن هنا وليس فقط أهل القرى وإنما يفد إليهم من قرى أخرى وإنما يأتون من العالم بل ويأتي من إسرائيل من يتضامن مع أهل نعلين فتحية لكل هؤلاء الصامدين، وإن شعبنا عندما تبنى خيار السلام فقد كان يتوافق مع الشرعية الدولية وأن تمسكنا بخيار السلام لا يعني وقوفنا عاجزين ولكن اعتمادنا خيار السلام والتفاوض نحتفظ بحقنا الأصيل في المقاومة المشروعة التي يكفلها القانون الدولي ونحن لسنا في شذوذ وهناك مقاومة تكفلها الشرعية الدولية فنحن مع هذه المقاومة، وبلعين هي الدليل وهناك جرحى في كل يوم جمعة، وهذا الحق يرتبط بفهمنا وإجماعنا الوطني على تحديد أشكال المقاومة الملائمة ولا أحد يأخذ القرار بيده ولا أحد يأخذ القانون بيده ولا أحد يجر الوطن لكارثة لأنه يريد بمزاجه أن يفعل هذا أو ذاك، ولكن علينا أن نتحرك كلنا معًا بيد واحدة، ونحن حريصون على رفض الانجرار إلى ما يمكن أن يمس بتفوقنا الأخلاقي، لقد وقفنا بحسم مع رفض الإرهاب بكل أشكاله ونرفض وسم كفاحنا المشروع بتهمة الإرهاب".

العلاقات مع حركة حماس:

وقال: "لابد من تعزيز العلاقات مع حركة حماس ومن المهم تعزيز العلاقة بين كافة فصائل منظمة التحرير، ومنذ اليوم الأول لوصول عرفات إلى أرض الوطن كان النداء الأول موجهًا للشهيد أحمد ياسين من أجل الحوار، وظل هذا هو عنوان سياستنا تجاه حماس ونحن نتعامل مع حماس على أساس الشراكة وقد بقي عرفات 10 دقائق يقول أتوجه إلى أخي ورفيق دربي أحمد ياسين من أجل نتعايش ونتوحد سويا على الهدف والفكرة، وفي عهد حكومتي أرسيت أسس علاقات موضوعية مع حركة حماس وحين فازت حماس بالانتخابات التشريعية قمت بالإجراءات الدستورية كافة لتمكينها من إقامة حكومة رغم أنه كان يلزم اعتراف حماس بمنظمة التحرير والالتزام ببرنامجها، إلا أنهم رفضوا وذهبوا إلى المجلس التشريعي وحين فرض الحصار لم أترك وسيلة إلا ولجأت إليها لتخفيف الحصار وقمت بتحويل أي قرش يأتينا إلى وزارة المالية التي أدارتها حماس، وكانت كل الدول لا تريد أن ترسل أموالاً إلى حماس" على حد قوله، مضيفًا:"ثم وقع اتفاق مكة وشكلنا حكومة الوحدة الوطنية بمبادرة كريمة من السعودية".

وسعى عباس في كلمته إلى تحميل عباس مسئولية الحسم الأمني في قطاع غزة، كما حملها مسئولية فشل الحوار الذي ترعاه القاهرة رغم أن المراقبين يحملون حركة فتح الجزء الأكبر من عوامل فشل حوار القاهرة.

وقال عباس: كنت أعمل ليل نهار لإنجاح حكومة الوحدة الوطنية وحاولت تسويق هذه الحكومة على المستوى العالمي وأقنعت دولة أوروبية باستقبال هنية وعندما أخبرت خالد مشعل بهذا وجدته قد غضب، وكانت حماس تخطط وتعد العدة للانقسام وتعاملنا مع الانقلاب بمنطق الحرص على ألا تغرق غزة في بحر من الدم وأن يظل الحوار هو اللغة السياسة الأرقى ورغم الإعدامات التي نفذت ضد كوادر شعبنا وسمعنا عبارة (دعني أدخل به الجنة) ورغم كل هذا دعوت إلى حوار وطني شامل لننقذ أهل غزة وبادرت الشقيقة مصر إلى رعاية هذا الحوار وأعتقد أن مصر تاريخًا وحضارة وحاضرًا تستحق منا كل التقدير والاحترام ليس من أجل شهدائها بالآلاف ولكن من أجل صبرهم علينا كل هذه المدة من أجل أن ينجح الحوار، وقد صبروا كما لم يصبر أحد وتحملوا إبان الحرب على غزة انهال السباب على مصر والأردن وكأن مصر هي التي أتت بالعدوان وتحملت مصر معنا الكثير ولازالوا مؤمنين بأن فلسطين هي استكمال استراتيجي لوجود مصر وتضم الشعب العزيز عليهم وهو الشعب الفلسطيني ويرفعون شعار الحوار".

وأردف: "لقد قدمت باسم فتح ومنظمة التحرير المبادرات المختلفة من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الانقسام ويطلق شراكة حقيقية لبناء هذا الوطن واستكمال مسيرة الحرية والاستقلال، ولكن لا فائدة وأخيرا قلنا لهم أنتم جئتم بالانتخابات وهذا تداول سلطة ونقول لهم الآن تعالوا نحتكم إلى صناديق الاقتراع وإما أن تنجحوا وقد وصلتم إلى الوزارة من قبل، وقد أبلغنا كل دول العالم وخاصة من يفتحون قنوات مع حماس بأن نحتكم إلى صندوق الاقتراع، وقلنا لهم إن شعب غزة له حق عليكم ورغم كل الصعوبات استطاع نضالنا الطويل أن يخلق معادلة جديدة في الشرق الأوسط يعتبر قيام الدولة الفلسطينية شرطًا للاستقرار والهدوء، وهذا ما يؤمن به كل أشقائنا في كل الدول العربية والإسلامية".

وقال: "قيام الدولة الفلسطينية مسألة وقت و"إسرائيل" هي التي تقف معزولة وليست لدينا شروط مسبقة ونحن مستمرون في التزاماتنا وإن فلسطين لن تفقد عمقها العربي ونواصل علاقتنا الهادئة مع جميع الأشقاء العرب دون استثناء وعلاقتنا مع الجميع طيبة ومحترمة، ومليئة بالحب والحنان"

وفال: "في الختام نؤكد لياسر عرفات عليك أن تنام قرير العيان وسيتحقق حلمك بأن يرفع شبل فلسطيني العلم على أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس" على حد قوله.

 

.