فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

الهمجية الصهيونية ضد القوافل الإنسانية

 

 

الهمجية الصهيونية ضد القوافل الإنسانية

 

 

غزة – مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية – الشيخ / تميم شبير

 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:

يقول الله تعالى في بيان كاشف لحقيقة اليهود "إن شرً الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون " ويقول عز وجل "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود " .

اليوم الاثنين 17جمادي الآخر 1431 الموافق 31-5-2010م .

يؤكد ألد أعداء الله ورسله في دولة الكيان الصهيوني الغاصب المحتل لأرض فلسطين على استمرار الحصار الغاشم لأهلنا وشعبنا في غزة أرض العزة طمعاً في تركيع وتجويع هذا الشعب المصابر المرابط لرفع الراية البيضاء والتخلي عن المطالبة بحقه وثوابته ودينه وإنهاء الاحتلال وحق العودة وفك الأسرى وتطهير المسرى ووقوفه أمام مخططات العدو تهويد القدس وتدمير الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.

اليوم وبكل همجية ونازية وإرهاب دولة منظم يهاجم العدو الصهيوني قافلة الإغاثة الإنسانية للشعب المحاصر في غزة والمسماة قافلة الحرية التي انطلقت ضمن خامس محاولة بحرية لكسر الحصار الجائر على غزة وفي استهتار سافر من قبل إسرائيل بالعالم كله ولا مبالاة بالعالم العربي والإسلامي وفي انتهاك واضح لحقوق الإنسان واستمرار في سياسة الصلف الصهيوني واستعلاءها على القوانين الدولية والعرفية والإنسانية لتؤكد إنها دولة نشاز إجرامية فوق القانون بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبحصانة من الفيتو الأمريكي في نظام العولمة العالمي أحادي القطب تقتل قوات العدو أكثر من عشرين من المتضامنين لكسر الحصار وتصيب أكثر من ثلاثين ممن أتوا من نحو خمسين دولة يطالبون برفع الظلم وكسر الحصار المفروض صهيونياً وعربياً ودولياً على غزة وتم احتجاز سفن الحرية ومن عليها والاعتداء عليها بطريقة إجرامية نازية لا إنسانية  ولم تبالي بحصانتهم الدبلوماسية وأغراضهم المدنية الإنسانية .

إن هذا التصرف الإجرامي من الاحتلال الإسرائيلي ليس غريباً على دولة الاحتلال والإجرام وتاريخهم القديم والحديث يشهد بذلك وهذا ما أكده القران الكريم فهم شر ما يدب على الأرض وهم أعداء الإنسانية وأعداء السلام وهم الذين يسعون في الأرض فساد وكيف لا يكونون كذلك وهم قتلة الأنبياء وقتلة الذين يأمرون بالقسط من الناس ولكن هذا الاعتداء الخطير لعنة جديدة على من غضب الله عليهم وجعل منهم القردة والخنازير وهو فضيحة إعلامية وسياسية وأخلاقية أمام العالم يؤكد على إفلاس اليهود وحيرتهم وتخبطهم ليصبوا جام غضبهم على أحرار العالم المتضامنين مع حقوق الشعب الفلسطيني في غزة والذي يقبع في سجن كبير.

وإن محاولة الاعتداء على حياة الشيخ رائد صلاح  ونحمد الله أنه بقي على قيد الحياة والذي يحمل راية الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس في العصر الحالي يمثل إجراماً آثماً بحق الشعب الفلسطيني والقدس والأسرى في محاولة من عصابة الاحتلال لإزاحة هذا الرمز الشامخ الذي يكشف للعالم مخططات اليهود لتهويد القدس وهدم المسجد الأقصى والتآمر لبناء الهيكل المزعوم لينفردوا بعد ذلك بتنفيذ المؤامرة الكبرى على المسجد الأقصى.

وأمام هذه المجزرة الإرهابية بحق المتضامنين على أسطول الحرية لا تكفي عبارات الشجب والاستنكار والتنديد بل إن على العالم المتحضر اليوم أن يقف في وجه هذا الصلف اليهودي وان يلاحق هذه القرصنة الصهيونية في المحاكم الدولية، وان يقف إلى جانب الحق الفلسطيني لكسر الحصار الغاشم وإزالة الاحتلال عن كل فلسطين، وقد آن لحكام المسلمين أن يكون لهم موقف قوي لوقف هذا العدوان والحصار والتهويد ولحماية المسجد الأقصى وتهويد القدس وتزوير التاريخ والتراث الفلسطيني من قبل اليهود، ودعم الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل.

إن لغة القوة التحدي من قبل اليهود لا يجدي أمامها عبارات الاستنكار واستدعاء السفراء والدعوة إلى الحداد والإضراب وتنكيس الرايات، بل المطلوب رفع رايات الجهاد والوحدة ونبذهم الخلافات والاعتصام بحبل الله جميعا والتمسك بالقران والسنة بفهم سلف الأمة "ومن أصدق من الله حديثا " "إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون " "وإذا  تأذن ربك ليبعثن عليهم من يسومهم سوء العذاب إلى يوم القيامة " .

يا حكام المسلمين ماذا فعلتم للمحافظة على تركة عمر؟! أين مروءة المعتصم وأين شجاعة صلاح الدين؟!

وقديماً قالوا "لا يفل الحديد إلا الحديد " ولا يضيع حق وراءه مطالب وإنما النصر صبر ساعة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .

 

كتبه / تميم شبير

المشرف العام على برنامج رواد في مركز بيت المقدس - غزة 

 

.