فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

كيف صنع اليهود الهولوكوست

   حقيقة لقد أبهرتني الكثير من الحقائق والأرقام حول "صناعة الهولوكوست" والتي سردها الكاتب اليهودي "نورمان فنكلشتاين"  في كتابه المُعَنونُ بـ" كيف صنع اليهود الهولوكوست؟ وقفتُ عند بعضها وسألخصها بالآتي ليقرأ الجميع ماذا وراء "الهولوكوست" حسب دراسة الكاتب:

    في مقدمة الكتاب يقول مؤلفه: " أصبحت الأيام السنوية لذكرى الهولوكوست حدثاً قومياً. وفي خمسين ولاية أمريكية تمول الحفلات التذكرية – غالباً – من قبل البرلمانات المحلية. وتعد اتحاد منظمات الهولوكوست أكثر من مائة مؤسسة للهولوكوست في الولايات المتحدة. وهناك سبع متاحف كبار للهولوكوست في الولايات المتحدة ومركز عبادة (طقس) وهو متحف الهولوكوست في واشنطن الذي نشأ بقرار فيدرالي، وفي المقابل لا يوجد متحف يحيي ذكرى الجرائم المرتكبة من قبل الولايات المتحدة خلال تاريخها".

     ويضيف الكاتب : " لنتخيل – ولو لبرهة – الاتهامات الخبيثة التي يمكن أن توجه هنا لو أن ألمانيا أقامت متحفاً ليس للإبادة النازية إنما للرق في الولايات المتحدة أو متحفاً لإبادة الهنود الحمر.[1] وقد أصبحت صناعة الهولوكوست منذ عدة سنوات – وبكل بساطة– مشروعاً صرفاً لابتزاز الأموال. فهي تزعم أنها تمثل يهود العالم؛ أموات وأحياء، وتطالب –من هذا الموقع– بثروات يهود فترة الهولوكوست في كل أوروبا. وكانت سويسرا هي الهدف الأول لهذا النهب المزدوج للبلاد الأوروبية وللمتذمرين اليهود الشرعيين والذين وصفوهم بدقة كبيرة.

    ولكي لا نطيل على القارئ سنوجز أهم ما جاء في الكتاب من حقائق وأرقام وهي كالتالي:

·   يضم اتحاد منظمات الهولوكوست في الولايات المتحدة أكثر من مئة مؤسسة للهولوكوست.

· في الولايات المتحدة سبع متاحف كبار للهولوكوست، ومركز عبادة - طقس - لهذه الذكرى هو متحف الهولوكوست في واشنطن.

·  الميزانية السنوية لمتحف الهولوكوست في واشنطن والذي أُنشىءَ بقرار فيدرالي هي خمسون مليون دولاراً، ثلاثون منها تأتي من الميزانية الفيدرالية الأمريكية.

·كشفت الإحصاءات أن غالب الأمريكيين يعرفون الهولوكوست، وفي المقابل لا يعرفون القنبلة الذرية في "هيروشيما" مع أنه حتى فترة قريبة لم يكن الهولوكوست النازي يحتل إلا مكانة ضئيلة في الحياة الأمريكية بين الحرب العالمية الثانية ونهاية سنين الستينات.

·إحياء ذكرى الهولوكوست يشمل جميع الولايات الأمريكية، ففي خمسين ولاية أمريكية تُمول الحفلات التذكارية – غالباً من قبل البرلمانات المحلية.

· استغلت الجمعيات اليهودية الأمريكية الهولوكوست النازي لإيقاف النقد ضد " إسرائيل" وسياستها والتي لا يُدافع عنها أخلاقياً، وأعطت الحصانة من النقد في أكثر الممارسات ثبوتاً وإسناداً.

·  وفي فترة من الفترات كان إحياء ذكرى الهولوكوست هو البرنامج الوحيد عند بعض الجمعيات اليهودية في أمريكا. وحقق الهولوكوست إنجازاً نافع الاستمرار .. وأصبح الهولوكوست رأسمالاً، وأصبح رؤساء المنظمات اليهودية تجار الهولوكوست.

·  هناك سبع عشرة دولة تفرضُ وتشجع تدريس " الهولوكوست " في مدارسها، وكثير من المعاهد والجامعات قد أنشؤوا مقاعد دراسية للهولوكوست .

· إثارة الهولوكوست كانت خدعة لرفض أي شرعية للانتقادات الموجهة ضد اليهود. وليستمر معها وصف حالة اليهود "بالضحية " لجني الأرباح والفوائد الهائلة والتي أبرزها تبرير السياسة الإجرامية " للكيان الصهيوني " ودعم الولايات المتحدة لهذه السياسات، ولابتزاز المال من أوروبا بأكملها لصالح استمرار دولة العدوان .

·والهولوكوست خاص واليهود شعب خاص، فالهولوكوست الذي يُظهر الخصوصية المتميزة لليهود يُعطي اليهود الحق بأن يعتبروا أنفسهم وكأنهم مُهددون بشكل خاص، وبشكل خاص يستحقون أن يقوموا بالجهود الضرورية – مهما كانت – لنجاتهم، فاليهود هم دوماً أبرياء وغيرهم دوماً مُذنبون !!!

·والهولوكوست خَدَمَ في تبريره الضرورة لدولة يهودية، لأن دولة يهودية هي الضمان الوحيد ضد تصاعد اللاسامية المُقبل والذي لا مفر منه.

·لقد صادق الهولوكوست سلبياً على انتقاء اليهود وتفردهم، لأن اليهود هم أفضل، أو أنهم ينجحون أفضل ..

·وأصبح الهولوكوست صناعة " يطلق عليها " صناعة الهولوكوست " واستغلت بعض الآلام " لصناعة الهولوكوست " واستخدمت الأموال " لتعليم الهولوكوست ".

وهذا جزءٌ يسيرٌ مما جاء في الكتاب، ومما لاشك فيه أن من القضايا التي أجاد الإعلام الصهيوني والمنظمات اليهودية استغلالها لابتزاز الشعوب والدول الأوربية، وجعلها خاصة في اليهود وحدهم دون الإشارة إلى ما حدث للغجر وبعض المثقفين والمعوقين والشواذ في تلك الإبادة، حيث يزعمون أن (هتلر) والنازية قد قاما بإعدام ستة ملايين يهودي بغرف الغاز حرقاً ولا يذكرون غيرهم ممن عانى من هذا الاضطهاد، ونحن هنا لسنا بصدد إنكار كلي للفعل، نعم كان هناك اضطهاد لليهود في أوروبا، ولكن ليس بهذا الحجم الذي يصوره الإعلام اليهودي الذي رسخ فكرة "اضطهاد اليهود" بين اليهود أنفسهم وأجيالهم القادمة، وغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم، بزعمهم أن كل الأغيار يضطهدون اليهود، واليهود وحدهم، ولذا لابد أن يوجد لهم وطن قومي يؤويهم!!

وبعد هذا ... هل نجرؤ على إقامة متحفاً أو معرضاً يجسد آلام ومعاناة المسلمين في فلسطين في ظل احتلال ما زال يمارس أبشع أنواع القهر والاضطهاد والطرد والتشريد؟!!

وما هي الاتهامات التي يمكن أن توجه لدولنا العربية والإسلامية إن أرادت توثيق ممارسات اليهود في فلسطين المحتلة، وتلقي الضوء على مراحل المعاناة منذ أن وطئت أرجل أول يهودي مستعمر أرض فلسطين، إلى الآن وغد ... 

 



[1] إن الميزانية السنوية لمتحف (الهولوكوست) في واشنطن هي خمسون مليون دولار ؛ ثلاثون منها تأتي من الميزانية الفيدرالية الأمريكية .

العدد الثاني – مجلة بيت المقدس للدراسات

.