فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
خبراء يحذرون من التهام مشروع القدس الكبرى الاستيطاني للمدينة
الثلاثاء5 من رمضان 1430هـ 25-8-2009م
مفكرة الإسلام: حذّر مسؤولون وخبراء فلسطينيون من خطورة مشروع القدس الكبرى عام 2020 الذي تعمل "إسرائيل" بجد على إقامته، والمرتكز على سيل من مشاريع الاستيطان التي ينتظر أن تلتهم المدينة المقدسة من كل جانب.
وبحسب المشاركين في ندوة بعنوان "واحد وستون عامًا على احتلال القدس" -التي نظمها مركز أبحاث الأراضي بالقدس والضفة وأقيمت بمحافظة نابلس شمال الضفة الغربية ضمن فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 أمس الاثنين- فإن القدس "أصبحت تعيش حالة من الموت بالنسبة للمسلمين والعرب".
وقال منسق مركز أبحاث الأراضي بمنطقة شمال الضفة، محمود الصيفي: إن التهويد الإسرائيلي للقدس قائم على قدم وساق ولم يتوقف أبدًا، وأكد أن التوسع الاستيطاني بالمدينة آخذ في الازدياد، وخاصة بعد حرب 1967 وسيطرة "إسرائيل" على الجزء الشرقي منها، وقال: "منذ ذلك الحين وحتى عام 2000 شيدت "إسرائيل" 44 مستوطنة في محيط القدس الشرقية، وما زالت تقوم ببناء آلاف الوحدات الاستيطانية".
تقطيع أواصر الضفة:
وأكد أن "إسرائيل" أطلقت عام 1993 مشروع القدس الكبرى التي تمتد على مساحة 600 كلم مربع (10% من إجمالي مساحة الضفة الغربية)، وأقامت لذلك جدار الفصل العنصري الذي سيضم ما مساحته 230 كلم2 أخرى من أراضي الضفة الغربية، وسيعزل حوالي 130 ألف فلسطيني مقدسي عن القدس من حملة الهوية "الإسرائيلية"، وسيضم بالمقابل حوالي 120 ألف مستوطن يعيشون في كتل استيطانية ضخمة.
وتظهر معالم القدس الكبرى، حسب الصيفي، بتنفيذ "إسرائيل" لشبكات طرق التفافية وجسور وربط المستوطنات بعضها ببعض وتقطيع أواصر مدن الضفة الغربية، وبإجبار الشباب الفلسطيني على النزوح من المدينة، في مقابل تشجيع العائلات اليهودية على السكن فيها.
ووفقًا للصيفي فإن عدد سكان القدس ارتفع إلى 950 ألف نسمة بنسبة 70% من اليهود و30% من العرب.
السيطرة على القدس:
ولفت الصيفي إلى أن "إسرائيل" استخدمت العديد من الوسائل لبسط سيطرتها على القدس، بالمصادرة المباشرة لأغراض عسكرية واستيطانية، وبالاستيلاء بالتزوير والتحايل، وتحت حجج المصلحة العامة وذرائع إقامة الطرق والمرافق العامة.
وكما وضعت يدها على كافة أملاك الغائبين –حتى حاملي هوية الضفة- بالإضافة للمصادرة بحجة البيئة والمناطق الخضراء والمفتوحة أو لصالح جدار التوسع العنصري، وأنه نتيجة لهذه السياسة "لم يبق للفلسطينيين سوى
تغيير معالم البلدة:
وأشار إلى أن "إسرائيل" لديها مشروع لتغيير معالم البلدة القديمة بالقدس وهو قيد التنفيذ الآن، ورصدت له أكثر من 150 مليون دولار، إضافة لتوسيع المستوطنات المحيطة بالمدينة كمعاليه أدوميم، "حيث تنوي تشييد 4000 وحدة استيطانية وذلك بمصادرة 12 ألف دونم من أراضي ضواحي القدس العربية وهي أبو ديس والعيزرية والعيسوية".
وحسب الصيفي فقد قامت "إسرائيل" أيضًا بهدم 3500 منزل فلسطيني منذ عام 1967، مشيرًا إلى أن الهدم والتعقيدات "الإسرائيلية" في استصدار رخص البناء أدى لوجود قرابة 20 ألف منزل غير مرخص وأن نصفها تقريبًا مهدد بالهدم.
قلة الدعم العربي والإسلامي:
ومن جهته انتقد محافظ نابلس جمال المحيسن قلة الدعم العربي والإسلامي وحتى الفلسطيني للقدس وخاصة في ظل التهويد المباشر للمدينة.
وقال: إن خللاً كبيرًا ارتكب باتفاق أوسلو وهو إرجاء قضية القدس إلى ما يعرف بقضايا الحل النهائي، مؤكدًا أنه كان يجب عدم الدخول في أي اتفاق مع الطرف "الإسرائيلي" بهذا الشأن، "باعتبار أن إسرائيل تتعامل بمنطق القوة مع أي اتفاق".
وطالب القائمون على الندوة بضرورة بحث ملف القدس بأي مفاوضات قادمة، ودعوا لضرورة عقد مؤتمر دولي حول القدس، إضافة إلى إنجاز سلسلة لقاءات عربية وعالمية ومحلية تناقش ما تواجهه مدينة القدس من تهويد وتدمير على يد "إسرائيل".