القدس والأقصى / حقائق مقدسية
من الخطأ تسمية المسجد الأقصى حرم
من الخطأ
تسمية المسجد الأقصى حرم
من الأخطاء الشائعة والدارجة على الألسن بين عوام الناس وخاصتهم القول بأن المسجد الأقصى حـرم ، وتسميته بالحرم الشريف .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في اقتضاء الصراط المستقيم ( 2/817 ) " : الأقصى اسم للمسجد كله ، ولا يسمى هو ولا غيره حرماً ، إنما الحرم بمكة والمدينة خاصة "
وقال في المجموع ( 26/117 ) : " وليس في الدنيا حرم لا بيت المقدس ، ولا غيره ، إلا هذان الحرمان ، ولا يسمى غيرهما حرماً كما يسمى الجهال . فيقولون : حرم المقدس ، وحرم الخليل . فإن هذين وغيرهما ليسا بحرم باتفاق المسلمين ، والحرم المجمع عليه حرم مكة ، وأما المدينة فلها حرم أيضاً عند الجمهور ، كما استفاضت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والذي عليه جمهور علماء المسلمين أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل منها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ويليه في الفضل المسجد الأقصى .
وقال عبد الله بن هشام الأنصاري المتوفى سنة 671 هـ – رحمه الله – في كتابه " تحصيل الأنس لزائر القدس " :
… وما سمعته من كبار أهل البلد أنهم يقولون : ( حرم القدس ) فيحرمون ما أحل الله افتراءً على الله ، ونعوذ بالله من الخذلان .
فذوات ما اختاره الله واصطفاه من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها مشتملة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها ، ولأجلها اصطفاها الله ، وهو سبحانه فضلها بتلك الصفات ، وخصها بالاختيار ، فهذا خلقه ، وهذا اختياره ( وربك يخلق ما يشاء ويختار) .القصص:67
إن مكة صارت حراماً شرعاً وقدراً بتحريم الله لها كما ثبت في صحيح مسلم ( 9/147 ) من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي – صلى الله عليه وسلم قال : اللهم إن إبراهيم حَرَّمَ مكة ، فجعلها حرماً ، وإني حرمت المدينة ، حراماً ما بين مأزميها أن لا يهراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال ولا تخبط فيها شجرة إلا لعلف اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في صاعنا ، اللهم بارك لنا في مُدِّنا، اللهم بارك لنا في صاعنا الهم بارك لنا في مدناً ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم اجعل مع البركة بركتين …" الحديث ، وإبراهيم – عليه السلام - لا يحرم ولا يحلل إلا بإذن الله وتوجيهه ، فإبراهيم حرمها لتحريم الله لها ، والنبي – صلى الله عليه وسلم حرم المدينة بأمر الله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) ) سورة النجم 3-4
ومن هنا يفهم أنه لا يجوز تحريم أمكنة لم يجعلها الله حرماً ، وبهذا يظهر خطأ وبدعية من قال : إن المسجد الأقصى حرماً ، وتسميتهم إياه : بالحرم الشريف .
وكذلك القول بأن المسجد الأقصى ثالث الحرمين عبارة غير دقيقة من حيث الاصطلاح الشرعي لأن الحرم هو : ما يحرم صيده وشجره وله أحكام تخصه عن غيره ، أما بيت المقدس فإنه لا يحرم صيده ولا شجره ، كما هو الحال في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة وذلك باتفاق العلماء ، والبعض تجاوز حتى أطلق على المسجد الإبراهيمي في الخليل مسمى " الحرم الإبراهيمي" وهذا لا يجوز لأنه تحريمٌ لهذا المسجد الذي لم يجعله الله حراماً .
قال شيخ الإسلام في المجموع ( 27/148): والدين دين الله بلغه عنه رسوله فلا حرام إلا ماحرمه الله ، ولا دين إلا ماشرعه الله ، والله تعالى ذم المشركين لأنهم شرعوا في الدين مالم يأذن به الله ، فحرموا أشياء لم يحرمها الله كالبحيرة والسائبة والوصيلة ، وشرعوا دينا لم يأذن به الله كدعاء غيره وعبادته والرهبانية التي ابتدعها النصارى .
ومن أسماءه الثابتة في الكتاب والسنة " المسجد الأقصى " " وبيت المقدس " "ومسجد إيلياء " ، والمسجد الأقصى فيه من الفضل ما فيه ، ولا نضيف في مسمياته ما لم يشرعه الله تعالى