فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

المشروع الصهيوني بين بناء الجدار وهدم الأقصى

د. عيسى القدومي

 المسجد الأقصى عنوان الصراع : 

          المسجد الأقصى كان وما زال عنوان الصراع مع اليهود الغاصبين، ومقياس التهدئة والتصعيد ، والشعلة والفتيل لتصاعد الأحداث ، وكثير من الأحداث الجسام على أرض فلسطين اشتعلت شرارتها من المسجد الأقصى المبارك ، مروراً بأحداث البراق في عام 1929م عندما حاول اليهود السيطرة على حائط البراق ، وحرق المسجد الأقصى ، وأحداث النفق أسفل منه ، إلى اقتحام المجرم شارون ساحات المسجد الأقصى المبارك في 28/9/2000 م واشتعال أحداث فلسطين التي مازالت مستمرة بتصعيد وتخطيط يهودي ويليها تهديدات المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى .

   إن هذه المخططات لم تكن الأولى ضد المسجد الأقصى ولن تكون الأخيرة، فمنذ زمن بعيد بيّت اليهود النوايا للنيل من القدس وبالأخص المسجد الأقصى المبارك ، وتعددت محاولاتهم في ذلك وتواصلت، فقد أصدرت سلطات الاحتلال القوانين والأنظمة لضمها إلى الكيان الصهيوني رغم أنها مدينة محتلة لا يجوز ضمها مخالفة بذلك القانون الدولي والمعاهدات والاتفاقيات الدولية واتخذت الإجراءات لطمس معالمها الإسلامية والحضارية ، مع أن العالم قد أجمع بقرارات دولية على عدم شرعية أو قانونية ما تقوم به حكومة الكيان اليهودي ، إلا أنها ماضية في تهويد مدينة القدس .

 من المحرض على اقتحام المسجد الأقصى ؟

      من أهم التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة العربية والإسلامية وبالأخص من يعيش على أرض فلسطين ، هي كيف التغلب على الرواية الصهيونية للأحداث والتي تشوه حقيقة ما يجرى في القدس .

     ولكي نعرف حقيقة ما جرى وما يجري في القدس لابد أن نعود إلى تصريحات قادة الاحتلال التي سبقت ممارسات الجماعات اليهودية المتطرفة ، فمنذ عام 2003م تصاعدت وتيرة التصريحات حول المسجد الأقصى ، وتلاه التهديدات والمخططات لاقتحام المسجد الأقصى ، وبدأ المصلون المسلمون في المسجد الأقصى يلاحظون كثافة  اليهود الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى ويقومون بتصويره تحت حماية أمنية مشددة ، بل والتمادي بدخول مسجد قبة الصخرة ، والعبث بالمصاحف !! . مستندين بتلك الممارسات على قرار وزير الأمن الداخلي اليهودي تسامى هانجيي " بالسماح لليهود دخول ‏‏ساحة المسجد الأقصى سواء وافق المسلمون أم لا " ليعطى كل الممارسات من متطرفي اليهود الطابع الرسمي والقانوني المدعوم من قيادة قوات الاحتلال .

      وازداد الأمر تصعيدا وتحدياً في 17/2/2003م بكشف قائد شرطة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة الجنرال ميكي ليفي عن نية قوات الشرطة القيام بإجراءات لفتح المسجد الأقصى أمام المصلين اليهود ، وأضاف ليفي " أن الظروف نضجت لإعادة فتح المسجد الأقصى أمام الزوار اليهود والسياح "!! .

         وتزامن تصريح ليفي مع الكشف عن مجموعات من اليهود يزيد عددها على الثلاثين شخصاً تدخل المسجد الأقصى بترتيبات سرية بشكل شبه يومي ، خاصة إلى المسجد المرواني.

     وزادت قوات الاحتلال من تواجدها في القدس تحت ذريعة " الخشية من رد فعل الفلسطينيين بسبب تصريحات وزير الأمن الداخلي اليهودي ، ومنعت المصلين المسلمين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة من أداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ، وشددت إجراءاتها الأمنية علي المصلين خارج المسجد.

        مما يعني أن ما يجري الآن من محاولة للاعتداء على المسجد يدخل ضمن السياسة الرسمية ولا يجب أن يُلقى أدنى مسؤولية على من يسمونهم بالمتطرفين والمتعصبين ، لأن الموقف حكومة الاحتلال الجوهري من المسجد الأقصى هو هدمه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه .

 وتتتالى الأحداث :

 ومنذ بداية عام 2005م أخذت تصريحات المسئولين في الكيان اليهودي في الآونة الأخيرة منحنى خطيراً يكشف عن اقتراب موعد تنفيذ المخطط الخبيث لهدم المسجد الأقصى ، وتعالت التحذيرات من المؤسسة الأمنية وكذلك المؤسسة السياسية للاحتلال والتي صرحت بأن المسجد الأقصى في خطر .

       ويحاول الإعلام اليهودي أن يصوّر عبر مقالات وتقارير ينشرها تباعاً في صحفه اليومية وملاحقه السياسية الأسبوعية ، بأن جهاز المخابرات الصهيونية "الشاباك"  يسارع الزمن في محاولة التعرف على شخصيات أو مجموعات يهودية متطرفة تخطط للقيام بعملية تفجير ونسف المسجد الأقصى المبارك ، مشيرين إلى أن خطط من هذا النوع يزداد احتمال وقوعها يوما بعد يوم، كلما اقترب موعد تنفيذ خطة شارون بالانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة ، وتخلص هذه التقارير وعبر تحليلات كاتبيها أو على لسان رجال المخابرات بأن احتمال الوصول إلى مخططي مثل هذا الهجوم على المسجد الأقصى يكاد يكون مستحيلا ، بمعنى أن تنفيذ اعتداء تفجيري على المسجد الأقصى بات مفروغا منه ؟! 

وتحت عنوان "معركة ذهنية حول الحرم القدسي" كتب " يهودا ليطاني " مقالاً في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم 3/3/2005 م ، محذراً الجماعات اليهودية المتطرفة من خطورة مخططاتهم الحالية الرامية إلى تفجير وهدم المسجد الأقصى المبارك والتي تراقبها بدقة – حسب زعمه – الجهات الأمنية في الكيان اليهودي ، وتعمل للحيلولة دون تنفيذ مخططاتهم ... واصفا المعركة بين المتطرفين - اليهود والجهات الأمنية – بالمعركة الذهنية لأنها بين طرفين وهم " المجاهيل " من جهة ، و" الشاباك " – المخابرات الداخلية - من جهة أخرى !!

      وقد صرح قبل ذلك رئيس "جهاز الأمن العام" : " إنه إذا كان الحظر على رئيس الوزراء "ارئيل شارون " يماثل ست درجات حسب مقياس ريختر ، فإن الحظر على المسجد الأقصى يوازي سبع درجات " !!

      وأضاف : " أن احتمالات الاعتداء قد تكون غير عادية ، وستكون كما قال إما عن طريق صواريخ موجهة عن بعد ، أو بطائرات محملة بالمتفجرات يقودها يهود ، أو عن طريق الطائرات الموجهة ". وصرح كذلك وزير الأمن الداخلي اليهودي بأن المسجد الأقصى في خطر.

       ويصف المراقبون هذه المخاطر بأنها تكبر مع اقتراب موعد تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة  ، إذ يظن هؤلاء الذين يقفون خلف هذه المخططات ، أن لا حدث يمكن أن يوقف مشروع الانسحاب إلا الاعتداء على المسجد الأقصى .

       وتكمن الخطورة أن فئات ليست قليلة منهم تتحدث عن هذا العام ، أي عام 2005 م ، لأنه كما يقولون الحد الزمني الأقصى ، الذي يمهل الله بني إسرائيل بضرورة بناء الهيكل ، وإلا فإن غضب الرب سينزل عليهم !! كما يزعمون . وتلك الجماعات لا يخفى على المعنيين أنها كبيرة جداً وممولة من جهات داخلية وخارجية بشكل واضح وهي تتنافس في ما بينها على تنفيذ عملية هدم الأقصى من أجل بناء الهيكل !!

       فالقرار اليهودي بهدم الأقصى متخذ منذ التفكير في إنشاء الدولة اليهودية وزرعها شوكة في جسد أرضنا العربية والإسلامية ‏،‏ لكن الإعلان عنه أصبح أكثر وضوحاً وتحديداً‏،‏ خاصة أن الوزراء وغيرهم من المسئولين اليهود يتحدثون عن تهديد مجموعات متطرفة بهدم الأبنية المقامة في جبل الهيكل‏ ، وهذا تأكيد على تجاهل وجود المسجد الأقصى والإشارة إليه بعبارة جبل الهيكل يعني أنه لاحقوق لأحد غير اليهود على القدس .

         حكومة شارون اعتبرت أن خطوة تنفيذ هدم الأقصى قد حانت - بإخراج مسرحي هزيل من نوع مجموعات متطرفة - وكأن حكومة الكيان اليهودي حكومة معتدلة‏ - وطائرة بدون طيار وهي تتوهم أن الأمر بعد ذلك لن يتعدي بيانات الشجب والتنديد العربية .

 و"فجأة ستسمعون صوت الانفجار" :

     في ملحق أسبوعي لصحيفة هآرتس اختارت أن يكون غلاف ملحقها وعلى صفحة كاملة صورة قبة الصخرة تحت عنوان بارز "وفجأة ستسمعون صوت الانفجار" في إشارة إلى تفجير ونسف المسجد الأقصى ، والجهات والمجموعات التي تتداول فيما بينها هذه المخططات، والكشف عن معتقداتها ودوافعها وعلى رأسها مجموعة ما يسمى " الدردعيم الجدد " والتي يمكن أن تُنبت الإرهابي – حسب قولهم – الذي سيشعل النار في المنطقة .

 " مؤتمر بناء "الهيكل" وملامح المعتدي القادم !!

     ففي 21/12/2004 م عقد مؤتمر قام بتنظيمه المجموعات اليهودية الفاعلة لبناء الهيكل الثالث وألقيت في المحاضرات  ومخططات لنسف الأقصى ، وقد اطلع جهاز المخابرات الداخلي على أوراق المؤتمر والمشاركات والتوصيات ، ولم يلقي القبض على أي منهم ، وشاعت كلمة الراب يسرائيل ارئيل التي ألقاها هناك والتي مفادها: " بأن سبب تكرار "قدر" الانسحاب من منطقة أخرى يعود إلى إهمال الاهتمام بالهيكل وتساءل : " كيف يمكن أن يرتاح ويطمئن بالنا مع تقادم السنين في حين لم نقدم شيئا من أجل بناء الهيكل بيت الرب ، والرب يريد منا أن نبدأ بالعمل ، إذا علينا أن نبدأ بالعمل ".

      وممن تحدثوا أيضا في المؤتمر المذكور الراب يسرائيل روزان - رئيس معهد  "تسومت" مفترق طرق ، وينتمي إلى حزب "المفدال" المتدين المتطرف -  والذي ربط في محاضرته بين الانسحاب من غزة وضعف الشعب وبين ضعف العمل من أجل الهيكل ، إلا أن روزان لم يتحدث عن إزالة المسجد الأقصى ، بل عن تنظيم إقامة الشعائر اليهودية داخل المسجد الأقصى، ولكن تحليله كان مطابقا للراب يسرائيل أريئل : " عندما يكون ضعف في القلب ، في جبل الهيكل ، سيأثر ذلك سلبا على سائر الجسد" وأكد روزان أن الاهتمام بالهيكل يجب أن تأخذ المؤسسة الرسمية الدولة دورا فعالا فيه وليس على المستوى الشخصي فحسب.

     وصرح علناً الحاخام "مردخاي الياهو" - حاخام الكيان اليهودي - الأكبر قال في مجلة "من ينابيع الخلاص" " أن حجر الشرب الموجود في "جبل الهيكل" (المسجد الأقصى) يبعث القوة والقدرة في نفس من يمتلكه" . ثم سكت، ولم يُفصل مقصده !!

        وعضو من حركة "شبيبة التلال" اليهودية يعلن أن من يريد تنفيذ أوامر التوراة فعليه أن يطمح إلى هدم الأقصى ونسفه ، ومن ثم تسويته بالأرض بواسطة الجرافات الكبيرة " البلدوزرات " ويقول: " هل من الممكن أن يصلي أحدهم باتجاه الهيكل ثلاث مرات في اليوم ومن ثم لا يدعو إلى تفجير الحرم القديم؟!".

 شعارهم : " فليبنى الهيكل وليهدم الأقصى" :

     " مسيرة الأبواب " مسيرة تنظمها مجموعات يهودية على رأس كل شهر عبري يتجمعون بالقرب من ساحة البراق ، وتقوم بمسيرة حول أسوار المسجد الأقصى وبوابته الرئيسية، يشارك فيها المئات وأحيانا الآلاف ، يرفعون خلال مسيرتهم شعارات " فليبن الهيكل .. وليهدم المسجد " و " فليبنى الهيكل .. وليحرق المسجد"، وتوزع الكتب والأدبيات حول أهمية بناء الهيكل الثالث ، من منطلقات عقائدية  ، مع العلم أن  جهاز المخابرات الصهيوني هو الذي أعطى الموافقة لتلك المسيرات ، وكذلك دخول اليهود إلى المسجد الأقصى.

        كما أن حركة 'السلام الآن' نشرت على موقعها على الإنترنت تقريراً تُحذر فيه من مغبة ترك الحكومة 'الحبل على الغارب' للمتطرفين اليهود لتنفيذ مخططهم، الذي وصفته بالجنوني، مؤكدة على أنه سيؤدي إلى إحراق المنطقة بأكملها، ويخرج المارد الإسلامي.

          وكذلك حديث الوزير الصهيوني للأمن الداخلي "جدعون عزرا" للتليفزيون العبري صباح الأحد 10/4/2004م وتطمينه بتواجد قوات شرطة كفيلة بحماية "جبل الهيكل" وليس المسجد الأقصى ! فالفكرة راسخة في عقول المسؤولين الحكوميين قبل المتطرفين ، فكيف لا تكون هذه التهديدات نتاج خطط مشتركة ؟!

 جدار فاصل ... وتهويد حاصل :

       وعندما ننظر إلى التسلسل الزمني للأحداث من عام 1947م حتى عام 2005 ، سنجد أننا نعيش في إطار عملية تهويد متواصلة للمسجد الأقصى وللقدس ،لم تتوقف للحظةٍ واحدة سواء كان هناك صدامات أو حروب أو انتفاضة أو عملية سلام أو وضع سلام أو شبه سلام كما كان قائماً بعد أوسلو ، في جميع الأحوال لم يتغير السلوك اليهودي تجاه القدس ، سواء كان في الحكم حزب الليكود أم حزب العمل فإن السياسة نفسها لم تتغير ولن تتغير .

        فهذا الجدار الذي يتم إنشاؤه داخل أراضي الضفة الغربية ليقتطع أجزاء واسعة من الأراضي وليحاصر ويطوق مدن وقرى عديدة في طريقه وإحاطتها بالجدار من كل الجهات لتبدوا على شكل ومعازل وسجون . ومن ضمنها      القدس التي أصبحت الآن محاصرة بهذا الجدار الذي يدمر حياة الناس ويمنع تواصلهم ، ( 278 ) ألف نسمة في منطقة القدس فصلوا الآن عن مدينتهم وعن الضفة الغربية ، وعن المعاهد العلمية وعن الجامعات وعن المستشفيات ، وعن إمتدادهم الإسلامي والفلسطيني .

         أليس هذا الجدار أشد خطورة على القدس والمسجد الأقصى من ممارسات وأفعال اليهود المتطرفين ؟!

 لماذا هذا الاجتراء على المسجد الأقصى ؟

       الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك فعلا لم يعد مطروحا للنقاش كونه سيكون أو لا يكون ، بقدر ما أن السؤال هو كيف ومتى سيكون ؟! فبالتالي فان الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك هو مرتبط أصلا بقناعات الجماعات اليهودية والتي تدعمها أحزاب سياسية تحت قبة البرلمان اليهودي التي تؤمن بضرورة بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى المبارك.

      ولماذا هذا الاجتراء على المسجد الأقصى ؟ وفي هذا الوقت بالذات !ولماذا تصعد الأحداث في فلسطين بالاعتداء على المقدسات ؟! على الرغم من كل صيحات التنديد والتحذير من محاولة الاحتلال اليهودي المساس بالمسجد الأقصى ، أو السماح لليهود بدخوله ، وتحميلهم عواقب هذه الممارسات ، والذي يشهد عليها التاريخ منذ أن دخل أول مغتصب يهودي أرض فلسطين ، إلى يومنا هذا. 

       ومع ذلك فاليهود قادة وشعبا وأحزابا ومؤسسات سائرون في مخططاتهم واستفزازاتهم ، وما زالت الاعتداءات مستمرة على المسجد الأقصى ، والمساجد في فلسطين ، فهي ممارسات مدروسة ومحسوبة النتائج ومفضوحة الأهداف لكل من عرف تاريخ اليهود وافتعالهم للأحداث لينالوا أهدافاً أخرى يرجونها ، فالحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن اليهود يصعدون ويعملون على استمرار الأحداث في فلسطين ، بجعل القدس والمسجد الأقصى بؤرة الصراع ، ومنطلق الأحداث!! .

 ومما سبق نخلص الآتي :

  • أن دفاعنا عن القدس والمسجد الأقصى هو دفاع عن كل شبر من أرض فلسطين فالقدس عنوان وبوابة فلسطين ، وأن ما يحدث من قرارات واعتداءات يهودية للمساس بإسلامية المسجد الأقصى ، وحقوق المسلمين فيه ، هي شعلة لأحداث جديدة تشمل كل فلسطين والعالم الإسلامي .
  • يجب الحذر على صعيد الأمة الإسلامية والعالم العربي والشعب الفلسطيني ألا تنطوي علينا هذه الحيل الإعلامية الرخيصة الذي يشرف عليها بعض الصحفيين العبريين محاولين أن يبيضوا وجه المؤسسة الصهيونية من الآن !!
  • إذا كان أمر التهديدات قد بدا في السنوات الماضية أنه مجرد بالونات اختبار، فإنه من المنطقي القول أن بالونات الاختبار يعقبها تنفيذ المخطط ربما في موعد حددوه.. وربما لم يحددوه.. ما دام الصمت مستمراً.
  • والمسؤول الأول والأخير هي "قيادة الاحتلال" على أي اعتداء كان في الماضي ، وعلى أي محاولات لتفجير المسجد الأقصى وعلى اقتحامات مازالت متواصلة حتى الآن في وجه النهار للمسجد الأقصى ، أو عن أي اعتداء قد يقع بعد وقت قصير أو بعد وقت بعيد" .
  • فالكيان اليهودي اليوم وأكثر من أي وقت مضى مرتبط كمصير بمجموعة من المتطرفين تسعى لتحديد مصير هذا الكيان عبر تنفيذ نبوءات وفلسفات لتحيل الوضع الراهن إلى ذر الرمال في العيون أمام المستقبل المجهول , الذي سيغير وبالقطع وجه المنطقة بالكلية ويعيد تشكيلها من جديد كـ " شرق أوسط جديد " !!
  • وفي مثل هدا الوضع يمكن أن نتوقع كل شيء ولكن من الواضح أن حدوث أي مكروه للمسجد الأقصى المبارك سيفجر المنطقة بالكلية , ولن يجدي الكيان اليهودي ولا مؤسساتها عندئذ نفعا , فـإن سمح لهذه الفئات التي تتلقى القبول والدعم من المؤسسة الرسمية بشكل أو بآخر , فإن الكيان اليهودي سيكون أمام حرب دينية , وعندها لن يستطيع أن يتجاوز هذه الأزمة .
  • والكيان اليهودي يعمل على التسليم المطلق لممارساته على أرض فلسطين والكف عن أية مطالبة بالحقوق وفي مقدمتها حقنا في المسجد الأقصى ، ولعل الأيام القادمة ستشهد أحداثا كبيرة ، نسأل الله تعالى أن يرد كيد اليهود ، ويرحم إخواننا على أرض فلسطين، وأن يحفظ المسجد الأقصى من دنس اليهود ومن كل ظالم جحود.

والحمد لله رب العالمين ،،،

العدد الأول – مجلة بيت المقدس للدراسات

.