القدس والأقصى / حقائق مقدسية

بيت المقدس أرض الرباط والجهاد

 

 

بيت المقدس أرض الرباط والجهاد

 

 

 

بيت المقدس المبارك أرض عريقة موغلة بالقدم . وكانت ساحة للصراع بين الجبابرة والقادة من ملوك الأرض. وقد فتحها  وحكمها أنبياء وصالحون وهي مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وعلى أرضها دعا الأنبياء إلى توحيد الله وسكنها العلماء والصالحون لينشروا العلم والمعرفة ويعبدوا الله ويطيعوه على ثرى تلك الأرض.

 وتستمر المعركة على أرضها بين الحق والباطل إلى قيام الساعة حتى يَقتُل مسيح الهدى مسيح الضلالة عند باب لد على تلك الأرض المباركة.

بعض فضائل بيت المقدس:

إن البركة في أرض الشام وبيت المقدس ثبتت في خمس آيات من كتاب الله الكريم وهذه واحدة من تلك الآيات .

1-قال تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }الإسراء1

قال ابن عاشور في تفسيره: ولهذا فتسمية ذلك المكان بالمسجد الأقصى في القرآن تسمية قرآنية اعتبر فيها ما كان عليه من قبل لأن ، حكم المسجدية لا ينقطع عن أرض المسجد . فالتسمية باعتبار ما كان ، وهي إشارة خفية إلى أنه سيكون مسجداً بأكمل حقيقة المساجد .

 وقوله { الذي باركنا حوله } صفة للمسجد الأقصى . وجيء في الصفة بالموصولية لقصد تشهير الموصوف بمضمون الصلة حتى كأن الموصوف مشتهر بالصلة عند السامعين . والمقصود إفادة أنه مبارك حوله . و حولَ يدل على مكان قريب من مكان اسم ما أضيف (حولَ) إليه .

وكونُ البركة حولَه كنايةٌ عن حصول البركة فيه بالأوْلى ، لأنها إذا حصلت حوله فقد تجاوزت ما فيه؛ ففيه لطيفة التلازم ، ولطيفة فحوَى الخطاب ، ولطيفة المبالغة بالتكثير.

وصيغة المفاعلة هنا للمبالغة في تكثير الفعل ، مثل عافاك الله .انتهى

قال العز بن عبد السلام " اختلف العلماء في هذه البركة فقيل هي بالرسل والأنبياء . وقيل بما بارك فيها من الثمار والمياه".

2-عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى"(رواه البخاري).

ضَمّ أَوَّله بِلَفْظ اَلنَّفْي ، وَالْمُرَاد اَلنَّهْي عَنْ اَلسَّفَرِ إِلَى غَيْرِهَا ، قَالَ اَلطِّيبِيّ : هُوَ أَبْلَغُ مِنْ صَرِيحِ اَلنَّهْيِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يُقْصَدَ بِالزِّيَارَةِ إِلَّا هَذِهِ اَلْبِقَاع لِاخْتِصَاصِهَا بِمَا اِخْتَصَّتْ بِهِ(فتح الباري).

3- وعن أبي ذر رضي الله عنه: أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في بيت المقدس أفضل أو في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر وليأتين على الناس زمان ولقيد سوط أو قال قوس الرجل حيث يرى منه بيت المقدس خير له أو أحب إليه من الدنيا جميعا (صحيح _ صحيح الترغيب والترهيب 2- 22)

أسماء مدينة القدس: قال الحافظ ابن حجر في الفتح 378 ولبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين هـ.

وكما هو معلوم فإن كثرة الأسماء تدل على أهمية المسمى.

ومن هذه الأسماء:

أ-القدس: ، ومن هذا قيل للسطل القدس، لأنّه يتقدس منه، أي يتطهر، والقدس: السطل بلغة أهل الحجاز لأنه يتطهر فيه، والقدس “البركة” وعلى هذا القدس “بركة الماء”، الماء الذي يستخدم للطهارة،والقدس اسم تعرف به المدينة منذ القدم ولقد ذكر المؤرخ اليوناني " هيرودوت" في تاريخه المشهور اسم مدينة كبيرة في الجزء الفلسطيني وسماها " قديتس". أمَّا اسم " القدس " فقد غلب على المدينة بعد العصر الأُموي في بلاد الشام خاصة، كما ذكره ناصر خسرو في رحلته سنة ( 438هـ)؛ إن اسم القدس لم يعرف إلاَّ بعد القرن الرابع هجري !؛ فكان الأولى تسميتها بـ" بيت المقدس "، أو " المسجد الأقصى " أو نحوه من الأسماء التي ذكرتها الشريعة !، والله أعلم .

ب-ايلياء: هذا الاسم سماها به الإمبراطور الروماني "هدريان" سنة 135م والياء اسم جد عائلة الإمبراطور أو اسم عائلته وبقي هذا الاسم شائعا حتى الفتح الإسلامي.

ج - بيت المقدس:وهو اسم إسلامي ذكر في صحيحي البخاري ومسلم.

قال الزجاج:البيت المقدس :المطهر. وبيت المقدس أي البيت الذي يطهر فيه من الذنوب .

في فترة لاحقة من القرون الوسطى تذكر المدينة باسم "بيت المقدس"

د- أور سالم : أول اسم ثابت لمدينة القدس هو (أور سالم) قبل خمسة آلاف عام، ويعنى أسسها سالم; القائد العربي الكنعاني الذي أمر ببنائها وقيل (مدينة السلام) .

تذكر مصادر تاريخية عن الملك اليبوسى (ملكي صادق)هو أول من بنى يبوس أو القدس، وكان محبا للسلام، حتى أطلق عليه ملك السلام ومن هنا جاء اسم المدينة وقد قيل أنه هو من سماها بأورسالم أي (مدينة سالم). وهناك من يذهب في أصل أوروسالم أو اوروشالم إلى أن الاسم مكون من مقطعين "سالم أو شالم" وهو اسم إله، وأورو: وهي كلمة تعني أسس أو أنشأ، فيكون معنى الاسم "اوروسالم" أسسها سالم، ويعتبر الاسم اسماً عمورياً، بدليل أن أول اسمين لأميرين تاريخيين من القدس هما: "باقر عمو" و"سزعمو" وهما اسماه عموريان، والعموريون هم سكان كنعان الأصليون، ولغة العموريين تدعى غالباً الكنعانية، كما أن اسم الكنعانيين يشمل العموريين أحياناً .

ويتضح مما تقدم أن التسمية أورشليم التي يحاول اليهود اليوم عدها من الأسماء العبرية هي في الحقيقة كلمة كنعانية عربية أصيلة، وكيف تكون كلمة أورشليم عبرية واللغة العبرية لغة حديثة جداً ولدت في القرن الرابع ق.م وتبلورت في القرن الخامس الميلادي وبعده؟!

وهنالك أسماء أخرى ولكن نقتصر على هذا للاختصار.

لمحة عن تاريخ القدس قبل الإسلام:

كما سبق فإن القدس مدينة عريقة فقد بني المسجد الأقصى بعد الحرام ب40 سنة. وقيل أن "مليك صادق" أحد ملوك اليبوسيين -وهم أشهر قبائل الكنعانيين- أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة (3000 ق.م) وقيل إن بناءها سنة 5000 قبل الميلاد على يد الكنعانيين العرب. وقد هدمت وأعيد بنائها أكثر من 18 مرة.

تعرض بيت المقدس لعدة غزوات من الآشوريين على يد الإمبراطور الآشوري سرجون في عام 722 ق.م وبذلك كانت نهاية مملكة إسرائيل الشمالية وبقيت مملكة يهوذا الجنوبية تكافح وتناضل الطامعين من أجل البقاء إلى أن جاء فرعون مصر فزحف على مملكة يهوذا سنة 608 ق.م فاحتلها وبعدها جاء البابليون بقيادة نبوخذنصر الذي احتل أورشليم وأحرق هيكل سليمان وهدمه ودمر أسوار ومنازل أورشليم وأخذ من بقي من بني إسرائيل عبيدا إلى بابل .

وعلى أثر ثورة من الثورات المتكررة التي كان يقوم بها اليهود سنة  70 دمر الإمبراطور الروماني تيص (الهيكل الذي بناه سليمان ) مرة ثانية وقتل وسبى عددا كبيرا من اليهود وفي سنة 135 م قام اليهود بثورة أخرى زمن الإمبراطور الروماني أوريانوس الذي دمر مدينة أورشليم ، وبنى مكان الهيكل معبدا ل ( جوبتير ) كبير آلهة الرومان وغير اسم المدينة إلى ( إيليا كاييتولينا ) وتخلص من اليهود فيها بالقتل والتعذيب والتشريد والنفي ومنعهم من دخولها.

أحرقها الفرس العام 614م وأشترك اليهود في تدميرها مع الفرس وقتلوا ما يزيد عن 90000 من أهلها.

القدس ارض الرباط والجهاد:

 معنى الرباط: قال ابن حجر الرِّبَاطُ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَبِالْمُوَحَّدَةِ الْخَفِيفَةِ مُلَازَمَة الْمَكَان الَّذِي بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ لِحِرَاسَةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْهُمْ(الفتح).

  قال ابن عطية: والقول الصحيح هو أن الرباط  هو  الملازمة في سبيل الله. أصلها من ربط الخيل، ثم سمي كل ملازم لثغر من ثغور الإسلام  مرابطا، فارسا كان أو راجلا.

واللفظ مأخوذ من الربط.(القرطبي-4 323)

وفي فضل الرباط في سبيل الله وردت أحاديث منها:

1-عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:

"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا.(صحيح البخاري).

2-مر سلمان الفارسي بشرحبيل بن السمط وهو في مرابط له وقد شق عليه وعلى أصحابه قال ألا أحدثك يا ابن السمط بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى: قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم في سبيل الله أفضل وربما قال خير من صيام شهر وقيامه ومن مات فيه وقي فتنة القبر ونمي له عمله إلى يوم القيامة" قال أبو عيسى هذا حديث حسن .تحقيق الألباني :صحيح ، الإرواء ( 1200 )

3-ومن فضائل الرباط خاصة في فلسطين وحول بيت المقدس الحديث الذي رواه ابن عباس قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَوَّلُ هَذَا الأَمْرِ نُبُوَّةٌ وَرَحْمَةٌ، ثُمَّ يَكُونُ خِلافَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَكُونُ إِمَارَةً وَرَحْمَةً، ثُمَّ يَتَكادَمُونَ عَلَيْهِ تَكادُمَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ، وَإِنَّ أَفْضَلَ جهادِكُمُ الرِّبَاطُ، وَإِنَّ أَفْضَلَ رباطكم عسقلان. رواه الطبراني في المعجم الكبير . وصححه الألباني في الصحيحة رقم  ( 3270 ).

 

فتوى اللجنة الدائمة في فضل الرباط في سبيل الله: الفتوى رقم ( 12570 )

س: ما المقصود في الرباط في سبيل الله، وما فضله عند الله؟ مع قبول عظيم شكري واحترامي.

ج: يقصد بالمرابطة في سبيل الله: مرابطة الجنود وإقامتهم في نحر العدو؛ لحفظ حدود وثغور البلاد المسلمة، وصيانتها عن دخول الأعداء إلى داخل البلاد الإسلامية، وقد وردت أحاديث كثيرة في بيان فضيلة المرابطة في سبيل الله، ففي صحيح الإمام البخاري رحمه الله، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها »  وفي صحيح الإمام مسلم رحمه الله، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: « رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه »  وفي مسند الإمام أحمد، وصحيح ابن حبان وسنن أبي داود والترمذي، عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « كل ميت يختم على عمله، إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويأمن فتنة القبر »  وقال الترمذي : حسن صحيح.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

 

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عبد الله بن غديان(عضو)... عبد الرزاق عفيفي(نائب رئيس اللجنة) ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(الرئيس)

 

إن القدس حقا هي ارض الرباط والجهاد فكم شهدت أرضها معارك وملاحم تسابق فيها المسلمون لتحقيق وعد الله إما النصر وإما الشهادة وكم روت أرضها من دماء المجاهدين ونبدأ بذكر أهم تواريخ المعارك التي دارت حول القدس وفي داخلها ونعطي نبذة عنها ليعلم  أنها ارض رباط وجهاد إلى أن تقوم الساعة.

 كانت أولى بشائر علامات الجهاد في بيت المقدس والشام أن  بشر الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح الشام.

 فقد روى الترمذي عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح .(قال الألباني صحيح).

قَالَ الْحَافِظُ فِي شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ : قَدْ اُسْتُشْكِلَ هَذَا مَعَ بَقَاءِ مَمْلَكَةِ الْفُرْسِ لِأَنَّ آخِرَهُمْ قُتِلَ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ ، وَاسْتُشْكِلَ أَيْضًا مَعَ بَقَاءِ مَمْلَكَةِ الرُّومِ وَأُجِيبَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمُرَادَ لَا يَبْقَى كِسْرَى بِالْعِرَاقِ وَلَا قَيْصَرَ بِالشَّامِ وَهَذَا مَنْقُولٌ عَنْ الشَّافِعِيِّ . قَالَ وَسَبَبُ الْحَدِيثِ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَأْتُونَ الشَّامَ وَالْعِرَاقَ تُجَّارًا ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا خَافُوا اِنْقِطَاعَ سَفَرِهِمْ إِلَيْهِمَا لِدُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ لَهُمْ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِهِمْ وَتَبْشِيرًا لَهُمْ بِأَنَّ مُلْكَهُمَا سَيَزُولُ عَنْ الْإِقْلِيمَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ .

قَالَ الْخَطَّابُ مَعْنَاهُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ يَمْلِكُ مِثْلَ مَا يَمْلِكُ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ وَبِهَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ الَّذِي لَا يَتِمُّ لِلنَّصَارَى نُسُكٌ إِلَّا بِهِ وَلَا يَمْلِكُ عَلَى الرُّومِ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ قَدْ دَخَلَهُ إِمَّا سِرًّا وَإِمَّا جَهْرًا ، فَانْجَلَى عَنْهَا قَيْصَرُ ، وَاسْتُفْتِحَتْ خَزَائِنُهُ وَلَمْ يَخْلُفْهُ أَحَدٌ مِنْ الْقَيَاصِرَةِ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ بَعْدَهُ اِنْتَهَى .(تحفة الأحوذي)

معركة مؤتة سنة 8 هـ: مؤتة تقع ضمن لواء المزار الجنوبي في محافظة الكرك، وتبعد 140 كم جنوب العاصمة الأردنية عمان .

إن معركة مؤتة تعتبر من أوائل التعرضات التي اصطدم بها المسلمون مع الروم على ارض الشام.  لم يحسن الروم تقدير قوة الدولة الإسلامية الجديدة، ولم يحاولوا فهم دعوة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وغرتهم قوتهم بعد انتصارهم التاريخي على الفرس، فأوعزوا إلى القبائل العربية، التي تقع على التخوم بالتحرش برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ودعاته، وقتلهم. ولم يجد النبي (صلى الله عليه وسلم) بُدًّا من تأديب تلك القبائل التي تخضع للروم، والقصاص لقتلى المسلمين، وفرض هيبة دولته على تلك القبائل؛ حتى لا تعاود فعلتها، وتعترض دعاته ورسله، فأعد جيشًا في سنة (8 هـ= 629م) عدته ثلاثة آلاف مقاتل، وأمّر عليه "زيد بن حارثة"، وخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) في وداعه،.وفي معركة غير متكافئة حيث كان عدد المسلمين 3000 آلاف والروم ومن حالفهم من العرب مئتي ألف. واستشهد القادة الثلاث في المعركة واصطلح المسلمون على خالد بن الوليد رضي الله عنه حيث كسر تسعة أسياف في تلك المعركة ونجح في سحب الجيش الإسلامي رضي الله عنه.

غزوة تبوك 9هـ: تقع تبوك في الشمال الغربي للملكة العربية السعودية.

 بعد فتح مكة على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلت معلومات للرسول صلى الله عليه على إن ملك الروم وبالتعاون مع القبائل العربية من لخم وجذام وغسان وعاملة ينوى مهاجمة الدولة الإسلامية  .فجهز الرسول صلى الله عليه وسلم جيشا قوامه 30 مقاتل فيهم 10 آلاف فارس لملاقاة جيش الروم . وقد سميت الغزوة "غزوة العسرة"، وقالوا إنَّها جاءت عسرة من الماء وعسرة من الظهر، وعسرة من النفقة . ولما سمع الروم بقدوم الرسول صلى الله عليه وجيشه فروا إلى داخل حدود بلادهم.

لقد حصل المسلمون على مكاسب عسكرية وسياسية مهمة من هذه الغزوة . وكان هذا  ثاني تعرض كبير بعد غزوة مؤته بين جيش المسلمين  والروم الذين يحكمون بلاد الشام  .

لقد كان لانسحاب الروم الأثر الكبير في تحسين السمعة والهيبة العسكرية للمسلمين والتي كان لها الأثر الكبير في معارك المسلمين القادمة مع الروم.

وقد انزل الله آيات تتحدث عن هذه الغزوة في كتابه الكريم.

بعد ذلك أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ببعث جيش أسامة لمقاتلة الروم ولكن مات صلى الله عليه وسلم قبل إنفاذه وأكمل المهمة الصديق رضي الله عنه حيث بعث الجيش بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن الجيش لم يلق احد من الروم بعد وكان لهذا الحدث الأثر المهم في فرض الهيبة لدولة الإسلام الجديدة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

بعد استلام أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمهام الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز الجيوش لفتح العراق والشام وأكمل هذه المهمة بعده الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه .

ومن ضمن المعارك التي وقعت في الشام بين المسلمين والروم.

معركة اجنادين سنة 13هـ: وقعت تلك المعركة في منطقة اجنادين وهي تقع جنوب فلسطين وهي موضع يبعد عن بيت جبرين بحوالي 11 كيلومتر  وعن الرملة حوالي تسع وثلاثين كيلو مترًا، وكانت ملتقى مهمًا للطرق..

بلغ جيش المسلمين في هذه المعركة 40 ألف مقاتل أما جيش الروم فبلغ 90 ألفا .

وكانت قيادة الجيش بيد خالد بن الوليد رضي الله عنه حيث تجمعت تحت إمرته الجيوش الإسلامية في الشام.وبعد معركة شرسة حمل فيها خالد رضي الله عنه ومن معه على الروم فزلزل الأرض من تحت أقدامهم وكتب فيها الله النصر للمسلمين حيث ظهرت في هذه  المعركة بطولات ضرار بن الازور فقتل ثلاثين من فرسان الروم . ومن بطولات النساء قتلت أم حكيم أربعة من جنود الروم بعمود خيمتها.

كانت معركة اجنادين أول لقاء كبير بين الروم والمسلمين . كتب الله فيه النصر لأوليائه الموحدين.

معركة اليرموك 15 هـ: اليرموك نهر ينبع من جبال حوران، يجري قرب الحدود بين سوريا وفلسطين، وينحدر جنوبا ليصب في غور الأردن ثم في البحر الميت، وينتهي مصبه في جنوب الحولة، وقبل أن يلتقي بنهر الأردن بمسافة تتراوح بين ثلاثين وأربعين كيلو مترا يوجد واد فسيح تحيط به من الجهات الثلاث جبال مرتفعة شاهقة الارتفاع، ويقع في الجهة اليسرى لليرموك.

 قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبو عبيدة بن الجراح  رضي الله عنهما. كانت قوّات جيش المسلمين تعدّ 41 ألف مقاتل في حين كانت جيوش الروم تبلغ 300 ألف مقاتل. لقد بدأت المعركة بهجوم كاسح من قوّات الرّوم فزحف خالد بفرسانه دون أن يقاتل منتظرًا السّاعة المناسبة للهجوم وفعلا قام بمهاجمة الرّوم بعد أن أنهكهم التعب واختلت صفوفهم. كانت معركة اليرموك من أعظم المعارك الإسلامية، وأبعدها أثرا في حركة الفتح الإسلامي، فقد لقي جيش الروم- أقوى جيوش العالم يومئذ- هزيمة قاسية، وفقد زهرة جنده، وقد أدرك هرقل حجم الكارثة التي حلت به وبدولته، فغادر المنطقة نهائيا وقلبه ينفطر حزنا، وقد ترتب على هذا النصر العظيم أن استقر المسلمون في بلاد الشام، واستكملوا فتح مدنه جميعا، ثم واصلوا مسيرة الفتح؛ فضموا مصر والشمال الإفريقي. معركة اليرموك وبطولاتها(المعرفة).

فتح بيت المقدس على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 15هـ:

بعد فراغ أبو عبيد ة رضي الله عنه من دمشق ذهب ليحاصر بيت المقدس ونجح عمرو بن العاص في فتح معظم أرض فلسطين , غزة وسبسطية ونابلس ، ثم اللد ويُبنى وعمواس وبيت جبرين و يافا و رفح ، ثم حاصر القدس.

وحين تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد وفاة الصديق عام 13 هـ , أوعز إلى أبي عبيدة بن الجراح , بعد أن فتح قنسرين في شمال سورية ، أن يزحف إلى القدس ، وسيّر إلى الشام سبع فرق , بخمسة وثلاثين ألفاً من الجند , وسبعة قواد هم خالد بن الوليد و يزيد بن أبي سفيان و شرحبيل بن حسنة و المرقال بن هاشم و قيس بن المرادي و عروة بن مهلهل بن يزيد الخليل .

لقد دام حصار القدس أربعة أشهر قال الواقدي في فتوح الشام: ولم يزل أبو عبيدة ينازل بيت المقدس أربعة أشهر كاملة وما من يوم إلا ويقاتلهم قتالا شديدا، (ثم طلبوا أن يبعث إلى عمر ليفتحوا له البلد) فأمر أبو عبيدة بالكف عنهم 1 / 218 - 219.

 ولما اشتد الحصار على أهلها طلبوا الصلح على أن يسلموا مفتاح المدينة إلى خليفة المسلمين . وبعد استشارة الصحابة اخذ الخليفة عمر برأي على بن أبي طالب رضي الله عنه بالذهاب لاستلام المدينة المقدسة . وبعد وصول عمر رضي الله عنه  فتحت له المدينة أبوابها وتسلم مفاتيحها من البطريرك صفرنيوس .لقد كان يوما عظيما أعز الله فيه أهل الإسلام وجنده يوم أن عاد بيت المقدس إلى الحضن الإسلامي وأهله المستحقين رعايته.

الغزو الصليبي لبيت المقدس: سقطت القدس في أيدي الفرنجة بعد خمسة قرون من الحكم الإسلامي نتيجة صراعات على السلطة بين السلاجقة والفاطميين وبين السلاجقة أنفسهم بعد فتح بيت المقدس بقيت المدينة المقدسة بيد المسلمين إلى أن استولى عليها الصليبيون في سنة 493 هـ  وارتكبوا فيها مجاز دموية في ساحة المسجد الأقصى ورفعوا الصليب على قبة الصخرة المقدسة بمساعدة الفاطميين. لما كانت الدولة الإسلامية قوية أبان حكم الدولة الأموية وبدايات الدولة العباسية لم يجرؤ الصليبيون على غزو فلسطين ولكن عندما بدأت الدولة العباسية تظهر عليها أمارات الضعف تجرأ الصليبيون على غزو فلسطين  ولكن يسر الله من القادة المسلمين الأفذاذ من اخذ زمام المبادرة في مقارعة الصليبين منهم عماد الدين زنكي رحمه الله فبدأ مرحلة الجهاد التي آتت أكلها ونتائجها على يد ابنه نور الدين زنكي الذي قال عنه ابن كثير: "كان يقوم في أحكامه بالمعاملة الحسنة وإتباع الشرع المطهر.. وأظهر ببلاده السنة وأمات البدعة". لقد كان نور الدين زنكي مفطورا على حب الجهاد وقد قارع الصليبين في عدة معارك هـ.

استهل نور الدين حكمه في سوريا بالقيام ببعض الهجمات على إمارة أنطاكية الصليبية، واستولى على عدة قلاع في شمال الشام ومنطقة الساحل السوري، ثم قضى على محاولة "جوسلين الثاني" لاستعادة الرها التي فتحها عماد الدين زنكي وكانت هزيمة الصليبيين في الرها أشد من هزيمتهم الأولى، وعاقب نور الدين من خان المسلمين من أرمن الرها، وخاف بقية أهل البلد من المسيحيين على أنفسهم فغادروها.(الموسوعة الحرة)

كان هدف نور الدين هو فتح القدس وقد صمم منبر آية من الجمال وحسن الصنعة ليضعه في المسجد الأقصى ولكن المنية عاجلته ليكمل المسيرة بعده صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

 استطاع صلاح الدين الأيوبي استرداد القدس من الفرنجة بعد معركة حطين 24 من ربيع الآخر 583هـ ، وغدت فلسطين عقب حطين في متناول قبضة صلاح الدين، فشرع يفتح البلاد والمدن والثغور الصليبية واحدة بعد الأخرى، حتى توج جهوده بتحرير بيت المقدس في (27 من رجب 583هـ = 12 من أكتوبر 1187م( ..وعامل أهلها معاملة طيبة، وأزال الصليب عن قبة الصخرة، واهتم بعمارة المدينة وتحصينها، ثم اتجه صلاح الدين لتقديم أعظم هدية للمسجد، وكانت تلك الهدية هي المنبر الذي كان "نور الدين محمود بن زنكي" قد أعده في حلب، وكان هذا المنبر آيةً في الفن والروعة، ويعدّه الباحثون تحفة أثرية رائعة.

حملة ريتشارد قلب الأسد ملك انكلترا وفليب الثاني ملك فرنسا سنة 586هـ(الحملة الصليبية الثالثة): ما أن علم البابا اوربان الثالث بانتصار القائد صلاح الدين حتى توفي من وقع الصدمة فتولى بعده  البابا الذي دعى الى حملة صليبية ثالثة التي تزعمها "فردريك بربروسا" إمبراطور ألمانيا، و"فيليب أوغسطس" ملك فرنسا، و"ريتشارد قلب الأسد" ملك إنجلترا.

تقدمت فلول  القوات الصليبية صوب عكا وبعث صلاح الدين قوات لمنع القوات المهاجمة من احتلال المدينة المهمة ولكنها اخذت مواقعها تجاه عكا وفي نفس الوقت وصلت القوات الصليبية القادمة من أوربا لتحاصر المدينة من البحر.بعد حصار دام عامين من القوات الصليبية وبعد معارك شرسة استطاعت القوات الصليبية ان تدخل عكا في  16 من جمادى الآخرة 587 هـ= 11 من يوليو 1191م) بعد اتفاق مع صلاح الدين. وظلت المدينة في قبضة الصليبيين حتى قام القائد المسلم "الأشرف بن قلاوون بتحرير المدينة بعد أكثر من 100 عام.

لقد صمدت هذه المدينة لمدة سنتين وشهدت أعظم أعمال حربية كانت القوات الصليبية المهاجمة تقدر بربع مليون جندي . بعد الاستيلاء على عكا تقدم ريتشارد ملك انكلترا مع قواته على الطريق الساحلي ليحتل يافا وبعد ذلك عسقلان والتي خربها صلاح الدين لكي لا يستفيد منها الأعداء.

 بقيت تحركات الصليبين على الساحل ولم يتقدموا باتجاه القدس خشية لقاء قوات صلاح الدين في حرب مكشوفة وقد حاول صلاح الدين سحبهم إلى الداخل ولكن بقيت القوات الصليبية على الساحل ولم تجرؤ على التقدم . خشية تكون الخسارة من نصيبهم علاوة على ذلك شدة تحصينات صلاح الدين للمدينة المقدسة . بقيت الحرب سجال بين الطرفين الى أن انتهت بصلح الرملة . ولم تحقق الحملة الصليبية الثالثة أهدافها بل فشلت . وقفل ريتشارد قلب الأسد راجعا إلى بلاده حيث قتل هناك .

بعد ذلك توالت الحملات الصليبية الخامسة والسادسة والسابعة وخلال عملية صلح مع فريدرك الثاني سلم السلطان الكامل بن العادل أخي صلاح الدين الأيوبي القدس له على أن يبقى المسجد الأقصى بأيدي المسلمين .وفتح مرة ثانية على يد الملك الناصر داود حيث سار إلى القدس بجنود من مصر وضربها بالمجانيق واستولى عليها واخرج الصليبين منها بعد أن حاصرها واحد وعشرون يوما .سنة 637 هـ.

وسقطت القدس مرة ثالثة بيد الصليبين وحررها الصالح أيوب.

معركة غزة وتحرير القدس:

حدثت هذه المعركة قرب قرية الحربية في شمال شرقي غزة سنة 642هـ وعرفت أيضاً باسم معركة الحربية أو معركة لافوربي (La Forbie).

وكان الجيش المصري ومعه الخوارزمية في جهة وفي الجهة الأخرى جيش ضخم شامي صليبي وفيه من العربان ايضا.

والجيش المصري التابع للسلطان الأيوبي الصالح أيوب كان بقيادة أمير اسمه ركن الدين بيبرس أما الخوارزمية فكانت بقيادة حسام الدين بركه خان.

وكان الصليبيون في ميمنة جيش الشام بأكبر جيش دفعوا به إلى ميدان القتال منذ معركة حطين. وفي الميسرة عسكر الكرك والعربان، وفي القلب المنصور صاحب حماة. وهجم الخوارزمية علي العسكر الشامي بينما تصدى المصريون للصليبيين، وانهزم المنصور وفر الوزيري وأسر الظهير الحلبي، وأحيط بالصليبيين الذين حصر جيشهم بين الخوارزمية والمصريين ولم يفلت منهم أحداً إلا من تمكن من الفرار، وقدر عدد القتلى من الصليبيين بأكثر من 5000 قتيل من بينهم مقدم الداوية ورئيس أساقفة صور وأسقف الرملة وانهزم الحلف الشامي-الصليبي هزيمة منكرة خلال عدة ساعات فقط .

ودخلت القوات القدس وحررتها - ولم يتمكن الصليبيون منذ ذاك اليوم الاستيلاء على القدس مرة آخرى.

معركة ( عين جالوت ) واندحار المغول سنة 659هـ:

تقدم المغول من شرق العالم الإسلامي حتى وصلوا بغداد فدخلوها سنة 656هـ بقيادة هولاكو وعملوا فيها مذبحة عظيمة قتل بها المليون تقريبا كما هو معروف في كتب التاريخ.   وتقدم التتار إلى بلاد الجزيرة، واستولوا على "حران" و"الرُّها" و"ديار بكر" في سنة سبع وخمسين وستمائة هجرية 1259م، ثم جاوزا الفرات، ونزلوا على "حلب" في سنة ثمان وخمسين وستمائة هجرية 1260م، واستولوا عليها وجرت الدماء في الأزقة أنهارًا.

ثم وصلوا دمشق فأستولوا عليها بسهولة  ونهبوا وسلبوا ودمروا.

وتعدوا دمشق، فوصلوا إلى "نابلس"، ثم إلى "الكرك" وبيت المقدس، وتقدموا إلى "غزة" دون أن يلقوا مقاومة تذكر.

تسلم قطز رحمه الله الإمارة في مصر فصمم على صد هذا المد الجارف. وكان من خطة هذا الأمير هو ملاقاة التتر خارج مصر فالهجوم أحسن وسيلة للدفاع. وذلك حتى يرفع معنويات رجاله ومعنويات المصريين ثانيًا، ويوحي للتتار بأنه لا يخافهم فيؤثر ذلك على معنوياتهم.

وخرج قطز من مصر في الجحافل الشامية والمصرية، في شهر رمضان من سنة 658 هـ- 1260م وغادر معسكر الصالحية بجيشه، ووصل مدينه "غزة" والقلوب وجلة، وكان في "غزة" جمع التتار بقيادة "بيدر"، وكان بيدر هذا قد أخبر قائده "كتبغا نوين" الذي كان في سهل "البقاع" بالقرب من مدينة "بعلبك" بزحف جيش قطز، فرد عليه: "قف مكانك وانتظر". ولكن قطز داهم "بيدر" قبل وصول "كتبغا نوين" فاستعاد غزة من التتار، وأقام بها يومًا واحدًا، ثم غادرها شمالاً باتجاه التتار0

وبعث قطز طلائع قواته بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري لمناوشة التتار واختبار قواتهم، واستحال المعلومات المفصلة عن تنظيمهم وتسليحهم وقيادتهم، فالتقى بيبرس بطلائع التتار في مكان يقع بين "بيسان" و"نابلس" يدعي: "عين جالوت" في "الغور" غور الأردن، وشاغل التتار حتى وافاه قطز على رأس القوات الأصلية من جيشه، وفي يوم الجمعة 25 رمضان سنة 658هـ- 6 سبتمبر1260م نشبت بين الجيشين المتقابلين معركة حاسمة.( محود شيت خطاب).

لقد انتصرت القوات الإسلامية على جيش التتار في معركة شرسة طاحنة لا سيما إن القوات التترية قوات متمرسة تعودت الانتصار أما جيش المسلمين بقيادة قطز فلم يتعود خوض مثل تلك المعارك ولكن حماسة الجيش واصرار قائده قطز على النصر حيث كان يقاتل بنفسه ويصيح وااسلاماه يا الله انصر عبدك قطز على التتار. في قلب المعركة مما يثير حماس الجند وفي النهاية انتصر جنود المسلمين على جحافل التتر الجارفة . بحسن قصد المسلمين وإصرارهم في الدفاع عن دينهم و بلدهم ودحر المعتدين وبذلك انتهت صفحة مشرقة من صفحات تاريخنا الإسلامي بالنصر المؤزر بعد سلسلة من الهزائم على يد التتر .


ـ سنة 690 هـ / 1291 م أنهى السلطان ( الاشرف بن قلاوون ) مملكة بيت المقدس الصليبية: يعتبر السلطان الاشرف ثامن سلاطين المماليك البحرية في الشام ومصر ولد في مصر وبها نشأ .

عزم الاشرف على حرب الصليبين وطردهم نهائيا من بلاد الشام  منذ توليه السلطة وعد للأمر عدته . فجمع الجنود من الشام ومصر وسار لتحرير عكا فحاصرها في 3ربيع الأول سنة 690 هـ ونصب المجانيق عليها وعمل مهندسوه على نقب أسوارها المنيعة فلم تصمد أمام جيشة رغم مناعة حصونها ووصول امدادت للروم من البحر . بعد سقوط عكا بأيدي المسلمين تلك المدينة المهمة التي بقيت عصية عليهم سنين طويلة. سقطت المدن التي يحتلها الصليبيون واحدة تلو الأخرى . فاستسلمت صيدا وصور وعتليت وجبيل وحيفا وبيروت وانتقل من فيها من الصليبين إلى قبرص وألزم الملك الاشرف من بقي منهم على دفع الجزية .

بهذا فقد الصليبيون كافة معاقلهم عند ساحل الشام عدا جزيرة أرواد والتي حررها المسلمون بعد اثنتي عشرة سنة فرحم الله السلطان المسلم الاشرف بن قلاوون.

سار الأشرف على نهج أبيه في سياسته الخارجية، فعزم منذ توليه السلطنة على حرب الصليبيين والعمل على طرد بقاياهم من بلاد الشام، وتحرير المناطق التي ما برحت في حوزتهم.
 سنة 922 هـ / استولى السلطان ( سليم العثماني ) على القدس:  

بعد معركة مرج دابق قرب حلب والتي حدثت بين العثمانيين والمماليك سنة 922هـ  . انهزم المماليك أمام الجيش العثماني . بعدها سقطت مدن الشام بيد سليم الأول واحدة تلو الأخرى ومن ضمنها مدينة القدس فدخلها العثمانيون في الرابع من ذي الحجة سنة 922هـ وبعد يومين من هذا التاريخ  دخل السلطان سليم الأول المدينة المقدسة حيث استقبله الوجهاء والعلماء وسلموه مفاتيح المسجد الأقصى والمدينة. ظلت القدس في أيدي العثمانيين أربعة قرون . خلالها بنى السلطان سليمان القانوني السور المعروف الان حول المدينة .

انهزام نابليون أمام أسوار عكا: حاصر نابليون عكا في 18 مارس عام 1799م وهو على يقين كامل بأن المدينة ستسقط في يده خلال أيام قليله خاصة بعد انتصاره المدوي على المماليك والأتراك في مصر وشاء الله أن يكون على ولاية عكا قائد بوسني الأصل هو احمد باشا المشهور بالجزار , ولم يكن في قاموس هذا القائد أي مرادفات لكلمات من قبيل الاستسلام أو حتى التفاوض .

وعندما قام بونابرت بإرسال خطاب للجزار رد عليه فورا بإطلاق نيران مدفعيته على القوات الفرنسية المحاصرة لأسوار عكا. وبعد سبعين يوما من الحصار اضطر بونابرت إلى فك الحصار ومغادرة أسوار عكا , وهو يجر أذيال الخيبة في 20 مايو عام 1799م .

وفرض الجزار نفسه على الكتابات الأوربية وسجل هذا البطل بأنه أنقذ الشرق من خطط نابليون.
سقوط القدس بيد الجيش البريطاني في 8-9/12/1917م :لقد كانت هجمات اللنبي هي التي مهدت الفرصة لإنهاء نفوذ الإمبراطورية العثمانية على فلسطين:في عام 1917 حيث احتلت القوات البريطانية المتجهة من مصر جنوبي بلاد الشام من الدولة العثمانية، وفرضت عليها حكما عسكريا.في 9 ديسمبر 1917 دخل قائد القوات البريطانية الجنرال إدموند اللنبي مدينة القدس، مما أثار مشاعر الابتهاج في أوروبا إذ وقعت القدس تحت السيطرة المسيحية لأول مرة منذ أكتوبر 1187.

 وفي المدة الواقعة بين 271 إلى 102 1919 عقد أول مؤتمر عربي فلسطيني في القدس  ومن قراراته جعل فلسطين جزء من سوريا الغربية .

بعد دخول الجيش البريطاني إلى فلسطين بدأ يقوي من موقف اليهود عبر تسليحهم وإدخالهم القوات النظامية ومن ذلك تعيين اليهودي هربرت صمويل مندوب سام على البلاد في 171920 . عندما شعر أهل فلسطين بالخطر وبالتمدد اليهودي على أرضهم قاموا بثورة 1929 وهي ما تسمى بثورة البراق.

ثورةالبراق:
في 15 أغسطس 1929، الذي وافق يوم الحداد على خراب الهيكل حسب التقويم اليهودي، نظمت حركة بيتار الصهيونية اليمينية مسيرة تظاهرية احتشدت فيها أعداد كبيرة من اليهود في القدس، يصيحون "الحائط لنا" وينشدون نشيد الحركة الصهيونية. علمت الشرطة البريطانية عن المظاهرة سلفا وأرسلت قوات كبيرة لمرافقة المتظاهرين اليهود. في اليوم التالي رد القادة العرب بتنظيم بمظاهرة مضادة من المسجد الأقصى واتجهوا إلى حائط البراق، وهناك استمعوا إلى خطبة من الشيخ حسن أبو السعود، تبين الأخطار التي تتهدد المقدسات الإسلامية.

ازداد التوتر في القدس حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين.

في الأيام التالية تفشت الاشتباكات إلى مدن أخرى حيث قتل عرب في مدينة الخليل 67 يهوديا من سكان المدينة. تمتع عدد من اليهود بحماية بعض السكان العرب الذين عارضوا العنف ولكنهم اضطروا إلى هجر الخليل خشية من استمرار الاشتباكات. في غزة كان مجتمع يهودي صغير الذي هجر أفراده المدينة مستعينين بحماية القوات البريطانية. كذلك تعرض يهود صفد لعمليات العنف من قبل السكان العرب. اضطرت سلطات الانتداب البريطاني لطلب المساعدة من القوات البريطانية في مصر كانت حصيلة الاشتباكات، التي امتدت من الخليل و بئر السبع جنوبا حتى صفد شمالا كالتالي:

  • 116 قتيلا فلسطينيا و133 قتيلا يهوديا .
  • 232 جريحا فلسطينيا و339 جريحا يهوديا .

واعتقلت سلطات الانتداب تسعمائة فلسطينيا وأصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 فلسطينيا خُفّفت الأحكام على 24 منهم ونفذ حكم الإعدام في 17 يونيو 1930، بسجن مدينة عكا المعروف بإسم (القلعة)، في ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم وعطا أحمد الزير. (المعرفة)

حينما عاد المندوب البريطاني تشانسلور من لندن إلى فلسطين في سبتمبر 1929م اصدر بيانا قبل التحقق من الاحداث جاء فيه قد راعني ما علمته من الأعمال الفظيعة التي اقترفتها جماعات من الأشرار سفاكي الدماء عديمي الرأفة , وأعمال القتال الوحشية التي ارتكبت في أفراد من الشعب اليهودي , وأصبح المجاهدون الذين يدافعون عن عرضهم ومقدساتهم جماعات من الأشرار!!!(تذكير النفس للعفاني)

ثورة 1936م:

بعد ثورة البراق بقيت عمليات المجاهدين الفلسطينين مستمرة وتمثلت في الهجوم على المستعمرات كما حصل قرب حيفا تم الهجوم على مستعمرة الياجور في 54 1935فقتل ثلاثة من اليهود كما هجم القساميون على مستعمر بلغوريا وكفار هادسيم ومستعمرة عتليت والعفولة في المرج . وفي 22121932 اقضت مضاجع اليهود والبريطانيين عملية نهلال التي ألقت الرعب في قلوبهم.

لقد كانت خطب عز الدين القسام في جامع الاستقلال تلهب الحماس في نفوس الفلسطينيين وتحرضهم على الجهاد وكانت من توجيهات الشيخ رحمه الله أن يبيع الفلسطينيون الغالي والنفيس لشراء السلاح وتحرير أرضهم.

 وعندما سئل الشيخ عن المحاورة مع الانكليز فكان جوابه (من جرب المجرب فعقله مخرب) وفي 1935 نشرت الصحف أن الشيخ القسام يلبس الكوفية والعقال والبنطال الكاكي ويحمل السلاح هو ورجاله ويتدربون في غابات يعبد  بفضاء جنين استعدادا للجهاد. وبالفعل استجاب الكثير لدعوات الشيخ الجهادية وشهد المثلث العربي جنين نابلس طولكرم في سنة 1935 عمليات اغتيال للظباط الانكليز وتفجير القطارات والهجوم على معسكرات الجيش  . لقد كان الشيخ رحمه الله ينظم الصفوف للقيام بعملية عسكرية كبيرة يتم بها تحرير فلسطين من أيدي البريطانيين واليهود . 

وعد لهذا الأمر عدته ففي 12تشرين الثاني 1935 قرر الشيخ القسام إعلان الجهاد المقدس وابلغ المجاهدين بأنهم سوف يذهبون إلى ارض المعركة.. ولكن شاء الله أمر لم يكن في الحسبان حيث اخطأ احد المجاهدين بأن اشتبك مع دورية بريطانية .

بتوقيت غير مناسب. كانت النتيجة أن اكتشف البريطانيون ما يخطط له الشيخ القسام من القيام بالثورة وعلى اثر ذلك حاصرت قوات بريطانية كبيرة يقدر عدد جنودها بخمسمائة جندي في أحراش يعبد الشيخ مع عدد قليل من المجاهدين يقدر عدد الجميع بأحد عشر مجاهدا وفي معركة غير متكافئة قتل الشيخ رحمه الله نسأل الله له الشهادة اللهم آمين أ.هـ.

لقد تفجرت ثورة كبرى استمرت إلى 1939 وهو وقت نشوب الحرب العالمية الثانية.

لقد وصلت الثورة في صيف عام 38 إلى قمة نفوذها وقوتها وكانت تحضى بدعم شعبي واسع .

وخضعت لسيطرتها مناطق واسعة من فلسطين وخاصة شمال فلسطين ووسطها ودخل الثوار الكثير من المدن المهمة. حيث أصبح الثوار هم الحكام الإداريون في المدن الواقعة تحت سيطرتهم. وذلك لعدم وجود حكومي في تلك المناطق.

لقد عد وزير المستعمرات آنذاك فلسطين " أصعب بلد في العالم" ووصف مهمة المندوب السامي والقائد العام للقوات البريطانية . من اشق المهام التي واجهت الحكومة البريطانية بعد الحرب العظمى.

لقد استمر الجهاد في فلسطين خلال حقبة الثلاثينات ودخل المجاهدون عدة معارك مع القوت البريطانية واليهودية المتحالفة معها وكان من أهم تلك المعارك معركة بني نعيم عام 1938التي قادها المجاهد عبد القادر الحسيني حيث كان معه ألف مجاهد يقابلهم ثلاثة آلاف من الجنود البريطانيون مزودين بالمصفحات والمدافع والرشاشات الثقيلة لقد استمرت المعركة حوالي أربعين ساعة جرح على إثرها  القائد عبد القادر الحسيني.

بعد عطاء متميز من الجهاد خاض عبد القادر الحسيني معركة القسطل مع اليهود . في معركة شرسة دامت أربعة أيام وقع فيها صريعا رحمه الله في 781948م

وكان قتله رحمه الله ضربة موجعة للجهاد في فلسطين وشيعت جنازته في المسجد الأقصى ودفن بقرب والده في باب الحديد.

بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني عام 1947 مشروعا يدعو إلى إقامة دولة لليهود على ارض فلسطين . انسحبت بريطانيا من فلسطين في 14 أيار 1948 وأعلن بن غوريون في اليوم نفسه قيام دولة لليهود في فلسطين.

ومنذ ذلك اليوم والقتال والضراب مستمر في بيت المقدس وأكنافه حتى هذه الأيام

فاليوم يصارع أهل القدس بوسائلهم البسيطة على قلة القدرات والدعم أقوى قوى العالم والمتمثلة بالعدو اليهودي من اجل الحفاظ على المسجد الأقصى وما تبقى من المدينة المقدسة.

مما سبق يتوضح بدون شك أن القدس هي ارض الرباط فكم وقعت من معارك على ثرى أرضها الطاهرة وكم تصادم جند الأيمان مع جند الشيطان بكافة مللهم ونحلهم من النصارى واليهود والوثنيين والباطنيين وكانت الحرب سجال بيننا وبينهم وكان في الغالب النصر والتمكين لجند الرحمن ولكن على حين غفلة ورقة دين يكر جنود الكفر والطغيان على تلك الارض المباركة فكم هي عزيزة وغالية تلك الأرض حتى تسكب عليها كل هذه الدماء.

وتستمر المعركة كما اخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ(صحيح مسلم).

وحتى يكون عقر دار المؤمنين في الملحمة الكبرى الشام وتحديدا غوطة دمشق ، وكما في الحديث:

عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق من خير مدائن الشام وفي رواية ثانية قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ . أخرجه أبو داود قال الالباني صحيح في فضائل الشام ودمشق.

ونختم بحديث ذكره الشيخ الألباني في الصحيحة رقم 3425 يتبين من التأمل فيه فضل بلاد الشام وأنهم هم أهل الطعان والضراب وكسر الباطل الى ان تقوم الساعة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم  (لا تزالُ من أمَّتي عِصابةٌ قوَّامةٌ على أمْرِ الله عزّ وجلّ، لا يضرُّها من خالفَها؛ تقاتلُ أعداءها، كلما ذهبَ حربٌ نشِبَ حربُ قومٍ آًخرين، يزيغُ اللهُ قلوب قوم ليرزقَهم منه، حتى تأتيهم الساعةُ، كأنّها قطعُ الليلِ المظلمِ، فيفزعونَ لذلك؛حتّى يلبسُوا له أبدانَ الدُّروع، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: همْ أهلُ الشّامِ، ونكَتَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بإصبعِه؛ يومئُ بها إلى الشّامِ حتّى أوجَعها).

قال الشيخ الألباني:

أخرجه البخاري في "التاريخ " (2/2/248)، ويعقوب بن سفيان في" المعرفة " (2/296- 297) بإسناد واحد قالا- والسياق ليعقوب-، ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر في "التاريخ " (1/528): حدثنا عبدالله بن يوسف قال: حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني أبو علقمة نصر بن علقمة الحضرمي- من أهل حمص- أن عمير بن الأسود وكثير بن مرة الحضرمي قالا: إن أبا هريرة وابن السمط كانا يقولان:

لا يزال المسلمون في الأرض حتى تقوم الساعة، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:... فذ كره.

قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، ومنهم نصر بن علقمة، كما بينت في الحديث الذي قبله.

وقد جاء في أهل الشام وأنهم الطائفة المنصورة أحاديث أخرى في أسانيدها ضعف؛ كنت أشرت إليها في "الضعيفة" تحت الحديث (6104)، ثم وقفت على هذا، فبادرت لإخراجه هنا لصحة إسناده.

واعلم أن (الشام) هو الإقليم الشمالي من (شبه جزيرة العرب)، ويشمل سوريا ومنها أنطاكية،والأردن، وفلسطين إلى عسقلان؛ كما في "معجم البلدان " انتهى. 

 

إعداد: وليد ملحم

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

اليمن – صنعاء

19/4/2010

 

.