فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

صراعنا مع اليهود حقيقة لابد أن تعرف

 

 

صراعنا مع اليهود حقيقة لابد أن تعرف

 

 

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ــ  غزة ــ  الشيخ حمدان شراب نائب مفتي خانيونس.

 

 

 

 ﭧ ﭨ                    ﯿ                       آل عمران

 

الحمد لله الواحد القهار , العزيز الغفار , مكور الليل على النهار , مقدر الأمور والأقدار , يخلق ما يشاء ويختار , والصلاة والسلام على النبي المختار , وعلى آله الأطهار , وصحابته الأخيار  وبعد :

إن الصراع بين الحق والباطل صراع قديم بقدم الحياة على ظهر الأرض , قائم متجدد ما دامت السماوات والأرض , فهو سنة ماضية لن تتغير ولن تتبدل , فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا 

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                       الفرقان: ٢٠

سورة الفرقان 20  , وإن الحق له أهله وجنده , والباطل له أهله وجنده , والحرب سجال بين الفريقين فتارة ينتفش الباطل ويتبجح ولكنه انتفاش زائل سرعان ما يذهب ويزول .

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                      ﯷﯸ  الرعد: ١٧

وتارة  يضعف الحق وينزوي فالأيام دول   ﭧ ﭨ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭽ              آل عمران: ١٤٠ , ولكن سنة الله في هذا الكون تقتضي أن تكون الغلبة  والقوة والتمكين لأهل الحق , والذلة والمهانة لأهل الباطل , وإن هَمْلَجَت بهم البغال , وطأطأت بهم البراذين , وإن طاروا في الهواء , وساروا على الماء , وإن ركبوا قوارب النجاة  وملكوا مقومات الحياة .

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                      الأنبياء: ١٨

, والناظر في واقع الأمة اليوم يبكي دما بدل الدمع على ما حل بها من ضعف وهوان وتشتت وتبعثر مما حدا بأمم الكفر وأعداء الإسلام أن يتآمروا عليها ويجتمعوا ضدها ليقضوا على كل معالم العزة والكرامة فيها , فاحتلوا أرضها , وانتهكوا عرضها , وسفكوا دماءها , ونهبوا ثرواتها , وأكلوا خيراتها , فانقضوا على الأمة يتهافتون عليها كما تنقض الأكلة إلى قصعتها  , حتى صدق في الأمة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : ( بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل , ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن ) فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : (حب الدنيا وكراهية الموت ) رواه أبو داوود من حديث ثوبان رضي الله عنه , وصححه الألباني في المشكاة .

والصراع بين الحق والباطل له فصول وأحداث , وأسرار وأخبار , بينها القرآن , وذكرها سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم , بل ويشهد عليها الزمان , ويرويها التاريخ آنا بعد آن .

وإن ما يجري الآن على أرض فلسطين من مؤامرات وانتهاكات خطيرة , ومخططات خبيثة لهو حلقة من حلقات هذا الصراع قطبه الأول هو الحق الذي يحمل لواءه أبناء الأمة دفاعا عن عقيدتهم ومقدساتهم , ينهلون من المنبع الصافي والمصدر الوافي ما يرسم لهم الدفاع عن حقهم الذي به يتمسكون , وقطبه الآخر هو الباطل الذي تولى كبره أعداء الأمة في كل مكان  من إخوان القردة والخنازير ومن حذا حذوهم من الحاقدين الحاسدين الذين لا يريدون للأمة أن تبقى متمسكة بدينها وعقيدتها بل ويسعون بكل ما أوتوا من قوة أن يردوا الأمانة عن دينها حسدا وحقدا وغلا .

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                                               البقرة: ١٠٩

فهذه هي منهجية الكيان وطبيعته , يحاربون المسلمين في دينهم وعقيدتهم للقضاء على الإسلام واستئصال شأفة المسلمين ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا .

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                        البقرة: ٢١٧

فتراهم ينفقون المليارات التي لا عد لها ولا حصر ليصدوا عن سبيل الله , ويوقعوا الأمة في شباك الفاحشة والرذيلة , ويقضوا على معالم العفة والفضيلة عند الأمة , وينشروا بين أبناء المسلمين ثقافاتهم الساقطة الهزيلة , ولكن هيهات هيهات لن يجنوا إلا الحسرة في الدنيا والخيبة والخسران في الآخرة

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                            ﭿ                                           الأنفال: ٣٦

فمهما رصدوا من مليارات وأموال وقاموا بمخططات وأعمال ونشروا أفكارهم الخبيثة ما استطاعوا ان يخولوا بين الأمة ودينها ذلك وعد الله

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                                                   التوبة: ٣٢ وان ما يجري الآن على ارض فلسطين من انتهاكات واعتداءات وتجاوزات بحق البشر والحجر والشجر والمقدسات وتهجير سكان القدس من أراضيهم وديارهم والقيام بحفريات لتهويد المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه لهو خير شاهد على طبيعة الصراع.

ذلك أن الصراع الذي بيننا وبين الكيان الصهيوني ليس صراعا سياسيا ولا إقليميا ولا عنصريا ولكنه صراع ديني عقدي وان لوحوا لنا بحرب على غزة فحسبنا الله ونعم الوكيل من قالها معتقدا إياها كان كما

ﭧ ﭨﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭽ                                    آل عمران: ١٧٤

 

فحسبنا الله ونعم الوكيل.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

 

 

.