القدس والأقصى / عين على الاقصى

القدس ...ومكر اليهود

 

       المراحل المتقدمة من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليهودية لسلب القدس من المسلمين والعرب تدل دلالة واضحة على أن إجراءات التهويد وهدم المسجد الأقصى قد تستغل الآن كفرصة ذهبية مع الأوضاع المزرية والانحطاط الذي يمر بأمتنا .

 

     ففي الآونة الأخيرة تصاعدت وتيرة التهديدات والاعتداءات اليهودية للمسجد الأقصى ، حيثُ بدأت تتكشف مخططات وممارسات لم يعهدها أهالي القدس من المسلمين لاقتحام المسجد الأقصى ، وبدأ المصلون المسلمون في المسجد الأقصى يلاحظون كثافة  اليهود الذين يدخلون إلى ساحات المسجد الأقصى تحت حماية أمنية مشددة ، بل والتمادي بدخول مسجد قبة الصخرة ، والعبث بالمصاحف !! .   

 

        ومع ذلك فوسائل الإعلام تعمل بمعزل عن ما يحدث للقدس ، من إغلاق المؤسسات العاملة لحماية المسجد الأقصى ، واعتقال العاملين للمسجد الأقصى ، والتنكيل بكل ما يعترض على الوجود اليهودي في المسجد الأقصى ولو بمجرد القول ، ومنع دخول المسجد الأقصى من هم دون 45 عاماً من المسلمين ، وفي المقابل تفتح أبوابه لليهود المتطرفين والسياح من شتى أرجاء الأرض ، وهم في الحقيقة أغلبهم متعصبون ومتطرفون ومستوطنون وليسوا سياحا. 

 

 

 

       ويمارس جهاز المخابرات اليهودي وأجهزته الأمنية المختلفة عملية مبرمجة ضد المسلمين الذين يترددون على المسجد الأقصى بصورة دائمة خاصة الذين يداومون على صلاتي الفجر والعشاء في المسجد الأقصى المبارك باعتقالهم وتعطيلهم وتحرير المخالفات ضدهم وحجزهم لساعات طويلة على أبواب المسجد بهدف ترهيبهم والاعتداء عليهم ومنعهم من الدخول والخروج بحرية .

 

 

 

        فالسياسة اليهودية الجديدة والخطيرة تتمثل في اعتقال المصلين في المسجد الأقصى ثم إبعادهم لمدد طويلة نسبياً عن المسجد الأقصى المبارك ليفسح المجال للمستعمرين والمتطرفين اليهود بدخول المسجد بحرية تامة ودون أي احتجاج على ذلك ، وقد مارست قوات الاحتلال هذه السياسة فعليا ضد أهل القدس تواجدوا خلال دخول متطرفين يهود إلى ساحات المسجد فقد قاموا باعتقالهم والاعتداء عليهم بالضرب ومنع بعضهم من دخول المسجد لمدة (90) يوما .

 

 

 

      ومارست السلطات اليهودية هذا الأسلوب مؤخراً مع ثلاثة من المسؤولين في الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة  ، تحت دعوى أن وجودهم في المسجد الأقصى يشكل خطراً على الأمن وسلامة اليهود والسياح ، وقاموا بمنع من تقل أعمارهم عن سن (45) عاما عن أداء صلاة الفجر يوم الجمعة وذلك خوفا من مكوث الشباب من صلاة الفجر إلى صلاة الجمعة .

 

 

 

      وازدادت خطورة الأمر حيث أصبحت الزيارات  بشكل يومي ومعتاد بل وبعدد أكبر وبزيارة شخصيات رسمية متطرفة مما ينذر بأن هناك مخطط يهودي من أجل تغير وضع المسجد الأقصى المبارك، فلم ير في تاريخ القدس واحتلال اليهود إجراءات بهذه السرعة والتتالي لسلب القدس من المسلمين ، على الرغم من نداءات أهالي القدس ولكن من دون جدوى لأن اهتماماتنا الآن هابطةٌ في زمن الهبوط والانحطاط .

 

 

 

       فالقدس التي شرفت بإسراء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليها ، ومصلياً في مسجدها ، وإماماً لرسل الله وأنبيائه ، كانت وما زالت أمانة في أعناق المسلمين جميعاً ... في مشارق الأرض ومغاربها ... منذ أن سُلم أمانتها الفاروق عمر رضي الله عنه وتميزت عن كل المدائن ، بكتابة عقدها " العهدة العمرية " لتكون لها بهذه الخصوصية مكانة وشرفاً لم تحظ بها مدينة من المدن التي فتحها المسلمون عبر تاريخ الفتوحات ، وازداد تكريمها بأن أوقفها الخليفة العادل عمر رضي الله عنه لتكون الأمة من بعده "أمناء وقف" على أرض مباركة ، ولقد شهد التاريخ الإسلامي للقدس بأحرف من نور على وفاء الأمة الإسلامية بهذه الأمانة .

 

 

 

     وستبقى القدس كما كانت مؤشراً صادقاً على واقع الأمة نهوضاً وشموخاً أو انتكاساً وذلاً ، لأنها عنوان الصراع مع اليهود ، والأمة التي لا تهتم بعنوان عزها وذلها فإنها أمة ذل وهوان لأنها تركت سبيل عزها وهو تمسكها بعقيدتها ومقدساتها .

 

عيسى القدومي

 

.