فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

هاآرتس: 10 ضباط صهاينة يتحكمون في أطعمة أهالي قطاع غزة

 

الأربعاء 21 من شعبان1430هـ 12-8-2009م

 

مفكرة الإسلام: كشف تقرير صحافي "إسرائيلي" أن 10 ضباط في جيش الاحتلال هم من يحددون ما الذي سيتوافر على موائد أهالي غزة الذين يعانون من حصار مستمر.

وقال الصحافيان يوتام فيلدمان ويوري بلاو من صحيفة "هاآرتس" إن هؤلاء الضباط التابعين إلى هيئة تنسيق "ماتسباش" العسكرية، وإليها يعود البت في إدارة المناطق الفلسطينية المحتلة وشؤونها، ومنها الشؤون الاقتصادية يلتقون مرة في الأسبوع، وينظرون في أوامر السماح بمرور المواد والمنتجات الغذائية التي لا يرون بأسًا في بلوغها إلى موائد مليون ونصف مليون فلسطيني غزاوي.

وقبل شهرين، أباحت هيئة التنسيق دخول اليقطين والجزر إلى القطاع. وكان دخولهما محظورًا، شأن الكرز والكيوي واللوز الأخضر والرمان والشيكولاتة والحلاوة.

ويتولى الجنرال عاموس غلعاد البت، يومًا بعد يوم، في الفاكهة والخضار والسلع الأخرى التي يحق للفلسطينيين التمتع بها، أو يحرمون منها.

ويلخص أحد ضباط "ماتسباش" العشرة العقيد أوديد أوتيرمان المسألة بالقول: لا نريد أن يتمتع خاطفو جلعاد شاليت بأكل البامبا (سناك) "الإسرائيلي" وهو ينظر إليهم.

والحق أن وثيقة رسمية، تعود الى أوائل 2008، غداة ستة أشهر على سيطرة "حماس" على غزة، رسمت "الخطوط الحمر" للسياسة "الإسرائيلية" التجارية والمعيشية تجاه غزة وأهلها في ضوء تقديرات الأمم المتحدة ووكالاتها المحلية للحاجات الغذائية الدنيا.

وتقدر وزارة الدفاع "الإسرائيلية"، بعد مفاوضة مع الوكالات الدولية، احتياجات القطاع اليومية بحمولة 106 شاحنات، 77 منها تنقل المنتجات الغذائية الأساسية. والقمح وعلف الحيوانات جزء مما ينقل من معبر كارفي.

إجحاف متعمد:

وتدل إحصاءات وكالة "اونروا" إلى تقيد السلطات "الإسرائيلية"، معظم الأوقات، بالتقديرات الدولية. ففي مايو 2009، بلغ متوسط عدد الشاحنات التي مرت يوميًا بمعبر كرم أبو سالم، 117 شاحنة، نظير 113 شاحنة في ابريل قبله.

وعشية العدوان "الإسرائيلي" على القطاع في ديسمبر 2008، اقتصر عدد الشاحنات على 37 شاحنة في اليوم.

ويحتكم عاموس غلعاد وضباط "ماتسباش" في سياستهم التموينية إلى قاعدة مثلثة تقضي بالحؤول دون الازدهار والتنمية والأزمة الغذائية والإنسانية المفضية إلى المجاعة، ويزعم أحد الضباط أن الهيئة لا تضرب حصارًا على غزة، بل ترعى نظامًا متقشفًا يستبعد "السلع الفاخرة".

ويلاحظ أن تعريف معيار السلعة الفاخرة يتقلب بين أسبوع وآخر، وفي أحيان بين يوم وآخر. ويستجيب التقلب، في بعض الأوقات، مطالب دولية.

فغداة زيارة عضو مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري في فبراير 2009، رفع مجلس الوزراء، في مارس الحظر عن شاحنات محملة بالمعكرونة.

ومنذ سيطرة "حماس" على غزة، انقطعت علاقات الهيئة العسكرية بممثلي السلطة الفلسطينية في غزة في شأن التموين وبوابات العبور.

وكان يتولى التنسيق عن السلطة حسين الشيخ وناصر السراج ويقيم الاثنان في رام الله ونظمي مهنا المقيم في أريحا، ورائد فتوح الذي بقي وحده في غزة.

التحكم في المعابر:

ويخلص من يتحدث إلى هؤلاء وغيرهم وإلى المزارعين "الإسرائيليين"، إلى أن أسواق غزة، وتصريف المنتجات الغذائية فيها، عامل من عوامل ضبط أسعار المنتجات الزراعية "الإسرائيلية"، وجزء من سياسة الضبط هذه.

ويتولى أوري مادار تمثيل وزارة الزراعة في هيئة التنسيق العسكرية "ماتسباش". وهو صاحب اليد الطولى في رسم سياسة العقوبات والاستثناءات الزراعية.

ولأبشالوم هرتسوغ، صاحب بساتين فاكهة كبير ويملك مصنعًا كبيرًا للتوضيب، يد طويلة ثانية في الأمر. وهو ينسق مع 80% من مصانع التوضيب الإسرائيلية، من جهة، ومع كبير تجار الجملة في غزة خالد عثمان.

وفي وسع أبشالوم هرتسوغ "المونة" على وزير الزراعة العمالي شالوم سمحون ومكتبه. وحين تهدد الانهيار أسعار الشمام (البطيخ الأصفر) والفاكهة "الإسرائيلية" التمس هرتسوغ من سمحون التوسط لدى وزارة الدفاع وإقناعها بتخفيف الحظر على تصريفها في غزة. وهذا معيار آخر راجح في سياسة تموين أهل غزة بالمنتجات المباحة أو المحظورة.

وينبه إيال إيرليش أحد كبار تجار الماشية "الاسرائيليين" إلى أن حصار غزة ضرب موردًا كبيرًا من موارد تجارته. فهو كان، قبل الحصار يستورد من أستراليا 50 ألف رأس عجل يصرف معظمها في أسواق الغزاوية. وسدت سياسة الإغلاق باب التصريف هذا. فرفع قضيته إلى المحكمة العليا من غير جدوى.

ومعظم المنتجات التي تبلغ غزة اليوم تمر ببوابة كرم أبو سالم. ويقتصر معبر "كارني" على بساط ينقل القمح والعلف إلى الجهة الفلسطينية من الحاجز.

والشطر الكبير من عائد العملية هذه يعود إلى نسيم ديجيان عميل "شاباك" سابقًا. وهو أنشأ منذ ترك جهاز الاستخبارات العامة هذا قبل 8 أعوام، مملكة صغيرة في حقول النقل والعقارات والبناء. وعلاقته بناصر السراج أحد منسقي المعابر بين "إسرائيل" وغزة، وثيقة. ويعمل نحو 50 عاملاً فلسطينياً على الجهة الفلسطينية من بوابة كرم أبو سالم لمصلحة نسيم ديغيان ووكيله المحلي منعم شهابية.

ومنذ بعض الوقت، تولي الوحدة المالية في الشرطة الإسرائيلية تجارة نسيم ديغيان على بوابة كرم أبو سالم اهتمامها.

 

.