فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام
الجريمة الصهيونية ضد اسطول الحرية والمواجهة المستمرة
الجريمة الصهيونية ضد اسطول الحرية والمواجهة المستمرة
العدوان الصهيوني على أسطول الحرية جاء ليؤكد همجية هذا الكيان وأفكاره النازية وجرائمه ضد الإنسانية، كما جاء ليؤكد على عدالة القضية الفلسطينية وحق شعبنا بالحياة والحرية، من خلال تبني القائمين على الحملة وإصرارهم على فك الحصار الظالم عن شعبنا المحاصر بالقطاع، فالجريمة التي ارتكبها هذا الكيان هي حلقة من سلسلة جرائمه التي يرتكبها ضد الإنسان الفلسطيني والعربي والدولي، ويؤكد تحديه للمجتمع والقانون الدولي، وان ليس هناك أرضاً أو مكانا أو بقعة جغرافية محددة لارتكاب جريمته، وبهذه الجريمة فهو يكشف عن طبيعته النازية وعقليته الإجرامية، وإلا ماذا يعني انه خلال ساعة يرتكب مارينز هذا الكيان مجزرة بحق أناس عزل فقط يريدون أن يوصلوا مساعدات إنسانية إلى شعب محاصر منذ ما يزيد على ثلاث سنوات؟
أما الجانب الآخر الذي أود التطرق إليه، أن ما أفرزته هذه العملية بان المواجهة مع هذا الكيان قد ابتدأت فعليا، رغم أن هذه المواجهة كانت سابقاً مع حكومة مصر التي وضعت عراقيل أمام وصول قافلة شريان الحياة إلى القطاع نهاية العام الماضي، فالتواطؤ الرسمي العربي وأيضاً التأمر من بعض حكومات الدول العربية، تؤكد على حجم الانهيار والانحدار التي وصلت إليه هذه الحكومات، فالمشرفون على حملة فك الحصار قد أجادوا فعلاً إدارة المعركة من أجل فلسطين ومن اجل شق طريق هزيمة هذا الكيان، وأجادوها لتعرية العديد من مواقف الحكومات العربية، فلو كان هذا الأسطول سيخرج من أرض عربية بالتأكيد سيقمع بقوة الحديد، ومن المخجل والمعيب أن يخرج هذا الأسطول من دولا أوروبية وتركيا.
إن جريمة الكيان الصهيوني بحق الأسطول واختطاف المشاركين والمتضامنين وقطع الأسطول بحمولته، أفرزت دروساً يجب الاستفادة منها والوقوف أمامها، فمن أهم هذه الدروس هو ما أنتجته هذه الحملة من إدانة دولية لجريمة الكيان الصهيوني وتحريك الرأي العام الدولي، الذي لم يكن بحد ذاته بالمستوى المطلوب الذي يطمح له الإنسان الفلسطيني والعربي الذي يرى بالكيان الصهيوني سرطانا يجب استئصاله، فالموقف الدولي بكل تأكيد سيتماشى مع الموقف الرسمي الفلسطيني والعربي الذي يلهث وراء سراب التسوية والمفاوضات، والذي لا يسير إلا بقطار الهزيمة، والذي يترك سلبياته على الانجازات أو يعيقها ويكون معطلاً لها من خلال قيامه بإجراءات لامتصاص ردات فعل جماهيرية قد تكون متوقعة، فالنظام الرسمي العربي ومنه الفلسطيني لا تتوفر لديه جرأة مصارحة الجماهير وجرأة مواجهة الكيان الصهيوني، ولا تتوفر لديه إلا لغة الاستجداء والتلطف، بكل تأكيد القائمين على هذه الحملة والمناصرين للحق الفلسطيني والعربي متنبهين جداً إلى هذه السلبية من قبل النظام الرسمي العربي والفلسطيني التي تضر بالحملة وأهدافها، وهنا يقع على عاتق كافة القوى العربية والإسلامية أن تأخذ بعين الاعتبار هذا الجانب ولتكن من أولى اهتماماتهم الأولية وضمن برامجها الانخراط بالنشاطات المستقبلية لحملة فك الحصار، لما تركته هذه الحملة من ايجابيات سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا وجماهيريا على مستوى عالمي.
مهم جدا أن لا نذهب بعيدا لنقول أن أسطول الحرية وغزة انتصروا على الكيان الصهيوني بهذه المعركة، فهناك انجازات حققها وهناك انتكاسات حصلت، فالأسطول والمتضامنين والحمولة لم يصل منها شيئا إلى القطاع رغم الإدانة الدولية والمظاهرات التي حصلت بالعديد من دول العالم، فالتأكيد على أن المواجهة مع هذه الكيان قد بدأت بالفعل، والتضامن الاممي مع الشعب الفلسطيني بنضاله تقدم نقله نوعية وصلت إلى حد المواجهة والاشتباك المباشر مع الكيان الصهيوني وجنوده، فتوسيع الحملة هي مهمة لتشمل كافة القطاعات الشعبية والجماهيرية والقوى وكل الشخصيات المناصرة للحق الفلسطيني والرافضة لاستمرار الحصار بكل دول العالم بقاراته الخمس وان تكون جزءا مساهما وفعليا بهذه المواجهة مع هذا الكيان الصهيوني الذي ليس لديه عقلية إلا عقلية القتل والجريمة والإرهاب، والتي تعبر بالفعل عن طبيعته النازية.
تعبئة الرأي العام العالمي وحشده لرفع حالة التضامن مع الشعب الفلسطيني والشعوب العربية أمام العقلية العدوانية للحركة الصهيونية وكيانها والامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية، وما تمثله هذه القوى من خطر على استقرار واستقلال الشعوب ودولها، يجب أن تكون من أولى اهتمامات كافة القوى الفلسطينية والعربية التي ترى بالرأي العام العالمي عاملا مساهما بهذه المعركة مع هذا الكيان، للاستفادة منه باتجاه تحقيق الأهداف العربية والفلسطينية للتخلص من الكيان الصهيوني والوجود الامبريالي الغربي بالمنطقة على طريق الحرية والاستقلال والسيادة وتقرير المصير والعودة، فالجماهير الفلسطينية والعربية هي بحاجة إلى حركة متواصلة ومستمرة بالمرحلة التي تشهد بها غياب قوى وقيادات قادرة على تسييرها وتوجيها بمعركة التحرير والاستقلال والتخلص من كل مخلفات الاستعمار والرجعية، من اجل مستقبل أفضل.
كذلك يقع على عاتق كافة المؤسسات والقوى الحية بالتجمعات الفلسطينية بكافة أماكن تواجدها بالدول الغربية ودول العالم اجمع برفع درجة التنسيق بينهما لتنجح حملة التضامن الدولي بفك الحصار عن قطاع غزه، ورفع أشكال التنسيق والتعاون لفضح وتعرية الكيان الصهيوني وجرائمه بحق الإنسانية والبشرية جمعاء.
جاد الله صفا – البرازيل
01/06/2010
.