دراسات وتوثيقات / فرق ومذاهب
نُصرة الفُرس في يوم القدس!!
نُصرة الفُرس في يوم القدس!!
طارق أحمد حجازي
"جيش القدس" و"إذاعة القدس" و"لجنة القدس" و"يوم القدس" و"جمعة القدس" و"تحرير القدس" عبارات ومسميات طالما لا مست أسماعنا ، ودغدغت مشاعرنا المتعطشة لفك المسجد الأقصى من أسره.
فتحت مسمى يوم القدس ... يتكرر كل عام في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك ، والذي أطلقوا عليه مسمى " يوم القدس العالمي " إتباعاً لوصية "الخميني" في عام 1979م ... مشهد رفع صور القيادات الشيعية والأعلام الصفراء ...
وهذا اليوم يدعوك للتساؤل : ماذا قدمت تلك المسيرات للقدس ؟! وهل هي مسيرة من أجل نصرة القدس والمسجد الأقصى ؟ أم مسيرة إثارة القلاقل والفتن والسب والقذف للقيادات السياسية في الأوطان والبلدان ، كما حدث في البحرين وغيرها !!
وهل هو "يوم القدس العالمي" أم "اليوم الفارسي تحت مسمى يوم القدس " ؟!! إن كانوا هؤلاء صادقين في نصرة القدس في "يوم القدس العالمي" ، ونصرة أهل القدس وفلسطين ، فمن باب أولى نصرة الفلسطينيين الذين يقتلون على الهوية بأيدي المليشيات الشيعية في العراق ، وهؤلاء المستضعفين لا حول لهم ولا قوة ... فبعضهم قتل بعد تعذيبه وقد بلغ الـ 75 من العمر !! وما زال ما يقارب 10 آلاف منهم يعيش أغلبهم في بغداد يخطف ويعذب حتى الموت ، وبعضهم انتقل إلى الحدود يريد النجاة وما زال يعيش في مخيماتها حياة البؤس والمهانة خوفاً من بطش تلك المليشيات !!
ولم نسمع في بيانات " يوم القدس العالمي " ما يخفف معاناة إخواننا الفلسطينيين في العراق ، ولم تصدر الفتاوى من الحوزات العلمية المعتمدة لأتباعهم التي تكف الأيدي الملطخة بدماء الأبرياء ، من استمرار القتل والتعذيب ؛ فهل لهؤلاء نصرة للمسجد الأقصى وأرض المسرى ، وأهل فلسطين في العراق يبادون إبادة جماعية كما صورت حالهم المنظمات الإنسانية التي طالبت بوقف ممارسات المليشيات الشيعية المجرمة التي تقتلهم على الهوية والانتماء تحت ذرائع واهية يحركها الحقد الدفين لأهل السنة من العرب ؛ وحالهم يعيد للأذهان ما فعلته منظمة أمل في المخيمات الفلسطينية وقتلهم الأطفال والنساء بكل حقد ووحشية ...
وهل يوم القدس يخدم مصالح فئة شعوبية ، تكره العرب ، وتهددهم وتعمل لإضعافهم ، على الرغم أنهم مادة الإسلام وقلبه النابض ، وبلغتهم نزل القرآن الكريم ، ورسول البشرية كافة ابتعثه الله من بينهم وكانوا العون والسند في نشر الإسلام الذي انطلق من أرضهم لينير الكون كله ، ومنها أرض فارس التي أنار العرب الفاتحون طريقها لدين الله تعالى.
ونؤكد هنا - حتى لا نتهم بأننا ضد نصرة المسجد الأقصى - على واجب الأمة في نصرة المسجد الأقصى المبارك والقدس وأرض المسلمين " فلسطين " ، وإبراز مكانة القدس والمسجد الأقصى في الإسلام وتعزيز التمسك بمقدسات المسلمين ، وتذكير المسلمين بضرورة إحياء مكانة المسجد الأقصى في قلوبهم ، وقصد الأجر والمثوبة من الله تبارك وتعالى في نصرة إخواننا في فلسطين ، والتوجيه للمنهج الصحيح في مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين ، والدور المطلوب من عامة المسلمين بعيداً عن العاطفة والخطابات المتكررة ، والمسيرات والمظاهرات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ؛ والرد على المشككين في مكانة المسجد الأقصى من اليهود وأمثالهم من المستشرقين والفرق الباطنية !!
وتسليط الضوء على الممارسات والإجراءات اليهودية والتي تهدد وجود المسجد الأقصى وما حوله من مبانٍ وقفية !! ؛ وتوجيه جهود الأمة الإسلامية لمواجهة مزاعم وادعاءات اليهود ، والقيام بمسؤولياتها تجاه القدس والمسجد الأقصى وأرض فلسطين ، وترسيخ التاريخ الصحيح لمدينة القدس والمسجد الأقصى وأرض فلسطين في نفوس الآباء والأبناء .
وربما يتساءل البعض هل للقدس والمسجد الأقصى الذي يدّعون نصرته مكانة في عقيدتهم الباطنية ؟!! وإليك الجواب: كتبهم المعتمدة لديهم تنص على أن المسجد الأقصى الذي جاء ذكره في كتاب الله تعالى ، والذي أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، هو مسجد في السماء ، وليس مسجد القدس . فهل للقدس مكانة عندهم ؟! وما مكانة القدس أمام مكانة الكوفة وكربلاء والنجف وسامراء عندهم!! فليراجعوا كتبهم وليقولوا لنا اعتقادهم إن كان مخالفاً أو موافقاً لما جاء فيها من تهوين في مكانة المسجد الأقصى والقدس !! والتي غدت مصدراً للأكاديميين اليهود الذين عملوا على التقليل من مكانة المسجد الأقصى والتشكيك في مكانتها عند المسلمين بأحاديث اقتنصوها من الكتب المعتمدة لدى الشيعة !!
أليست مقدساتهم المقدمة مكانة وقداسة على المسجد الأقصى ترزح تحت الاحتلال الأجنبي ، أليس من باب أولى أن يجعلوا يوم للكوفة ولكربلاء ولسامراء بدلاً من يوم للقدس !! وماذا قدم "يوم القدس العالمي" منذ أن ابتدعه إمامهم الخميني إلى الآن غير الصراخ والعويل ، والتنديد بكل من عادى إيران ، ودعم لسياساتها الخارجية التي لا ترى إلا مصلحة دولتهم الصفوية الشعوبية.
ألم تكن العراق وأفغانستان أراضٍ عزيزة من أراضي المسلمين ، ولقد قالوا على لسان وزير خارجيتهم " لولا إيران لما سقطت أفغانستان والعراق " ، فلماذا تُسقط عواصم ودولاً إسلامية كاملة ، وتطالب إيران بعدها بتحرير القدس !!
النصرة التي نريد :
وإننا نتحدى أن يخرج على الناس رجل دين شيعي يترضى عن أئمة أهل السنة والجماعة وبوجه الخصوص أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي تسلم مفاتيح القدس ، وصلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي حررها من الدنس الصليبي ... لذا فنحن :
لا نريد نصرة الأقصى ممن يطعن في أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وهو الذي شد الرحال إلى فلسطين فاتحاً ، وكتب شروطها وأدخل إليها الإسلام .
ولا نريد نصرة الذي يطعن في الفاتح صلاح الدين الأيوبي رحمه الله الذي حرر المسجد الأقصى من دنس الصليبيين ، وارجع مصر إلى عقيدة أهل السنة والجماعة ، بعد أن عمتها العقيدة الفاطمية الباطنية . وبعد أن سلب الصليبيين القدس من الفاطميين الذين لم يدافعوا عنها ، ولم يحركوا ساكناً لنصرتها.
ولا نريد نصرة من ينشر الشرك في الأرض المباركة رباط المجاهدين الفاتحين ، ومنبر الدعوة إلى التوحيد ، ومقام الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة.
ولا نريد نصرة من هو غير مؤتمن على عقيدة المسلمين ، ومن يبدل المساجد بالحسينيات ، ويجعل فاكهة مجالسها سب أولياء الله تعالى من الصحابة رضوان الله عليهم وغيرهم ، ناهيك عن البدع التي لا تحصى.
ولا نريد نصرة من يجعل مسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى، وأنه من المساجد الثلاث التي يشد إليها الرحال . كما جاء في كتاب " بحار الأنوار " للمجلسي (22/90) : "عن أبي عبد الله قال : سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام ، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال : ذاك في السماء ، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم ، فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال : "مسجد الكوفة أفضل منه" !!
فكيف نصدق من لا يقدر للمسجد الأقصى قدره ويجعل مسجد الكوفة أفضل من المسجد الأقصى المبارك "ألا ساء ما يحكمون"؛ بل ويسقط كل فضائل المسجد الأقصى. كما جاء في الخصال للشيخ الصدوق : 137 . " لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد رسول الله ومسجد الكوفة " . وروي الشيخ الكليني في كتابه الكافي ، بإسناده عن خالد القلانسي أنه قال : سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام) يقول : صلاة في مسجد الكوفة بألف صلاة . الوسائل ج3/ص547
وهل ينصر القدس من أعلن عن تأسيس تنظيم شيعي في فلسطين وأطلق على مجلسه مسمى "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في فلسطين" !!!
المسجد الأقصى عندهم هو مسجد في السماء !!
وللشيعة في المسجد الأقصى المبارك رأي غريب كما يؤخذ من مراجعهم، من ذلك : زعمهم أن المسجد الأقصى المذكور في أول سورة الإسراء إنما هو البيت المعمور الذي في السماء وليس المسجد الأقصى المعروف في بيت المقدس ! فقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني 1/ 669 – 670 في تفسير قوله تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " يعني إلى ملكوت المسجد الأقصى . قال: " ذاك في السماء ، إليه أسري رسول الله صلى الله عليه وآله ".
وجاء في تفسير القمي عن الباقر عليه السلام أنه كان جالساً في المسجد الحرام فنظر إلى السماء مرة وإلى الكعبة مرة ثم قال " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " وكرر ذلك ثلاث مرات ثم التفت إلى إسماعيل الجعفي فقال: أي شيء يقول أهل العراق في هذه الآية يا عراقي ؟ قال: يقولون أسري به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون ولكنه أسري به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء وقال ما بينهما حرم.
وقال العياشي عن أبي عبد الله قال : سألت عن المساجد التي لها الفضل فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال: ذاك في السماء، إليه أسرى برسول الله عليه وسلم، فقلت: إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه " تفسير الصافي 3/ 166.
وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي ص 70: "... والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس ولكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد ".
وروي الكليني في كتابه الكافي والطوسي في كتاب التهذيب، وابن قولوبه في كتاب كامل الزيارات، بالإسناد عن أبي عبد الله الصادق قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين – أي علي رضي الله عنه - وهو في مسجد الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فردَّ عليه، فقال: جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى، فأردت أن أسلم عليك، وأودعك، قال عليه السلام: وأي شيء أردت بذلك ؟ ، فقال الفضل، جعلت فداك، قال عليه السلام: فبع راحلتك ، وكل زادك ، وصل في هذا المسجد - أي مسجد الكوفة -، فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة ، والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلاً ، يمينه يمن ، ويساره مكرمة ، وفي وسطه عين من دهن ، وعين من لبن ، وعين من ماء ، شراب للمؤمنين ، وعين من ماء ، طاهر للمؤمنين . منه سارت سفينة نوح، وصلى فيه سبعون نبياً، وسبعون وصياً، أنا أحدهم، وقال بيده في صدره، ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله تعالى، وفرج عنه كربته. انظر الكافي للكليني 3/ 491 – 492 ، وسائل الشيعة 3/529 .
وقد حرَّف الشيعة حديث شد الرحال المشهور في الصحيحين: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى " وجاءوا برواية مكذوبة على علي رضي الله عنه ونصها : " عن محمد بن علي بن الحسين قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول عليه السلام، ومسجد الكوفة" وسائل الشيعة 5/257.
ومن المعلوم أن الشيعة يقدسون أماكن لم تثبت لها أي قداسة لا في كتاب الله ولا في سنة رسول الله، ومن ذلك تقديسهم لكربلاء وخاصة قبر الحسين فعن أبي عبد الله قال: " إذا أردت الحج ولم يتهيأ لك، فائت قبر الحسين فإنها تكتب لك حجة، وإذا أردت العمرة ولم يتهيأ لك فائت قبر الحسين فإنها تكتب لك عمرة " وسائل الشيعة 10/332.
بل تدرج بهم الغلو إلى الاعتقاد بأفضلية زيارة قبر الحسين في كربلاء على الحج فعن أبي عبد الله قال: " من زار قبر " الحسين " يوم عرفة كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم عليه السلام، وألف ألف عمرة مع رسول الله، وعتق ألف نسمة وحملان ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عز وجل عبدي الصديق آمن بموعدي وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوق عرشه، وسمي في الأرض كروبياً " وسائل الشيعة 10/360.
يوم الكوفة أم يوم القدس !!
مسجد الكوفة عند الشيعة مقدم على المسجد الأقصى في الفضل والمكانة !! روى الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام عن هارون بن خارجة قال له: كم بينك وبين مسجد الكوفة، يكون ميلاًَ ؟ قلت: لا، قال: أفتصلي فيه الصلاة كلها ؟ قلت :لا، قال: أما لو كنت حاضراً بحضرته لرجوت أن لا تفوتني فيه صلاة أو تدري ما فضل ذلك الموقع، ما من نبي ولا عبد صالح إلا وقد صلى في مسجد الكوفة حتى إن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لما أسري به إلى السماء قال جبرائيل أتدري أين أنت يا محمد ؟ أنت الساعة مقابل مسجد كوفان قال: فاستأذن ربي حتى آتيه فأصلي فيه ركعتين فنزل فصلى فيه وإن ميمنته روضة من رياض الجنة وإن وسطه روضة من رياض الجنة وإن مؤخره عروسة من رياض الجنة والصلاة فيه فريضة تعدل بألف صلاة والنافلة فيه بخمسمائة صلاة وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبواً ).
وورد عن أبي بكر الحضرمي قال: قلت لأبي جعفر الباقر عليه السلام: أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله؟ قال عليه السلام: الكوفة! يا أبا بكر! هي الزكية الطاهرة، فيها قبور النبيين والمرسلين، وغير المرسلين، والأوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل ! الذي لم يبعث نبياً إلا وقد صلى فيه، وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه، والقوام من بعده، وهي منازل النبيين، والأوصياء الصالحين. وسائل الشيعة 3/547. وغير ذلك الكثير ... وقد زعم الشيعة أن كل ما جاء في السنة النبوية من فضائل المسجد الأقصى إنما هو من صنع الأمويين !!
وخلاصة الأمر أن الشيعة لا ينظرون إلى المسجد الأقصى المبارك كما ينظر أهل السنة ، فالمسجد الأقصى عند الشيعة إنما هو في السماء، ومن يقر منهم بأنه هو المسجد المعروف في بيت المقدس ، فمسجد الكوفة عنده أفضل منه بلا خلاف ، ولا شك أن هذا محض افتراء على دين الله فلم تثبت أي فضيلة لمسجد الكوفة لا في الكتاب ولا في السنة .
أهدافهم :
يعملون على تفهيم العالم العربي والإسلامي أنهم يعيشون في عصر اليقظة الإسلامية ، في ظل بحر من الظلمات التي تعيشها الدول الإسلامية السنية ، وأنهم الوحيدون القادرون على مواجهة الكيان اليهودي والدفاع عن المقدسات الإسلامية .
وفي المقابل تتهم الحكومات العربية والإسلامية أنها تنهب الثروات الوطنية ، وغير مبالية إزاء جرائم هذا الكيان ضد الشعب الفلسطيني المظلوم ... فهم المدافعون عن المستضعفين ، والعاملون لإقامة العدل في أوطاننا !!
وإيران الآن تملك إمكانيات كبيرة وأرصدة وفيرة في ظل ارتفاع أسعار النفط لأرقام قياسية ، ويمتلك الاستراتيجيات والسياسات والمخططات التي ينفذ بعضها في ظل مصالح وتنافس بينهم وبين الغرب تجعل السياسات تتوازى أحياناً وتتقاطع أحياناً أخرى ، كما توازت في احتلال العراق وأفغانستان ... وتقاطعت في سياسات التمدد في المنطقة !!
لقد ترادفت وتوازت مصالح إيران مع الغرب في إعادة ترتيب دول المنطقة وما أسموه " الشرق الأوسط الجديد الذي يعملون على تقسيمه طائفياً !!
هؤلاء يهددون عقيدتنا وتاريخنا ولغتنا وانتماءنا العربي ، ويتدثرون بدثار الإسلام وتبني الشعارات البراقة التي طالما خدعت وضللت جماهير أمتنا ، المتلهون بالسير وراء كل من يعدهم بتدمير الكيان الغاصب ، ويعيد الحقوق إلى أهلها ، وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى المبارك .
والغريب أنهم يدعون لوحدة المذاهب والتقارب بين المذاهب وهم ما زالوا يحرسون مزاراً تشد إليه الرحال من الشيعة لما سموه قبر "أبو لؤلؤة المجوسي (بابا شجاع)" قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه !!
فمحاولتهم اصطناع البطولة، وادعاء الجدية، في تحمل المسؤولية عن قضايا الأمة الكبرى، بتصريحات طنانة، وشعارات رنانة، يطلقها قادتهم السياسيون بين الحين والآخر، بما يوشك أن يكرر «سيناريو الخداع الكبير» الذي وقع فيه فئام من الأمة أيام ظهور (الخميني) عندما أطلق على حركته وصف "ثورة المستضعفين" فكشفت الأيام اللثام عن أنها لم تكن إلا ثورة على المستضعفين، وخدعة قدمت كل خدمة مأجورة للطغاة والمستكبرين، كما أظهرت أحداث أفغانستان والعراق .
وفي إحدى هذه التظاهرات خلال موسم حج العام 1987 ميلادية حمل الشيعة صور الخميني ومجسمًا كبيرًا للمسجد الأقصى ، وبدلاً من أن يهتفوا ضد أمريكا و"الكيان اليهودي"، هتفوا باسم الخميني ونادوا به زعيمًا للعالم الإسلامي !!
هل نحن عندهم مسلمين أم كفار ؟!!
لا فرق عندهم بين كفر اليهود والنصارى والنواصب - أي أهل السنة - يقول إمامهم الخوئي في كتابه "منهاج الصالحين" 116/1 : "لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والخارجي والغالي والناصب".
وقال الخميني في كتابه "تحرير الوسيلة" 1/119 : "غير الشـيعة، إذا لم يظهر منهم نَصْبٌ أو معاداة لسائر الأئمة الذين لا يعتـقدون بإمامتهم طاهرون، وأما مع ظهور ذلك منهم، فهم مثل سائر النواصب ".
وقال في كتابه أيضاً ص 118: "أمـا النواصب والخوارج لعنهما الله، فهما نجسان من غير توقف " .
وكل من لا يقول بإمامة الأئمة الاثني عشر، عند الشيعة كافر: قـال عالمهم يوسف البحراني في كتابه الحدائق النضارة 153/18: " ليت شعري، أي فرق بين كفر بالله سبحانه ورسوله، وبين كفر بالأئمة عليهم السلام، مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين".
وقال الكاشاني في كتابه "منهاج الحياة" ص 48: "من جحد إمامة أحد من الأئمة الاثني عشر، فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء" .
وقال المجلسي في كتابه "بحار الأنوار" 390/23 : "اعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام، وفضَّل عليهم غيرهم يدل على أنهم مخلدون في النار" .
و"النواصب" عندهم تحل دماؤهم وأعراضهم وأموالهم!! فهـم يـوردون أثراً عن داوود بن فرقد، أنه قال : " قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في قتل الناصب ؟ قال: حـلال الدم، ولكـن اتقِ؛ فـإن قـدرت أن تقـلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكـيلا يُشـهد علـيك فافـعل. قلت: فما ترى في ماله ؟ قال: خـذه ما قدرت عليه" (هذا الأثر أورده الصدوق فـي "علل الشرائع ص 601"، وأورده الحر العاملي فـي "وسائل الشيعة 463/18 ، والجزائري في الأنوار النعمانية 308 - 2/308)
وقال صاحب (بحار الأنوار - 8/369): " ويظهر من بعض الأخبار، بل كثير منها، أنهم - أي أهل التسنن - في الدنيا في حكم الكفار، لكن لما علم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون على الشيعة، وهم يبتلون بمعاشرتهم، أجرى الله عليهم حكم الإسلام توسعة، فإذا ظهر القائم يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور، وفي الآخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبداً، وبه يجمع بين الأخبار، كما أشار المفيد والشهيد" .
أقوالهم وتصريحاتهم في التهوين من مكانة المسجد الأقصى :
تعددت أقوالهم وتصريحاتهم في التنقيص من مكانة المسجد الأقصى ، لإعطاء مكانة لمقدساتهم لا تصلها المساجد الثلاث التي تشد إليها الرحال وإليك بعضاً منها :
ابن معصوم :
ابن معصوم شيعي سخر شعره في نصرة المذهب ، وبدا ذلك جلياً في كتابه : "سلافة العصر" (المصدر : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر ، لابن معصوم الحسني . وقد نقل هذا الشعر من غير تعليق الكثير من مراجع الشيعة)؛ وعندما حج إلى النجف !! أنشأ قصيدته التي يفضل فيها النجف على المسجد الأقصى حيث يقول:
يا صاح هذا المشهد الأقدس **** قرت به الأعين والأنفس
والنجف الأشرف بانت لنا **** أعلامـه والمعهد الأنفــس
والقبة البيضاء قـد أشرقت**** ينجاب عـن لآلئها الحنـدس
حضرة قدس لم ينل فضلها **** لا المسجد الأقصى ولا المقدس
ياسر الحبيب :
وفي محاضرة للشيعي الكويتي "ياسر الحبيب" (المحاضرة موجودة بالنص والصورة في شبكة الدفاع عن السنة /www.d-sunnah.net) ألقاها في لندن بعد حادثة التفجير في قبة سامراء في العراق علق على ذلك الحدث بقوله : "الحرم العسكري الشريف المغتصب السليب الباقي إلى هذه اللحظة مدمراً والأنقاض على جسدي إمامينا المعصومين صلوات الله عليهما وما من مغيث يدفع هذه الأنقاض وهذا الحرم الباقي إلى هذه اللحظة في أيدي النواصب – أي أهل السنة – يجب أن يسترد ، هذا الحرم أهميته تفوق أهمية استرداد القدس ، استرداده هو أعظم عند الله !! جسد الإمام المعصوم أعظم من صخرةٍ وإن عرج عليها رسول الله" .
وقبل هذا وذاك سمعنا نصوص صريحة بأن مهمة تحرير المسجد الأقصى يجب أن تسبق أولاً بتحرير مكة المكرمة والمدينة المنورة !! من سيطرة من يسمونهم بالنواصب، ومنهم ياسر الحبيب الذي صرح بأن : "مساجد أهل السنة يجب أن تهدم ويجب أن لا يتراجع عن هذه المسألة، قوانين الله يجب أن تطبق، بدون محاباة، وبدون مراعاة لأحد". ويقول بالحرف الواحد: "مكة والمدينة اليوم تحت الاحتلال ويجب تحريرهما"!!
جعفر النمر :
وكتب جعفر النمر المدرس بالحوزة العلمية في مدينة قم ، مقالاً بعنوان "تأبين آية الله التبريزي" جاء فيه: " وردت عن أهل البيت روايات في مدح الكوفة والتي فيها ما يدل على أن فضل مسجد الكوفة عندنا يزيد عن فضل المسجد الأقصى" (المقال منشور في شبكة راصد الإخبارية /www.rasid.com بتاريخ 29/11/2006م).
حسين الخراساني :
يقول حسين الخراساني في كتاب الإسلام على ضوء التشيع ص 132 " أن طوائف الشيعة ترقب من حينٍ لآخر أن يوماً قريباً آتٍ يفتح الله لهم الأراضي المقدسة" . على اعتبار أنها محتلة، وهذا رأي من يعتبر أن للمسجد الأقصى قداسة!!
محمد مهدي صارمي :
وفي إذاعة عبدان الحكومية في احتفال 17/3/1979م قال محمد مهدي صارمي " أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن مكة المكرمة حرم الله الآمن يحتلها شرذمة أشر من اليهود .. إننا سوف نرجع إلى فلسطيننا ، إلى مكتنا ، إلى مدينتا ، وسوف نحكم القرآن في هذه البلاد المقدسة التي احتلت " .
وفي مجلة الشهيد التي تصدر من قم العدد 46 في 16/10/1400هـ رسموا صورة الكعبة وصورة المسجد الأقصى وبينهما رشاش وهناك عبارة كبيرة تقول " سنحرر القبلتين "!! ؛ أي الحرم المكي والمسجد الأقصى !!
أقوالهم عن فلسطين وأهلها:
محمد باقر خرازي :
أنتقد أمين عام ما يسمى بحزب الله الإيراني محمد باقر خرازي في تصريح له القيادة السياسية في بلاده واتهمها أنها لم تنتهج الطريق الواضح والجلي في نشر التشيع في العالم، وفي فلسطين على وجه الخصوص من خلال حركات المقاومة الفلسطينية، حيث قال: " قدمنا كل أشكال الدعم لقوى التحرر الإسلامية، لكن ما الذي حصلت عليه إيران؟ وإذا كنا نقدم اليوم الدعم لفلسطين فيجب على فلسطين أن تسير في طريق أهل بيت النبوة، وإذا لم يحصل ذلك فما هو الفرق بينها وبين إسرائيل؟ إلى متى تبقى مائدتنا مبسوطة أمام الآخرين في حين أن الشعب الإيراني يتضرع جوعاً"!! (التصريح بأكمله نشر في صحيفة الرأي الكويتية ، عدد 4/3/2008م)
ولعل هذه الصراحة في التصريحات تكشف الدهاء والمكر الذي تلعبه القوى الشيعية في نشر التشيع في فلسطين، والتي استطاعت أن تحقق لها موطأ قدم عند البعض في أرض لم يكن للتشيع أي ذكر فيها، وتبعث كذلك بإشارات واضحة لقيادات المقاومة الفلسطينية والتي ارتضت لنفسها الارتماء في أحضان إيران، في أن القوم أهدافهم واضحة وأن ما يسعون لتنفيذه يتطلب في هذه المرحلة استخدامهم كأداة لاختراق الأرض المباركة.
فالقوم لا يفرقون بين الفلسطينيين وبين اليهود إذا ما حالوا دون تحقيق أهدافهم، وأن هذا الغزل المستعر لفلسطين ليس لسواد عيونهم أو صدق قضيتهم بقدر ما أنهم الأداة المناسبة لتحقيق ذلك باسم الإسلام الذي أضحى التعاطف معه عالمياً.
وختم خرازي تصريحاته بكلمات لو مزجت بماء البحر لمجّته ولفظته ينبعث منها رائحة العنصرية والطائفية والشعوبية ، حيث قال: "إن شعرة عفنة لشاب شيعي وإيراني يرتدي الملابس الغريبة لهي أفضل من العالم بأسره"!!!
استنكارهم تعلق الشيعة بالقدس :
الكثير من دعاة الشيعة يستنكرون اهتمام ساستهم وقياداتهم بالقدس ، ويعدون ذلك من المقاصد السياسية ، حيث أن مكانة القدس موضع اختلاف كبير عند علماءهم وذلك بصريح نصوصهم وشروحهم ... فهم يلحقون هذا الاهتمام لأسباب سياسية وليست عقدية !!
قال ياسر الحبيب "أن على المؤمنين الالتفات إلى قضية البقاع المقدسة أكثر، فهي تفوق في شرفها وقدسيتها بيت المقدس، بل لا قياس ، فعلى أي أساس شرعي يتجه كل هذا الحراك الشعبي الشيعي تجاه القدس وكأنها هي قضيتنا الأولوية ؟! كلا! إننا مع اهتمامنا بقضية القدس الشريف إلا أننا وحسب الميزان الشرعي يجب أن نجعل الأولوية لقضية سامراء المقدسة والبقيع الغرقد ، ثم بعد ذلك نتجه إلى القدس وغيرها. يجب تحرير سامراء والبقيع من أيدي النواصب أولا ثم تحرير القدس من أيدي اليهود، والعجب من الشيعة المؤمنين كيف هم غافلون عن ذلك" !!
وكتب أحدهم في منتديات يا حسين www.yahosein.com :" أن مسجد القدس عند الجانبيين الشيعي وغيره من الفرق الضالة (ويقصد أهل السنة والجماعة ) ، تشهد بأن الذي بناه هو المغتصب الثاني (ويقصد به الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه) ، وفيه أعواد كان يقرأ فيها خطبه المهترية (ويقصد منبر صلاح الدين الأيوبي) خراب الدين الأيوبي (صلاح الدين الأيوبي الذي شهدت له الأمة يتهمه هذا الرافضي بأنه خراب الدين ، انتقاماً لدوره في إزالة الدولة الفاطمية الباطنية) !! وللأسف الشديد هناك من الشيعة من يحزن ، ويعمل يوم للقدس ، ويبكون عندما حفروا اليهود بقرب المسجد الأقصى !!
الخاتمة ...
وهكذا عملوا على إيجاد طابور خامس بين الشعب الفلسطيني يعتقد عقيدة الرفض ومعاداة أهل السنة ويعمل بأجندة جديدة على هذه الأرض المباركة .
فهم يدعمون إقامة مؤسسات شيعية في فلسطين ، ويرعون من تشيع من أبناء فلسطين والمخيمات في لبنان أفضل رعاية ، ويبثون مواقع على الشبكة العالمية كموقع منتدى شيعة فلسطين وإذا به يصدر من البحرين.
فلا نريد أن يخترق الشعب الفلسطيني طائفياً للتسهيل في إثارة الفتنة بينهم وإعلان حرب مكشوفة لا على اليهود بل على بعضهم البعض ، ليكون العداء للأمة العربية والإسلامية بأكملها إلا إيران الفارسية وحده.
هذا موقفنا من الشيعة ما قبل وما بعد ما داموا على عقيدتهم... فعليهم أن يُنقوا عقيدتهم وتصوراتهم من سموم الباطنيين ولوثات المجوسية ومن ذلك موقفهم من أصحاب رسول الله وبعض آل بيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – ومن ذلك أيضاً مظاهراتهم وشتمهم للصحابه في مآتمهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ، وقولهم بأن هناك مصحف فاطمة ..
اللهم اكفنا شرهم واجعل كيدهم في نحورهم
والحمد لله رب العالمين ،،،