فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

عصابة الحاخامات في نيوجرسي لها ارتباطات بزعيم شاس

 

 

التاريخ: 2/8/1430 الموافق 25-07-2009

 

بعد رجل الأعمال الأميركي اليهودي الشهير برنارد مادوف، المتهم في أكبر فضيحة نصب مالي في تاريخ الولايات المتحدة، جاء دور حاخامات اليهود، الذين اعتقل 5 منهم في نيويورك ونيوجرسي أمس الأول، بتهمة الفساد وسلب أموال وتبييض أموال والاتجار بالأعضاء بين نيويورك ونيوجرسي وإسرائيل.

وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت»، أمس، إن زعيم التنظيم هو الحاخام إلياهو بن حاييم من بلدة ديل في نيوجرسي، الذي لديه علاقات واسعة مع عائلة الزعيم الروحي لحزب «شاس» الحاخام عوفاديا يوسف.

وكانت السلطات الأميركية اعتقلت 40 منتخبا محليا وخمسة حاخامات بارزين في نيوجرسي ونيويورك خلال تفكيك شبكة فساد لها تشعبات تصل حتى إسرائيل وسويسرا. وتم الإفراج عن غالبية الموقوفين بتهمة الفساد بكفالة مادية.

ومن بين المعتقلين رؤساء بلديات مدن هوبوكين وسيكوكوس وريدجيفيلد في ولاية نيوجرسي. وتشتبه السلطات بان المعتقلين يقومون بأعمال فساد وسلب أموال وتبييض عشرات ملايين الدولارات والاتجار بالأعضاء البشرية.

وبثت محطات التلفزة صورا لقادة محليين موثوقي الأيدي على متن حافلة كانت تنقلهم إلى مكان اعتقالهم إلى جانب حاخامات بالزي التقليدي، بعد مداهمة شنتها الشرطة على كنس عديدة.

وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، خبر عملية الاعتقال. ونشرت الصحف صورا للحاخامات خلال اقتيادهم الى مكان الاعتقال. وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن الشرطة الإسرائيلية لم تشارك في التحقيق.

وذكرت «يديعوت» إن عمليات الاعتقال كشفت أن جمعيات خيرية يهودية أميركية نفذت أنشطة جنائية خطيرة، بينها تبييض أموال بواسطة تبرعات لمعاهد دينية يهودية في إسرائيل، إضافة إلى دفع رشاوى والمتاجرة بالأعضاء البشرية. وأوضحت أن حملة الاعتقالات طالت حاخامات من الجالية السورية - الحلبية، وعددا من الإسرائيليين الذين شكلوا حلقة الوصل مع جهات في إسرائيل.

ووفقا للاتهامات فقد تزعم التنظيم الحاخام إلياهو بن حاييم من بلدة ديل في نيوجرسي، الذي درج على تلقي من جهات مختلفة شيكات يصل مبلغ كل واحد منها حتى 160 ألف دولار، ويتم إيداعها مباشرة في صناديق معاهد دينية يهودية وكنس وجمعيات خيرية. وكان يصرف هذا الشيكات ويحول الأموال نقدا إلى الجهات التي طلبت تبييض الأموال ويحصل مقابل ذلك على عمولة بقيمة 10 في المئة.

وأوضحت الصحيفة أن بن حاييم معروف بأنه جامع أموال كبير لصالح مؤسسات توراتية في إسرائيل والعالم، وأن لديه علاقات واسعة مع عائلة الزعيم الروحي لحزب «شاس» الحاخام عوفاديا يوسف.

وكان والد بن حاييم الحاخام باروخ، الذي توفي قبل خمس سنوات، الحاخام الرئيسي للجالية الحلبية والمعروفة أنها أغنى جالية يهودية في أميركا، وكانت تربطه صداقة حميمة للغاية مع الحاخام يوسف.

ودرج بن حاييم على زيارة إسرائيل مع وفد من أغنياء جاليته بينهم عائلات شحيبر ونقاش وهراري ودويك للتبرّع بأموال للحاخام عوفاديا يوسف ومؤسسات توراتية تابعة لـ«شاس».

وإحدى الجمعيات التي نشط بن حاييم في صفوفها هي جمعية «ييحافيه ديعاه»، التي ترأسها عائلة يوسف، ويترأس مدرستها الدينية في القدس المحتلة نجل عوفاديا، الحاخام يوسف يوسف وقد جمع بن حاييم تبرعات كثيرة لهذه المدرسة الدينية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجالية الحريدية (اليهود المتشددين) قولهم إن يوسف يوسف درج على زيارة الولايات المتحدة مرات عدة كل عام، وكان يحل ضيفا على بن حاييم. وتبين أيضا أن بين المتبرعين للحاخام عوفاديا عائلة طويل من الجالية اليهودية الحلبية، وأن أبناء آخرين للحاخام عوفاديا تلقوا تبرعات مالية كبيرة جدا تم تحويلها إليهم بواسطة المتبرع إدموند ناحوم الذي اعتقل أيضا بشبهة ضلوعه في القضية.

وأشارت الصحيفة إلى أن حلقة الحاخامات تحولت عمليا إلى بنك كبير ومطلوب لتنفيذ عمليات تبييض أموال، فيما هم يستفيدون من حقيقة أن الكنس والمنظمات الدينية تحظى بموجب القانون الأميركي بتسهيلات في الضرائب وحرية نسبية للعمل بعيدا عن أعين مكتب الاتحاد الفدرالي (اف بي أي).

ونقلت عن مسؤول في «اف بي أي» قوله إنه يجري التحقيق في اتجاهات مختلفة، بينها احتمال التحقيق في شبهات ضد جهات في إسرائيل، وأحد المعتقلين في القضية يملك محلا لتصريف العملات في الولايات المتحدة وتملك عائلته محلا مشابها في إسرائيل.

وهناك متهم آخر هو الحاخام إدموند ناحوم، الذي كان حاخام الكنيس الرئيسي في بلدة ديل في نيوجرسي. كما اعتقلت الشرطة الأميركية الحاخام ليفي اسحق بوزينبوم بتهمة الاتجار بالأعضاء، حيث انه يقنع «الواهبين» ببيع الكلى بـ10 آلاف دولار ويبيعها بسعر اكبر بـ16 مرة من ذلك، بالإضافة إلى بيع أعضاء أخرى.

يو بي أي، ا ف ب، رويترز

المصدر: صحيفة السفير اللبنانية

 

.