فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

شخصيات فلسطينية ومسؤوليين إسرائيليين يقررون مصير القضية الفلسطينية في ورشات عمل

 

شخصيات فلسطينية ومسؤوليين إسرائيليين يقررون مصير القضية الفلسطينية في ورشات عمل نُظمت في قلعة سويسرية معزولة

 

التاريخ: 3/9/1430 الموافق 24-08-2009

 

كشفت تقارير صحافية نشرت اليوم الاحد ان ورشات عمل لبحث افضل السبل لدفع عجلة السلام في منطقة الشرق الاوسط نُظمت في قلعة سويسرية معزولة وبحضور مسؤولين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ومسؤولين اسرائيليين اضافة الى وجوه ديبلوماسية وسياسية من المنطقة واوروبا.

ورعت هذه الورشات "مؤسسة القرن المقبل" التي تتخذ من لندن مقرا لها بالاشتراك مع "مبادرة التغيير" السويسرية، وأرسلت تقارير عن نتائج هذه الورشات إلى وزراء الخارجية العرب وعدد من الوزراء الأوروبيين.

وتعقيبا على هذه التقارير، قال مسؤول في "حماس" لـ  ان تلك الشخصيات المحسوبة على الحركة لم تعقد اي لقاءات مباشرة مع الاسرائيليين. وقال ان نقاشات حادة جرت بين شخصيات الحركتين حول مفهوم "تمثيل كل الفلسطينيين". وكانت من اهم التوصيات التي خرجت بها هذه الورشات التأكيد على أهمية المبادرة العربية للسلام كأساس لأي تحرك يدعم عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتشديد على ضرورة إشراك كافة الأطراف الفلسطينية فيها من دون استثناء في إشارة إلى حركتي "حماس" و"الجهاد".

من جهته، نفى المستشار في وزارة خارجية الحكومة المقالة في غزة الدكتور أحمد يوسف لصحيفة "الشرق الاوسط" التي تصدر في لندن والتي نشرت خبر الورشات على صفحتها الاولى الاحد أن تكون "حماس" شاركت في هذه الورشات. وقال إن دعوات لم توجه إلى تنظيمات بل إلى شخصيات فلسطينية وعربية للمشاركة.

وأضاف "تلقيت شخصيا دعوة ولكنني لم أشارك". وليؤكد موقفه قال يوسف إن شخصيات أخرى من غزة لا علاقة لها بـ"حماس" تلقت دعوات للمشاركة من بينها الصحافي عادل الزعنون.

وكانت الصحيفة اشارت ان هذه الورشات انعقدت في قلعة كو في سويسرا مطلع الشهر الحالي، وكان سبب عقدها في هذا البلد هو أن كثيرا من الحضور ما كانوا ليحصلوا على تأشيرات دخول إلى دول الاتحاد الأوروبي وتوجب على الحاضرين الذين جاءوا من قطاع غزة مغادرة بيوتهم قبل شهر من انعقاد المؤتمر والانتظار في مصر قبل السماح لهم بمتابعة الرحلة.

واستمرت الورشات لثلاثة أيام توصلت فيها المجموعات التي كانت تناقش قضية الشرق الأوسط بمن فيهم الإسرائيليون، إلى قناعة مفادها بأن مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمة بيروت عام 2000، التي لم تحظ بالاهتمام كثيرا في إسرائيل، هي أساس للمفاوضات وأن هناك حاجة لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن المبادرة تمثل فرصة لا تهديدا.

وأكد أمين عام المؤسسة وليام موريس، الذي رفض الكشف عن أي من أسماء المشاركين أن شخصيات من "حماس" من غزة ولبنان وسورية شاركت في هذه الورشات. لكن عُرف من المشاركين الإسرائيليين كل من كبير المفاوضين في مؤتمر كامب ديفيد 1999 ـ 2000 غلعاد شير وعضو الكنيست السابق إفرام سنيه ومن بريطانيا مذيعة الأخبار السابقة آنا فورد وكذلك الصحافية آن ليسيل وناشطة السلام والرئيسة السابقة للمجلس الدولي للمرأة اليهودية جون جاكوب. كما شاركت أيضا شخصيات من حركة "فتح" رفض موريس الكشف عنها أيضا.

وقال صحافي بريطاني شارك في إحدى ورشات العمل: "صحيح أن الدعوات وجهت للمشاركين بشكل شخصي، لكن في الوقت ذاته روعيت الخلفيات السياسية والأيديولوجية"، ورفض الصحافي أيضا الكشف عن أي من الأسماء المشاركة سواء من "فتح" أو من "حماس" لكنه قال إن من المشاركين 4 مسؤولين سابقين في السلطة و3 من "حماس"، مؤكدا أن الدعوات وجهت الى حوالي 15 شخصية من هذه الحركة.

وأوصت الورشات بتشكيل ثلاث لجان عمل تتحرك على ثلاثة مستويات لتسويق المبادرة العربية للسلام، الأول فلسطيني – اسرائيلي ، والثاني عربي - إسلامي والثالث دولي لدفع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، على أن يكون اعضاء هذه اللجان من شخصيات دولية أجنبية وحدد إسم الرئيس الأميركي السابق جيمى كارتر ضمن اللجنة الدولية، وكذلك عدد من الشخصيات الفلسطينية المستقلة .

وضمن التوصيات أيضا أن تعمل هذه اللجان على بلورة آلية عمل بعد إكتمال تشكيل فريقها الدولي والمحلي والاقليمي من أجل دعم المفاوضات وتنفيذ مايتم الاتفاق عليه بين المفاوضين لإنهاء الصراع العربي - الاسرائيلي . وقال مصدر إنه من المنتظر تشكيل فريق سياسي وقانوني على مستوى دولي من الشخصيات المشاركة في الورشات.

في غضون ذلك، قررت مجموعة من رؤساء دول سابقين وزعماء عالميين القيام بجولة في بلدات إسرائيلية وفلسطينية عدة، للمساهمة ـ كما قالوا ـ في بناء قاعدة شعبية مساندة لعملية السلام في صفوف الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني.

والمجموعة المنضوية تحت لواء "حكماء العالم" كانت قد تأسست برئاسة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، خلال الاحتفال بعيد ميلاد نيلسون مانديلا الرئيس الأسبق لجنوب أفريقيا التاسع والثمانين. ووضع لهذه المجموعة هدف المساهمة في بناء السلام العالمي.

وقررت العمل على مساعدة الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني وقيادتهما إلى دفع مسيرة السلام ومساعدة الرئيس الأميركي باراك أوباما في جهوده لتحقيق هذا السلام.

وسيشارك في الجولة إضافة إلى كارتر، الرئيس البرازيلي السابق فرناندو إنريكي كردوسو ورئيسة أيرلندا السابقة ميري روبنسون ورئيس وزراء النرويج السابق غارو برونتلنيس والزعيم الجنوب أفريقي والمطران ديموند توتو وعدد من رجال الأعمال ونشطاء حقوق الإنسان في العالم.

وسيلتقون عددا محدودا من المسؤولين بينهم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. لكنهم سيكرسون جولتهم بالأساس إلى لقاء أوساط جماهيرية في الطرفين.

المصدر: صحيفة القدس

 

.