أنشطة المركز / بيانات
بيان "مركز بيت المقدس للدّراسات التوثيقية" حول وقف إطلاق النار في غزة

بيان
"مركز بيت المقدس للدّراسات التوثيقية"
حول وقف إطلاق النار في غزة
الحمد لله ربّ العالمين، مُعزّ المرابطين، ومُذلّ المعتدين الغاصبين، ولا عدوان إلا على الظالمين، أمّا بعد:
فإننا في مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية نبارك لأهلنا في غزة العزة بتوقيع وقف إطلاق النار، بعد صمود تاريخي وثبات أسطوري لأكثر من خمسة عشر شهراً من القتل والتدمير والتجويع وحرب الإبادة التي لم يشهد لها التاريخ المعاصر مثيلا، على يد آلة الإجرام الوحشية البربرية الهمجية الصهيونية.
نحمد الله تبارك وتعالى الذي بفضله ومنته لَطَفَ بعباده، وردَّ كيد أعدائه، ليكون هذا الحدث وتلك الصفحة، فارقة في حياة الأمة وقضية فلسطين والصراع مع الصهاينة المغتصبين، وعظة وعبرةً، ونبراساً ومُنطلقاً، لجميع الأجيال، تُستلهمُ منها الدروس، ويُستشرفُ بها المستقبل.
إننا إزاء هذا الحدث المهم، نؤكد على ما يلي:
1- إن الصراع على أرض فلسطين صراعٌ بين الحق والباطل، وما حدث صفحة من صفحاته وفصل من فصوله، ولن ينتهِ طالما هنالك حقٌ مغتصب واحتلال آثم، وسيبقى هذا الصراع إلى قيام الساعة.
2- إنّ المسجد الأقصى المبارك عقيدة راسخةٌ في قلب كلّ مسلم، وإن نصرته والدفاع عنه واجب، ومسؤوليتنا جميعاً كأمّة إسلاميّة في ظلّ هذه الأحداث الخطيرة والظروف الحرجة.
3- ضرورة الوقوف مع أهلنا في غزةَ خصوصاً وفلسطينَ عموماً، ومؤازرتهم والتخفيف من معاناتهم، وأن تتضافر الجهود بجميع المجالات والامكانيات في سبيل ذلك، وفي مقدمتها إعادة إعمار غزة وبنيتها التحتية.
4- إن معركةَ الوعي من أخطر المعارك في الصراع بين الحق والباطل، وعليه ينبغي تكثيف الجهود في فضح ممارسات العدو الصهيوني وكشف مخططاته وأكاذيبه، وتوثيق جرائمه وإبادته، وتحصين الأجيال من الأكاذيب والمغالطات.
5- ضرورة رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية لجميع الأطياف الفلسطينية، فهي السبيل الأقوى لمواجهة التحديات، في كامل فلسطين.
6- الدعوة لتحركات عملية ومبادرات دولية لوقف الانتهاكات الصهيونية مستقبلا، في غزة والضفة وكامل أراضي فلسطين.
نتضرع إلى الله القوي العزيز أن يجعل عاقبة هذا الاتفاق خيراً وعزاً وفرجاً وعوناً، ويكبت الصهاينة المعتدين: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].
اللهمّ احفظ إخواننا في قطاع غزة وفلسطين، واربط على قلوبهم، وتقبل شهداءهم وشافِ جرحاهم وعافِ مبتلاهم وفك أسراهم، وعوضهم خيرا مما أصابهم، ورُدَّ كيد الصهاينة في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم يا رب العالمين، اللهم واحفظ المسجد الأقصى المبارك من دنس الصهاينة المعتدين، والمغتصِبين المجرمين، واجعل لكلّ مسلمٍ على وجه الأرضِ نصيباً من نُصرَته ويدًا في تحريره يا ربّ العالمين، واجعله شامخاً مرفوعاً عزيزاً عامراً بالإيمان والتّوحيد يا أكرم الأكرمين.
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية
16/ رجب/1446هـ
الموافق 16/1/2025م
.