القدس والأقصى / خطب مقدسية

لا تنســـوا فلســـطين

فضيلة الشيخ سعد بن عبدالله بن ناصر البريك - حفظه الله

المشرف العام على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد، إمام وخطيب - الرياض ـ المملكة العربية السعودية

 

الحمد لله الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، القائل في محكم كتابه، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَداوَةً للّذينَ آمَنوا اليَهودَ وَالذينَ أَشْرَكوا}(المائدة/82)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا وخلق البشر أجمعين، والذي خلق هو أعلم بما ينفع ويضر، وهو أعلم بما تنطوي عليه سرائر العباد، والذي خلقنا وخلق أعدائنا هو يعلم ما نكن في صدورنا وما نعلن، ويعلم ما يكن أعداؤنا في صدورهم وما يعلنون، {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللّطيفُ الخَبير}(الملك/14)، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، بعث بالسيف إلى يوم القيامة، ونُصر بالرعب، وجُعل رزقه تحت ظل رمحه، وجعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، إلى يوم الدين.

 

عباد الله اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام وعضوا بالنواجذ على العروةِ الوثقى، واعلموا أن للهِ سنن لا تتبدل ولا تتحول {ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلاً}(فاطر/43).

 

ومن سنن الله أن من تمسك بدينه، وتوكل عليه وأناب إليه، في السراءِ والضراء فالله ناصِرُه، ولو كان لا يملكُ قليلاً أو كثيراً، ومن سنن الله أن من بعُدَ عن دين الله، فإن الله خاذِله ومذله، ولو تدجج بالسلاح، وأحاطت به القوى كإحاطة السوار بالمعصم.

 

معاشر المؤمنين، يقول الله جل وعلا {ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم، وتؤمنون بالكتاب كله، وإذا لقوكم قالوا آمنا، وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ، قل موتوا بغيظكم}(أل عمران/119)، وهذا شأنُ أهلُ الكتاب، ويقول الله جل وعلا في شأنهم أيضاً، {لتجدِنَ اشدَ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود}(المائدة/64)، اليهود الذين قالوا { وقالت اليهود يُد الله مغلولة، غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان}(المائدة/64)، اليهود الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء، اليهود الذين قالوا إن الله خلق السماواتِ والأرض في ستةِ أيام فتعب فاستراح في اليوم السابع، فأنزل الله رداً وتبكيتاً لهم، {ولقد خلقنا السماوات والأرض ومابينهما في ستةِ أيام، وما مسنا من لغوب، فاصبر على ما يقولون، وسبح بحمد ربك}(ق/38-39).

 

والله لا سبيل إلى العزةِ والاستعلاء والكرامة، ومضاء السنة والعقيدة إلا بالصبر، والتسبيح ليلاً ونهاراً، {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}(ق/40)، اليهود يا عباد الله الذين هم آكلون السحت، اليهود، الذين يقتلون الأنبياء بغير حق، اليهود الذين يسعون في الأرض فساداً، {كلما أوقدوا ناراً للحربِ، أطفأها الله، ويسعون في الأرضِ فسادا}(المائدة/64)، اليهود الذين لا يرون لبشرٍ منزلةً ولامكانة ولا مقاماً أبداً، وإذا شئتم أن تعرفوا عقائد اليهود، ورأي اليهود فيكم، فاسمعوا إلى نصوص مترجمة من التلمود، واسمعوا إلى نصوصٍ مترجمة من كتبهم وكتب عقائدهم ، يقول اليهود: إن الله تعالى يدرس التلمود منتصباً على قدميه، قبحهم الله، يرون أن التلمود أعظم من الله، وأن الله يقف جاثياً على قدميه، يدرس التلمود - يدرس كتابهم - تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، اليهود يقولون إن التلمود وُجد قبل الخليقة، ولولا التلمود لزال الكون، ومن يخالف حرفاً من التلمود يمت، واليهود يقولون: إذا احتدم خلافٌ بين الله والحاخامات فالحقُ مع الحاخامات، واليهود يقولون: إن اليهودي معتبر عند الله أكثر من الملائكة، فإذا ضرب أمميٌ يهودياً -أي مسلم أو مسيحي- فكأنه ضرب العزة الإلهية، ويقول كتابهم لو لم يُخَلق اليهود، لانعدمت البركةُ من الأرض ولعدمت الأنظار، ويقول كتابهم: الفرق بين الحيوان والإنسان كالفرق بين الأمم واليهود، ويقول كتابهم مصرح لليهودي أن يطعم الكلاب، وغير مصرح لهم أن يطعم الأجانب لحماً، بل يعطيه للكلاب لأنها أفضل منهم، والأمم الخارجةُ عن دين اليهود ليست كلاباً فحسب بل حميرٌ أيضاً، وتقول كتبهم وبروتوكولاتهم؛ خلق الناس باستثناء اليهود، من نطفة حصان، وخلق الله الأجنبي على هيئةِ إنسان ليكون لائقاً لخدمة اليهود، الذين خلقت الدنيا من أجلهم، وتقول كتبهم؛ لا يجوز لليهودي أن يشفق على غير اليهودي من الأمميين، وتقول كتبهم يحق لليهودي أن يغش الكافر وأن ينافق معه عِند اللزوم، وتقول كتبهم إذا كان اليهودي قاضياً بين يهودي وأجنبي، فواجبٌ عليه أن يعمل جهده ولو بالغشِ والخداع ليظهر الحق بجانب اليهودي ويحكم له، وتقول كتبهم، مصرح لليهودي أن يجامل الأجنبي ظاهراً ليتقِ شره على أن يضمر له الشر وتقولُ كتبهم: لا يغفر إله اليهود ذنبَ اليهودي الذي يرد مالاً مفقوداً إلى الأجانب، وتقولُ كتبهم: غير مصرح لليهودي إقراض الأجنبي إلا بالربا، والربا محرم تعاطيه بين اليهود، وقال الحاخام «لإبن بجلون» إن حياة الأجنبي ملك يد اليهود فكيف بأمواله، وتقول كتبهم يجب قتل الصالحين من غير اليهود، ومحرم على اليهودي أن ينجي أحداً من الأمم منالهلاك، أو يخرجه من حفرة، بل يجب أن يسد الحفرة التي وقع فيها الوثني، وتقولُ كتبهم: كل من يقتل أجنبياً، يقرب قرباناً إلى الله، وتقولُ كتبهم: إذا قتل يهودي يهودياً خطأ وكان قصده أن يقتل أجنبياً، فخطيئته مغفورة لأنه كان يهدف إلى قتل الأجنبي، وتقول كتبهم: الذي يقتل أجنبياً يكافأ بالخلودِ في الفردوس، والذي يرتد عن دينه من اليهود، يعامل كالأجنبي إلا إذا فعل ذلك تقيةً أو من أجل غش الأممين، ويقول اليهود: الزنى بغير اليهود سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً مباحٌ لا عِقابٌ عليه أبداً، وتقولُ كتبهم: اليمين الذي يؤديه اليهودي للأجنبي لا قيمة له، ولا يلزم اليهودي بشيء لأنه لا أيمان بين اليهودي والحيوان، وتقول كتبهم: مباحٌ لليهودي أن يؤدي عشرين يميناً كاذباً يومياً، وتمحى ذنوب هذه الأيْمان في إجتماعات الغفران التي يعقدها الحاخامات لشطب حساب الأيمانات الكاذبة، وبعد...

 

فهذا قليل من كثير، من تعاليم التلمود الحاقدة.

 

معاشر المؤمنين، اليهود هم الذين سعوا لقتلِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تحت الجدار، كما أرادوا أن يُلقوا عليه حجرةً عظيمة فأتاه الوحيُ وأخبره، واليهودية هي التي سمت الفخذة للرسول صلى الله عليه وسلم في شاةِ، فدعته إليها، وقال صلى الله عليه وسلم مازال سُم تلك الشاه، مؤثراً في بدني.

 

وسُحِر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسحره لبيد بن الأعصم في جِفِ طلعةِ ذكر فحل، حتى جاءهُ الملائكة، ونظرا ما به، وكان صلى الله عليه وسلم من شدةِ السحرِ، يتخيل إليه أنه أتى نسائه ولم يأتهم، فجاء الملكان، وقالا ما بالرجل، فقال مطبوبٌ سحره لبيدٌ بن الأعصم اليهودي، فبحثا عن السحرِ وأخرجاه (متفق عليه)، واليهود هم الذين قتلوا عُمر بن الخطاب، واليهود هم الذين أججوا الفتنة، واجتمع الناس على بيت عثمان على بيت الخليفة، على بيت إمام المسلمين وتسوروا الجدار، وأغروا ناقصي العقول، حتى جثم أحدهم على صدر عثمان، وأحتز رقبته بالسكين، بعد أن أمسك بلحيته وجز برقبته عن بدنه، واليهود هم الذين سعوا بالفتن في صفين وفي الجمل، بين عليٍ ومعاوية وبين عائشةٌ وعلي، واليهود هم الذين قتلوا علي بن أبي طالب.

 

واليهود هم الذين لازالوا يسعون في بلاد المسلمين خراباً ودماراً، يتنفذون ولا يدعون فرصةً إلا ويثبون إليها ويستحكمون فيها، وينشرون ما يخدم أفكارهم، ويخدم نظامهم ويخدم عقيدتهم، هذا في ما مضى، واقفزوا مع التاريخ قفزةً عظيمة، اسألوا الحرائر كم قُتل في دير ياسين، كم قتل في تل الزعتر كم قُتل في صبرا وشاتيلا، كم قُتل في سيريلانكا على يد (نمور التاميل) بأموال يدفعها اليهود، وكم قُتل في كشمير في سيريناجار بأموالٍ يدفعها اليهود، وكم قتل من المسلمين على أيدي البابيين والبهائيين، وعلى أيدي القاديانيين وبأموالٍ يدفعها اليهود، والله ما من شرٍ إلا واليهود ورائه، فيا معاشر المؤمنين : إن كنتم تجهلون حقيقة اليهود، فاعرفوا حقيقتهم، إن الله جل وعلا قد قرب حقيقة اليهود لكم في كل يومٍ سبعة عشرة مرة، فأنتم تسبونهم وتلعنونهم في صلاتكم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم (اليهود) ولا الضالين (النصارى)} ، إن اليهود مغضوبٌ  عليهم والنصارى ضالون، ومن غضب الله عليه فهو ملعون. فيا معاشر المؤمنين اعرفوا حقيقة أعدائكم، إن الذي لا يعرف حقيقة عدوه لا يميز بين القريب والبعيد والدخيل والعميل، والصادق والمنافق، والمخلص والمتنفذ.

 

عباد الله أسألكم سؤالاً ؟ لماذا اختار اليهود فلسطين؟ أرضاً يجعلونها خنجراً يطعنون بها وحدة المسلمين، لكي يقيموا عليها دولةً لهم أليس اليهود أغني أمم الأرض، أليس اليهود أغني أمم الأرض، أليس اليهود أغني أمم الأرض بلى واللهِ، ألا يوجد على سطح هذه الكرة الأرضية من الصحارى القفار، والبيداء الشاسعة، والأراضي البيض ما يكفي لإقامةِ وطنٍ لليهود، يبنونهُ بأموالهم على أحسن طراز وعلى أحدثِ تقدم، لا يعجزهم ذلك من قلة المالِ أبدا، لا يشكون قلة المال، حتى يقيموا بلداً في صحراء نيفادا، أو يقيموها في مكانٍ بعيد، ولو طلبوا من دولٍ غربيةٍ أو شرقيةٍ من اليهودِ أو النصارى أو من وافقهم، رقعة تقام عليها بلادهم ولو سعوا إلى ذلك لوجدوا إليه سبيلاً، فلماذا بالذات؟ يأتون إلى هذه البقعة، لأن كتابهم يقول: إن فلسطين أرض الميعاد، إذاً فاليهود يعملون بعقيدتهم، واليهود يعملون بدينهم، واليهود يعملون بتوارتهم، واليهود يعملون بتلمودهم، معاشر المؤمنين ونحن أولى بأن نعمل بشريعةٍ ماضية من أولئك الذين يعملون بشريعةِ منسوخة، ونحن أولى بأن نعمل بقرآنٍ محكم من أولئك الذين يعملون بتوراة محرفة، نحن أولى أن نكون أقرب إلى تعاليم ديننا وعقيدتنا منهم، معاشر المؤمنين إن اليهود لن يرضوا ولن يقفوا عند حدٍ معين ولكنها سنة الله جل وعلا، {فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا}(الإسراء/104)، لعل هذا أوان اقتراب مذبحتهم وملحمتهم ونهايتهم، وما ذلك على الله ببعيد، وإن كان يجرح فؤادي، أن أسمع إذاعةً بصوتٍ عربي، أو أقرأ جريدةً بحرفٍ عربي تقول أن عند اليهود 300 رأس نووي، «ويخوفونك بالذين من دونه»(الزمر/36) هل يخوَّف المسلمون بالعالم الإسلامي، هل يخوف بـ300 رأس نووي، من الذي خلق اليهود (الله) من الذي خلق عقولهم (الله) من الذي سخر لهم هذه المادةِ الذرية (الله) من الذي جعل هذه الصواريخ تنطلق على نظام وسنةٍ عملية (الله) أليس الذي قدر على ذلك كله قادر على أن يغير شيئاً من هذا كرامةً لعبادة المؤمنين، أليس الذي جعل النار برداً وسلاماً على إبراهيم، قادرٌ على أن يجعل الصواريخ تعود إلى قلوب اليهود، بلى والله، {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله}(فاطر/43)، {ومكروا مكراً، ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين}(النمل/50-51)، {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة، ثم يغلبون، والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}(الأنفال/36)، {إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}(الطارق/15-17)، ويقول الله جل وعلا: {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال}(إبراهيم/46)، نعم إن لهم كيد وإن لهم مكر وإن لهم تخطيط بعيد المدى، أول ما فكر اليهود بإقامة هذا الوطن القومي الذي يجمع شتات اليهود في أولى القبلتين، أول ما فكر اليهود بهذا كان عام 1848 ميلادي أي قبل وعد بلفور بمئة عام، ومضى العمل على قدم وساق، مضى العملُ جادا من خلال بعض المفكرين والأساتذة والإرساليات والمنظمات والشركات، لكي يكتبوا تقريراً ويستقرئ الواقع عن إمكانية غرس هذا العضو الغريب بين المسلمين، فقالوا لا يمكن أن يُغرس عضوٌ غريب في جسد صحيح، إلا إذا خففت المناعة في هذا البدن، فسعوا لذلك، ونشروا الرذيلة، وروجوا الدعارة وانتجوا كل ما من شأنه أن يقطع الأواصر، وأن يكسر العلاقات، وأن يهدم الحياة، وأن يخرج المرأة وأن ينبت الفاحشة، حتى أصبح مجتمع المسلمين مخدراً، وحينئذٍ أمكن زرع عضو غريب في بلاد المسلمن، وبعد مئة عام، من التخطيط والتفكير.

 

ظهر أول حرف يقول بوطنٍ قومي لليهود في فلسطين، بوعد بلفور، وماذا بعدذلك، لازال العمل على قدمٍ وساق ومضت الأمة في مراحل دامية من المذابح، والقتل، والمواجهات العسكرية، ودخلتها الخيانات والعمالة، ودخلها ما دخلها مما فضحة التاريخ، ولا تستر الشمس بالبراقع، حتى بلغ الحال إلى أن أصبح إخواننا الفلسطينيون، إخواننا المسلمين من فلسطين، يشردون في الأرض يا عباد الله، والله ما سافرت دولة إلا وجدت واحداً من الفلسطينيين هناك، أين أرضكم يا إخواننا، أين بلادكم يا إخواننا، في الصين الشيوعية وجدت فلسطينيين، في كمبوديا وجدت فلسطينيين، في مختلف بقاع العالم وجدت الفلسطينيين، أيتام على مائدة اللئام، أين الولاء والبراء، أين أخوة الإيمان، أين دم التوحيد الذي يجري في القلوب يا أمة الإسلام، يا أمة الإسلام، يا أمة الإسلام، كم من فتاة بتر بطنها وهي حامل، وكم من مسلمة أنتهك عرضها أمام والديها في السجون، وكم من صغير قتل بأفتك ألوان التعذيب أمام والديه، وكم من رجل رأيناه يموت غيظاً، ويموتُ كمداً ويموت من قلة الحيلة، وهوانه على الناس وغفلة إخوانه المسلمين، يا معاشر المؤمنين أين إيماننا؟ أين إسلامنا؟ أين توحيدنا؟ أين غيرتنا؟ مسلمون بالكلام، مسلمون بالجنسيات.

 

هذا نداء للعالم الإسلامي كله، لا تنسوا فلسطين، لا تنسوا فلسطين، لا تنسوا فلسطين، إن الله جل وعلا وعدنا أن تحرر من جديد، إن الله جل وعلا وعدنا بأن تعود فلسطين من جديد، إن الله جل وعلا وعدنا بأن يذبح اليهود شر مذبحةٍ في فلسطين، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله.

 

أخي الكريم ما شعورك لو أن لصوصاً طردوك من بيتك وأخذوا يتفاوضون على بيع ذلك وأنت تنظر إليهم، هل يبقى في عروقك دمٌ يسير أو يجري، هل يبقىلقلبك نبضة أو خفقة، هل يبقى لعقلك مساحةٌ للتفكير، هل يبقى لبدنك جهد يتحرك به.

 

يا أمة الإسلام لا تنسوا فلسطين، ولا تنسوا الجهاد في فلسطين، الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، إن الله جعل من الأفغان، الحفاة العراة العزل، الذين واجهوا روسيا بهولها، وهيلمانها، وصواريخها ودباباتها، وطائراتها، وفرق التدخل السريع منها والصاعقة، (والسبتنانس) والكومندس الذين نزلوا بهم في أفغانستان، إن الله تعالى يوم نصر الأفغان على هذه الدولة الظالمة الباغية وتحطمت، وذلك بيان وعد الله وذلك تحقيق وعد الله، {من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب}(رواه البخاري)، عادوا أولياء الله الذين في أفغانستان، فأنقلبت الدائرة على رؤوسهم، بإنقسام بلادهم وذوبان نظريتهم وذوبانهم، وسيرهم تحت معسكر آخر، إن الذي نصر أولئك ليس عاجزاً، بل هو القادر جلا وعلا على أن ينصر أطفال الحجارة، على أن ينصر المسلمين، على أن ينصر الفلسطينيين، على أن ينصر الشباب الصغار، إن الله جل وعلا قادر على أن يجعل هؤلاء مذبحة لليهود، وخنجراً في قلب اليهود.

 

اللهم فارحم الفلسطينيين في كل مكان اللهم ارحم إخواننا الفلسطينيين، اللهم ارحم إخواننا الفلسطينيين، اللهم ارحم اخواننا الفلسطينيين، اللهم إنا نسألك نصراً من نصرك، ونسألك اللهم نفحةً تقويهم بها وتثبتهم بها، اللهم اجمع شملهم، اللهم وَحِّد جهودهم ، وسدد رصاصهم، اللهم بك وحدك لا شريك لك اللهم أنت المستعان وإليك المئاب، وعليك لا يكون قدرٌ إلا منك، وما قدرت إلا لتمام حكمة، لأنك لا تقدر عبثا، وقدرت بتمام العدل، لأنك لا تقدر ظلما، ورحمتك سبقت غضبك ووسعت كل شيء، اللهم ارحم إخواننا في فلسطين، وارحم الفلسطينيين في كل مكان، اللهم اهد شبابهم واجمع كلمتهم، ووحد شملهم، اللهم ردهم إلى أرضهم، وأسعدهم في بلادهم، وأقم كتابك وسنة نبيك على أرضهم يا رب العالمين.

.